الوطن المنشود .. والطريق المسدود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 04:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-17-2023, 11:10 AM

الصديق الزبير
<aالصديق الزبير
تاريخ التسجيل: 04-14-2021
مجموع المشاركات: 369

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الوطن المنشود .. والطريق المسدود

    10:10 AM November, 17 2023

    سودانيز اون لاين
    الصديق الزبير-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    الوطن المنشود .. والطريق المسدود


    بخصوص ما يجري في سوداننا اليوم ، وفي سبيل بحثنا عن وطن آمِن ، مُستقِر ، مُوحَّد ـ بِتنا على الدوام ننشُده ونحلم به ، وطن يُئوِينا ويُسعِدنا ويسَعنا جميعاً ـ على اختلاف ألسِنتنا وألوانِنا ، وعلى تعدُد وتنوع بيئاتنا ، وثقافاتنا ، ومُعتقداتنا ، أود أن أقول : ماذا لو أطلقَت ـ قوى الحُرية والتغيير ـ نداء لوحدة الصف بين كل ألوان الطيف السياسي في اليمين وفي اليسار ـ دون إستثناء ؟! وكذلك نداء لكل الحركات المسلحة ـ أن تتوحَّد وتتوافَق على تكوين جيش واحد يمثل كل السودان ؟!.

    نعم ، المؤتمر الوطني خرَب البلاد ، وشرَّد العِباد ، وأفسَد الحياة ـ في فترة حُكمه ، والحرب الدائرة الآن في سوداننا هي خديعة وصنيعة حركات الإسلام السياسي ، أشعلوها وخططوا لها من خلال منسوبيهم من الإسلاميين الموجودين داخل وخارج المؤسسة العسكرية ، وألبسوها ـ كَذِباً و زوراً ـ ثوب الوطنية والكرامة ـ وهي أبعَد ما تكون عن ذلك . هذه حقيقة يعرفها الآن أبسط الناس إلماماً بكواليس هذه الحرب ، و هُم أنفسهم قد اعترفوا بذلك .. ولكن السؤال هو : كيف السبيل للخلاص من هذا النبت الشيطاني المُسمَّى " المؤتمر الوطني " أو " الحركة الإسلامية " ؟!
    هل الحرب هي السبيل الأنجع للخلاص منه ؟!

    ثبَت بالأَدِلَّة القاطعة عن هؤلاء المُتأسلِمين ، المُجرِمين ـ الذين يرتدون قِناع الدين ـ أن السودان وإنسان السودان لا يعنيهم في شيء ، وأنهم لا يُريدون خيراً لهذا البلد أبداً ، وقد قالوا بالحرف الواحد لأجل أن يعودوا إلى الحُكم : " لن نوقف الحرب الدائرة الآن ـ حتى وإن أُحرِق السودان بأكمله " !!
    فهل الحريصون على سلام السودان وأَمنه واستقراره ـ هُم أيضاً كذلك ؟! ، أي أنهم لن يوقفوا الحرب ، ولن يسمحوا للمؤتمر الوطني بممارسة العمل السياسي " حتى وإن أُحرِق السودان بأكمله " ؟!

    كل المؤشرات تقول أن اجتثاث الإسلاميين أو " الكيزان " عن طريق القِتال ـ كُلفته ستكون كارثية على كل السودان ، و هُم قد استطاعوا جر قوات الدعم السريع و رميها في أتون الحرب ـ عندما هاجموا مُعسكراتها فى المدينة الرياضية بالخرطوم ـ في صبيحة 15/أبريل ، والواقع أن جيش المؤتمر الوطني ـ حتى الآن لم يتمكَّن من تحقيق نصر عسكري على الأرض ، لكنه نجح في قتل وتشريد المواطنين من ديارهم ، ونجح في خلق الفوضى والتدمير الذي يحدث الآن في البِلاد .

    يوجَد من يُصِر على إزاحة أو اقتلاع الإسلاميين ـ من السودان " ـ بقوة السلاح ، ولكن هذا الطريق سيكون طويل ، وشاق ، ومُكلّـِف ، وقد ظهرَت نتائج ذلك في واقع حياة الشعب السوداني خلال السبعة أشهر المُنصرِمة من عُمر الإقتتال الدائر الآن في البلاد ، و رأَينا كيف دفَع شعبنا الثمن غالياً ـ من نفسه وماله وأرضه وعرضه ، دماً و دموعاً ، وإن استمر الحال على هذا الوضع ـ في يومٍ ما ـ لن يكون لنا وطن نُقاتل عليه أو نتجادل حوله ، أو حتى نبكيهِ ، والأطماع الخارجية الآن أعيُنها وشهّـِيَّتها مفتوحة على ثروات بلادنا ، وشبح التقسيم أضحى ماثِل وواضح أمامنا الآن أكثر من أي وقتٍ مضى .

    في مقولته عن جماعة الهوَس الديني ـ من حديثه الشهير في سبعينيات القرن الماضي ، والذي تحقق الآن بحذافيره ـ كان المُفكِر الكبير والأستاذ العظيم ـ محمود محمد طه ، يعني ـ على الأرجح ـ بكلمة " إقتلاع " ـ (الإقتلاع عن طريق الوعي) ، وذلك عندما قال :
    (ومن الأفضل للشعب السوداني أن يمُر بتجرِبة حُكم جماعة الهوَس الديني ، وسوف تكون تجرِبة مُفيدة للغاية ، إذ أنها بلا شك سوف تكشِف لأبناء هذا الشعب مَدى زِيف شِعارات هذه الجماعة ، وسوف تُسيطِر هذه الجماعة على السودان ـ سياسياً وإقتصادياً حتى ولو بالوسائل العسكرية ، وسوف يُذِيقون الشَّعب الأمَرَّين ، وسوف يُدخِلون البِلاد في فِتنة تُحيل نهارها إلى ليل ، وسوف تنتهي فيما بينهم ، وسوف يُقتلَعون من أرض السودان إقتلاعاً) . انتهى .

    وها هو كل شيء الآن قد انكشَف عن هذه النبتة الشيطانِيَّة السرطانِيَّة المُسمَّاة " حركات الإسلام السياسي " ، وها هي الفِتنة قد وقعَت ، والفوضى الآن تضرِب بأطنابها في طول البِلاد وعرضها ، وقد أحالوا نهارها إلى ليل ، ولم يتبقَّى سِوى إقتلاعهم النهائي من السودان ـ فكيف السبيـــل ؟!

    أما عبارة " لا للحرب " فقد ظلَّت بلا جدوى ، و دون أن يكون لها أثر أو انعكاس حقيقي على أرض الواقع ، بل صارت محط للسُخرية والتندُر .
    طيف واسع ـ منذ بدء الحرب ـ ظلَّ يُردد ويقول " لا للحرب " ـ ولكن ما هي النتيجة ـ بعد سبعة أشهر ؟!
    النتيجة كما يراها الجميع الآن ـ قتل وتخريب ، وتشريد للملايين من أبناء الشعب السوداني ، والقادم ربما يكون أسوأ .

    لذلك أرى كخطوة عمليَّة أن يُطلَق نداء من قُوى الحُرية والتغيير كتجمُّع سياسي عريض ، فاعِل وناطِق بإسم الثورة المَجِيدة ـ أن يُطلَق نداء من هذا الكيان ـ لكل حركات الكفاح المُسلَّح ، بأن تلقي السلاح وتندمج في بعضها مع قوات الدعم السريع وقوات الشعب المُسلَّحة ، لتكوين جيش واحد يمثل كل السودان ، وكذلك نداء لكل القُوى السياسية ـ بما فيها المؤتمر الوطني ـ بأن تتوافَق على وقف الحرب ـ كشيء يتضرَّر منه الجميع ابتداءً ـ وذلك بمن فيهم " القُوَّتين المُتقاتلتين " ، ثم تتوافَق هذه القُوى " مُجتَمِعَة " ـ على فصل المُؤسسة العسكرية وإبعادها عن السياسة ـ كُليَّاً ، وألَّا يتم إستخدام هذه المؤسسة من قِبَل أي جِهة سياسية مُستقبَلاً ، لِئَلَّا تتكرر سيناريوهات الماضي ـ وذلك بترجيح المصلحة العامة على المصالح الشخصية والخِلافات الحِزبية ـ أرى في ذلك حل ومخرَج لبلادنا من هذا النفق .
    (توافُق كل القُوى السياسية بمُختلف توجُّهاتها ، و دمج كل القوات المُسلَّحة في بعضها لتكوِّن جيش واحد مِهَني يبتعِد كلياً عن السياسة) .

