الموكب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 10:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-12-2023, 07:18 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1165

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الموكب






                  

12-12-2023, 07:21 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1165

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموكب (Re: Dahab Telbo)


    الموكب

    يعرفهم لمجرد النظر إلى وجوههم



    من أمام كشك السجائر الصغير، بتقاطع "أوماك"، كان فرد الأمن يراقب ضحيته التي دخلت صالوناً للسيدات، كانت شمس الظهيرة التي تلفها أتربة وزوابع الصيف لاهبة، تبعث الريح الهوجاء سمومها في كل الجهات، عدّل فرد الأمن من قبعته القطنية ذات المظلة الصغيرة فوق وجهه، ومن ثم اشعل سيجارة من علبة السجائر التي ابتاعها تمويهاً من صاحب الكشك، محاولاً مجاذبة الحديث مع البائع المندس تحت مظلته البلاستيكية المرسوم عليها شعار شركة أم تي إن للاتصالات ، لم يكن بائع السجائر يهتم للحديث المفتعل، كان مشعولاً بهاتفه الصيني الذي يبث عبر سماعة رأس سلكية موسيقى صاخبة، تلفت فرد الأمن ذي البذلة الزرقاء المشتركة، لم يكن أنيقاً في تخفيه المدني، مظهره البائس حرمه مما أراده من ظهور، يرتدي حذاء جلد مضغوط من الصناعة المحلية؛ تحت بذلته الزرقاء متهدلة الزوايا عند الأكتاف، وعلى رأسه قبعة قماش رمادية بزيادة صغيرة من الأمام، تحتها تجلس نظّارة داكنة تغطي نصف وجهه، غطى دخان السيجارة مجال رؤيته بينما هو يتساءل عما تفعله ضحيته كل هذه المدة داخل صالون السيدات، ألتفت التفاتتين خفيفتين على اليمين واليسار، ثم رمق دراجته النارية المركونة على جانب محل للهواتف النقالة في التقاطع المقابل، انحنى لبائع السجائر مستفسراً:
    ((هل تبيع ماء شرب؟))
    ((ماذا؟)) استوضح البائع ذي الوجه العَرِق، في قميصه الباهت، بعد أن نزع جهة السماعة اليسرى.
    ((اسأل عن ماء للشرب))
    ((بالبقالة، يوجد ماء للسابلة، وكذلك قوارير ماء معدنية، إن أردت))
    ((أشكرك))
    أوشك فرد الأمن أن يغامر بالانعطاف لزقاق البقالة المذكورة؛ لولا "الحس الأمني" الذي سمّره على مكانه مقاوماً رمض شمس الظهيرة الذي أكل جوفه، عندما تذكر عاقبة إفلات طريدة في هذا الوضع الحرج. أشعل سيجارة "برنجي" بولاعته الجديدة التي اشتراها مع علبة السجائر، سعل سعال خفيف قبل أن يخرج ظرف مناديل ورقية للجيب ليخرج منه طبقة ويمسح العرق من وجهه المكفهر، نظر إلى ساعة موبايله مقدراً حاجة طريدته المتمادية داخل الصالون ذي الواجهة الزجاجية المغشاة بالسواد، رمق سيارتها الواقفة أمام الصالون بنظرة متشككة؛ عندما حدثته شكوكه الأمنية بالتمويه، تحرك تجاه الصالون بعد أن عدل وضع نظّارته، مر سريعاً أمام بوابة الصالون المغلقة فلم يتمكن من ملاحظة شيء مفيد، بسبب الواجهة المغشاة بالنايلون الداكن، مرت "ركشة" متهادية في موسيقى الزنق، ثم سيارة هونداي ماركة "أكسنت" بيضاء، قبل أن يعاود المرور، عند محاذاته للصالون انفرجت البوابة بما يكفي ليطمئن قلبه، عندما رمق ضحيته جالسة على كرسي الإستشوار المقابل للباب، عرفها من فستانها الأخضر المشجر.
    عندما عاد إلى مخبئه، بزاوية الكشك، أنعطف نحو البقالة دون أي تأنيب ضمير، "هناك وقت كافي لأخذ شربة ماء".
