من يزرع الشوك لا يجني العنب ... إفعل ما شئت كما تدين تدان .. هذا هو ناموس الكون .. كان صديقي آدم و هو زميل دفعة في طب الخرطوم من دارفور .. ينتمي إلى الإتجاه الإسلامي... كان إمامنا في مسجد حسيب ... بعد التخرج ذهب إلى دارفور ليعمل في خدمة أهله ... قابلته في وزارة الصحة بالخرطوم بعد إندلاع فتنة دارفور ... حدثني بكل حسرة ... يا صبري .. الحركة الإسلامية أشعلت النار في بيوتنا و تم حرق قرى بأكملها .. صرنا مشردين ... دي الحركة الإسلامية التي كنا نأمل أن تملأ الأرض عدلا ... أجمل سنين حياتنا و شبابنا وهبناها للحركة الإسلامية ... هل هذا هو جزاؤنا ... تحدث بهذه الحرقة و الحسرة ... و لم نتوقع جميعنا بأن العدل الإلهي قادم ... و أن الله يمهل للظالم و لكن إذا أخذه لم يفلته ... سكرة السلطة جعلت الكيزان يوجهون خناجرهم المسمومة للقريب و البعيد ... إن الإنسان ليطغى أن رآه إستغنى ... رأيت بأم عيني ما رأيت في بيوت الأشباح .. لم يسلم من أذى الكيزان حتى المستضعفين... رأيت آثار الحريق في وجوه بعض المعتقلين من جراء إطفاء السيجارة في وجوهم .. و لا يحرق بالنار الا رب النار .. تم ترحيل أحد الأدروبات من سجن بورسودان ليلتحق بنا في بيوت الأشباح جنوب سيتي بنك .. كانت الحاويات هي الزنزانة ... بعد عدة ساعات يأتي رجل الأمن و يقوم بفتح الحاوية ليجد أن بعض منا فارق الحياة نتيجة درجة الحرارة المرتفعة في الحاوية .. و تم نقل الآخرين للمستشفى للعلاج من صدمة الحرارة المرتفعة Heat stroke تأكدت من ذلك بعد أن سألت أحد الأطباء ... الكيزان قاموا بفصل ٦٠٠ الف عامل وموظف للصالح العام دون مراعاة لظروفهم العائلية ... قتل مئات الآلاف ... تعذيب في السجون .. قتل للشباب الأعزل ... نهب للأموال بطريق غير مسبوقة عالميا .. كذب و خداع و دجل باسم الدين ... أخيرا و ليته يكون الأخير تدمير كل شيء ... نزح الكثيرون من أرض المعركة لأن هذه المعركة لا تخص النازحين من قريب و لا بعيد ... نزح الكثيرون على أمل أن يقتل الطغاة و الظلمة بعضهم بعضا ليعودوا إلى ديارهم ... و يا دار ما دخلك شر .. و لكن لم تعد تلك الديار هي ديارنا التي تركناها .. لم تعد لها جدارا لنقبلها .. و لم يعد ساكنيها يملؤن شغاف قلوبنا بل تلعنهم ألستنا و قلوبنا ... إن زراعة الحقد التي زرعها الكيزان في قلوبنا لن تمر دون حساب و عقاب ... آن الأوان لهذه الكلاب الضالة أن تفسح الطريق ... ضاق صبرنا و صرنا لا نطيق أكثر من هذا ... من يعول على طيبتنا ليفعل ما يروق له ويذهب بعدها لينام هانئا مطمئنا بينما نئن من وطأة الظلم .. من يظن ذلك كذلك فهو واهم ... إن الدماء التي سالت لن تذهب هدرا ... إفعل ما شئت كما تدين تدان ... .. للسلمية حدود كما للصبر حدود ... قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ... صبري فخري محمد استشاري جراحة و مناظير 0913768608
12-17-2023, 07:39 PM
حيدر حسن ميرغني حيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25095
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
شوقى الفقس
حيدر حسن ميرغني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست