المعارك والمغازي النبوية ، تحت المجهر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 01:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-01-2023, 05:56 AM

بدر الدين العتاق
<aبدر الدين العتاق
تاريخ التسجيل: 03-04-2018
مجموع المشاركات: 698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المعارك والمغازي النبوية ، تحت المجهر

    05:56 AM November, 01 2023

    سودانيز اون لاين
    بدر الدين العتاق-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم
    المعارك والمغازي النبوية ، تحت المجهر
    القاهرة في : ٢١ / ١٠ / ٢٠٢٣
    كتب؛ بدر الدين العتَّاق
    بينما أنا أقلِّب في صفحات كتاب " تهذيب سيرة بن هشام " للأستاذ الدكتور عبد السلام هارون طبعة ١٩٥٤؛ رمضان ١٣٧٤؛ الذي هو مصدري المباشر في هذه الكلمة ومن قبل بحكم دراستي لبقية المصادر والمراجع الإسلامية في ذات الباب / مثل : سيرة ابن هشام بن عبد الملك؛ وابن كثير وابن إسحاق والطبري وخلافهم / ؛ لفت انتباهي عُدَّة أشياء وتساؤلات أهمها :
    لماذا لم يذكر القرآن الكريم كل المعارك النبوية التي خاضها والتي قدَّرها أهل السير والأخبار بحوالي ستة وثلاثين بين معركة وغزوة وسرية وبعثة وما أشبه وذكر سبعاً منها فقط ؟ .
    اجتهدت في الإجابة مما حفزني تساؤلي ذاك أن تكون لأحد سببين هما :
    السبب الأول : إمَّا لم يخض النبي صلى الله عليه وسلم بقية المعارك المسجلة في كتب التاريخ الإسلامي ونسبت إليه انتساباً مثلها مثل الأحاديث التي بين دفتي الصِحاح المعروفة؛ ولعمري ليست هي بصحاح طالما تضمنت أحاديثاً لم ترد على لسانه الشريف بغض النظر عن من اعتمدها أو صححها أو شك فيها - وما أكثر ما نسب إليه ولم يقله أو يفعله أو يقره ولله الأمر من قبل ومن بعد - وهذه المناقشة ليست موضعها ههنا من البحث؛ يمكنكم مراجعة ما كتبته عنها في كتابي تحت الإعداد " الفكرة الإنسانية العالمية" والميديا وبعض الصحف السودانية والالكترونية لمزيد من المعلومات؛ لأنني هنا بصدد المعارك والمغازي فقط .
    السبب الثاني : إمَّا أن يكون خاضها عليه السلام لكن القرآن لم يذكرها لأنها ليست جوهرية في مسيرة حياته مما يعني جانب المسلمين وليس شرطاً أيضاً إن لم يذكرها القرآن لكن تبقى قيد البحث والتحري والتحقيق بصورة من الصور لإثبات وجودها من عدمه .
    أترك لكم قضية عدم خوضه لبقية المعارك والغزوات خارج القرآن لمزيد من البحث والتقصي؛ وأتولى أنا بعون الله وتوفيقه قضية مثبتة في القرآن الكريم وهي المعارك التي خاضها وذكرها القرآن تصريحاً أو تلميحاً ؛ لسبب مهم هو الهدف من هذه الكلمة وهو قضية الجهاد في سبيل الله من آصل أصول القرآن ثم أسباب وتداعيات هذه المعارك والغزوات لأنَّها داخلة حاق الصراع بين الدين والدولة منذ القرن السابع الميلادي المستمرر إلى يومنا هذا ولنفرق من بعد بين المعركة الدينية والمعركة السياسية والذي من أجله كتبت هذا الكتاب.
    *موضوع البحث*
    ورد في القرآن الكريم تصريحاً وتلميحاً سبعة معارك منها ما شارك فيها ومنها ما لم يشارك فيها أو لم يكن فيها قتال ومع التدقيق تحده عليه السلام قد شارك في الغزوات والمعارك التالية من داخل النص القرآني :
    أ – معركة بدر .
    ب – معركة أُحُد .
    ج – معركة حنين .
    ثلاث معارك فقط لا غير شارك فيها وحدث قتال ، أمَّا بقية المعارك التي سيرد ذكرها لاحقاً فهو شارك فيها ولم يحدث فيها قتال مثل :
    أ – غزوة تبوك " جيش العسرة " ، شارك فيها ولم يحدث قتال .
    ب – فتح مكة " " ، شارك فيها ولم يحدث قتال .
    ج – غزوة أو حصار أو إجلاء بني النضير ، شارك فيها ولم يحدث قتال .
    د - غزوة الأحزاب أو ما يعرف بغزوة الخندق ، شارك فيها ولم يحدث قتال .
    التفاصيل على النحو التالي :
    ١ / معركة بدر؛ وكانت في السنة الثانية من الإخراج النبوي الشريف الموافق لسنة ٦٢٦ للميلاد؛ وأسبابها عامل اقتصادي محض؛ قافلة تجارية لقريش اعترضها المسلمون؛ راجع سورة آل عمران وصفحة ١٢٨ المصدر السابق .
    ٢ / معركة أحد؛ وكانت في السنة الثالثة من الإخراج النبوي الشريف الموافق لسنة ٦٢٧ للميلاد؛ نتيجة طبيعية لرد الاعتبار والثأر لقريش من هزيمتهم في بدر؛ بمعنى أسبابها وتداعياتها ليست دينية وهي أقرب لتحقيق المستوى السيادي السياسي والكبرياء لقريش؛ وهُزِمَ المسلمون فيها؛ راجع سورتي آل عمران والانفال وصفحة ١٤٨ المصدر السابق .
    3 / غزوة أو حصار أو إجلاء بني النضير؛ وهم مجموعة من اليهود كانوا في الحصن؛ وكانت في السنة الرابعة من الإخراج النبوي الشريف الموافق لسنة ٦٢٨ للميلاد؛ وكانت عبارة عن حصار أو طوق أمني مشدد ضد اليهود في حصونهم لنقضهم العهد بينهم والنبي وأصحابه .
    بمعنى ثاني : عبارة عن حصار اقتصادي بحت وتطويق أمني محض وانتهت بالاستسلام للمسلمين ومن ثم ابعادهم خارج المدينة ولم يحدث فيها قتال بين الطرفين؛ راجع سورة الحشر والمصدر السابق صفحة ١٧٢ .
    4 / غزوة الأحزاب؛ أو ما يعرف بغزوة الخندق؛ وكانت في شهر شوال من السنة الخامسة للإخراج النبوي الشريف الموافق لسنة ٦٢٩ لميلاد المسيح عليه السلام؛ وهي عبارة عن تحالف مجموعات سياسية لكسر شوكة الإسلام والمسلمين لكنها لم تكن دينية بحال من الأحوال؛ وانتهت بتفرق العدو بسبب الريح ، راجع سورة الأحزاب وصفحة ١٧٩ المصدر السابق .
    5 / فتح مكة؛ وكانت في شهر رمضان من السنة الثامنة للإخراج النبوي الشريف الموافق لسنة ٦٣٢ للميلاد ؛ ونتجت عن تداعيات حادثة صلح الحديبية أو بيعة الرضوان أو ما يعرف بالهدنة ووقف القتال بين ساكني جزيرة العرب وبالذات أهل مكة وبين المسلمين من آخر السنة السادسة للإخراج النبوي الشريف الموافق لسنة ٦٣٠ للميلاد ؛ وانتهت دون قتال وهي المعركة الدينية الوحيدة التي خاضها النبي صلى الله عليه وسلم وكانت معركة على مستوى الإلتزام الأخلاقي لمعايير اتفاقات السلام بينه وبين قريش .
    بمعنى ثاني : هي القضية الأساس التي من أجلها جاء الإسلام وكانت الدعوة وكان ما كان وهدفها الأسمى هو انتهاء عهد اللوثة العقدية من تعدد الآلهة وتكسير الأصنام لوحدانية الله عز وجل إلى الأبد وتكون الحاكمية فيها لله على الأرض؛ راجع سورة الفتح والمصدر السابق صفحة ٢٢٨ .
    6 / معركة حنين؛ وكانت في السنة الثامنة من الإخراج النبوي الشريف الموافق لسنة ٦٣٢ للميلاد بعد الفتح؛ وأسبابها سياسية لتجمع قبائل هوازن ثقيف وحلفائها جمعها مالك بن عوف النصري واجتمعت نصر وجشم كلها وسعد بن بكر وناس من بني هلال وهم قليل ، وغاب عنها فلم يحضرها من هوازن كعب ولا كلاب ضد المسلمين ( التكتلات الحزبية – القبائل – السياسية ) وانكشف بادئ الأمر جانب من قوات المسلمين فانهزموا ثم سرعان ما دارت الدورة عليهم فانتصر المسلمون؛ وأشهر ما قيل فيها : " أنا النبي لا كذب؛ أنا ابن عبد المطلب "
    ثم قول دُرَيْد بن الصِمَّة ، وهو من بني جشم :
    يا ليتني فيها جذع * أخب فيها وأضع
    أقود وطفاء الزمع * كأنها شاة صدع
    راجع سورة التوبة وصفحة ٢٤٤ المصدر السابق .
    7 / غزوة تبوك ؛ وكانت في شهر رجب من السنة التاسعة للإخراج النبوي الشريف الموافق لسنة ٦٣٣ للميلاد؛ ولم يحدث فيها قتال وكانت خارج إطار المجتمع العربي القبلي آنذاك؛ بمعنى مهاجمة العدو لكسر شوكته في التعامل مع أعداء الداخل بما يعرف بالدعم الخارجي والحد من نفوذ إمبراطورية الروم وتمددها داخل جزيرة العرب فهي غزوة سياسية بنسبة مائة بالمائة؛ راجع سورة التوبة وذات المصدر من صفحة ٢٦٥ .
    *المعارك النبوية خارج القرآن* :
    كنت قد تساءلت أول هذه الكلمة عن ما دار من معارك أو غزوات أو سرايا أو بعوث نبوية خارج القرآن الكريم وهو ما ذكره أهل السير والأخبار والتاريخ والصِحاح ؛ وقلت ليس بالضرورة عدم ذكرها لحدوثها أو وقوعها حتى إن لم يذكرها النص القرآني تصريحاً أو تلميحاً ومبعث الشك في الموقف الوسط بين نفيها أو إثباتها يتلخص في الآتي :
    ١ / جملة الأخبار التي يتخللها ذكر الأحاديث النبوية الشريفة ( الحوار بين النبي وأصحابه ) هي موضع المراجعة والضبط من جديد لاختلاف مستقى المعرفة العلمية والعملية المصدرية من صراحة النص القرآني في عدم الأخذ من النبي صلى الله عليه إلا من طريقين فقط لا غير / راجع كتابنا السابق والميديا لمزيد من المعلومات / هما :
    أ - طريق الصحابة رضي الله عنهم وفيه سبعة طرق.
    ب - طريق أمهات المؤمنين رضي الله عنهن؛ وفيه سبعة طرق.
    مما يصعب جداً - أقلاها بالنسبة لي - تثبيت النص النبوي الشريف وهذا باب واسع وشائك بلا شك وليس موضعه ههنا من الشرح .
    ٢ / المزايدات القصصية الروائية؛ هل هي فعلاً صحيحة أم وضعها الوضَّاعون باعتبار العرب يجيدون فن تأليف القصص ورواية الأخبار وسبكها وحبكتها ؛ فما مدى صحتها من عدمه ؟ أنا ليست لي إجابة عن هذا السؤال وهي قضية البحث من هذه الكلمة .
    ٣ / لماذا لم يذكرها القرآن طالما هي حدثت بالفعل مثل ما ذكر غيرها مما أشرنا إليه آنفاً؛ وما مدى أهميتها الحقيقية حال حدوثها حتى يذكرها أو لا يذكرها ؟.
    ٤ / ورد ذكر الدِيِّة في سبب الجلاء لبنى النضير عند أهل السير كما ذكرها القرآن الكريم؛ لكن متى نزلت في سورتي النساء ومحمد وهل توافق وقت نزولها إبَّان المعارك قبل الجلاء أم لا ؟.
    ٥ / أسلوب تسلسل الأحداث والروايات لغير المدقق المحقق مما يبهر القارئ من شدة الحبكة والسبك من أول وهلة لكن عند التريث تجد مقاطعة ضعف أو تشكيك إسناد الحديث المتخلل الرواية الواقع بين الشك واليقين أو الرواية ذاتها يحول بين الاستكانة إليها وبين الرفض والنفور منها ؛ فهذا ما استوقفني كثيراً عند اطلاعي على السيرة النبوية الشريفة بعامة وذكر المغازي بخاصة والله أعلم أي ذلك كان.
    ٦ / ما اعتمده أهل الصِحاح في ذكر المغازي – صحيحا البخاري ومسلم بالذات - يجب أن يخضع للمراجعة والبحث من جديد في حقيقة حدوثها من عدمها لأنَّها صارت من بعد من القواعد الأصولية في الفقه الإسلامي بل تعدتها لدرجة القداسة في باب الجهاد في سبيل الله ذلك لعدم إبراز تفصيل أسباب وتداعيات المعارك والغزوات بصورة منقحة ومنهجية فنتج عن هذا المسلك الغلو والتطرف والإرهاب الجهادي الفكري والبدني باسم الإسلام والدين والنبي دون تمييز أو معرفة أو تحقيق للنص التاريخي بصورة مهنية لا عاطفية عقدية وهذه محاولة مني لفك هذا التعارض والإشكال والتساؤل إن وُجِدَ بقليل من التريث والتدبر إن شاء الله .
    ٧ / يجب الفصل بين المعركة الدينية بحكم الوقت وبين المعركة السياسية في كل الأوقات؛ ذاك لأنَّ المعركة الدينية الجهادية متى ما توفرت أسبابها وجب علينا الدفاع عنها وهي تعدد الآلهة وعبادة الأصنام وما إلى ذلك كيفما اتفق وإلَّا فيجب إخراج العاطفة الدينية وإثارة الغرائز الفطرية باسم الجهاد والدفاع عن الدين لدواعي مختلفة لا علاقة لها بالدين الإسلامي من بعيد أو قريب.
    ٨ / في سورة النساء؛ تتضح الصورة لوجوب الدفاع عن النفس والعرض والأرض باعتبارها قضايا وجود بشري والذود عن القيم الأخلاقية الإنسانية الرفيعة التوَّاقة للتعايش السلمي الإنساني العالمي وهم جديرون بذلك بلا شك متى ما دعا الحال كما يحدث في الخرطوم اليوم من معارك بدأت في الخامس عشر من أبريل ألفين ثلاثة وعشرين ولم تنته حتى لحظة كتابة هذه الكلمة.
    ٩ / الأصل في الجهاد في سبيل الله والقصاص ممن قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض هو إعلاء قيمة الحياة وإعمار الأرض لا الموت من أجل الموت فقط؛ فالموت ليس غاية لكنه وسيلة للحفاظ على قيمة الحياة وعنصر وجود الإنسان فيها من الانقراض ثم يعلوه الهدف الأسمى والأعظم وهو عبادة الله وحده لا شريك له؛ ذلكم المشروع الإلهي العظيم وجعل الحاكمية له في الأرض وفي نفوس البشر إلى أن يشاء الله .
    ١٠ / السلام الإنساني العالمي والتعايش السلمي بين القطيع البشري قاطبة بتحقيق المستوى الأدنى من الشراكات والقواسم بينهم في جلب المنفعة ودرء الضرر هو ديدن القرآن الكريم لا القتال ضربة لازب وأنا حوله أدندن بلا شك.
    *المعارك التي تحت المجهر*
    هل حسم القرآن قضية المعارك التي خاضها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أجمعين بين دفتي المصحف الشريف وأغلق باب الاجتهاد فيها منعاً لأي تغول أو تحيز أو تحريف من أي شخص مهما يكن باستباق علم الغيب حتى لا تكون هناك زيادة على سير حياته كلها وحياتهم معه لذلك ضمنها القرآن ولم يتركها لحادثات الدهر ؟ .
    بمعنى ثاني : هل ما ضمَّنته كتب السيرة النبوية تدويناً صحيحاً سليماً لتثبيت الفهم عن النبي عليه السلام فقامت بعض العقول وعبثت به من بعد بالزيادة أو النقصان أو الاثنين معاً إذا فرضنا قاعدة حسن النية ونبل الغاية من كتابة السيرة وبالذات قضية المعارك والغزوات هذه ؟.
    بمعنى ثالث : هل هناك تدليس وتزوير وتحريف في مجمل ذكر المعارك والمغازي تحديداً بقصد أو بدون قصد لتقوم عليه القواعد الأصولية الفقهية بدون تركيز على التحقيق أم لا ؟.
    بصورة عامة؛ دعني أوضح ما أشكل عليَّ ضمن عديد الأسئلة آنفة الذكر ولندع التقييم النهائي للقارئ والمختص المهتم بأمر السيرة النبوية الشريفة للمغازي؛ ومن جانبي أنا أشك شكاً عظيماً في حدوثها حتى يثبت العكس وتنجلي الحقيقة الغائبة إن شاء الله .
    *نماذج المعارك والمغازي المشكوك فيها*
    ذكر أهل المغازي في السِيَر ما يقرب من ستٍ وثلاثين بين معركة وغزوة وسرية وبعثة ؛ وسأركز هنا على نماذج مما يشك في أمر حدوثها ذلك لأنَّ من كتبوها بشر مثلنا يخطئون ويصيبون وجل من لا يخطئ؛ على النحو التالي :
    ١ / غزوة بني قريظة؛ صفحة ١٨٨؛ وقد سبق الحديث لي فيها بالتفصيل الممل في كتابي المصدر السابق؛ لكن ما يمكن الإشارة إليه هنا في عملية الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والمجازر البشرية بالنسبة لما نسبوه من تقتيل لليهود من قبل المسلمين وأراها منحولة أشد ما يكون المغالاة في النحل لأنها تتعارض تماماً مع قيم الإسلام الحنيف والقرآن الكريم لقوله تعالى : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } سورة الأنبياء؛ ثم لعشرات الأسباب التي لا يقبلها العقل السليم ولا المنطق الحق أن تضرب أعناق الرجال ( وقال مكثرهم ثمانمائة أو تسعمائة / راجع المصادر والمراجع الإسلامية في ذلك ) ولا يطرف للنبي ولا الصحابة جفن ولا تحملهم مشاعر الإنسانية أو كونه يخالف النص القرآني الصريح بإرساله رحمةً للعالمين في فعل يدينه هو قبل ما يدين الإسلام والمسلمين؛ وحاشاه أن يفعل ذلك.
    خذ مثالاً : ورد صفحة ١٨٨ ما يلي :
    ( غزوة بني قريظة في سنة خمس ) :
    لاحظ الخبر غير المتصل ما بين الإنتهاء من حادثة الخندق أو الأحزاب حيث ورد السياق : [ وسمعت غطفان بما فعلت قريش فانشمروا راجعين إلى بلادهم؛ ولما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف عن الخندق راجعاً إلى المدينة والمسلمون؛ ووضعوا السلاح ].
    هنا تنتهي حيثيات خبر الخندق بكل ما فيها من تفاصيل؛ ثم في ذات الصفحة خبر منفصل يحاول الكاتب / أي ابن إسحاق وابن هشام بن عبد الملك اللذين نقل عنهما الدكتور عبد السلام هارون ومن بعدهم / إدراج ملحق على ما سبق؛ قال : [ فلمَّا كانت الظهر أتي جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجراً بعمامه من استبرق على بغلة عليها رحاله عليها قطيفة من ديباج فقال : أَوَ قد وضعت السلاح يا رسول الله ؟ قال : نعم. فقال جبريل : فما وضعت الملائكة السلاح بعد ] الخ الخبر.
    قلت : الخبر في تقديري الشخصي منحول وغريب لعدم الربط بين الحادثتين : الخندق والفراغ منها؛ ثم بنو قريظة وما وراءهم من نبأ .
    السؤال : لماذا بعد الفراغ والانتهاء من الخندق لحق النبي اليهود وهم قد تفرقوا أيدي سبأ أو قفلوا لحصونهم أو ما شابه؛ ما لم يكن قد وضعت اليهود هذا الخبر ودسَّته ليتهموا النبي والمسلمين باضطهاد اليهود واذلالهم كما هو حالهم في كل العصور.
    الملاحظة الثانية : صفحة ١٩٠؛ ذكروا : [ عن أم سلمة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : تيب على أبي لبابة. قلت : أفلا أُبَشره يا رسول الله؛ قال : بلى إن شئت. فقامت على باب حجرتها - وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب - فقالت : يا أبا لبابة؛ أبشر فقد تاب الله عليك! ] انتهى .
    قلت : لاحظ الجملة الاعتراضية " وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب" وهنا تأكيد الشك حتى اليقين بخطأ القصة جملة وتفصيلاً لأنَّ الحجاب كان قد ضرب على نساء النبي صلى الله عليه وسلم في نهاية السنة الثالثة وأول السنة الرابعة من الإخراج النبوي الشريف الموافق لسنة 627 م – ٦٢٨ م ؛ راجع سورة الأحزاب؛ قال تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } آية ٣٣؛ فكيف حدثت الحادثة عِلماً بأنَّ النبي منع من الزواج في ذات السنة؛ قال تعالى : { لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلَّا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيباً } المصدر السابق.
    ثم لاحظ صفحة ١٩٦ قال : [ واستشهد يوم بني قريظة من المسلمين خلَّاد بن سويد ، طرحت عليه رحى فشدخته شدخاً شديداً فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه قال : إن له لأجر شهيدين ] انتهى.
    قلت : لاحظ كلمة " زعموا" و" لأجر شهيدين " يشير إلى عدم التثبيت في الخبر ثم إنَّ مفهوم أجر الشهيد - ناهيك عن أجر الشهيدين - يتنافى تماماً مع النص القرآني إذ لم يذكر القرآن لا صراحة ولا ضمناً أي أجر محدد لمن مات في سبيل الله .
    لمزيد من المعلومات يرجى مراجعة الفصل عن الجهاد في سبيل الله لكتابي السابق قم قناتي باليوتيوب لذات الموضوع .
    ٢ / غزوة بني لحيان؛ صفحة ١٩٦؛ وأصلاً لم يحدث فيها قتال وليس بها حدث مهم؛ وأراها مزيدة ومنحولة ومتكيفة من ناحيتي السياقة والصياغة فيقبلها العقل دون مراجعة؛ ولعمري هذا هو الخطأ الذي وقع فيه التقليديون فننتفع من الخطأ التاريخي بتصحيحه والاعتناء به فهذه ثروة معرفية لا تقدر بثمن ويتبناها السواد الأعظم من البشرية المسلمين في كل الحقب التاريخية بلا شك.
    السؤال قائم : لماذا ذكرها المؤرخون أثناء تسلسل الأحداث هل هي أمانة تاريخية علمية أم حدثت حقيقة ولماذا لم يذكروا غيرها من ذوات ضَعْفِ الأسباب مثل ما ذكروها وهل كل ما ذكروه هو ثابت وحدث فعلاً على أرض الواقع أم هو نوع من التأليف فقط لا غير لينحلوا قصصاً من الخيال فيسيموا بها المسلمين طعناً في الدين ؟ أنا لا أدري .
    ٣ / غزوة ذي قَرَدْ صفحة ١٩٧؛ وهي عبارة عن مجموعة من الرجال بقيادة عُيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري؛ أغاروا على لقاح لرسول الله صلى الله عليه وسلم / اللقاح هي الإبل الحوامل ذات الألبان / فقاومهم سلمة بن عمرو بن الأكوع السُلمي؛ وطردهم وكان يقول إذا رمى : ( خذها وأنا بن الأكوع اليوم يوم الرُضَّع ) يعني اللئام ؛ إلى آخر الخبر.
    السؤال : هل تعتبر هذه الغارة محدودة العُدَّة والعتاد غزوة على المسلمين أم هي نوع من السرقة المسمى الفعلي لها ؟.
    ثم ما هي مقومات الغزو للطرفين ومتى تسمى الغزوة غزوة ومتى تكون معركة وكيف انتهت نتيجتها لصالح من وهل يمكننا اعتبارها حدثاً عابراً أم غزوة تحسب على النبي وأصحابه ؟.
    بغض النظر عن أي إجابة أقول : لا تحمل هذه الحملة ذات الغرض الأساس وهو سرقة اللقاح من صفات المعارك أو الغزوات أي صفة بحال من الأحوال.
    ٤ / غزوة بني المصطلق؛ صفحة ١٩٨؛ وهذه أشد خطلاً من غيرها وأبرزها ضعفاً وأرى ما سبقها تمهيداً لما بعدها حتى يقبلها العقل المحمدي والعقل البشري قاطبة بكل هدوء وسلاسة دون انزعاج لجارحة أو شوشرة لذهن ؛ لسبب بسيط جداً هو : قامت على فرضية جماعة همُّوا لقتال رسول الله وصحابته وحدث قتال واشتباكات ولقاء مع العدو بشكل محدود ؛ فهل يمكن تسميتها غزوة أم معركة ؟ ثم ما هي حيثيات تلك الغزوة وهل لمجرد التفكير ووصول المعلومة بالقتال يشد النبي رحاله وسلاحه وأصحابه للقتال ، وهل نطلق عليها غزوة حين إنها لم تحدث مطلقاً – في رأيي الشخصي - ؟!.
    لاحظ الآتي : في صفحة ١٩٩ قال : [ واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل منهم ونفل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءهم ونساءهم وأموالهم فأفاءهم عليه ] انتهى.
    قلت : إذا حدثت معركة حقيقية لا يقال بعد الفراغ منها " فاء / فيء " لأنَّ الفيء هو حصول المنتصر على ما ترك العدو من عدة وعتاد دون قتال كما في حالة إجلاء قوم بني النضير إذ كان حصاراً فقط لقوله تعالى : { وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء؛ والله على كل شيء قدير } سورة الحشر ؛ لكن إذا حدث قتال تسمى غنيمة كما في حالة معركة بدر وأحد لقوله تعالى : { واعلموا إنما غنمتم من شيء فأنَّ لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان؛ والله على كل شيء قدير } سورة الأنفال ؛ وهنا أحد مواضع الشك في الرواية جملة وتفصيلاً والعرب تعرف اللغة العربية جيداً بلا شك بحيث تعرف وضع الكلمة المناسبة في الجملة المناسبة ، يمكنكم مراجعتها مراراً وتكراراً لمزيد من التوضيح والتنبيه في المصادر والمراجع الإسلامية السابقة .
    ٥ / خبر الإفك في بني المصطلق؛ صفحة ٢٠١ ؛ وفيه خطأ ! خبر سبي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار؛ إذ قدَّم الراوي خبر زواج النبي منها قبل أن يتزوجها وهذا في علم الكلام يعرف بالتقديم والتأخير؛ فكيف يقدم خبر زواجه منها حين لم يكن تزوجها بعد وفي كلا الحالتين خطأ ! راجع التفاصيل في ما سبقت إليه الإشارة من المراجع والمصادر المتكلمة عن هذا الموضوع آنفاً.
    قال : [ وكان فيمن أصيب يومئذ من السبايا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ] ثم ذكروا رواية لعائشة في ذلك ، ثم ذكروا خبر تزويجه ريحانه وهو موضع مراجعة أيضاً.
    ثم أوردوا خبر بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنى المصطلق بعد إسلامهم الوليد بن عقبة بن أبي معيط ليجمع صدقاتهم لآخر الخبر.
    قلت : ما علاقة الخبر وجمع الصدقات بالغزوة ؟.
    كل ما سبق ذكره من نحل وإضافة ما يسمى بـــــ " المغازي المشكوك فيها " في تقديري الشخصي هدفه الوصول إلى إشانة سمعة الإسلام والمسلمين ، ثم من طرفٍ خفي إشانة وإساءة سمعة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها في خبر الإفك ومن ثم بطبيعة الحال الطعن والتشيك في ثوابت الدين والمعتقد المحمدي والقرآن الكريم بالأخص لهدم الإسلام من الوجود وهيهات هيهات لما يصفون.
    هذا ! مما سبق يتضح لنا جميعاً وجوب مراجعة كتب السيرة النبوية وكل كتب التاريخ الاسلامي من جديد بغرض تنقيح الأفكار والمغالطات التي أضرَّت بفهم الإسلام وجعله لقمة سائغة في أفواه المتنطعين والمتفيهقين بغرض إضعافه والنيل منه وكسر شوكته ولعلَّ هذا البحث يصب في ذلك الاتجاه وما التوفيق إلا من عند الله .
    سبق أن نشرت وطبعت عدداً من البحوث والدراسات الإسلامية في هذه القضية المهمَّة التي أرَّقت مضاجع الكثير من الناس وهناك مقطع فيديو خاصتي عن الموضوع بعامَّة بموقع اليوتيوب يمكن مراجعته وقراءته بصورة أوسع زيادة على كتابي السابق " الفكرة الإنسانية العالمية" تحت الإعداد ، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً .
    أهم المراجع :
    1 / القرآن الكريم .
    2 / كتاب " تهذيب سيرة بن هشام " للأستاذ الدكتور عبد السلام هارون طبعة ١٩٥٤؛ رمضان ١٣٧٤ .






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de