/ بنتعلََّم من الأيَّام مصيرنا/

شخصياُ ما كان عندي أيَّةِ نية أفترع
نعي و لا أتداخل في بوست نعي عنه ، لسببين بسيط ين
جدن أنَّ شهادة مجررحة فتركنا المهمة لغيرنا، دا غير أنن
الموت غيبه بالأمس القريب في ظرف مشحون حدَّ التشبع
بالأحزان ومزدحم حدَّ التدافُع بالمآسي التي بات يُضائل
بعضها بعضاً كقط ل الليل الأسود

كان طوداً عظيماً هرماً شا مخاً بين هرامات بلادنا
وعلاماتنا الفوارق، فانطبق الحزن العظيم على كم الاحزان التي نرزح تحتها ،
لقد انجرحت قلوب الكثيرين من ابناء الشعب السوداني عند سماع نبأ الرحيل المُرِّ
للعبقري ا لفنان محمد الامين حمد النيل، لقد غاب عنا صوت تعودنا ان نسمعه في
حالات متباينة من حالات التجلي الوجداني ، فحين يغني لك للملحمة واكتوبر فهو
يشعل في نفوس الشعب لهب الحماس الثوري المتعطش للانعتاق والتحرُّر ، وحينما
تغرورك عيناه مع "بتتعلم من الايام" فهو يحلق بك في آفاق عاطفة الحب والغرام
والنجوى ، وحينما تصغى اليه في "زاد الشجون" والتي بذل فيها عبقريته الفذة في
اللحن الصاخب والهادر والذي يسري في النفس مسرى الدم في العروق فانك
تتسمر مشدوها منتشيا ولا مجال لان تنشغل نفسك بشئٍ سوى أن
تستغرق في نشوة الموسيقى و دفء اللحن و عمق المفردة.

+ باختصار يستطيع محمد الامين حين تتقلب في اغنياته
ان يجعلك تعيش حالات متباينة من الشعور ، لقد حباه الله بصوت
مميز وبعبقرية في اختيار الالحان انه عملاق يحرض الناس على
حبه والانجذاب طوعاً إلى فنه الى درجة الافتنان والعشق .
+ لقد رحل الباشكاتب وترك ذكراه عطرةً تحيط بنا من كل جانب ،
لقد غداً السودان اليوم كلّه ظلامٌ دامسٌ، باهت الملاح اهتاً بدون ذكرى
بدون ميلاد. إن محمد الأمين ليس مجرد فنان عابر في حياتنا وانتهى
البيان حتى يمكننا نسيانه، فهو محفور في وجداننا وقد لازمنا منذ
طفولتنا حتى مضى بنا العمر وهو ملازم لكل حالة مرت بنا الا
رحم الله محمد الامين واسكنه فسيح جنانه مع الصديقين
والشهداء والصالحين والهم اهله وذويه وأقبربائه
ومحبيه وجمهوره الصبر والسلوان.

كم هو قاسٍّ جدا إحساس إن العُمر مر ،
و أن الأييام لا تنفلكجارية كسير طاحونة الأنين لتأخذنا
على حين غِرةٍّو كانما قد هرمنا فجأةً هكذا بدون سابق إنذار
او كرت أصفر ، مسئولياتنا تتفاقم وأولياتنا تتبدل بين الفينة
و أختها و ، وفواتيرنا تتجدول بلا تغطية، بقينا نشيل حزننا جوانا ،
نبكي ونعاني في صمت ، نتظاهر بالقوة والتماسك في خضمِّ ضع
قوتفنا وقلة حيلتنا و ٌ معجزةٌ يحبوو يكابد عايز يعيش حياتو
الفانية بالنية السليمة.. وكل زول دايرين سعادتو بتشهد لليام عليمة
فما أحوحنا لنضحك حدَّ سيلان لعابنا و فقدان اللياقة في حين
يُجهشنا البكاء و نترنح بحثا عن أحد الكبار لُعيرنا صدره
حضنااً و كتفيهمتكئاً ولكن الحقيقة القاسية
هي أنني صرنا نحن الكبــــــــأر.

فاهمين جداً و لكن متواضعين شديد.....
مقولة في الصميم، كان قد اختتم بها عمن لينا/ محمدالحاج محمد صالح
حديثاً شائقاً أثناء عشرة ونسة ، جمعته البارحة بعملاق أشم بقامة الأستاذ/
فضل الله محمد. كان ذلك في ضيافة "سهران يا نيل" حين تنقلت عدسته
كفراشة تلاقح الزهر بين ربوع أرض المحنة و قلب الجزيرة : تلك التي تشبه
إلى حد كبير بقرةً حلوباًلا تجلب بأقل من ثقلها ذهباً، تماماً كبقرة لبني إسرائيل،
مسلمة لا شية فيها ، بيد أنها تثير الأرض و تسقي الحرث و" تشبع من طرف
تقيها كل اليجيها جعان"أو أيضاً كما يصفها أهلنا البسطاء الطيبون ب"
امرأة بين راجلين إن جاعو الاتنين بتعشيهم و إن
هي باتت القوا مافيهم راجلاً بعشيها.

في سُرادق عزائنا الذي ننصبه هنا ،
كما هو في كل نجوع بلادنا، حضرااً وبوادي إنه لحريٌّ
بنا أن نجر النم مع مع الحردَلُّفي الدوباي عن ود مدني تلك
الحضَانة التي أفقس وداللمين كغيره من عمالقة الإبداع
وليس هو ولا أبو عركي بأعلاهم و لاأدنااهم.
و العم محمد الحاج لمن لا يعرفه واحد ٌمن المشغولين
إلى نخاعهم بهمّ الثقافة، و مسؤول كان على أيام ولاية عبد
الرحيم محمود في عهد مايو.فراح عمنا يجتر شريط الذكريات
و يسرد روائع من كوامن السحر في أم المدائن ومهد التمدن و يستدعي
أرتالاً من مآثر المجد وعلاماتٍ فوارق على درب الحراك العام في شتى
مناحي الحياة من سياسة و ثقافة وآداب و فنون و رياضة، إلخ. فجرى على
لسان ذكره فيمن جرى:البوشي أخوان( مدثر وعصام) و حموري أخوان+
الله جابو أخوان + سانتو أخوان + الكوري أخوان + المأسوف على شبابه/
سامي عز الدين + ميرغني عشرية+ عمنا الغائب الحاضر عوض
حلاوة فضلاً عن كاشف و مساح و شيخ عرب ، و سواعد بيضاء
كثيرة وجنود مجاهيل يشهد لهمصرير المنابر و نشيج المحابر
وأزيز الحناجر،+ كان ذلك يتخلق في رحم المدينة و تجري
فصوله عبر أروقة رابطة الجزيرة للآداب و الفنون
و أضواء المدينة و نادي الجزيرة و غيرها
الكثير من فنارات الإبداع.
ود ال ح ي ش ا ن ال ت ل ا ت ة
رافع أذان على الفاضي في مالطا!

و لعل مقولة عمنا تلك المًرسلة عاليَه، أشد ما تنطبق
و تتجسد على قسمات وجه ذاك الذي جلس بجواره كطود عظيم،
أعني أستاذي/ فضل الله محمد والذي شرفت بالدوران في فلكه و حبَوتُ
طفلاً على مقربة من سلكه الشائك حيناً من الدهر مع مهنة المتاعب،
فكأنما يعطيك شعوراً كاذباً بجعبة فارغة من أي قنا، و بقريحة شاعرية
قد ضَنَّ بها قرين شعرها و جفت مقائي حبرها ، فلم تجد بسوى "غربة وشوق
" و كأنما لم يأبه وجدانه بأية رعشة "حب أو ظروف" و هو من هو:فارس كلمٍ
طيَّبٍ ونظمٍ رصين المفردة و أديب ذرب العبارة ، وصحافيُّ ألمعي و كأنه
لم يشغل ذهنه ذات يوم " بجريدة".فبالله عليكم الله بس، لو لم
يكن الفهم و التواضع هكذا فكيف يمكن أن يكون؟!!!.
و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة

جلسة استمتاع مع ألبوم ذكرات قديم يظل عصياً
على الانسلاخ بفعل وامل التعرية ، ضمَّ في ما ضم طائشة
الضفائر وأما زاد الشجون دي حاجة كدا تجيك
محمولةأكفِّ شاعرية فياضةٍ بآهات الحنين
ك" اشتياق النبع لحاملات الجِرار".
____________________________
نضجت بها و منذ العام 1968 قريحة فضل الله محمد
كما المحيط الهادئي و نفيس الدُّرٍّ في أحشائه كامنٌ.
ليتناولها البااشكاتب كلفافة لا نقول تبغاً بل حنينٍ دفَّاقٍ في
دنيا تضيق بنا ذرعاً و تطير النفس شعاعاً يحرق الأنفاس.
ايمضي دولاب الزمان كسهمٍ لولبيٍّ و يزحف النامون
المسمَّى كوناً يحثُّ الخُطى متثاقلاً كسُلْحُفاء:
+ جلست بجواري و الخوف بعينيها كزمبقة في بطن صدفة ،
بل، كفراشةٍ على خدِّ زهرة أقحوان أو قرنفل ، كلا ، بل صرنا
هي وأنا كجملية طائشة الضفائ تتلوى بإعطاف بانٍ بلا غضاريف
بين مخالب وحش كاسر في حوارا صامتٍ كتجارة بكماء بين نسمة
و خصلة..كعناق جمرتي بخور في حضن مسرجة راحت تقيد
بدفء أنفاسهنا، لدرجة لم نكنندرك تمامن، أي قلبينا
ذاك الذيكان ينتحُ نابضاً بيننا بإكسير الحياة.
ود ال ح ي ش ا ن ال ت ل ا ت ة
رافع أذان على الفاضي في مالطا

في عز الليل ساعة النسمة ترتاح على هدب الدغش و تنوم أنا مساهر
هد الحيل غرامك و أجترار الذكرى و طيفك بي خيالي يحوم أنا مساهر انا و الليل
و مر جفاك مساهرين نحكي للأفلاك مساهرين لا خلصت حكاوينا لا لقينا البداوينا
يا مشهيني طعم النوم و طيفك بي خيالي يحوم يا هاجر سنين مرت و مرو سنين
و الليل ودود .. نسمة يانعة ونشوة تسري في العِظام وتحوم .
وددت لذاك الليل أن يتمدد إلى آخر العمر.
+ كانت ليلة ولا ألف ليلة و ليلة أشبه بروحٍ طاهرةٍ فاضت إلى رفيقٍ أعلى
ليحتفي بقدومها سبعين الف مُرحِّبٍ روحٌ تنضح ألفة ومحبة وتُفسح للعوالم
الحالمة لتؤدي طواف القدوم.
+ هنا تبدأ الفرقة الماسية تنقرش أوتارها ليبزغ من جوفها مُقدمة موسيقيةٌ
تلامس شغاف القلوب الملتاعة إنها "زاد الشجون" لموسيقار السودان الذي ولا
أروع و لا أبدع و لا أمتع و لا ابتع ( المقيم الراحل التوه / محمد الأمين:+
لكأني رهينة محبسين لسنينَ طِوالٍ وإذا بي أبوء بذنبي و أسلم نفسي لشَعاع
الشمس في رابعة النهار لتسغني من رجسٍ قرين الأحزان.

يبدأ خرير الموسيقى الحالمة كزبدٍ ينضح بدفق المشاهر،
ينفض عن بشرتك قشعريرة من تعب السنين و دنين .. تتفتح مسام الوجد مُتسامحة
مع كلٍ ذي كبدٍ رطْبٍ من حولك ، تمضي هنيهةٌ ثم ما تلبثُ أن تحِس وكأن خيطاً
رفيعاً من حُزن نبيلٍ آخذٌ في التسلل إلىك من بين ثنايا نص شعريٍّ عذبٍ فائق الواقعية .
+ ثم ماذا لو علمنا أن ذاك النص ظلَّ في صومعة الراهب الناسك الفنان (محمد الأمين )
لعدة سنوات ، قبل أن يرى النور لحناً زائد الشجون .. كانت ثمةَ حزمة أمزجة ولواعج
غريبة الأطوار ، تأبى إلا أن تنسج النص لحناً من خيوط الكعنبوت . مكث الباشكاتب طيولاً
ينتظر رنين الخواطر من وسط الحُجُب ، بين يديه عُود أوتاره تآتوءمت مع أوتارة قيثارةٍ
وأنينِ نايٍ لتتخلَّقَ خُلاسية نغمية متفردة . لا تعرف إلا وأنت بين سحر الكلمات و عمق
دوزنة الجرس الموسيقي ، فلا تحس إلا و في حضرة جناب فرح يجمِّل للحزن ممشى
و أنا مُعلق بمشجب اللا- هُنا و لا - ُناك ، أم أنا مسحور بقول شاعر راح يصدقني وهو
كذوب . إذ يُمسك بتلابيب جرح دنياي الذي لا يندمل و ينكأ حراج آلامي التي لا
تحتمل، يقرؤني كمرآة نُصِبت قبالتك تعكس لك جسدك عارياً من كل زيف
و تمخر عباب عوالمك العاشقة حين تعثرت الخُطى ، فبدت الدنيا تبسط
من جنانها المورقة ويتساقط ورق التوت الأصفر هُنا و هُناك وقد
انتهى عُمره مثلما يتلاشى عمري مني مرتين و ضل عني همسي
طريقه بين شفاهي و بين طبول آذان السامعين...
+ هذه واحدة من مَغَاني الشِّعْر طِيبًا في المَعاني
*** بمَنْزِلَةِ الرّبيعِ منَ الزّمَانِ
وَلَكِنّ الفَتى العَرَبيَّ فِيهَا *** غَرِيبُ الوَجْهِ وَاليَدِ وَاللّسَانِ
مَلاعِبُ جِنّةٍ لَوْ سَارَ فِيهَا *** سُلَيْمَانٌ لَسَارَ بتَرْجُمَانِ فيها
من صفاء النفس ، واختلاط الأشياء باللا-أشياء ،
و عمق الإحساس بالكثير الكثير.

انكفأ الماضي ، كقدر به كنوز زماننا الخرافي الجميل .
تجلت صورتها من وسائد الفرح . وردة فضفاضة ضاحكة للدُنيا ،
ريَّانة بالحياة . مرسومة على نضار يفتح القلب الصغير حين تنهد من حُب
النظرة الأولى ، وشقاوة الزمن الجميل وعشق الصبا وألوانه الصافية . نزفت
الذاكرة خُطانا لبوابة العُشاق أول مرة .. شدرة بت تمودة و النسين هبَّا لا جاتب
ليا شيتن مطقو ما بتحالا .. لم أكن أعرف له طعماً أو لوناً أو رائحةً .
+ كانت النفس قطعة كلجمود صفوانٍ بربوةٍ كؤود ، ثم استحالت بفضل
من أحببتُ منمنمات مُبدعة تُزين صدر جيوكاندا . ثم ها قد جاءت الأحزان
تسكب علينا غسيلها المُر ، ثم ضاع الهمس مني وانطوت في القلب حسرة
و تلاقى العِشق كعرجونٍ قديمٍ ، وبهدوء غادرنا الباشكاتب بهدوءٍ ، و لم
يترك لنا سوى لافتاتٍ باقياتٍ على قارعة الطريق وثمالةً بقيت
عالقةً في قعر إبريقٍ و يندلق الرحيق.
+ و غايتو أهو لعل الأيام تورق من جديد ؟ . و هي الدنيا
تنـزعك من كُرسي الهُيام عِشقا وصولجانات الصاببة، وتهبط
بكَ إلى مهبِّ هوج الرياح؟. أهي الدنيا تلُفكَ في خصر غجريةٍ
راقصة تذوب حُسنا ؟ . أهي الدنيا تُبيعك الأنجم ليلاً ثم يُشرق الصباح
لتصمت شهر زاد عن الكلام المُستباح ..!. هاهي لُفافة العِشق لم تَزل بين
يديَّ أقلبها كثمرة خوخٍ تالفةٍ ؛ فلا وقت طويلاً للخوف من شيء ما مجهول؛
ما دامت هذه الحياة الدنيا دار الثمين و الغث و هي ذاتها أنثى مغرورة و
مشغولة بدلالها عن ضحاياهابتجديد صباها و فجورها و تقواها ،
على مرأى و مسمع من المسحوقين أرضاً سلاح. ، ومن
تحت دمنة الرماد نهضت جذوة حمقاءُ كما يهزنى كلُّ
مغنى لود اللمين و كم "تزداد شجوني".

خواطر تُفجِّر القلب المُثقل بالحنين والشجن .
لست أدري إلامَ نظل سيراليين نعيش في جلابين آبائنا الأولين،
نجتر زمان الفن وتاريخنا الجميل في والأيام الخوالي ، دون أُمم الكوكب! .
إلامَ تفتؤ تصيبنا أو تحل قرينا من دارنا بنا لعنة الأمانيات السندسية غير
المنجزة، والهرب قُدماً بجلودنا من أنفُسِنا التي بين جنوبنا، لتقديم الفطير من
الأعمال والتقليد الخمير الأعمي للراحلين أمثال الموسيقار محمد الأمين و
الكاشف و خليل عزة، هؤلاء يتعين أن نقف لهم بالتجِلة : نتأملُ كيف نشأوا
وكم من عقبةٍ كأداء وجب عليهم عبورها بشق الأنفس.
نص حالم وواقعي في آن. لن نُفنّد ما جادت به شاعرية فضل الله محم
د من خيال واسع |، فقط نحاول عكس انطباع قارئ يرى فيه حضوراً
قوياً لتأء التأنيث حقيقةً كان أم مجارزاً، ولا نقول المرأة وحسب.

+ انظر معي لكل تلك العبارات التي نزلقها شئنا أم أبينا،
مسندةً إلى ضمير نون النسوة "هي": فكرة آهة، عبرة نبرة، مفرم
ة صورة مشاعر ، نشوة ، شهوة نزوة، راح ريح روح ذكرى ،
حياة محبةوالما عندو محبة ما عندة الحبة.
+ وكأني بأنثى (طائشة الضفائر) ارتدت ثوباً قشيباً مرصعاً
بكل ما تقدّم ذكره، تتسلل إلى دواخلنا " أصيله زي الشعاع تدخل
رواكيبنا وأوضنا" متل الضل اللي دخل القش و ما قال كش
وعندما نظرت إليها لم يلفتك الثوب المنسدل على جانب
من كتفها بقدر ما أسرك نورها.
+ بينما ظل (هو) متفرجاً مشدوهاً خارج لحظة الجلي ،
وخارخ بطولة النص ، ولم ينبس ببنت شفة واحدة.
مجرد تأملات تشبه إلى حدِّ التي الغوص في خضمِّ
محيط هادئٍ لصيد نفيس الللىلئ في أحشائه كامنة.

،، وداعاً الموسيقار محمد الأمين،،
المطرب السوداني/ محمد الأمين، أحد أيقونات الغناء
والموسيقى السودانية المعاصرة، من أكثرهم صيتاً،
وله دورٌ كبيراً في تحريك دولاب الفن السوداني
الأصيل ونشره خارج السودان.

ميلاده ونشأته:-
ولد محمد الأمين ، وإسمه بالكامل محمد الأمين
حمد النيل الطاهر الإزيرق في (20 فبراير / 1940 - )
في قرية ودالنعيم التي تبعد (٢٠) كلم جنوب غرب مدينة
ودمدني - ولاية الجزيرة. وقد جذبه الي عالم الموسيقى والغناء
منذ نعومة اظافره خاله الاستاذ / بله يوسف الازيرق فاجاد آلة
المزمار ثم آلة العود التي تمكن منها وهو لم يتعد الاثنى عشر عاما.
+ ويعتقد الموسيقار د. الفاتح حسين أن نشأة محمد الأمين في السودان
المصغر- ولاية الجزيرة - وتأثره بفنون تلك المنطقة التي جمعت كل
أهل السودان وهم محملون بثقافاتهم الغنائية والصوفية المتنوعة،
+ هذه النشأة والتأثر أصبحا يمثلان جوهراً أصيلاً قيماً
ودينمو محركاً في شكل تأليف معظم الألحان التي قدمها
محمد الأمين، فنجد محمد الأمين الذي ظهر بقوة في شكل
ألحانه الوطنية والإيقاعات التي تبث الحماس في الروح
والمتفاعلة مع وجدان المواطن السوداني.

تعليمه:
درس محمد الأمين تعليمه الأولي في مدارس ودمدني
.ولقد شاء القدر ان يكون في مدرسة الشرقية الأولية استاذ
محب للموسيقى ويجيد العزف على العود هو الاستاذ السر محم
د فضل الذي تعهد محمد الأمين وعلمه كيفية العزف على العود.
بيد ان ظروفه الصحية ومعاناته مع ضعف حاسة البصر
تسببت في عدم اكماله مسيرته حينها.

بداية مشواره الفني
التحق محمد الأمين في عام 1960 م بموسيقى شرطة النيل الأزرق
التي كان على رأسها الموسيقار محمد آدم المنصوري. كما اسعفته اللحظة
بوجود عدد مقدر من اميز العازفين حينها في ودمدني مثل الموسيقار حسين
بطرى. برع محمد الأمين حينها في اداء اغنيات لفنانين سبقوه إلى سدة الغناء،
مثل عبدالكريم الكابلي ومحمد وردي، مما اجلى عن قدراته الصوتية الكبيرة واكسبه
شعبية وجماهيريه في ودمدني. فاحب الجمهور اداءه لاغنية (بدور القلعة وجوهره) من
كلمات صلاح عبدالسيد ولقد كانت تذكرة العبور الاولى لمحمد الأمين أغنية (أنا وحبيبي)
من كلمات الشاعر محمد علي جبارة حيث قام بتلحينها واداءه بصوره جميله مكنته من اجازة
صوته في الاذاعة السودانية والعبور للمستمعين. ثم كان ظهوره في برنامج اشكال والوان الذي
كان يقدمه الاستاذ احمد الزبير، وتقديم اغنيه (حرمان وأمل) للشاعر رضوان محمد احمد
حيث وجدت اذان كثيره بشرت بموهبه قادمه من ارض الجزيرة. رضوان
محمد أحمد..لونيته ودوره في تطوير الأغنية السودانية.

+ يتميز محمد الأمين بقدرات صوتيه ولحنية توصف بانها السهل الممتنع.
والقليل جدا من اغاني محمد الأمين لحنها له اخرون. فأي لحن يوضعه محمد الأمين
يحمل بصماته الفنية التي لاتشبهها اي بصمات اخرى وقد يعاني مؤدي اغانيه من
هذا ولعل هذا هو السبب في قلة المقلدين الشباب للاستاذ محمد الأمين.
+ ويعتقد الموسيقار والعازف أسامة بيكلو أن لونية الحان الأمين كلاسيكية
في شكلها من وجود المقدمات الموسيقية والمقاطع المختلفة، وانه متاثر جداً
بالمدرسة اللحنية للاستاذ المصري محمد عبد الوهاب الذي تأثيره كان كبيراً
من حيث الاغنيات الكبيرة التي ادتها الفنانة ام كلثوم،لقد تغنى محمد الأمين
بكل الوان الغناء الوطني والعاطفي والتراثي الا انه في كلها اظهر
مقدرات فائقه على جعل المستمع له يتبين جمالها الاخاذ.

الأنشودة الوطنية:
محمد الأمين وهاشم صديق يتسلمان جائزة الدولة التقديرية
من وزير الاعلام عبدالماجد ابوحسبو على عمل الملحمة، ١٩٦٦
يعتبر الاستاذ محمد الأمين اول من تغنى لثورة أكتوبر، فبعد شهر واحد فقط
من الثورة لحن نشيد للأستاذ فضل الله محمد الذي كتبه داخل السجن الحربي اثناء
اعتقاله قبل انهاء الحكم العسكري لعبود. خرج فضل الله وفي معيته النشيد الذي قام
بالتغني به إبن منطقته ( ود مدني) الأستاذ محمد الأمين ، وهو نشيد أكتوبر واحد وعشرين.
ثم شارك الاستاذ محمد الأمين باوبريت الملحمة "قصة ثورة" التي من كلمات هاشم صديق،
مع الفنانين خليل إسماعيل وعثمان مصطفي وبهاء الدين ابوشلة والفنانة الكردفانية أم بلينة
السنوسي، وكان هذا في ذكرى ثورة أكتوبر بحضور الزعيم إسماعيل
الأزهري والسيد محمد احمد المحجوب، ١٩٦٦م.
+ كما تغنى بنشيد المتاريس من كلمات د. مبارك حسن خليفة والحان مكي سيداحمد،
+ وكذلك لحن وغنى مساجينك من كلمات شاعر الشعب محجوب شريف.
+ وما لايعلمه الكثيرون ان محمد الأمين تعرض لتجربة اعتقال بعد فشل انقلاب
هاشم العطا ، ويبدو ان مرده للاغاني الاكتوبرية التى تغنى بها فمحمد الأمين ليس
حزبياً معروفاً وان كان وطنياً. ويحكي د. محمد سعيد القدال عن تلك الفترة في سجن
كوبر، حيث ضمهما السجن مع الفنان وردي أيضا: " لكل منهما صوته المميز بقوته
ولكل منهما ابداعه المتميز في مجال الانشودة الوطنية , فما أن يغني أحدهما حتي
تهتز جنبات السجن , بل يمتد صوتاهما إلى خارج الاسوار فيقف المارة
يستمعون إلي وردي وابو الأمين وهما خلف القضبان.

الأغنيات العاطفية:
+ يبدو التطوير الموسيقى لافتاً في الاغاني العاطفية التي لحنها
الاستاذ محمد الأمين بنفسه. ومن يود أن يرى بصمات محمد الأمين في
الغناء العاطفي فعليه بالأغنية المليئة بالشجن وهي " قلنا ما ممكن تسافر
" للشاعر فضل الله محمد ، او الاغنية الخفيفة التي ابرزت قدرته في عزف
العود وهي "أسمر ياساحر المنظر" للشاعر الراحل خليفة الصادق،
+ ثم جاء لحن " خمسة سنين" للشاعر عمر محمود خالد، لتضع إكليلاً
من الرومانسية حول عنقه. والطريف الذي يذكره محمد الأمين، ان احدهم
جاءه بعدها بانه كتب له اغنية ست سنين، فاعتذر بانه ليس معنيا
بالسنوات بقدر عنايته بالمحتوى كلماتٍ ولحناً
+ ويعُدُّ بعض النقاد "زاد الشجون" لفضل الله محمد أيضا علامةً فارقةً
في ابراز مكنون قدرات محمد الأمين في اللحن الكلاسيكي العاطفي. وقد جمد
محمد الأمين هذه الاغنية اربع سنوات قبل ان ترى النور انتظارا لوجود عازفين
قادرين على تنفيذها. كان هؤلاء خريجي معهد الموسيقى الدفعه الاولى والثانية.
ويقول الموسيقار د. محمد سيف: "تعتبر اغنية زاد الشجون من الاغنيات الكبيرة
والتي لها وقع خاص في نفوس الجمهور، والجمهور دائماً يتقبل الجديد من محمد
الأمين لأن اغنياته تتميز بمقاطع كثيرة ومتنوعة". ويضيف الموسيقار والعازف
أسامة بيكلو: "تعد من الاغاني الكبيرة في عالم الفنان محمد الأمين الموسيقي
وتعتبر اغنية بمقياس اربع اغنيات من حيث التأليف تعتمد
على القالب الكلاسيكي في التأليف الموسيقي

التجديد في الحان التراث
جاء محمد الأمين بالجديد في اعادة تلحينه لاغاني التراث،
والمعروف ان الناس لاترضى ولاتقبل ان يغير مطرب حديث
لحن اغنيه تراثية. الا ان الامر كان مختلفا مع محمد الأمين، فكل
الاغاني التراثية التي جدد الحانها وبدلها اكسبته رضا الجمهور وبرهنت
انه ينطلق من ارضية صلبة في القدرة على التلحين، وخير مثال لذلك
التراثية (عيال أب جويلي) ، وهي تمجد رجلاً ضو قبيلة اسمه
(سالم الأرباب )،فهي دراما لحنية "كاملة الأوصاف".

لهم
فضل الله محمد، وقد شكل معه ثنائيا رائعا فغنى له: الجريدة ،
أربعه سنين، وحياة أبتسامتك، الحب والظروف، الموعد،
زاد الشجون، طريق الماضي.
1. هاشم صديق، وكذلك غنى له عدة اغنيات وهي: قصة
ثورة (الملحمة)، حروف إسمِك، همس الشوق، كلام للحلوة.
2. د. عمر محمود خالد، فغنى له: حلم الأماسي، خمسة سنين.
3. اسحق الحلنقي، غنى له: لقاء وعهد، غربه وشوق،
وعد النوار، بتتعلم من الأيام.
4. عبدالباسط سبدرات، غنى له: لقاء العاملين، ابل الرحيل.
5. محجوب شريف، غنى له: مساجينك، السودان الوطن الواحد
6. محمد على جبارة، غنى له: بعد الشر عليك.
7. معاويه السقا، غنى له: مين غيرك
8. السر كنه، غنى له: سوف يأتي.
9. مبارك حسن خليفة، غنى له: المتاريس.
10. د. مبارك بشير، غنى: له عويناتك.
11. الفاضل أبو قدير، غنى له ذات الضفاير
12. صالح عبدالسيد (أبو صلاح)، غنى له: بدور القلعة
13. خليفه الصادق، غني له : أسمر ياساحر.
14. الاستاذ محمد الحسن، غنى له: مراكب الشوق
15. صلاح حاج سعيد، غنى له: يا جميل يا رائع
16. معتصم الازيرق، غني له: طائر الاحلام.
17. ابوأمنة حامد، غنى له: بهجة.
18. خليل فرح، غني له: ود مدني
19. كما غنى للشاعر الكبير نزار قباني:
طائشة الضفائر(تقولين الهوى)
.

طائشة الضفائر كلمات

طائشة الضفائر
تقولين الهوى شيءٌ جميلٌ
الم تقرأ قديماً شعر قيسِِ
أجئت الان ... تصطنعين حبا
أحس به المساءُ ولو تحسي
أطائشة الضفائر غادريني
فما انا عبد سيدة وكأس
لقد اخطات حين ظننت أني
أبيع رجولتي وأذل نفسي
فأكبر من جمالك كبريائي
وأعنف من لظى شفتيك بأسي..
خذي علب العطور والف ثوب
وصورتك المعلقه احمليها
فمن خلف الاطار يطل امسي
لقد طرزت دربك ياسميناً
فدست براعمي وقطعت غرسي
حملت لك النجوم على يميني
وصغت لك الصباح وشاح عرس
أتافهة الوصال الي ردي
عويل زوابعي وجحيم حسي
لقد شوهتي ايامي وعمري
فجفت ريشتي وانبح همسي
اعيديني الى اصلي جميلا
فمهما كنت اجمل منك نفسي.

العازفين الذين ارتبطوا بمسيرته
+ ما كان للألحان الرائعة التي اعتصرتها عبقرية
الاستاذ محمد الأمين ، أن تتخمض عن كلِّ هذه الهالة
من االزخم الإبداعي الا في وجود كوكبةٍ منتقاة بذات الألـــق
من عازفين مميزين ارتبطوا بمسيرته، و الملاحظ أن جلهمهم
من خريجي معهد الموسيقى والمسرح في الدفعات الاولى،
الذين تعلموا ليس فقط تطبيق النوتة الموسيقية بل هارمونية
في تنفيذ توزيع اعماله والحليات الموسيقية ومنهم: صلاح
عركي، بدرالدين عجاج، ميرغني الزين، الفاتح حسين، ميكائيل
الضو، احمد باص، سعد الدين الطيب، أسامة بكلو، ماهر تاج
السر،عثمان النو، فايز مليجي، عثمان مبارك، الفحيل, نور الدين
مسمار و لا ننسى على رأس كل هؤلاء صديقه المايسترو
العملاق الرحل/ بدر الدين عجاكو غيرهم الكثيرون.

المشاركات والجوائز والتقدير
• شارك الاستاذ محمد الأمين في الكثير من المهرجانات
الغنائية داخل وخارج السودان وقدم العديد من الحفلات في
الدول العربية والأوربية والولايات المتحدة الأمريكية ، وأهم
المهرجانات هي المهرجان الثقافي الأول بالجزائر، مهرجان الشباب
العالمي بموسكو ، المهرجان الفني الموسيقي بهولندا إلى جانب عدة
مهرجانات بألمانيا. واخر مشاركة له في ٢٠١٤ كانت في الصين
بمصاحبة عازفين صينيين سجلها التلفزيون الصيني.
• منحت جامعة النيلين الدكتوراة الفخرية للاستاذ محمد الأمين في عام ٢٠١٠
• منحته رئاسة الجمهورية وسام الجدارة في ذكرى الاستقلال ٢٠١٤

الأسرة:
متزوج من السيدة/ سعاد مالك
دعواتكم له بالرحمة والمغفرة
توفي يوم الأحد الماضي ، موافق الثاني
عشر من نوفمبر 2023 م
إنا لله وإنا إليه راجعون
+ تقبله الله قبولًا حسنآ واسكنه فسيح جناته
في عليينَ مع الصديقين والشهداء والصالحين
وحسن أولئك رفيقا ً , إذ ننعيه بعميق الحزن
و الأسى ، نسال المولى حسن العزاء وصبراً
جميلاً لجميع أهل السودان عامة و عدن
النيلالأزرق ودمدني بصفة خاصة.

+يا سلام عليك مهدينا يا فنَّان
دي مناحة يتساهل يلحنوها لأنصاف مدني
تغنيها في تأبين زولن مو ساهل بلحيل
تبكيـــه الجــــوامع الانبنت ضانقيــــل
لقراية العلم وكلمة التهليل
بتصادم المغارة خيولا بجن باليل
يا ود ليل البحور يا الجدك المانجيل
دوبة حليل ابوي اللي العلوم دراس
في يوم الخميس جانا الخبر وانشاع
في الاربع قبل ازرق طويل الباع
تبكيك الخلوق بي اغزر الدماع
دوبة حليل ابوي اللي العلوم دراس
غرار العبوس دار الكمال ونقاص
دوبة حليل ابوي اللي العلوم دراس

روحي ليه مشتهية ود مدني:

مرحبنبك و مسهبنك قريبي الشاعر المطبوع أبا ذر
لابأس بالتفصيل ، لولا خشية أن يسوقنا للغوص برفقٍ في خصم
الجمال و الحب في بلادي . خسوسن أنو لينا منافسين زي ناس
بسمات الشيخ شايفا متشددة لبلد الحديد والنمار / عطبرة و امتثال
شايفة كوستي أم المدائن و كلوزول عاجبة الصارو.
و أما بت المنى بت جاد الله دي إلا أرجع ليك لجدي وداللصيل
يذاكر لي شجرة أنسابنا ، علا كطع شك هي عركية وواحدة من
حبوباتك أمهات المؤمنين رضي الله عنهن و أرضاهُنَّ. حيث
واما عمك البخيت فكان مُمتهناً لحرفة نجارة المراكب في موردة
ود مدني حيث عاشت العائلة الممتدة و نشأ أبو عركي في حي
العِشَير بود مدني ليس بعيداً من أمسويقو و الدباغة..

فضل الله محمد ذلكم العملاق أمتع وأبرع
من يُجيد نثر الدُّر في صمتٍ لا تهزه ريحٌ
عُرِف بانتمائه الفطري لمسقط حبله السري
في أرض المحنة من قلبالجزيزة ،
+ عُرِف أيضاً بأكتوربرياته اللاهبة في زمان
شبابه الأخضر
-أكتوبر واحد وعشرين
ياصحو الشعب الجبار
يالهب الثورة العملاقة
يا مشعل غضب الاحرار
ثم امتدت بعد ذلك رحلة الغناء العاطفي البديع
و كما قلنا فان فلسفة القصائد العاطفية عند فضل الله
محمد ت|أتيك مفرداتها مناسبة بتلقائية يُحسد عليها
كانها عشرة ونسة عادية خالية من التكلف اصطناع
المواقف… ونلاحظ تلك الونسة الغنائية في كل اعماله
وقد تفهم الفنان محمد الامين مضامين تلك الونسة تماما
.. فكان متفردا في اختيار الالحان ذات النقلات والمقامات
الموسيقية فيها كلها والتي لم تكن تسير علي ايقاع واحد .
فلنحاول استعراض تلك الونسة الغنائية:
قلنا ما ممكن تسافر … نحن حالفين بالمشاعر
لسه ما صدقنا انك … بجلالك جيتنا زائر
السفر ملحوق … ولازم انت تجبر بالخواطر.
واردفها بالكثير من الاعمال العاطفية والوطنية حتي
مرحلة ( المجد للالاف تهدر في الشوارع كالسيول
.. يدك زاحفها قلاع الكبت والظلم الطويل).
ليعود تاني يونسنا في أغنية الجريدة:
سارحة مالك يا حبيبة
ساهية وأفكارك بعيدة
بقرأ في عيونك حياتي
وإنت مشغولة بجريدة.

غربه وشوق
جيناكم ياحبايبنا بعد غربه وشوق
نغالب فيهو ويغالبنا
ونكتم آهة تظهر آهة تتعبنا
حنين لشوفة الغالين مدوبنا
بعد غربه وشوق
هناك غربتنا ما هنتنا ياحلوين
هناك الهم بدل واحد يبين همين
ومهما قلوبنا تتاوه سنين وسنين
مصيرو الحى يلاقى احبة لو صادقين
سماع اهلا من الاحباب شروق امال
وصف البهجة بالكلمات محال يتقال
حلاوة العوده غنيناها فى موال
تحكى عن الولف واصلو الولف كتال
كتبها رئيس جمهورية الهوى إسحق الحنلقي الذي أظل ذات مرة عبر
شاشة الهلال ليسبر أغوار و يحكي فضول الكثيرين حول قصص نزول أغنياته
وقِدَحِه المعلاة فوق كل المغاني: غربة وشوق، بتتعلم من االأيام، و حمام الوادي
يا راحل التي يُحرض فيها بلادك حلوة ارجع ليها بلاد الغربة ما بترحم من هنا
و ومرق هو زاتو من هنا (مقلب الجماعة) عندما كان ضيفاً على سلمى سيد في
الشروق و غنى وردي رحلة عصافير الخريف في موسم الشوق الحلو ذرفت
سلمي الدموع وقالت أن الأغنية تذكرها بوالدها وبكي ايضا وردي، و لم ايك
حلنقي ، فقال له :" انت يا اسحاق مالك عامل زي جبل التاكا)، و هذا
الموقف يكشف عن حس الفنان محمد وردي المرهف).

+ في ضيافة المتالقة سلمى سيد، كان ود اللمين وإلى جواره فضل الله محمد ،
كان لأغنية الحب والظروف في تلك الحلقة هذه متفوقاً فيه علي نفسه ، فبرغم أن الأغنية
يُناهز الستة عقودٍ وقد كان فضل الله وقتها في السنة الثانية بكلية القانون بجامعة الخرطوم ،
إلأ أنك تلمس فيها تجديداً في اللحن و التوزسع و الأداء غير مسبوعٍ أبو الأمين ذات نفسه ،
كما أنه من الملاحظ أن مفردات النص كانت تتمتع علي لونية جديدة صالحة لك زمان و مكان
و مالكة لناصية حرية التعبير عن أشواق و وآمال و ’لام و ىهات كل جيلٍ ليس متوفراُ في
لدى غيره من المبدعين ، خاصة و أن معظم أشعار فضل الله محم يطلقها كعادته بأريحية
كالريحالمرسلة في طيب المعاني وعبقرية المغاني ، حيث تبث في روعك إنطباعاً
بأنه لكأنما يغزل حريراً في عشرة ونسة عاطفية جديدة وليست شعراً
( الغريب الساعة جنبك.. تبدو أكثر من دقيقة
.. والدقيقة وإنت مافي … مـُرة ما بنقدر نطيقها ) وهكذا .
+ القومة لهذا الثنائي الذي مافي منو قاما سوياً بأكبر عملية
جراحية تحول في مسار الأغنية السودانية نصاً ولحنا ً واداءً
لم تشهدها منذ بعثة ثالثهما وابن مدني إبراهسم الكاشف: