π منبر دا و لا متحف شمع£

∆تجي داخل: ياهل الله اللي هنا وتقعد تتلفت
لامن تقرف و تضرب كف على كف وتبقى متخارج .
ود ال ح ي ش ا ن ال تل ت ة
رافع الأذان في جزيرة مالطا

♡ أبا ذر أيا غفارياً تتقاصر دونه هامات التعالي ،
ياخي شاحد إلاهي و سَيَّدي يرفع لي مقامك و يوسع أفهامك ،
و يعلِّي مراتبك و يضاعف ليك راتبك. دا أكان ساي تطروانا
تنفحونا لينا بي نقرشة ضحاكات بهنا بقت حاكة وصارة وشها
و كمان تمتا سابعة الاثافي بي خبر وفاة قريبي الباشكاتب ليغرز
اضرع الغبداع مرةً و إلى أبد الآبدين ، لنا لكم الصبر
الجميلو حسن العزاء ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا،
و(إنا لله و إنَّا إليه راجعون).

تحين يابا ذر أنا بدور منك البياض راسو عديل
خسوسن بعد بقوا مشاركننا فيك أهلنا المحس (أجدع ناس) علا ممكن
عادي نديك جنيه حبوبتك المحسية و نقولليك أدلى هنا. و جاييك للبشاقرة
غرب علا خلني هسي النواصل ليك مع جدنا شيخ العرب(1903- 1993)
زول ساي من ود مدني و لكن حريٌّ به أن يتربع بجدارة كواحدس من شخوص
دراميات غابريال غارسيا ماركيز، وإن كانت به ملاحُ لا تخطئها عين لتضعه
بطلاً لرائعة الروائي العالمي باتريك زوسكند (العطر).
+ارتبط اسمه بأشهر عنبر بمستشفى ودمدني ( عنبر شيخ العرب)،
كعبة المضيوم من أ بناء السبيل.وشيخ العرب هذا رجل كان من أثرياء
مدينة ود مدني ومن كبار تجار المحاصيل، العناقريب، التمباك ، الصفيح ....إلخ.
كان مديد القامة، قوي الشكيمة. في زمن الناس حونان، حيث مصران العرنون
و ربع الرط ليرسف القزازة لي حدها و لاتعريفة المقدودة تساوي كم دولار
+ أرض المَحَنَّة في قلب الجزيرة كانت تشع ونضاراً كبَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ
عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ خضرَاءَ فَاقِعاً لَّوْنُهَا تَسُرُّ الغادين و الرائحينَ إلى أن ابتلانا الله
بأولئكَ ثم هؤلاءِ فذبحوها وما كادو يفعلو. ودمدني فتاة غيداءَ حسناءَ مشاغبة
تُغري دون أن تُنال. قادرة على أن تنزع الشّوك من تحت الورود لتنثر الندى
فوقها فوقها النّدى إكليلا مان كنا بنشيل الود ندي الود وفي عينينا كان اكبر
حناناً كانوفات الحديومَ كان الابتسام طبيعياً خالياً من المُنشطات الكيميائية.
وقتها، لم تكن ثَمَّةَ حاجة لاستحلابعطف الزائرين بتذكيرهم علي
لافتة منقوشٍ عليها (ابتسم، فأنت في ود مدني)!
ود ال ح ي ش ا ن ال ت ل ا ت ة
رافع أذان على الفاضي في مالطة
!

+ شيخ العرب يترك الدنيا وما فيها ليبذل نفسه لمهام لا يقوم بها
غيره، يتحرك في مستشفى ودمدني بطاقة منظمة خيرية وبإمكانياتها.ويقضي
ليله في حفر القبور لموتى افتراضيين لم تفارق أرواحهم أجسادها بعد.
+ وعندما يخذله جسده المرهق و ينال منه التعب، يخلد إلى الراحة لياخد
تعسيله في أحد القبور الجاهزة وتأخذه سنةُ سباتٍ عميق، إلى أن يوقظه موقظ.
+ تفرَّغ تماماً لرعاية فقراء المرضى ومساكينهم من فاقدي المأوى و الاهتمام الأسري.
يطعمهم ويكسوهم ويشتري لهم الدواء، بل يقوم هو بمفرده ليأخذ بأياديهم غلى حيث يقضون
حاجاتهم الطبيعية، و كثيراً ما كان يقوم بغسل ملابسهم، وغسل أجسادهم بعد الموت!
+ أكفانه جاهزة وعطوره مُعدَّة، يفعل ذلك بلا منٍّ لا أذًّى و ولا رياء ولا عشماً في أن
تصطاده فلاشات المصورين وعدسات الكالميرات الخفية أوتحتفي به صفحات المنوعات!
وفي مناسبات عديدة كانت تستعين به مصحة الأمراض العقلية والنفسية بود مدني في تنظيف
المرضى وغسلهم.
+ ما كان يفعله شيخ العرب، من أفعال استثنائية تقترب من الكرامات، لا تقدر
عليه اليوم منظماتٌ وهيئات أمميةٌ لديها ميزانيات معدة وعربات ذات دفع رباعي!
وللمفارقة الموجعة، قبل أيام من الاحتفال بعشرينية رحيل (شيخ العرب) بمدينة ود مدني،
رحل بهدوء مأساوي مواطن بسيط يدعى (علي آدم محمد) من أحد العنابر المهملة الآن
بمستشفى ودمدني!المريض المسكين الفاقد للسند الأسري، رووا قصته كيف نقل للمستشفى
بعد تعرضه لحادث سير وأجريت له عملية جراحية لكسر تعرض له في فخذه.المريض
تلقى العلاجات اللازمة ولكن عدم وجود مرافق يشاطره آلامه جعل حالته الصحية
تتراجع وتحوَّل إلى هيكل عظمي إلى أن تلاشى.
+ رحل الكيثرون في زمن غاب فيه نجم (شيخ عربنا) من بعد طلوعٍ و خبا بعد التماعٍ
ولم تحضر فيه منظمات الرعاية ولا صناديق الضمان، والوالي حينذاك البروف الزبير
بشير طه يرقص بالسيف ويطرب للدوبيت في تخريج دفعات صيف العبور!
+ ابنه محمد شيخ العرب، يحكي عن والده وكيف أن روائح عطور الموتى
كانت لا تفارق ملابسه وأنه كان فاقداً لحاسة الشم، شيخ العرب كا
ن هو الوجه الآخر لغرنوي بطل رواية (العطر)!
+ إذا كانت عظمة البطل (جان بالتيست غرنوي) في رواية (العطر)
أن وهبه الله أنفاً أسطورياً لتمييز الروائح، فإن شيخ العرب حرمه الله
من حاسة الشم ليقوم بمهام لا يقوم بها غيره، و تلك
كانت كرامة ً و سراً وضعه الله في أبسط خلقه.
ود ال ح ي ش ا ن ال ت ل ا ت ة
رافع أذان على الفاضي في مالطة

+تسلمي ذواقة يا راقيةفقد سبق و قلنا:ملأى
السنابل تنحني بتواضعو الفارغاتُ رؤوسُهن شوامخُ.. يااااخ ده
أسلوب بديع جدن للملمة شعث أحاسيس تايهة جوانا و إذا نمَّ إنما ينمُّ
بجد عن اسمٍ على مُسمَّى يتمتع نفسي بالدهشة حد فيض التشبَع .
كوني بخير دوماً وعافيةٍ أستاذتنا الثائرة القامة.
+ ما عارف شنو الوداني مدني لأعود بصَفَة توت
يابسبة سبق و خرمجت عليها ما يلي نصه و رميتها
كلو من أبو ذر دا زولن لذيذ بلحيل و بجيب الشِبك.
إذاً، هاتِ أذنيك و يلا نتسلى بي متر و نص"الحب على كتِفَي جنونٍ فاخر"ْ"
يحكى أنه قبل ظهور آدم كانت صفات الخلق لطيفها و كثيفها، و فضيلها و رذيلها
تجوب الكون جيئة وذهاباً،دون أن تجد بشراً كيتأنس و تتعلق به، فيتصف بها. أحست
جميعها بالنعاس يطبق أجفانهاو الرتابة و الملل يداهم رموشها. فعمد الأبداع إلى اختراع
لعبة وإن بدتصبيانيةسخيفة نوعا ما ، لكنها مسلية علي اية حال و كاسرة لروتين الحياة اليومية.
+ ثم دعا جميع أخواته الصفات للانخراط فيها وهي عبارة عن لعبة التخفي و البحث، على
غرار ليالس سمرنا المغمرة أيام الناس حنان شليل وين راح ، ختفو التمساح أو سجارة
مين جازاك وهييي لبلب و شد و اركب وكدا).سارعت الصفات لعقد مؤتمر لها حولمائدة
مستديرة لمناقشة حيثيات الأمر , و قد خرجت منه ببيان ختامي أجمعوا فيه على
الإعجاب حد الاندهاش بحلاوة الفكرة. هنا تصدى الجنون لخطف قصب السبق و
اعتلىالطربيزة التي كاد يقلبها رأساً على عقب جميع الحضور فيجعل عاليها
سافلهاو صاح بهم: أنا أبدؤها لكم ، أنا أفرعها. أنا من سيغمض عينيه و
يبدأ العدّ وأنتم عليكم مباشرة الأختفاء،ثم اتكأ بمرفقيه إلى صخرة
و بدأ بالعد تنازلياً من مائة إلى واحد.وسارعت بقية اللطائف
والكثائف للأختباء زرافات و وحداناً؛
+ قاربت حسبة الجنون الانتهاء.ولجأ الحب إلى شجيرة من
ورود البنفسجينشد الاختباء بداخلها كملاذ أخير مع نهاية العد.
أشاح الجنون بالعصابة عن عينيه. و بدأ البحث صائحا":
أنا قادم إليكم، أنا آ تٍ إليكم.
+ كان أول من سُقط في يدها و انكشف عجزها
هي صفة الخمول و الكسل التي لم تتكبد عناء الذهاب بعيداً ثم
هبطت الرقّة على متن بساط من الريح من عليائها فوق سطح القمرْ
- و بعدها خرج الكذب من قاع بحيرة البجع منقبض الأنفاس يحتضرْ
- فيما عاد الشوق ملوحاً بيديه و قلبه مفعم باللوعة حد الضجرْ. تلقَّاهم
الجنون بعناق و صخب شديد و ضوضاء مجلجلة،ماعدا الحب، كادوا يفقدون
صوابهم, و قد يأسوا من العثور على أثر له، حينها اقتربت الغيرة و الحسد من
الجنون لتهمس في أذنيه و تبث في روعه بوشاية ماكرة:أن الحب مختبئ هنووووك،
حيث تلفه باقة من ورود البنفسج...التقط الجنون شوكة حادة كالرمح ، و راح يسدد
طعنات طائشة لمخبأ الحب، و لم يكف عن ذلك حتي سمع أنات الألم و نحيب البكاء
ظهر الحب.. وهو يعصب عينيه بكلتا يديه.. و الدم يقطر من بين أصابعه... صاح به
الجنون بحسرة و ندم: يا إلهي ماذا فعلت بك ، ياحبيب؟!..ثم كيف أتصرف كي أصلح
لك ما انكسرْ؟! وأعالج ما أفسدته بطيشي و غبائي، إذ أفقدتك يا صديقي نعماء البصرْ!؟
أجابه الحب: أفقدتني البصر، نعم ، و أما البصيرة فلا ، سوف لن تفقدنيها.و لكن لايزال
هناك ما تستطيع فعله لأجلي، فقط احملني علي كتفيك و كن دليلي إلى قلوب العاشقين
من بني البشر، لطيلة الدهر و هذا ما حدث فعلاً منذ يومها، إذ أبرمت تسوية شاملة
رضى الحب بموجبهاأن يمضي بقية عمره كفيفاً،يمتطي نزوة الطيش
و خفة العقل!! و صار حاله أسوأ من حال كسيحٍ يسوقه
أعمى، أو كحال صاح في ذمة سكران يلغلغ.