تعتبر المريسة واحدة من التقاليد العريقة والممارسات الثقافية الراسخة في المجتمع السوداني، وخاصة في المناطق الريفية والأحياء الشعبية. تُعرف المريسة بأنها "خمر الفقراء" و"غذاء البسطاء"، وتلعب دورًا مزدوجًا كشراب كحولي وغذاء مغذي.
تاريخ المريسة , ترجع أصول المريسة إلى العصور القديمة، حيث كانت تُصنع من الحبوب المخمرة مثل الذرة والشعير والدخن. وقد انتشرت هذه العادة في جميع أنحاء السودان بفضل بساطة مكوناتها وسهولة تحضيرها. تعد المريسة جزءًا من الثقافة السودانية منذ آلاف السنين، حيث كانت تستخدم في الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية والدينية.
طريقة التحضير , تُحضّر المريسة من خلال تخمير الحبوب لفترة تتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام. تبدأ العملية بطحن الحبوب ثم خلطها بالماء وتركها لتتخمر. هذا التخمير الطبيعي يؤدي إلى تحويل السكريات الموجودة في الحبوب إلى كحول وثاني أكسيد الكربون. يُضاف أحيانًا بعض المكونات الأخرى لتحسين الطعم والنكهة.
الاستخدامات والمكانة الاجتماعية , تعد المريسة جزءًا من حياة الكثير من السودانيين، حيث يتم تناولها بشكل يومي تقريبًا في بعض المجتمعات. تُستخدم كشراب مغذي بفضل احتوائها على عناصر غذائية من الحبوب المخمرة. كما أنها تُعتبر وسيلة للترويح عن النفس والتجمع الاجتماعي.
بالنسبة للفقراء، تُعد المريسة خيارًا اقتصاديًا مقارنة بالمشروبات الكحولية المستوردة التي تكون غالبًا باهظة الثمن. كما توفر المريسة كمية كبيرة من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي تساعد في تلبية احتياجات الجسم اليومية، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص الغذاء.
على الرغم من فوائدها الغذائية والاجتماعية، تواجه المريسة العديد من التحديات. تعتبر من المشروبات الكحولية غير المرخصة، مما يضعها تحت طائلة القوانين التي تحظر إنتاج وتناول الكحول في السودان، خاصة في الأقاليم ذات الطابع الإسلامي المحافظ. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول المريسة إلى مشاكل صحية مثل الإدمان وأمراض الكبد.
المريسة والثقافة السودانية
تلعب المريسة دورًا هامًا في الأدب والفلكلور السوداني، حيث تم ذكرها في العديد من القصائد والأغاني الشعبية. تعكس هذه الإشارات دور المريسة كمكون أساسي في حياة السودانيين اليومية وتعبير عن الهوية الثقافية والتراث الشعبي.
وتظل المريسة جزءًا لا يتجزأ من الثقافة السودانية، تعكس حياة الفقراء والبسطاء وتوفر لهم وسيلة للتغذية والترفيه. ورغم التحديات القانونية والصحية، يبقى تناول المريسة تقليدًا راسخًا في المجتمع، يعبر عن أصالة وعمق التراث السوداني.
المريسة ليست مجرد مشروب، بل هي جزء من التراث الحي الذي يروي قصص الأجداد والآباء، ويعبر عن قوة الروابط الاجتماعية والثقافية التي تربط السودانيين ببعضهم البعض.
## نشيد المريسة
يا مريسة يا مبهجة القلوب ** يا شراب السمر ونديم الحُبُوب ** أنتِ روحي ونور عيني ** وكلما شربتكِ زاد شجوني **
###
في مجالسنا أنتِ الحبيبة ** معكِ نغني ونرقص ونطربُ ونُسعدُ القلوب ** نسى هموم الدنيا ونعيشُ في سعادة ** معكِ يا مريسة كل شيء جميلُ ورائعُ **
###
أنتِ من تحيي الأفراح ** وتُشعل نارَ الحماس ** معكِ ننسى الخلافات ** ونعيشُ في وئامٍ ومحبةٍ **
###
يا مريسة يا رمز الكرم ** أنتِ من تُكرمُ الضيف وتُسعدُهُ ** معكِ نشاركُ طعامنا وشرابنا ** ونُظهرُ كرمنا وحسنَ ضيافتنا **
استاذنا الراحل الطيب محمد الطيب كنا بنشتغل سوا برنامجه الشهير صور شعبية حدثني وقتها عن كتابه الانداية ورفع الراية البيضاء و غيرها من التفاصيل تحياتي ابو الزهور
06-23-2024, 10:38 PM
زهير ابو الزهراء زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11753
حيدرنا انت جيت؟ قال الشاعر :اذا هبت رياحك فاغتنمها فإن الريح عادتها السكون يعني انتى هسة بتغتنم الفرصة ؟ طيب بلاقيك في ملف ضيق و ملفاتك الضيقة كتيرة يا شخبوط😁
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة