أول نشاط رسمي من قلب العاصمة منذ التمرد في خطوة وصفت بالمفصلية، باشر والي ولاية الخرطوم، الأستاذ أحمد عثمان حمزة، اليوم الثلاثاء، مهامه الإدارية والسياسية من مكتبه الرسمي بمقر رئاسة الحكومة وسط العاصمة الخرطوم . وذلك لأول مرة منذ اندلاع التمرد المسلح في أبريل من العام الماضي. واعتُبرت هذه الخطوة إشارة واضحة لتحول كبير في المشهد الأمني والسياسي في الولاية التي كانت ساحةً رئيسية للمعارك بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع. معاني ودلالات مباشرة العمل من داخل الخرطوم تمثل عودة الوالي إلى مكتبه بمقر حكومة الولاية تطورًا رمزيًا واستراتيجيًا بالغ الأهمية. فمن ناحية رمزية، تشير هذه الخطوة إلى استعادة شكل من أشكال السيادة المدنية على العاصمة، وعودة الحد الأدنى من مؤسسات الدولة للعمل من داخل الأرض الواقعة تحت سيطرة القوات المسلحة. أما من الناحية السياسية، فإن الخطوة تحمل رسالة قوية للمجتمعين المحلي والدولي مفادها أن الحكومة المركزية تمضي بثبات نحو إعادة ترتيب الأوضاع الإدارية في البلاد، وأن زمن التهجير المؤقت والقيادة من خارج الخرطوم قد شارف على الانتهاء. ما بعد العودة.. هل تُستأنف الإدارة الطبيعية؟ عودة والي الخرطوم لمكتبه تفتح الباب واسعًا أمام استئناف العمل الرسمي من داخل العاصمة، ما يعني إمكانية إعادة تنشيط بقية الوزارات الولائية، والبدء فعليًا في معالجة القضايا العالقة المرتبطة بالخدمات . وإزالة الركام الإداري الذي تراكم خلال الشهور الماضية من الحرب. كما أنها تمهد الطريق لمراجعة ملفات حساسة مثل إعادة الإعمار، ونزوح المواطنين، وإزالة آثار الحرب، وإعادة تشغيل البنية التحتية والخدمية. الأثر الأمني والمعنوي للخطوة من الناحية الأمنية، فإن تواجد أعلى مسؤول إداري بالولاية في قلب الخرطوم يشير إلى إنتهاء التهديدات المباشرة في الأحياء والمربعات القريبة من مقر الحكومة. وقد يُقرأ ذلك باعتباره تأكيدًا على نجاح العمليات العسكرية الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة لتأمين محيط القيادة العامة والأحياء المركزية. أما من الزاوية المعنوية، فإن الخطوة تعزز من شعور السكان المحليين بإمكانية عودة الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها، وتمنح دفعة قوية للروح المعنوية للموظفين والعاملين في الدولة الذين ظلوا في حالة من التشتت بين مقار مؤقتة وأخرى افتراضية تداعيات محتملة على الصعيد السياسي والميداني سياسيًا، قد تساهم هذه الخطوة في تحريك المياه الراكدة داخل المشهد الوطني، وتدفع قوى سياسية كانت تراهن على انهيار المنظومة الحكومية إلى إعادة حساباتها. كما أنها قد تضعف موقف الدعم السريع على طاولة التفاوض، في حال استؤنفت أي مساعٍ دبلوماسية أو سياسية لحل الأزمة. ميدانيًا، من المتوقع أن تتبع هذه العودة خطوات موازية لتأمين الأحياء المجاورة، وفتح المزيد من الطرق والمرافق أمام المدنيين، مع احتمال إصدار قرارات ولائية تُنهي حالة الطوارئ الجزئية وتفرض النظام تدريجيًا في الأسواق، المدارس، والمرافق العامة. بين الرسالة والواقع رغم أن تحديات الخرطوم ما تزال قائمة، إلا أن مباشرة واليها عمله من داخل المدينة تمثل تحولًا كبيرًا لا يمكن تجاهله. فالخطوة ليست مجرد عودة موظف رسمي إلى مكتبه، بل هي رسالة دولة، وإعلان بأن المعركة على الخرطوم لم تُحسم لصالح الفوضى، وأن الإرادة السياسية والعسكرية مصممة على استعادة العاصمة كاملة، حجرًا وبشرًا الخرطوم – عاجل نيوز
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة