كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: جندي من الجيش فتح النار وأردى المواطن قتي� (Re: Yasir Elsharif)
|
*الحرب تحصد ارواح الأبرياء*
استشهد المهندس (كمال عبدالباقي محمد ابكر) مساء الخميس جوار منزله بالثورة الحارة الثامنة غرب مستشفى النو وتحديداً بميدان الرابطة جوار مقر لجنة الخدمات والتطوير بالحارة. وتمت موراة جثمان الشهيد الثرى بمقابر السرحة بأم درمان. افاد الذين كانوا متواجدين من جيران المرحوم لحظة إصابته، وهم (حسن عبدالوهاب) و(محمد عمر عبدالعزيز) و(صلاح عيسي) بأنه وأثناء تواجدهم اليومي المعتاد جوار مقر لجنة الخدمات، وصلت اليهم عند الساعة التاسعة مساء الخميس قوة من (الجيش) وقامت بتفتيشهم وأثناء التفتيش أفادهم المرحوم بأن كل المتواجدين من سكان الحي وان أعمارهم تخطت ٧٠ عاماً وهم كبار سن، وعليه يجب أن يتم التعامل معهم برفق واحترام ولا يوجد سبب أو داعي لتفتيشهم من الأساس. وحسب حديث المتواجدين حاول أحد الجنود ضرب المرحوم كمال (بخرطوش بلاستيكي) وحينها حاول أن يبدي المرحوم مقاومة مع هذه القوة فقام أحد أفرادها بافراق سبع رصاصات في جسد المرحوم فارداه قتيلاً (شهيداً) في الحال. بعدها تجمع أهل الحارة فقاموا بمظاهرة كبيرة حتي وصل إليهم قائد المنطقة العسكرية ومعتمد كرري ووعدوا سكان الحارة بملاحقة الجناه ومعاقبتهم. إن المرحوم (كمال) وغيره من أبناء الوطن هم ضحايا لهذه الحرب اللعينة والعبثية التي تحصد الأرواح بلا سبب خاصة وأن كمال وغيره هم أبرياء لم يقترفوا أي ذنب سواء أنهم مواطنين فقط. إنها حرب يمكن لأي جندي من طرفي القتال فيها أن يقتلك كأعزل لأتفه الأسباب ويمكن قتلك بسبب (نظرة) غير مقصودة أو مبلغ لا يتعدي ألف جنيه تحمله في جيبك أو موبايل تحمله أثناء تحركك داخل الحارة ناهيك عن التحرك لمواقع بعيدة. تم تشييع مهيب وكبير لجنازة المرحوم (كمال) حسب إفادات من قابلناهم في منزل العزاء شارك فيه كل أهل الحارة. ترك المرحوم كمال طفلة وطفل (رهف ومؤيد) وهم دون العاشرة في أعمارهم وترك زوجة مكلومة فقدت زوجها قتيلاً بلا سبب أو ذنب. قتله متعطش للدماء في حرب الدماء والدمار.. هذه الحرب التي حلت بالسودان ودمرته وشردت شعبة ويتمت الأطفال. المرحوم كمال كان مشهودا له بالعلاقات الواسعة فهو مهندس جيلوجي مميز رحمه الله. نسأل الله أن يصبر أسرته الصغيرة والكبيرة وجيرانه وأهله ومعارفه وأصدقائه وأحبابه وعارفي فضله، وأن يلهم أشقائه محمد وعبدالرحمن وعدي الصبر والسلوان وحسن العزاء ويلزم زوجته ووالده ووالدته وأبناء أعمامه وخيلانه وأصدقائه وأحبابه الصبر والسلوان.
أوقفوا الحرب أولاً
| |
|
|
|
|
|
|
|