نقول للبرهان والفلول والبلابسة وإعلامهم المُحرَض على إستمرار الحرب ان يرجعوا "إلى طاولات الدراسة ليقرأوا من جديد على الأقل معلقة داعية السلام الشاعر زهير بن ابي سلمى". خاصة هذه الأبيات التي يصور فيها الحرب بصورة منفرة
وما الحربُ إلا ما علمتُم وذقتُمُ وما هو عنها بالحديثِ المرجَّمِ
متى تبعثوها تبعثوها ذميــمةً وتضرَ إذا ضرّيتموها فتضْرَمِ
فتَعرُكْكم عَرْكَ الرَحى بثِفالها وتلقــــحْ كِشافاً ثم تُنتِجْ فتُتْئمِ
فتُنــتج لكـم غلـمانَ أشأمَ كلُّـهم كأحمرِ عادٍ ثم تُرضعْ فتَفطِمِ
فتـُـغلِلْ لكـــم ما لا تُـغلَّ لأهـلِهــا قرَىً بالعرِاق من قَفيزٍ ودرهمِ
" للمساعدة نقول:
هو في البيت الأول: يذكر بأذى الحرب وشرورها، وهم أعلم الناس بها لأنهم عايشوها حقيقة ولمدة طويلة، فعرفوها معرفة يقينية، فأنتم تعلمون أن الذي أصف به الحرب ليس من ضروب الظن وإنما هي حقيقة أذكركم بها.
وفي البيت الثاني: ينفر من الحرب، لأنها شرّ كلها في أولها وآخرها، ومتى ما أوقدت نارها سرعان ما تقضي على كل شيء، وتزداد اشتعالا ًفتعود بوجهها القبيح الشائن ويصعب تلافيها، فامنعوها بالتمسك بالسلم.
وفي البيت الثالث: يبين أن ما تفعله الحرب بالناس، هو ما تفعله الرحى بالحبوب وبقطعة الجلد تحتها، كما أن شرورها لا تنقطع، وإنما تتابع وتتوالد آثارها مثل تلك الناقة الشؤم التي تحمل في كل عام ولا تلد ما ينفع .
وفي البيت الرابع: يذكر بأن الأجيال التي تولد في جو الحرب تكون غير سويّة، فهي لا تجلب خيرا، لأنها تعودت على القتل والثأر، ويكون هؤلاء الأبناء مثل الرجل الذي عقر ناقة ثمود فجلب العقاب على الجماعة كلها.
وفي البيت الخامس: يرسم الصورة المنفرة للحرب، ويذكرهم بأن ما يأتيهم من مضار الحرب وأذاها، أكثر مما يناله أهل العراق من الخيرات والغلال التي عرفت بها أراضيهم الخصيبة"
12-16-2023, 02:25 PM
حيدر حسن ميرغني حيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 28857
أمّا عن المناسبة ، فيروى بأنه في يوم كان الحارث بن عوف وهو أحد سادات العرب جالسًا مع خارجة بن سنان، وقال له: هل هنالك من العرب أحد يردني إن خطبت منه؟، فقال له: نعم، إنّه أوس بن حارثة الطائي، فقال له الحارث: هيا بنا نذهب إليه، وركبوا وتوجهوا إلى بيته، ودخلوا عليه، فقال لهم: مرحبًا بكم، ما الذي أتى بكم، فقال له الحارث: لقد جئت أخطب إحدى بناتك، فلم يرد عليه أوس، وانصرف من الغرفة وهو غاضب، وذهب إلى زوجته، فقالت له: من الذي دخل عليك؟، فقال لها: هو الحارث بن عوف، وقد اتى يخطب من عندنا، وبذلك فهو أهانني، فقالت له زوجته: أوليس هو سيد العرب؟، وإذا لم تقبل به زوجًا لابنتك فبمن ستقبل؟، عليك أن تلحق به وتعيده إلى البيت.
فلحق أوس بالحارث، وأوقفه، وقال له: لقد كنت غاضبًا من أمر حينما أتيتني، وعلى ذلك فإني أعتذر منك، فعد معي، ولك الذي طلبته، فعاد معه الحارث وهو مسرور، وعندما وصلوا المنزل ودخلوا، طلب أوس من زوجته أن تستدعي ابنته الكبرى، وعندما دخلت، قال لها: إنّ هذا الحارث بن عوفد ،قد حاء يطلبك للزواج، فهل تقبلين به زوجًا لك؟، فقالت له: لا تفعل، فأنا لست ذات جمال، ولساني حاد، ولست من أقربائه فيتحملني، ولا يسكن بالقرب منك، فيستحي منك، وإن رأى في ما يبغض فسوف يطلقني، فقال لها أباها: بارك الله فيك يا بنيتي، وأمرها أن تغادر وأن تبعث أختها الثانية.
وعندما دخلت ابنته الثانية، قال لها: إني قد عرضت على أختك أن تتزوج من الحارث بن عوف، ولكنّها رفضت، فما تقولين أنتي؟، فقالت له: إني ذات جمال، وأخلاقي رفيعة، فقال لها أباها: بارك الله فيكي، ودخل على الحارث، وقال له: لقد زوجتك من ابنتي هنيسة، فتزوج منها، وعندما دخل عليها وهي ما زالت في بيت أهلها، وحاول أن يمسك بيدها، قالت له: أتفعل هذا في بيت أبي وإخوتي، والله إن هذا لا يجوز.
وبينما هم عائدون إلى مدينته، حاول أن يقترب منها، فقالت له: أتفعل بي كما يفعل الرجل بسبيته، والله إنّ هذا لا يجوز، فقال في نفسه: والله إنّي أراها عاقلة، وعندما دخل إلى مدينته، أمر بنحر الإبل والغنم، ثم دخل عليها، ولكنها رفضت، وقالت له: وهل يجوز أن تتفرغ للزواج والعرب يتقاتلون؟، فقال لها: وما الذي علي أن أفعله؟، فقالت له: أصلح بين العرب فأنت سيدهم، فقال لها: والله إن رأيك لسديد، فخرج يصلح بين العرب، هو وهرم بن سنان، وعندما أتم ذلك، عاد إلى زوجته، فقالت له: أما الآن فنعم.
قال زهير بن أبي سلمى هذه القصيدة وهو يمدح الحارث بن عوف، وهرم بن سنان، بسبب إنهائهما للحرب.
12-16-2023, 03:39 PM
محمد صديق عبد الله محمد صديق عبد الله
تاريخ التسجيل: 09-05-2017
مجموع المشاركات: 1896
أهذا آخر ما اهتديتم إليه وتفتَّقت به أذهانكم لتسويغ شعار "لا للحرب" وتسويقه؟
مرقتوها في ناس الحارث بن عوف وأوس بن حارثة الطائي؟
فعلاً سيد الرايحة فتح خشم البقرة.
بمناسبة الزواج دي، زمان شبَّهت الأمير حميدتي بثريّ بلغ من العمر عتيًا رأي فتاةً جميلة في مقتبل العمر ففتنته بحسنها وعزم على الزواج منها على الرغم من صدّها له، إذْ تملّكته رغبة عارمة في قضاء وطره منها والانتقام لكبريائه المجروح غير آبهٍ بمشاعرها. أما أُم العروس الجشعة الأنانية - القحاطة - فإنها لم تفكّر إلا في مصلحتها ضاربةً بسعادة ابنتها عرض الحائط، إذْ كانت الفتاة مغرمة بشابٍ رقيق الحال لكنه يمور حيوية – الجيش. وطفقت الأم تحاول وما استبقت حيلة ولا وسيلة لإقناع ابنتها بأن السعادة في المال، وبأن الزواج من هذا الثري الطاعن في السن مجلبة للسعادة؛ أما فالحب، فطايرة عيشته. تزوج الثري المتهالك الفتاة غصبًا عنها، لكنه لم يعِش طويلاً، لأنه أنهك نفسه ليثبت للفتاة فحولة لم تترك له السنوات منها إلا نزرًا.
Quote: أهذا آخر ما اهتديتم إليه وتفتَّقت به أذهانكم لتسويغ شعار "لا للحرب" وتسويقه؟
بصراحة ما فهمت الإشارة لـ الإهتداء دي قصدك منها شنو عموما ، هل الدعوة لإيقاف الحرب (حاجة كعبة) وهل حصل انا شخصياً دعمت الاصوات المنادية لإستمرارها ؟ نعم لا للحرب
12-16-2023, 04:39 PM
محمد صديق عبد الله محمد صديق عبد الله
تاريخ التسجيل: 09-05-2017
مجموع المشاركات: 1896
معليش يا حيدر لو فهمت كلامي غلط. هي مجرد دعابة، ولك كل الاحترام والتقدير.
أما "اهتديتم" دي، فقصدت بيها الإشارة إلى إنك خرجت عن المألوف بالاستشهاد بالتاريخ في المناداة بوقف الحرب.
أكيد ما في زول سوي بينادي بالحرب. وأنا كتبت في المنبر ده من قبل أنه الصلح خير لأنه الموضوع خرج عن أنه حرب بين جيش وجنجويد، وبقت في قبائل لا يستهان بوضعها في السودان مرتبطة أو مربوطة بالدعم السريع، ولذلك الأوفق التوصُّل إلى اتفاق، لأنه المسألة للقبائل دي بقت مسألة وجود، وهي الآن "في تقديري" تقاتل، لا دفاعًا عن مؤسسة الدعم السريع، بل خشيةً على وضعها في حال خسارة الدعم السريع الحرب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة