02:05 PM December, 27 2023 سودانيز اون لاين محمد الحسن حمدنالله-برستول بريطانيا مكتبتى رابط مختصر
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});إذا كانت هناك حرب في أي مكان وزمان فالسلام يصنعه طرفا أو أطراف الحرب حرب اليوم في السودان واضح أن دافعها صراع علي السلطة بين جنرالين تدعمهما قوي سياسية مختلفة وبصورة أكثر وضوحاً الوثيقة الدستورية أقصت الإسلاميين ومن شاركهم الحكم حتي لحظة السقوط فهؤلاء الذين تم إقصاؤهم تآمروا مع المكون العسكري فحدث إنقلاب ٢٥ إكتوبر الذي لم يتمكن من تشكيل حكومة حتي قيام الحرب لفقدان المشروعية محلياً وإقليمياً ودولياً ثم جاء الإتفاق الإطاري وتقدم خطوات ليستوعب كل من أدان الإنقلاب وأكد وقوفه مع التحول المدني الديمقراطي وشمل ذلك المؤتمر الشعبي من الإسلاميين لكنه إستثني المؤتمر الوطني الذي وقف مع الإنقلاب ولما حانت ساعة التوقيع علي الإتفاق الإطاري الذي يقصي المؤتمر الوطني وحلفاؤه قامت الحرب التي ما من شك أن المؤتمر الوطني الذي يتمتع بوجود كبير بين ضباط الجيش كان وراءها كنت أعتقد أن الحرية والتغيير وتقدم مؤخراً قد إستوعبا الدرس الذي مفاده أن إقصاء أي قوة سياسية فاعلة في المجتمع ستكون عواقبه وخيمة ولن يتحقق إستقرار في الفترة الإنتقالية لكنهم للأسف عادوا لنفس المربع الأول بإقصاء المؤتمر الوطني والمطالبة بإعلانه منظمة إرهابية لأنه شن الحرب وعدم مكافئته بالمشاركة في الفترة الإنتقالية وبالمقابل تتهم الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني الدعم السريع بشن الحرب بتحريض من الحرية والتغيير التي يعتبرانها حاضنته السياسية ويطالبان بإعلان الدعم السريع منظمة إرهابية! هذا لغو سياسي لا فائدة منه ومزايدات سياسية لا أكثر تعيدنا إلي التنافس السياسي بين اليسار واليمين الذي كان سبباً للإنقلابات العسكرية وأقعد السودان وانتهي به إلي هذه الحرب الخلاصة أي فصيل سياسي أو عسكري يتم حرمانه من التعبير عن رأيه بصورة سلمية سيلجأ إلي البندقية لإسماع صوته ولأن جسد السودان مثخن بجراحات الحرب فلم يعد هناك متسع في هذا الجسم العليل لمزيد من الجراح وليجتمع السودانيون دون إقصاء في مؤتمر دستور أو نحوه للوصول إلي صيغة دستور دائم تحدد كيفية حكم السودان أما الإنتهاكات الحقوقية الجسيمة التي حدثت منذ الإستقلال حتي اليوم ففي العدالة الإنتقالية التي تشمل العدالة الجنائية متسع والتي تنتهي بالمصالحة الوطنية أي كلام غير كده معناه إستمرار الصراع وعدم إستقرار السودان المطلوب التسامي فوق الجراح والخروج من الأُطر الحزبية الأيدلوجية الضيقة إلي رحاب الوطن الواسع الذي ينعم فيه الجميع بحقوق المواطنة المتساوية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة