رصد إدراك قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان تحصلت صحيفة ” إدراك” على معلومات من مصادر بواشنطون عن قيام سفارة السودان بواشنطون، بالتعاقد مع شركة “بالارد بارتنرز” والتي بدورها تعاقدت مع شركة أخرى هي “في إس جلوبال” بعقد بلغت قيمته الإجمالية(120)ألف دولار يمتد حتى أبريل 2025م ويهدف العقد إلى دعم أنشطة استشارية ودعائية لصالح حكومة البرهان.
ومن اللافت أن شركة بالارد بارتنرز، التي أسسها رجل الأعمال الإمريكي “برايان بالارد” المعروف بقربه من الرئيس الأمريكي المنتخب لولاية جديدة “دونالد ترامب”. تُعد من أبرز شركات الضغط ذات النفوذ في واشنطن عن طريق ” اللوبيات” بداخل مجلس الشيوخ الإمريكي وهي تعمل علي تقديم استراتيجيات وحلول لعملائها لتحقيق اهدافهم في الساحة السياسية ولها مكاتب في واشنطون وتل ابيب ونجيريا
ووفقاً لمصادر متطابقة تحدثت لـ” إدراك”فإنه قبل توقيع العقد دفعت السفارة السودانية مبلغ (120) ألف دولار لشركة “بالارد بارتنرز” والتي تعاقدت من الباطن مع شركة “في إس جلوبال” وهي شركة إستشارات في المجال السياسي والإستراتيجي.
السفارة السودانية بواشنطن. تلميع صورة نظام ملوث بالدماء
فيما تُتهم القوات المسلحة بقيادة البرهان بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خلال الصراع المستعر الان مع قوات الدعم السريع، يبدو أن البرهان يسعى لإخفاء هذه الجرائم عبر حملات علاقات عامة موجهة نحو الغرب. وقد وُضعت العديد من الشخصيات والكيانات المرتبطة بالطرفين المتحاربين تحت العقوبات الأمريكية، بسبب دورها في تصعيد الحرب التي اندلعت في أبريل 2023. ورغم هذه المحاولات لتجميل الصورة، تظل الحقائق على الأرض صادمة، حيث يواجه المدنيون في دارفور والجزيرة والخرطوم وغيرها من المناطق معاناة مروعة بسبب النزاع. وتشير تقارير حقوقية إلى تورط الجيش بقيادة البرهان، في جرائم حرب محتملة، بما فيها استهداف الأعيان المدنية بطيران الحربي.
البرهان يحاول تبييض جرائمه
ويقول المحلل السياسي والخبير في الشؤون الدولية الدكتور عبدالمجيد الفادني في حديثه لـ” إدراك” إن هذه الخطوة تعكس تخبّط النظام العسكري السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، والذي لجأ لتوسيع شبكته مع جماعات الضغط في واشنطن بهدف تحسين صورته أمام الغرب والولايات المتحدة، وهي محاولة لتجاوز إرث كارثي من الحرب والدمار الذي تسبب فيه تحالفه مع الإسلاميين.
ويضيف ” الفادني” إن تفاصيل العقد المثيرة للجدل تشمل “مراسلات ولقاءات مع أعضاء الكونجرس وموظفيهم ومسؤولين في الفرع التنفيذي لوزارتي الخارجية والدفاع (البنتاجون)” وفقا لملفات وزارة العدل الأمريكية بالإضافة لممارسة الضغط على الكونغرس الأمريكي، وإدارة الرئيس القادم ترامب وحكومات الخليج والإمارات وإسرائيل وروسيا، بالإضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الأخرى.وهذه ليست المرة الأولى التي تُستخدم فيها شركات الضغط لتحسين صورة أنظمة استبدادية. إذ سبق لشركة “سكواير باتون بوجز” العمل لصالح النظام البائد لعمر البشير في محاولة فاشلة لرفع العقوبات الأمريكية.
لايمكن أن تحقق تلك الشركات اي تطور في ملف تلميع قائد الجيش، لأنها ذات طبيعة ربحية قائمة علي الكسب المادي
البرهان امام مهمة صعبة
فيما يقول الصحفي والمحلل السياسي “عز الدين دهب” في حديثه لـ” إدراك” تقف الولايات المتحدة الأمريكية على رأس هرم النظام العالمي بمستوياته السياسية والاقتصادية والعسكرية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية 1939-1945 وهو ما منح القرار الأمريكي أهمية بالغة تستوجب دراسة مدخلاته وطرق اتخاذه. حيث يتشكل القرار الأمريكي (الداخلي والخارجي) بناء على مجموعة من العوامل المختلفة ذات المستويات الشعبية والرسمية والدولية، ويأخذ المستوى الداخلي النصيب الأكبر في بناء القرار الأمريكي، وذلك من خلال دور الحزب الفائز في الانتخابات، ودور القادة والسياسيين البارزين في الكونجرس، وتأثير أصحاب رؤوس الأموال، ومراكز البحث والفكر، بالإضافة إلى تأثير الرأي العام.
ويضيف الصحفي “دهب” قائلاً : كذلك فإن الجهود الخارجية في التأثير في القرار الأمريكي تستعين بأدوات داخلية، حيث تضطلع جماعات الضغط بدور كبير في التأثير في السياسة الخارجية لواشنطن، إذ تستطيع من خلال قنواتها المختلفة تمرير قوانين واتخاذ قرارات مصيرية ربما يصعُب تمريرها على مجلس النواب بالطرق التقليدية، بالإضافة إلى قدرتها على تغيير مواقف وآراء للمكونات الحكومية والشخصيات السياسية البارزة تجاه القضايا التي تنشط فيها جماعات الضغط.
ولكن مثل هذه الشركات لديها المقدرة في التلاعب او التحايل علي القوانين لان اهداف هذه الشركات ربحية ولذلك بامكانها اتخاذ كافة الاساليب لتحقيق ارباحها ولكن قد لايستفيد “البرهان” من هذه الخدمات لصعوبة المهمة المتعلقة بتبيض موقفه امام الرآي العام نتيجة للإنتهاكات الجسيمة التي ظل يرتكبها خصوصا عبر سلاح الطيران علاوةً علي قيامه بإنقلاب الخامس والعشرين من إكتوبر الذي يعد من الكبائر .
محاولات يائسة من البرهان لتبييض وجه غارق في دوامة الصراعات
تحالفات مشبوهة وأجندات تخريبية
يبقى الجنرال البرهان رمزًا لتحالفات مشبوهة جمعت بين العسكر والإسلاميين الذين أغرقوا السودان في دوامة من الصراعات والانقسامات. وبينما يسعى الآن لكسب دعم واشنطن، فإن هذه الخطوات لا تعني سوى محاولات يائسة لتبييض وجه نظام غارق في الجرائم والانتهاكات.
السؤال الذي يطرح نفسه- هل ستنجح جماعات الضغط في غسل يد البرهان من الدماء، أم أن العالم سيبقى شاهدًا على حقائق هذا النظام الدموي؟
11-26-2025, 01:40 PM
حيدر حسن ميرغني حيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 29869
$120 الف دولار دى على قول ترباس و لا بساوى رمية واحدة. لوبى واشنطون بتكلمو ملايين. اذا لا غرابة انو ناس الامارات مسيطرين على الشغلانة, حتى مستر بولس مستقر عندهم هناك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
حيدر حسن ميرغني
Mahjob Abdalla
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست