وما تلكَ بيسراك ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 11:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-14-2023, 08:43 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وما تلكَ بيسراك ؟

    07:43 AM December, 14 2023

    سودانيز اون لاين
    أبوذر بابكر-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    كانت اليُمنىَ
    تحيطُ بخصرِ المدينة
    وكان الوقتُ عميقاً
    لا وقتَ فيه
    كان النهر غريقاً
    ولا ماءَ فيه
    سوى حشرجة الموج
    وآهات السكينة
    أضحى الخوف صديقا
    بليله الطويلِ
    مثل صحراءٍ
    لا يكذبُ الرمل فيها
    تعاقر النواح وحرقة العويل
    مثل بحرٍ
    يقتات من جسدِ السواحل
    يعتاش من نزق السفائن
    من خيبة الفرح البخيل

    كانت الخرطوم
    تغسل عينيها
    من ضجر المدينة
    من وعثاءِ السهرِ
    وتحكّ أصابعَ قلبها
    من دمِ برتقالِها القتيلِ
    وكل ما تبقى
    من رائحةِ الأناشيدِ الحزينة

    وما تلكَ بيسراكَ؟

    قلتُ
    هي أمنيتي
    أتوكأ على سناءِ وعدها البريقْ
    أهشُ بها على ندمي
    أمدّ وسادةً من لحمِ الماءِ
    فُوقَ ألحفةِ الحريقْ
    أطلب الخلاصَ من عدمي
    من وحشة النيل الدفينة

    ما تلكَ بيسراكَ؟

    هي أغنيتي
    أولمتها للعابرينَ حديقةً
    فليأكلوا
    خبزَ المراثي نشوةً
    لينشدوا
    بوحَ المواتِ المرِ فينا
    فوقَ أشلاء السكينة

    وقفنا منذ حين من السأم
    عند مشارفِ زهوِنا
    حدثنا الموتَ
    تمرداً وحقيقةً
    حديثَ الندِ للندِ
    النهرُ باع أمسَه
    وغادرَ
    الظلُ غافلَ همسَه
    وغادرَ
    والدمعُ جسرُ آهةٍ سخينة

    فلتعبري
    يا مواكبَ البكاءِ
    بين الخدِ والخدِ
    ولتأخذي على جناحِك الشظِي
    تقوانا ورجسنا
    عشقنا ونزقنا
    موتنا وشوقنا

    خذي موالدَ الضياءِ
    ولتشعلي شموسها السجينة

    ما تلكَ بيسراكَ؟

    تلكَ ميتةُ الحياةِ
    وحياةُ موتِنا الثمينة
    فهي فى براثنِ الطوفانِ
    مهجة السفينة

    هل أتاكَ نداءُ الشجنِ؟

    هي
    التفاتةِ الدروبِ
    نحو قادمٍ جديدْ
    هي
    ما يكابدُ القتيل حين يشتهي
    عناقَ أهلهِ وشوقَه العنيدْ
    هي
    ما يزفه المساءُ من أنينْ
    هي
    العناءُ والرجاءُ وحرقةُ النشيدْ
    هي إنهمارُ بؤسنا
    من رقاعِ وقتنا الضنينْ

    هل رآك حارسُ الزمنِ؟

    هي حلمنا
    هي النشيجُ والنحيبْ
    هي حاجبُ الأبوابِ
    تطرقها الأصابعُ والشفاه
    ولا مجيبْ

    وما تلك بيسراكَ؟
    هي
    ما عناه الليلُ حين أتاكَ
    عبأ الضياءَ في محاجرِ النجوم
    حين ضج في الظلامِ نورُهُ
    هي صوت موتنا الرحيبْ

    هي ارتعاشةُ الغيوم
    وطيبُ وجهها الخصيبْ

    هي ما يسيرُ في دمائِنا معربداً
    طميُ من الأسى
    هى انتفاضةُ الهموم

    ولن تغيب عن دماكَ

    هى اللهيبُ
    هى اللهيبْ

    هي حرقة الخرطوم






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de