سوق التمور الأكثر أهمية وشهرة بمدينة أم درمان أصبح خارج الخدمة تماماً الخرطوم - خالد فتحي في تطور لافتٍ بالصراع السوداني المحتدم منذ أبريل الماضي، أربكت حرب الجنرالين في الخرطوم ودارفور، حسابات مزارعي التمور بالسودان، واستبدت بهم مشاعر الحِيرة والقلق، إذ يعجز مزارعو التمور عن تسويق محصولهم الأكثر أهميةً وشهرةً، بعد أن صارت الخرطوم أثراً بعد عينٍ، ‘ثر تدمير وحرق أشهر معالمها وتوقُّـف الأنشطة التجارية وحركة المال والأعمال، بعد اندلاع الحرب واحتدام المعارك والقصف المدفعي والصاروخي والجوي العنيف، كما أضحى سوق التمور الأكثر أهميةً وشهرةً بمدينة أم درمان خارج الخدمة تماماً، وتوقّفت شركات الصناعات الزراعية عن العمل، بعد أن لحق بها التدمير والخراب. من محصول التمور بالسودان - فرانس برس خسارة فادحة.. كيف؟! تلك التحولات بالغة التعقيد، أسهمت في ارتفاع المخاوف وتضييق فرص تسويق محصول التُّمور لهذا العام، وبالتالي تهديد الموسم برمته بالفشل الذريع، لا سيما أن التمور تُعد المحصول النقدي الأول بمناطق شمال السودان، حيث بدأ موسم حصاد التمور مطلع سبتمبر الحالي بإنتاجية عالية للغاية هذا الموسم. ويمثل عدم تسويق محصول التمور الوفير هذا العام، خسارة فادحة وطعنة قاتلة لكافة مزارعي الولاية الشمالية، إذ يشبه موسم حصاد التمور، الأعياد الموسمية التقليدية أو ما يشابه موسم العودة إلى الجذور، حيث يلتئم شمل الأُسر المُمتدة خلاله، كما يُعَـدُ موسم التمور سانحة لتسديد الديون وشراء ملابس جديدة وحتى شراء بيوت والزواج وغيرها. مصادفة غريبة.. ما هي؟! ففي جزيرة أرتقاشا بشمال السودان التي تبعد حوالي 540 كلم تقريبًا بالاتجاه الشمالي للعاصمة الخرطوم، تتم زراعة أشجار النخيل كتقليد متوارث وثقافة متجذرة منذ أزمان بعيدة هناك، تماماً كالغالبية العظمى من مناطق شمال السودان. جزيرة أرتقاشا بها عشرات الآلاف من أشجار النخيل، ويعتمد مواطنوها على تسويق التمور بشكل كبير لمقابلة احتياجاتهم الضرورية. عبداللطيف محمد علي، أحد مزارعي التُّمور بأرتقاشا، يُؤكد لـ"العربية.نت" أنّ الحرب الدائرة حالياً بالخرطوم، أثّـرت بطريقة مباشرة على تسويق محصول التمور لهذا العام، ففي الأعوام الماضية درجوا على تسويق المحصول بالكامل إلى العاصمة، وشحنه إلى مدينة أم درمان، حيث سوق التُّمور الأكثر أهميةً وشُـهرةً بالسودان، ومن هناك يتم شحنه مرة أخرى إلى أسواق غرب البلاد وبالتحديد مناطق كردفان ودارفور ذات الكثافة السكانية العالية. ويشير عبداللطيف إلى أن هناك مصادفة غريبة هذا العام، تتمثل في الإنتاجية العالية لمحصول التمور لهذا الموسم مُقارنةً بالمواسم السابقة، حيث تدنت إنتاجية المحصول بطريقة لافتة، ويعزو ارتفاع الإنتاجية لخبراء وقاية النباتات التابعين لوزارة الزراعة الذين استخدموا مبيدات حشرية فعّالة لمكافحة الحشرة القشرية، بالإضافة إلى تأخر موسم هطول الأمطار، حيث هطلت الأمطار هذا العام عقب نضوج التُّمور على عكس الأعوام الماضية، وكانت تهطل في بداية الموسم فتتسبّب في إفساد التُّمور قبل النضج والحصاد. وفي المُقَــابل، تنطوي كافة بدائل عدم تسويق المحصول على مخاطر شديدة، فالتخزين مثلاً يحتاج إلى مخازن كبيرة، ومع ذلك قد يكون عــرضةً للتسوس والتلف على الأرجح بفعل الحشرات خاصة الأرضَة. أجور زهيدة وطـــرق خطرة! بالرغم من أنّ الحرب الطاحنة أسهمت في وفرة الأيدي العاملة، فإنها تسبّبت في خفض القيمة المالية للعمالة الموسمية، إذ تدافعت أعدادٌ كبيرةٌ غالبيتهم العُظمى التحقوا بذويهم في مناطق شمال السودان فراراً من حجيم الحرب، ويتقاضى العاملون في حصاد التُّمور أجوراً زهيدة لا تتجاوز الخمسة آلاف جنيه سوداني أي ما يعادل 6 دولارات أميركية تقريباً. بدوره، قال التاجر محمد إبراهيم لـ"العربية.نت"، إنه اضطر للتوجُّه شمالاً، حيث مناطق الإنتاج لشراء 100 جوال من التمر وشحنها من شمال السودان إلى منطقة تمبول بوسط السودان، وذكر أنه كان يشتري الكميات المطلوبة من سوق التُّمور بالعاصمة، حيث ارتفعت تكلفة الترحيل لأرقام باهظة، وبلغت تكلفة الترحيل عبر الشاحنات المتوسطة المليون ونصف المليون جنيه سوداني أي ما يعادل ألفي دولار أميركي تقريباً، أما القيمة عبر الشاحنات الكبيرة فتبلغ المليوني جنيه سوداني، أي ما يعادل 2600 دولار أميركي، وقال إنّ الشاحنات تحتاج لقطع مسافات طويلة، واجتياز طرق وعرة وغير مُمهّدة، وسط صحارى قاحلة ووديان مقفرة من مناطق الإنتاج بشمال السودان إلى أسواق وسط وجنوب السودان. أشهر أصناف التمور بالسودان! يذكر أنّ السودان يحتل المرتبة السابعة في إنتاج التمور بالعالم، إذ يسهم بحوالي 640 ألف طن سنوياً، ويُقدّر عدد أشجار النخيل في الولاية الشمالية بنصف عدد أشجار النخيل في السودان تقريباً، إذ تنتج الولاية الشمالية وحدها 63% من الإنتاج الكلي للتُّمور السودانية، بواقع 60 كيلوغراماً للشجرة الواحدة في المتوسط. وتعتبر التُّمور المحصول النقدي الأكثر شُهرةً بتلك المناطق. وتعَـد "القنديلة" و"البركاوي" و"التمودا" و"الكُلمة" من أشهر أصناف التُّمور بالسودان، وتتّصف بالحجم الكبير جداً وبالنوعية الممتازة والقابلية للتخزين الجاف، هذا بالإضافة إلى التُّمور الرطبة مثل "المدينة" وشبه الرطبة مثل "مشرق ود لقاي" و"مشرق ود خطيب". كما أدخلت لاحقاً بعض الأصناف العالمية مثل المجهول والبرحي والصقعي والسكري وغيرها، حيث حقّقت نجاحاً ملحوظاً، خاصّةً في مواعيد نضجها المُبَكِّر. https://www.alarabiya.net/arab-and-world/2023/09/26/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%91%D8...B9%D9%82%D9%84%D8%9F-
09-27-2023, 05:47 AM
ترهاقا
ترهاقا
تاريخ التسجيل: 07-04-2003
مجموع المشاركات: 8423
ليس حرب الجنرالين فقط ، في الموسم الماضي الحاقد القميء جبريل مشى استورد تمور وعلى حساب الخزينة السودانية عشان ناس الشمالية يخسروا الموسم ، نحن في السودان عندنا اسوا عينة من أجناس البشر، الجنرالين دييل مقارنة بالفكي جبريل ملائكة
09-28-2023, 06:14 AM
Hassan Farah
Hassan Farah
تاريخ التسجيل: 08-29-2016
مجموع المشاركات: 9187
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة