معاناة السودانيين بين النزوح للولايات او البقاء في الخرطوم
كنت اليوم في تواصل مع أحد الزملاء وبعد السؤال عن الحال والأحوال كان رده ( بخير .. رجعنا من جحيم الغلاء في مدني لجحيم الدانات وعدم الاطمئنان لكن .. بيتنا ) ... رداً له وزنه .. يشرح آثار الحرب ومعاناة السودانيين بين النزوح للولايات او البقاء في الخرطوم .
وبالأمس القريب كنت أشاهد علي قناة الجزيرة مباشر ، تقرير يعكس معاناه النازحين داخل المعسكرات ، وكان محزناً رد إحدى الصغيرات عن سؤال المذيع عن أمنياتها ردت والدموع في عينيها ( عايزين نرجع بيتنا ) .. كما تحدث عدد من النساء عن المعاناة وعدم توفر اي خدمات صحية او علاجية وندرة المبادرات . فالوضع مأساوي ولابد من الحل السريع اولها هو وقف هذه الحرب اللعينة. المعروف عن حرب المدن انهم يتخذون المواطنين دروعاً بشرية ، ونسبة الي تدمير البنيات التحتية من الكهرباء والمياه والصرف الصحي ، إضافة إلى تعرضهم للشظايا والقنابل .. مما يضطرهم للنزوح لمناطق اكثر أمانا .. كنت أتمني ان تكون جوله البرهان التي بدأت بالجلوس مع احدي ستات الشاي !!!!! مروراً بعطبرة وبورتسودان حتي وصوله الي دولة مصر ... كنت أتمني أن تبدأ بزيارة معسكرات النازحين ... ليري بأم عينه ما يعاينه الشعب ... ألم تعلم يا برهان بأن كل راعي مسؤول عن رعيته ؟ ، ألم تعلم انك مسؤول أمام المولي عز وجل عن هذا الشعب المنكوب ؟ استحلفك بالله : ألم تشعر بلحظة ندم ولو لدقيقه واحدة عن انقلاب 25 أكتوبر ... الذي حطمت فيه أحلام وآمال الشباب والشابات بعد ثورة ديسمبر التي استعادت الروح الوطنية لكل الشعب السوداني الذي اتخذ الثورة خيارا له لتحقيق الحرية والسلام والعدالة. وما ادهشني هو تصريحك بعد ظهورك بأنه ستكون هناك فترة انتقالية ثم انتخابات وكأننا لم نعيش هذا الكابوس !!!!! وما هو تصورك في من سيحكم في هذه الفترة الانتقالية .. ماذا تنتظر من مواطن منهك مزلول شرد من دياره مغلوب علي أمره، يعيش الجوع الفقر وإحساسه بالقهر أمام أطفاله وهو عاجز عن توفير اللقمة والأمان لهم ، يري نظرات الحزن والخوف والرعب من اصوات القنابل ، ألم يؤلمك منظر طفل يتناول إفطاره تحت السرير ... ورحم الله الشاعر القدال في قصيدته ( اهل الفرحة ) وكأنه كان يستشعر ما سيحدث عندما قال ( لو صحيح غنينا بالدمعة الحميمة ... ولو دموع الفرحة ما لاقت غنانا ... بكرة نرجع تأني للكلمة الرحيمة .. شان هنانا .. شان منانا .. شان عيون اطفالنا ما تضوق الهزيمة )... حتي الأطفال اللذين سمحت ظروف اهاليهم لأخذهم خارج البلاد هناك نظرة حزن في أعينهم ، وستكون هذه الأيام في ذاكرتهم بدلا من فرحتهم بالوطن .
(عدل بواسطة سعاد تكة on 09-04-2023, 07:21 PM) (عدل بواسطة سعاد تكة on 09-06-2023, 09:50 PM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة