(مِيتَةٌ و خَرابُ دِيارٍ)

+ ألا رحم الله الموسيقار الثائر خالد سنهوري
تلقينا نبأ فاجعتنا فيه من مداخلة للإنسان الفنان ود ياسين،
و مما يُدمي القلبَ أكثر و يشعل النفس حزنا أن الفقيد لم
يحظى من يشيعه ليواري جثمانه الثرى سوى رهطٍ قوامه
من ثلاثة أنفار فقط لاغير. و هذا مجرد غيض من
فيض إفرازات و مآسي حرب داغش والغبراء.

تسلم يا حيدر و ربي لا يفرعكم في عزيزٍ لديكم
وكما قلنا ، هذه مجرد شَرفةٍ قصدنا أن نُطِلَّ منها على خارب
سوبا التي خلفت أشطلالها تفوح من نوفذها نكنة البارود المنضب.
و لكأن الحرب حقيقةٌ و لكأن السلام مجردُ وَهْمٍ استثناءو لكن ،ا لحقيقةٌ
مُرَّة ٌخيرٌ ألف مَرَّة ٍمن وهمٍ مريحٍ كراحة البَنْجِ المَُخِّدر. و لكأني بساحات
الحروب باحاتُ رمالٍ مُتَحركةٍ على ظهر عفريتٍ مارد. أقرب ما تكون إلى
لُعْبةٍ لشد الحبل بين طرفين نقيضين و حِزَم متاقضاتٍ حلبة للتدافع بين متغيراتْ
يكاد يكون الثابت الوحيدفي عرفها هو: ألا مجال للاعتراف أساساً بأي وجود لما
يسمى ثوابت . و لعل مسرحنا السياسي المحلي و محيطنا الأقليمي يعج بالأمثــلة الحيــة
و معبرة جداً عن كل ذلك ، سواء أكان ذلك بن أوساط (أصحــاب الميمنــة)، و ما أدراك
ما أصحاب الميمنة، أو في أساط أصحــاب (المشئــمة) على حـدٍ سواءٍ بسواءٍ. فمن هنا دونك
مؤتمرجية و ترابيون ممن غيـَّروا و بدَّلوا تبديلاً كثيراً حتى سففونا التراب. ومن ورائهم جوقة
مطبلون لشعارات فضفــاضــةٌ كالاصالة و التأصيل و (المكانة) و التمكين و ما شابه ذلك. و من
هناك دونك طابورٌ خامسٌ من الشَُطَّاح و الشائتين ضَفَّاري من مثيري جدلية ما يعرف بصراع
الديكة بين ما يسمونه مركزاً وهامشاً)؛ و من بين هؤلاء نفرٌ لا يُسْتَهانُ بوزنهم موالون للحركات
الشعبية المشلعة تلك القطة السمينة التي كلما جاعت لا تتورع و لا تجد حرجاً ولا تحشى لومة
لائمٍ في أن تسد رمقها من عياليها ،رايناها يوم أن قد بدأت بالتهام كبيرهم الذي علمهم سحر
التمرد ،و الذي قيل إنه أقلع بطائرةٍخاص ةٍمن كمبالاسيتي، ثم لم يهبط بها مرة ثانيةً
بل تخرت في حضن أدغال الجنوب.تماماً كما قدم الفريق الخصم رتلاً فطائسه
من وسط أولئك وهؤلاء خرج لنا عفريت ماردٌ ما لبت أن ذهب هو
الآخر إلى ربه ضحيةً لنهمة الشديد لدماء الأبرياء
فلا عزاء و له من الله مايستحق.

يقول تشرشل و هو من أشهر امراء الحرب الكونية الثاانية :"
في وقت النزاعات و الحروب تصبح الحقيقة سلعة نادرة جداً بحيث، تجب
أحاطتها بهالة عظمى من الإشاعات الگاذبة" يطلقونها و يروجونها بصدقٍ
و يقول أيضاً :" في زمن السلم و الأمان عادة ما يدفن الأحفاد أجدادهم، و لكن
في زمان النوازل و المحن إنما الأجداد يضطرون لدفن أحفادهم أشلاء

اللهم تقبل موتانا في علييين و ألهم ذويهم
الصبر الجميل وحسن العزاءتعرف يا مهدينا الميتة وخراب
الديار دي كانت موجودة أصلن قبال نشوب هذه الفتنة ،الله
يجازي من أيقظوها بتحت تحت، بس كان مفهوم المصطلح
مختلفة، بل معاكسة تمامان عما هي علي الآن.

زماون أهلنا بقولو شقي الحال بيجيب موية
برودو كناية عن كونو مافي زول فاضيلو ولا جايبلو خبر
ترا ياهي دي الباقية علينا ا هسي، مافي موية للشراب زاتو
و الحي أولى من الميت، تجيك دانة تجدع أنفك و ترميك أشلاء
و لو محظوظ يلحقوك نفرين من الورثة يلملمو شعثك في كيس
وسخ و يحفرو ليك يدفنون جنب السباتكتانك, ولو انزنقو يرموك
للكلاب الضالة يمخمخن فوقك لامن يقرمشن عضيماتك و
المُشاش برضو ينفع ويقود في ظل أزمة الفحم.

+ لاكين تعال شوف خراب الديار المو خمك الكان
حاصل ايامات الزمن الجميل ، الناس كانت فاضية لا شغل
لامشغلة و كاسين لهم جنازة أصلن عشان يشبعو فوقا لطم وردحي ،
حيث يخرجون بك في موكب مهيبٍ من كم تالاف مشيِّعٍ و مُشيعة
يودوك لي الله بسيرة و زفة بي طبال عروسة فيجبينا هلال
.. مواكب فرحة من أطفال ..يحاكوا السمحة ست الخال
+ يلا و أول ما يرجعو منك تعال شوف ليك عاد جنس بوبار:
الصيوانات ديل عاد يا يُمَّة من كزام و بت مسيمس للأفراح و أطقم
أواني الصييني و النيكل منأبو الفاضل و يا بلاش، التباخين و المرمطونات
ديل من الأجنحة الرئاسية ، و دفار شباشب وسكاكين و مناديل من سوق ستة
دا لزوم لطم الخدود وشق الجيوب و والداعاء بدوعى الجاهلية ال|اولى و قشقيش
المخاخيت للناس اللي كلو شوية بتذكرو ليك موغف والرجالمواغاف كنت
بتشاركم فيها الضحك و القرقراب أيام الفارغة و مقدودة. فديل بتجيهم
نوبة مكبوتة في الأنجهاش بالبكاء ، أشبة بعطسة في سوق العناقريب
و التشاشة منع من خروجها انسداد البلاعيم بحركة اللا-موناصبة.
فا شـــــــــــايفين كيــــــــــــــــــف بالله؟!!
ود ال ح ي ش ان ال ت ل ات ة
مشرد حرب في زُقاق فلاتة

أها جنس المظاهر دي كولها بقت الليلة
شيئاً من ماضي الذريات، لأنو ما في ليها لا إنمكانيات
و لا حيز زماني أومكاني ، و البيوت مرهونة في قبضة
جراد منتشر جاي من جنوب الصحراء الكبرى.
و ع سى و لعلَّ هذه تكون واحدة من فوائد الحرب
( IF ANY) و التي لو ركزنا و قمنا نعدها لا نكاد نُحصيها،
و من ها مسلن ، لا حصرن الناس هسي مضطرة تكطع الفيافي
و الوهاد و الفلوات بحثاً عن ملاذٍ آمنٍ لأيوائهم ، بما يكاد بالكاد
يسد الرمق، بدل ما ما كانوا مقرشين و مكرشين يأكلون تلاتة
وجبات دسمات و يطلعون زي الناس كم مرة يومياً و دا كلو
بين أربع حيطان ، واللليلة لقو نفسهم ضيوفا ثقيلي الظل
على أقرابائهم في الضهاري و طرف المداين,
(وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)

/ همباتي فِرشات/
( دي كانت آآآآآخر تقليعات زمن الناس حُنان، كان ربع الرطل
يرسف القزازة لي حدها و مصران العرنون سبعة ياردات!!!!
+ كعادته جلس هذا الوجيه يستمع إلى نشرة الوفيات والرحيل المُر في كل
صباحية ....هذا و يوارى الراحل المُقيم الثريا بمقابر (أحمد شرفى) فى تمام
الساعة العاشرة ويقام المأتم بمنزل ذويه العامر بالحارة الثامنة جوار مستشفى
(النو)... و ا إن نقش أخونا إلى هذا (الخبر) اللقطة حتى قام بإغلاق الراديو وبدأ
فى تجهيزنفسه للذهاب إلى العزاء .. قام بفتح الدولاب الخشبى القديم ... أخرج
جلابية المناسبات سكروته بي لون سمنة و(العمة التوتال) والمركوب
(النمر).. و حلق دقن على شنب سكسوكة (دعوني أعيش)

+ عند مدخل باب (المقابر) وجد كمية من العربات الفارهة حضر
بها المعزون ، دلف إلى الداخل فوجد الجميع و هم يستعدون لأداء صلاة الجنازة
فقام بإسباغ وضوئه و التوجه إلى الصف الاول (خلف الإمام مباشرتن) ثم ما
أن إنتهت (الصلاة) حتى هب يمسك بركن من أركان (العنقريب)!
+ كان البعض داخل المقبرة يقومون بتجهيزها عندما شمر (جلابيته) عملا
حُزَّامة و ربطا (فى نصو) و نزل يحفر مع (الحافرين) وهو يقوم بتوجيههم:
- وسع الحته دى شوية ... (غرق هنا ) ... (واسى) الحته دى!

+ ما أن خلصت مراسم الدافنة حتى قام بصوت جهورى جذاب
يطلب الدعاء والفاتحة (حداشر) مرة لروح (المرحوم) .. ثم أخذ يتلقى العزاء
مع (المتلقين)...ما أن عاد المشيعون من المقابر حتى قام بإرسال أحد الصبية لإحضار
(خرتوش) ثم شرع فى رش أرض الصيوان (والأراضى المجاورة) وكان بين الفينة
والاخرى يضطر لوضع الخرطوش على الأرض مستقبلاً أرتال المعزين رافعاً
معهم الفاتحة : إنتا الزول الطويل اللابس (السكروته) و(النضارة السودا)
القاعد يرش ده مش (الحاج) ود عم لأولاد المرحوم..
- لا والله ما ظنيت ... الظاهر من أهل أمهم الزول دا وجيه بلحيل..
وفى مكان آخر من الصيوان: إنتا يا حاج أبراهيم دحين الزول الطويل البشيلو معاه
الفاتحة و لك شوية يهنق اللابس العمة و(النضاره) ده ما منصور ود خالة المرحوم..
- ما أظن والله يا حاج ... الشبه ده شبه اهل ابوهو و يخلق من الشبه 40..
بعد أن إنتهى من رش الصيوان إتجه نحو حفاظات الماء للتأكد من وجود الثلج
ولما وجد انها لا تحتوى على ثلج بان عدم الرضا على قسَمات وجهه وصاح فى
أحد الصبية وهو يخرج (رزمة قروش) من جيبه:
- تعال يا ود هنا ... شوف ليك (ركشة) أجري طيران جيب ليكا خمسة ليحان تلج..
بعد أن إنتصف النهار وجاء وقت الغداء .. وقف يحث المعزين على الجلوس لتناوله:
- يلا يا جماعه قربو على الصينية دى! ... لا .. لا يمين تقوم تغسل إيدينك!
ثم بعد أن يتأكد من أن الجميع حول الصينية قد أخذوا أماكنهم الطبيعية يرفع (راسو)
فى عملية إسكاننغ (مسح ضوئي) للصيوان ثم يصيح بلهجة آمرة وهو يشير نحو
مكان آخر فى الصيوان: يا ولد ودى صينية لى (أعمامك) ديلك هناك!بعد أن جلس
الجميع (يأكلون) فى صمت أخذ يتجول بين (الصوانى) يتفقد (الناقص):
- يا ولد جيب ليكا شوية رغيف زيادة هنا!
- يا جماعة ناقصة ليكم حاجه ، ما تختشو الخير باسط؟
- يا ولد جيب ليكا صحن (دمعة) لأعمامك ديل ، ما تخلوهم يحقِّ[و يدينم من الأكل
- يا ولد كلمم يجهزو التحليات و الجبنات و الشواهى.. انا عارف في ناس بتتقريف
+ يلا فى اللحظة التى تأكد فيها تمامن أنو الجميع يتناولون الغداء (وما ناقصاهم حاجة)
إتجه نحوه إبن المرحوم وهو يشير إلى أحد الصوانى (الجات مؤخراً) و يقول له:
- خلاص يا حاج الناس دى كووولها قعدت يلا أقعد إتغدا زاتك بعد ده ..
- الغداء يا خوي ملحوق النشوف الناس دى الناقصا شنو.. ونحن أهل الجلد والراس
بعد إنتهاء (الغداء) إتجه (إبن المرحوم) نحو (غسالة الأيادى) فتبعه للتأكد من
وجود (صابون للغسيل) أمام (الغسالات) ولما لم يجده أدخل يده فى جيبه
واخرج ورقة (أم عشرين ألف) وه تف فى أحد الصبية:
- أمشى يا ولد جيب ليك خمسة صابونات (لوكس)..
ثم أمسك بيد إبن المرحوم وانتحى به جانباً:
- إنتو ح تعملو (كشف) مش كده!
لم ينتظر الإجابه فقام بتوجيه حديثه لأحد (الصبية):
- خد يا ولد أمشى جيب خمسة صابونات لوكس وكراس وقلم!

+ فى ليلة اليوم الثانى للفراش الللي هو يوم التفريقة و للتحديد أكتر هي
هي كانت (ليلة الفشل في القبض على فاطنة) فبعد أن صلى الجميع (المغرب) وتم (فك
لجام الصيوان) جلس الجميع (كيمان) كيمان يتحدثون فى كل شئ ... عندما جاء وقت
تناول العشاء عبارة عن فطير بي لبن رايب ، اقترب صبىٌّ من إبن المرحوم الكبير:
- قالو ليك يا عصام عاوزين حاجات للعشاء .. زيت وفول وجبنة وعجين طعمية ورغيف
وبيض و..أدخل عصام يده فى جيبه فلم يجد غير جنيهات قليلة (ما بتعمل حاجه) بحث
عن شقيقه الأصغر (هشام) حتى وجده مع شلة من أصحابه يتغامزون في أمرهذا الغريب:
- والله انا ذاتى القروش المعاى كملت..كدى شوف قروش (الكشف) شيل منها مشي حالك!
- الزول (الماسك الكشف) ده من رفع الفراش أنا ما شايفو .. معقول يكون زاغ بى
بقروش كشفنا و لا كيف؟!! (أخخخخخخ طلع مستثمر بكيات محترف!)
+ فى نفس هذه اللحظة كان صاحبنا في بيته وقد انكب يحسب ربطة
رزق ذلك اليوم قبل أن يتوسد (الكراس) واضعاً أمامه (الراديو)
مستمعاً لنشرة الأموات المسائية ممنياً نفسه بضحية أخرى!

قونات إحياء الأفراح في صالات المىتم
أشهرم الثُّنائي المرح عوضية ردحي و حنان سَكَلَيب.
+ طبعاً ملاح قرع وبامية مفروكة و كسرة وصحن سلطة و(ملاحة)
ده كان نظام الأكل فى بيوت البكا قبل أن يصبح (البكاء ذاتو) مظهر
إجتماعى ونوع من أنواع المدعاة للفشخرة) بعد أن اجتاحت البلد أعداد
مهولة من (المليارديرات الجدد) أصبحت تؤثر سلوكياً على بقية الطبقات
الأخرى حتى صارشيل (الفاتحة) هو الفرق الوحيد بين سرادق
الأتراح و صالات الأفراح ولكو في سبارك سيتي!

رجل الأعمال المعروف (حسن يورو) يوم رحيلو المُر
شفنا كل الكون مسافر .. لا هزار في روضة غناء ولا زهر عطَّر بايادر
قامت أسرته بفتح أبواب (الفيلا) الفاخرة لأفواج المعزين علاوة على (صيوان)
ضخم مصنوع من التيل المشعل بالمخمل تم نصبه بطول الشارع العريض
مزود بعدد مهول من مكيفات هواء نسمة يا جاية من الوطن و تغطى
أرضيته السجاد العجمي لزوم حجب الغبار و منع العطيس و كدي)!
+ الشاهد عند موعد الغداء انتشرت فرقة من (ولدان) نوادل يرتدون زياً موحداً
مزيناً بشعار الفندق 07 أ نجم يحملون (صوانى الأكل) النيكل الناصعة التى ترتاح
بداخلها أطباق المشويات والمحمرات والمشمرات وا لمُشلتتات والمقبلات وقطع
الرغيف الفاخر بينما وضعت امام كل صينية عدد من زجاجات المياه المعدنية
البااااردة وقناني المياه الغزية بأصناف مختفة ، و كلو مستورد!
؟

فى صالون النواعم بهناك جلست سوسو (فى اسم دلع لصابحة الماتم اصلن
هي ست البنات قبل أن يصبح حسن يورو رجل أعمال) جلست على سرير مهوقنى مستورد
عليه ملاية قطيفة تتلقى التعازى من جاراتها وصويحباتها اللواتى جئن وهن فى كامل زينتهن
(ناقشات) الحنة الما خمج يرتدين ثياب (الشيفون) المطرزة والشباشب ذات الكعب (البلية)
تمتلئ أياديهن ورقابهن بآخر صيحات سوق الدهب فى (دبى) وبقية العواصم الخليجية!
- كلمتى (عوضية ردحى)؟ همست (سوسو) لجارتها وصديقتها (نوسة) والتى مالت قريبا منها وهى تجيبها:
- والله (عوضية ردحى) دى قالو عندها مناسبت بكاء فى (مدنى) سافرت مشت ليها ، قمت مشيت لى ( هاجر
حى ووب) قالو ليا عندها إرتباط خارجى فى (دبى) فى واحد من ناس الجالية مات هناك أها فى الأخير مشيت
كلمت ليكى (حنان سكليب) لقينا ما عندها ارتباط ووقعت العقد مع مدير أعمالا! وأديتو مليون عربون مقدم.
- وشالت منك البيانات!
- أديتا ليها كووولها.. المرحوم كان شغال شنو؟ وعندو كم عمارة؟ وقاعد يتبرع لى ياتو
(نادى) وإشترى ليهم كم (لاعب)؟ وعربيتو الراكبا نوعا شنو؟ وموبايلو الشايلو موديلو كم؟
انتهت مجموعات النساء من تناول وجبة الغداء الفندقى (المو كارجقل ثم جئن لهن بالتحلية
(باسطة وبسبوسة وكنافة وعين جمل وأم على) شئ باللوز وشئ بالجوز وشئ يالما بعرفو
شنو داااك وبعد أن (ضربن) بدأن فى زحزحة الكراسى (البامبو) والجلوس كيمان كيمان
(للشمارات) وهن ماسكات بثرامس الشاى (المذهبة) المتشابهة (الكبيرة حقت
الشاى والصغيرة للجبنة) التى تفوح من (فناجينها) رائحة (المستكا)..
وفجأة يرفع الستار عن شابة (آخر شياكة) ذات مظهر يطابق كثيرا مظهر
مغنيات الراب و القونات هذا الزمان صويحبات العدادات الرامية بوتيرة أسرع
من الجمرة الخبيثة ، ترجلت نحو خشبة ( المسرح) تتبعها جوقة من ستة فتيات
مطقمات بزيٍّ موحد و مزركشة بالوان قوس قُزَح الثمانية وهن يرفعن
أياديهن عاليا فى حركات متتابعة و يصحن بصوت متصاعد كالجرس
يشق عنان السماء:ووووب وووووووب وووووووووووووووووب
وووووووووووووووووووووووووووووووب..
ث

+ ثم تبدأ (حنان سكليب) فى السكلى و(الوصف) وهن يرددن خلفها:
- وووووووب عليا والله ليا يا حسن يوروو يا البتدى البتدورو والما بتدورو
ووووب عليا والله يا صغير وجاهل يا البتجيب القروش بالساهل يا ود امي..
هيء يء يء يء ..الكورس : وووب ... وووووب ...ووووووووب
الليله يا حليلك يا زين الرجال ياملك الدولار يا البتستر الحال
الليله يا حليلك يا البتشيل من البنوك وتشتت قبال ما يلحقوك
يا ود امي.. هيء يء يء يء ..
الكورس: وووب ... وووب ...ووووووووب
الليلة وينك إنتا يا الإسبليت هبوبك والهمر ركوبك
الليله وينك إنتا يا البنيت المقصورة وركبت النافورة
الليله وينك إنتا يا أب جيوبن منفخة وأب عربيتن
مصفحة يا ود امي.. هيء يء يء يء ..
الكورس: وووب ... وووب ...ووووووووب
يا حليلك الليله يا البتفك الصعيبة ويا البتسجل اللعيبة
يا حليلك الليله يا جوكى البنوك يا التهريبك بالسنبوك
يا ود امي.. هيء يء يء يء .. وويبن عليَ
الكورس: وووب ... وووب ...ووووب

+ ثم تعدل الأستاذة (حنان سكليب) توبا الشفون (الترانسبيرنت)
الكان واقع وتنظر للكورس خلفها نظرة الفنان الذى يود أن (يختم) الأغنية فيبدأن
فى (تحرير) البكاء ويرفعن أصواتهن ويضربن بأياديهن ليبدين زينتهن (دهب دبى وكده)
... ووووووووووووب وب وب وب ووووووووب ثم يتوقفن فى لحظة واحدة بإشارة من
(حنان سكليب)! التى تجلس على أقرب كرسى وتتناول علبة مناديل الورق وتخرج منديلين
تمسح بهما حبات العرق التى تساقطت بفعل المجهود رغم برودة التكييف ثم تلتفت
إلى النسوة اللواتى كن فى الصالون يتابعن ( وصولة السكليب)و قالت لهن بي زهج :
اد قبلكن وحدكن..جنس بخلن عليكن يا "محقطات) أول مرة أردح ليا في(بيت بكا)
ما ينقطوا ليا.. قومن أفرنقعن ثكلتكن أمهاتكن وأخواتكن من الرضاعة
أأها شنو ليكآآآجنا ...ما حاجات عجيبة؟؟

يلا نجي لللياامات دي حيث ينتهي العزاء بطي آخر صفحة فيس
آخر تقليعة، صفحات على الفيس تحمل اسم المتوفى مع لقطات للحظات
احتضاره ، و نبذه خاطفة عن عمره العداه هاملاً في ( البر والتقوي).
+ و بحزن اصطناعي يكتفي المعزون بوضع أيقونة تكشيرة معبرة أو عبارة
(BIG LIKE )، و كأنما الفاجعة عاجباه الواحد و سارة بالو.
+ في نظري أن مظاهر كهذه لا تخرج عن كونها عزاءً افتراضياً ً من شخوص
و همية، و لا تعرب عن مشاركة وجدانية صادقة؛ و إنما تسخر من مهابة هادم اللذات
و مفرق الجماعات ، و تحويل المأتم إلى عيد فلانتاين و هي لا تقل استهجاناً من تصرف
بعض النسوة حين يأتين معزياتٍ باكيات دامعاتٍ بعين و احدة و الثانية تلاقط
جاي و جاي بحثاُ عن عورة تقع عليها سواء من أثاث أو طعام أهل المرحوم.
+ و لكن لا غرابة ، إن وجد من يؤيد الظاهرة كواحدة من مُخراجات الحرب
و يذهب إلى دعمها تبريرها بمواكبة عصر النهضة الأسفيرية دورها في تبادل
التهاني و التبريكات أو التعازي والمناحات أثناء مناسبات الأفراح أو الأتراح و الذي
يتراوح حسب قوة الصلة، من شد الرحال ركوب وضرب أكباد الزوامل ، مروراً
بالإبراق والمهاتفة و انتهاءً بال(Browse) و هي وسيلة تعتبر للأمانة
والتاريخ ، الأقل كلفة و أحفظ لماء وجه الجميع.

ولعل من الألعن و اظرط وا لأدهش
أن المدهشات زاتا لم تعُد تدع لك مجالاً للاندهاش..
فما تكاد تفرغ من فرك عينيك حين تقع على موغفٍ مدهشٍ
حتى يفاجأك ما هو أدهش منه وحجتى يجهشك البكاءُ.
+ والآن دعك من احتيال همباتة البكيات و تعال نشوف أهل البكا
زاتم ال مفروض يحرروه .. وسأروي عليك حادثة من حلتنا..ولاحظ
إنها في الريف (آخر معقل لما تبقى من ريحة الأصالة).. كنا في فراش بكاءٍ
لأحد الوجهاء. يُعتبر جدن لينا للأسف . برتبة شيخ ككر أو شيخ خت و كدي
.فتقاطرت وفود المعزين زرافاتٍ و وُحدناً راجلينَ و عى كلِّ ضامرنٍ ياتو ن
من كل فجٍّ عميقٍ و بعضهم جاءو زاحفين بلواري محملة بالمواد التموينية
وبالعجول و الخِراف لزوم الضبايح.. و بالمقابل كشوفات االموجب (النقطة)
دي لمان كملت خمسة كراسات.. بالفعل كانت مناظر عجيبة لدرجة أن قريباً
لينا تملكته الغيرة وأسالت لعابه حتى جعل يحدث نفسه بسوء(لعله تمنى لو
كان المتوفى أبوه صخشياً) ثم التفت إلى شقيقه بجواره و قال: اسمع
يا فلان أخي هسة أبونا الجلكين المترزع لينا في البيت دا لو لجناه،
يعني لو مات الليلة دي ب"الميت" ساااهبجيب لينا كم
مليار بالجديد ، فشايف أصلي كيف؟!
ود ال ح ي ش ان ال ت ل ا ت ة
مؤذن في مالطــــــــــــــــة

+عاجل جدن من أبو عزيز على انستغرام:
أبطال طوفان الأقصى يشفشفون ابن أخ الخنزير
العلج النتن/ ياهو، شيروا و النصرُ آتٍ قريــــــباً
"قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ
عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ"