الإمارات تطلق حملات إعلامية مكثفة لتلميع إسرائيل في خضم الحرب مع إيران

Quote: الإمارات تطلق حملات إعلامية مكثفة لتلميع إسرائيل في خضم الحرب مع إيران فضائح الإمارات في يونيو 18, 2025 الإمارات تطلق حملات إعلامية مكثفة لتلميع إسرائيل في خضم الحرب مع إيران شارك مع اللحظات الأولى لهجوم إسرائيل على إيران فجر 13 يونيو/حزيران 2025، كانت دولة الإمارات استكملت استعداداتها لخوض معركة موازية: الحرب النفسية والدعائية على الرأي العام العربي لتلميع تل أبيب. إذ تحركت غرفة العمليات الإلكترونية الإماراتية بسرعة غير مسبوقة، وبتنسيق مباشر مع وحدتي “لهاب 433″ الإسرائيلية المتخصصة في الجرائم السيبرانية، و”أمان” المسؤولة عن الحرب النفسية. الهدف: تلميع صورة إسرائيل وتوفير غطاء شعبي عربي وهمي لجرائمها. لكن الأهم، أن الإمارات لم تكتفِ بالمجاهرة بتأييدها لإسرائيل، بل سعت لحشد دعم شعبي عربي عبر انتحال الهوية السعودية، لما تمثله المملكة من ثقل رمزي في العالمين العربي والإسلامي. وهنا تظهر خطورة الدور الإماراتي الذي تجاوز حدود التطبيع الرسمي، إلى تجنيد الفضاء الإلكتروني العربي في خدمة آلة الاحتلال الدعائية. علم السعودية في خدمة تلميع إسرائيل في واحدة من أخطر الممارسات التضليلية التي تُرتكب في الفضاء العربي، قررت الإمارات أن تُخفي بصماتها خلف “هوية سعودية مصطنعة”، حيث أوكلت إلى حمد المزروعي وأمجد طه، مئات الحسابات الوهمية التي تحمل أسماء وصور سعودية. الهدف كان واضحًا: إيهام الجمهور العربي والإسلامي بأن هناك دعماً شعبياً سعودياً واسعاً لإسرائيل في معركتها ضد إيران، رغم أن الموقف الرسمي للرياض اختار الصمت وعدم الانحياز. وهذا الصمت أزعج صناع القرار في أبوظبي وتل أبيب، فقرروا صناعة “سعودية افتراضية” تغرّد بما لم تغرده الدولة. تُركّز هذه الحملة على إشعال البعد الطائفي، إذ تُقدَّم التغريدات الموالية لإسرائيل من حسابات تبدو وكأنها تمثل سعوديين غاضبين من إيران “الشيعية”، لتغليف التأييد لإسرائيل بشرعية مذهبية، وتبرير الموقف الإماراتي بالانحياز لدولة الاحتلال كأنها “عدو مشترك” للمسلمين السنة. تورط إعلامي ممنهج في الحملة في الساعات الأولى بعد الضربة، شهدت منصات التواصل الاجتماعي نشاطًا غير طبيعي لحسابات سعودية وهمية، بدأت بنشر تغريدات تشيد “بشجاعة إسرائيل” وقدرتها على “ردع المشروع الإيراني”. بعض الحسابات روجت لعبارات مثل: إسرائيل تدافع عنا وعمن لا يجرؤون على المواجهة. الحرب مع إيران بدأها من يملك الجرأة: إسرائيل. السعودية تقف مع إسرائيل ضد الإرهاب الإيراني. كما أُطلق وسم “#السعودية_تقف_مع_إسرائيل”، وسرعان ما تحوّل إلى ترند وهمي عبر الترويج الآلي والردود المتزامنة على حسابات جيش الاحتلال والمتحدثين الرسميين باسم الحكومة الإسرائيلية، باللغة العربية. وتُظهر التحليلات أن خوارزميات المنصات الرقمية تم استغلالها ببراعة، عبر استخدام آلاف الحسابات المبرمجة مسبقًا لإعادة نشر وتضخيم الخطاب الموالي لإسرائيل. وتفيد تقارير تقنية أن مركز العمليات في أبوظبي استقدم فريقًا إسرائيليًا متخصصًا في إدارة هذا النوع من الحملات، تم دمجه مؤقتًا في الوحدة الإلكترونية لجهاز أمن الدولة الإماراتي. لماذا السعودية بالتحديد؟ اختيار الهوية السعودية لهذه الحملة لم يكن اعتباطياً، بل قائم على عدة اعتبارات استراتيجية: رمزية المملكة الإسلامية: تمثل السعودية قبلة العالم الإسلامي، وأي موقف يُنسب إليها يُمنح غطاءً دينيًا وشعبيًا عربيًا واسعًا، إلى جانب الغياب الرسمي السعودي عن التعليق المكثف على التطورات الإقليمية الحاصلة. وقد جرى توظيف السرديات السنية التقليدية ضد طهران لخدمة الرواية الإسرائيلية، مستخدمين مفردات مثل “المد الصفوي”، و”الخطر الشيعي”، لجعل الدعم لإسرائيل يبدو وكأنه دفاع عن العقيدة. تقليل الضغط على الإمارات: من خلال توزيع بصمات الحملة على “سعوديين افتراضيين”، تضمن الإمارات عدم انكشاف دورها المباشر، وتبعد عنها النقد الشعبي العربي الذي طالما هاجم انخراطها في التطبيع. تصريحات إسرائيلية تؤكد الشراكة مع أبوظبي وزير الخارجية الإسرائيلي في تصريحات صحفية أكد أنهم يديرون المعركة على كل المستويات ومنها الإعلامية والسوشيال ميديا قائلا إن “نجاح حملة الرأي العام خلال العملية ضد إيران تم بالتعاون مع شركائنا الإعلاميين” – والحديث هنا عن أبوظبي، لا غيرها. هذا التصريح يُسلط الضوء على تطور مستوى التنسيق بين تل أبيب وأبوظبي من المستوى الاستخباراتي والعسكري إلى المستوى الإعلامي والنفسي. وتكشف هذه الحملة عن تحول الإعلام العربي المدعوم من الإمارات إلى ذراع في خدمة المشروع الإسرائيلي. إذ لم يعد الأمر يقتصر على الدفاع عن التطبيع أو الهجوم على المقاومة، بل بات يشمل تصنيع رأي عام زائف يهلل لجرائم إسرائيل. وهنا يظهر دور المنصات الإماراتية – الرسمية وشبه الرسمية – مثل “العين الإخبارية”، “سكاي نيوز عربية”، ومنصات جديدة مثل “جسور نيوز”، التي تحولت إلى أبواق تروّج لرواية الاحتلال وتعيد تدوير رسائله باللغة العربية. وبالإجمال فإن ما جرى في الأيام التي أعقبت العدوان الإسرائيلي على إيران، ليس سوى مثال صارخ على كيف تحوّلت الإمارات إلى رأس حربة في معركة التأثير على وعي المواطن العربي. لكن الأهم أن هذه الحملات لا تعبّر عن نبض الشارع العربي أو موقف الشعوب الإسلامية، بل عن هندسة صناعية مفبركة للرأي العام، هدفها تعويم الاحتلال وإغراق العقل العربي في أوهام التحالف مع العدو. والخطر الأكبر ليس فقط في نجاح الحملة، بل في صمت النخب الإعلامية والسياسية التي تترك الميدان لهذه المنظومة الإعلامية المأجورة.