    أما مسألة المُحاسبة والمُحاكمة فالحقيقة أن مدنيين وعسكريين كُثر ـ في تاريخنا السياسي القريب والبعيد ـ قد أجرموا في حق السودان وشعبه ، وأحزابنا السياسية ـ منذ الإستقلال ، لكلٍّ منها ـ بصورة أو بأُخرى ـ دور في ما حلَّ بالسودان الآن ، هذه حقيقة . وما يحدث في بلادنا الآن هو نتيجة طبيعية لتراكُم أخطاء سياسية ، وأطماع شخصية ، ومظالِم تاريخية مُمتدة ، ولكن مُناهضة الظُلم ومُلاحقة الظالِم عن طريق الحِصار السياسي والمُحاسبة القانونية أفضل وأصح من إنتهاج طريق القِتال أو المُواجهة العسكرية ـ " إذ أن كل ما تُقاتِلُه تُقوِّيهِ ، وكل ما تُقاوِمُه يُثابِر ويبقى " ، وفي تاريخ الشعوب وفي ما يحدُث في العالم اليوم على ذلك شواهِد وأَدِلَّة ، والسياسة ـ كما يقولون ـ هي فن المُمكِن ، وليست فن المُستحيل ، لذلك ـ في هذا المُنعطَف الذي تمُر به بلادنا الآن ـ من الخير أن تُترَك مسألة المُحاسبة للقانون ، في دولة عدالة يتساوى فيها الجميع ـ دون حصانة و دون تمييز .

    الحركة الإسلامية بمُختلف مُسمَّياتها وتيَّاراتها ـ يُمكن تحجيم دورها والحد من فاعِلِيَّتها في الحياة السياسية ، وفي المُجتمع السوداني ككل ـ عن طريق مُحاصرتها ـ سياسياً ، ومُلاحقة عناصرها ـ قانونياً ، وذلك حتى تتم مُحاسبة كل من أجرم في حق السودان وشعبه ـ من مدنيين وعسكريين ، في كل الحِقَب ـ فالحقوق لا تسقُط بالتقادُم ـ كما يقول أهل القانون ، وكذلك يتم تنظيف وتخليص شعب السودان وأرض السودان من دنَس الكيزان ، ومن رِجس الحركة الإجرامية المُسمَّاة " إسلامية " ـ نهائياً ، ولكن الآن الشيء العاجِل والأهَم من كل هذا هو حقن دماء أبناء الشعب السوداني ، ووقف تدمير البِنى التحتية للمنشآت ، وذلك بوقف الحرب التي هي الآن " الشر الأعظَم من وجود الكيزان ، والحركة الإسلامية ـ كتنظيم سياسي ، فاسِد ، مُجرِم " .

    خِتاماً ، لا يفوتني إعتراض البعض ورفضهم المُطلَق لوجود المؤتمر الوطني في الساحة السياسية في البلاد ، وفي ذلك تحضرني حِكاية مُرتبطة بقصة سفينة نبي الله نوح ـ عليه الصلاة والسلام ، تقول الحِكاية ـ بعد أن أمَر الله تعالى نبيّـِه بأن يحمِل معه في السفينة أهله ، ومن كل المخلوقات زوجين إثنين : فجاء الحِمار ـ وكان آخر ما حُمِل على السفينة ـ فلمَّا نهَض بصدرِه ليدخُل ، تعلَّق إبليس بذيلِهِ فلم تستقِل رِجلاهُ ، فجعل نوح يقول له : ادخُل ، فينهَض فلا يستطيع ، حتى قال : ويحك ، ادخُل وإن كان الشيطان معك !!
    وكانت هذه كلمة زلَّت على لسانه . فلمَّا قالها نوح ، استطاع الحِمار أن يدخُل ـ بعد أن أخلى الشيطان سبيله ، و دخل معه في السفينة .
    فقال نوح ـ لإبليس : ما أدخلَك يا عدو الله ؟!
    فقال : ألم تقُل اُدخُل ولو كان الشيطان معك ؟!
    قال : اخرُج يا عدو الله ، قال إبليس : لن أخرُج ، وما كان لك بُد من أن تحملني معك .
    الشاهِد في الحكاية أن حركات الإسلام السياسي ـ بمُختلف ألوانها وأشكالها ، وعلى رأسها " المؤتمر الوطني " ـ أنها شر لا بُد منه ، وهي أحد الأسباب الأساسية التي عرقلَت وأقعدَت سوداننا عن النهوض والتقدُّم في مدى عُمره كدولة مُستقِلَّة ذات سيادة ، ولكن الشر الأعظَم من ذلك ـ كما ذكرت ـ هو " فِتنة الحرب " .

    لذا ، في تقديري ـ الآن يجب على الجميع ـ قوى سياسية ، وحركات مسلحة ، ومواطنين ـ أن نتوافق ونتجاوز عن كل شيء ـ في هذا الوقت ـ وأن نضع أيدينا فوق بعض لنُخرِج بلادنا من هذا النفق المُظلِم الذي أُدخِلَت فيهِ ، ولنُحافِظ على سلامها وأمنها واستقرارها ووحدتها .



    الصديق الزبير الصديق
    16/نوفمبر/2023م






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de