    في جلسة فرد الأمن حذو بائع السجائر؛ على كرسي البلاستيك الذي استعاره من صالون الحلاقة الكائن وراء الكشك، لم يتطفل على عالم البائع الغارق في صخب الموسيقى، وإنما ذهب إلى عوالمه الخاصة، حادثته نفسه عمّا يمكن أن تجنيه ضحيته الثرية من زعزعة نظام الحكم، وإشاعة الفوضى، وفق ما يعرف من نوايا المتظاهرين، امرأة ثرية تسكن في منزل فخم، لِمَ تجهد نفسها في إثارة الفوضى عبر مواكب التخريب؟، فما لم يستطع فرد الأمن استيعابه قط؛ هو نزوع الأثرياء لمعاداة السلطة، عندما كان طالب في الجامعة الإسلامية، كان الطلاب الأثرياء جميعاً موالين للنظام، الفقراء فقط هم الذين يثيرون البلبلة في أروقة الجامعة، الفقراء يحقدون على السلطة لأنهم محرومون، أما الأثرياء فهم حلفائها، ولكن بعد أن انتسب إلى جهاز الأمن بتوصية من احد أقاربه الأثرياء، بدأت القاعدة تهتز، فهذه ليست أول مرة يتتبع فيها خطى احد الأثرياء الناقمين على السلطة، قبلها كان قد أنفق أربعة وعشرين ساعة متواصلة متسمراً أمام أبواب أحد القصور الجديدة بضاحية كافوري من أجل مراقبة فتى ثري، فاق إزعاجه صفحات الفيسبوك ليقوم بإمداد المتظاهرين بالعتاد اللوجستي في مواكب الفوضى. أشرئب بعنقه ليتأكد من تواجد سيارة التايوتا ماركة "برادو" أمام صالون السيدات، موقتاً المدة بساعة جوّاله الكبير، ليحدد ما تبقى لجلسة إصلاح الشعر من دقائق،" مرت ثلث ساعة، لابد من أنها على وشك الخروج" وبمصادفة لاقت ترحيباً لدى "حسه الأمني" خرجت طريدته ترفل في فستاتها الفضفاض، دون أن يعيد كرسي البلاستيك، تحرك في خطى سريعة نحو دراجة السوزوكي، ليلحق بها.
    كانت الحركة المرورية على شارع "الجزار" خالية إلا من صخب "موسيقى" الزنق المنبعثة من مكبرات صوت "الركشات" ذات الخلاخل النيكل على إطاراتها الصغيرة، على الرغم من خلو الشارع عمدت الضحية على التبختر بسيارتها الفارهة جنوباً نحو قلب الحي الفاره، ورائها مشى فرد الأمن باتزان على ظهر دراجته النارية الجديدة، لم تنقطع حبال أفكاره في تتبعه المتهادي، حين غاص في تساؤلاته المحيرة.
    عند أول أيامه في الوظيفة، كان في حاجة دائمة إلى تأكيد سطوته، لذلك قلما يمر يوم دون أن يفتعل فيه شجار، فقط من أجل يبرز هويته لخصيمه ليشاهد رعشة وجهه الوجل من الفرقة الأشرس، ولكن حتى مع التأكد الدائم من رهبة سلطته، لم يجرؤ على افتعال شجار مع أحدٍ من الأثرياء، كان يعرفهم لمجرد النظر إلى وجوههم، وجوه الأثرياء موشية بالنعمة ، منذرة بالهلاك، و لأنه غير مستعد على التنازل عن سلطته العظيمة لمجرد حماقة عابرة، يتحاشاهم، فكل ما يريده هو السلطة، ومن ثم المال، والسلطة منجزة في ذلك ولكن مع الفقراء، مالهم مباح بقانونها، كل ما عليك هو ضرب الفقير في السوق وأمام العامة لمجرد أنه نظر إليك في عينك، ومن ثم اقتياده بتسليم تام إلى أقرب بناية لمكاتب الأمن لتتمكن من أمواله، فهي صفقة ناجحة على الدوام، الفقراء لا تُخشى عواقب التورط معهم في شجار، حتى هو نفسه أختبر ذلك أيام دراسته بالجامعة، عندما ضربه رئيسه في التنظيم الطلابي الموالي للسطلة، وتظلم أمام القانون، ليجد نفسه قابع في السجن بتهمة التعدي، لم تنفعه شهادة إخوته الفقراء في التنظيم، وتلك حقيقة لا جدال فيها فالرئيس هو أبن احد الأكابر.
    انعطفت سيارة "البرادو" شرقا نحو شارع "الستين" فأنعطف ورائها، كان الشارع مزدحماً؛ وعلى الرغم من ذلك انسلت "البرادو" بين الزحام لتصبح بينهما مسافة خمسين متر، حرك فرد الأمن ميزان قيادة الدراجة النارية، متسللا بين الزحام، ولكن الأمر ليس بتلك السهولة، اعترضته "ركشة"، ثم حافلة صغيرة جعلت مهمته مستحيلة، تخلص من المطبات بعد التقاطع الثالث حين تجاوز شاحنة نقل تحمل مواسير صرف صحي وقفت بعرض الشارع، ولكن عندما تمكن من ذلك، كان الوقت قد فات، عندما تأكد من أنه أضاع سائقة البرادو.

    تلبو

    فصل من رواية "الواحدة ظهراً "
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de