في بلد القرارات فيها بتمشي بالركشة، والتنفيذ بيمشي "كداري"، قرر الأمين السياسي للمؤتمر السوداني إنه يعمل فيها "مواطن واثق" ويختبر هيبة الدولة شال جوازه ومشى سفارة قطر، وهو متخيّل إنو قرار البرهان ده "إيميل" وصل السفارة قبل ما هو يمرق من بيته، وإنو القنصل حيقيف ليهو انتباه! لكن الصدمة كانت "سودانية كااااربة": الموظف، وبكل برود "السيستم طاشي"، عاين ليهو وقال ليهو: "والله يا أستاذ.. الكلام ده سمعنا بيهو في الفيس بس، لكن هنا ما جانا أي تكلّم!" وفي لحظة واحدة، القرار سقط في "المسافة السكة" بين صفحة الناطق الرسمي ودرج المكتب المكركب. الجواز بقى عالق في النص: لا محصل سيادة افتراضية، لا طايل ختم حقيقي. الناس بقت بتتساءل: هو القرار ده مرسلينه بالبريد العادي؟ والا القرارات عندنا بتركب "تزانزيت" وبتنوم في المطارات؟ طبعاً ناس السوشيال ميديا، "شُذاذ الآفاق" الما بيفوتوا ليهم شاردة ولا واردة، ردموا الزول ردم الجن. وأشهر تعليق جاله في نص جبهته وبدون أي دبلوماسية: "يا مليشي.. أها خم وصُر، أمشي طلّع جوازك من نيالا!" التعليق ده براهو "بيان بالعمل" للوضعية النحن فيها حسي في السودان الجديد، الشرعية بقت عبارة عن "بي دي إف" (PDF) في قروبات الواتساب، والسيادة بقت "لايكات" و"شير"، أما الجواز.. ده قصته قصة، جغرافيتو بتبدا من نيالا وممكن تنتهي في واق الواق، والمواطن هو الضحية القصة دي يا جماعة ما قصة شريف ولا قصة البرهان، دي قصة "دولة الـ Copy-Paste" دولة بتصمّم القرارات في دقيقتين، وبتحتاج قرنين عشان توصلهما للسيستم. دبلوماسية نايمة في العسل، وعاصمة بتقرر في وادي وسفاراتها في وادي تاني خالص. وسياسيين لسه قايلين إنو "البوست" بيمشي المعاملات الحكومية في السودان، ممكن تكون وزير، أو معارض، أو حتى "قحتي ساي" تائب..
*لكن قدام شباك السفارة، الحقيقة المرة واحدة: "السيستم واقع.. والقرار ما جانا!"
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست