كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
/ جدلية في أزمة الشعر و الهوية/
|
11:56 AM August, 26 2023 سودانيز اون لاين دفع الله ود الأصيل- مكتبتى رابط مختصر
+ يقال إن لكل سجين قصة فما هي قصة الشعر مع الهوية؟ هل هما صنوان يسقيان من ماءٍ واحد أم ضدان لا يتفقان ؟ الجواب عندي نصف كوبه " أجل و" ونصفه "كلا" + فالهوية قالب انغلاق ملموس , والشعر يوتوبيا انعتاق محسوس بامتياز , و هو سجين الهوية . والشاعر خلاف المتلمس وشتان بين حقيقةِ و خصب خيالٍ لكن الشعر وأخواته لا ينبغي له أن يترسخ أو يتفرد إلا على خلفية توتره وتمرده ضد إكراهات الهوية بحواكيرها المرسمة وأحكامها العلبة مسبقا على أفراد وجماعات، تخط لهم مساراتهم و تملي مصائر كثر منهم. + الهوية (من مادة لهوى الغلاب) إذاً, برنامج محنط.. فهي عندما تشغل حيزاً من الشعر فإنها تجازف بأن تشععل في قلبه جذزةمتر لا تنطفئ لتكدر عليه صفوه,وتئد روحه و تجهض مخاضه للفكاك إلى حيث فضليات المدن المأهولة أبداً بأحلام غير منجزة, + بعيداً عن أرق الهوية وإمكاناتها المرئية. هنالك ضروب من الشعر وألوان من الإبداع الإنساني, منها شعر البلاطات الطافح بشوفينيات التفاقم الكاذبة و طبقات عرق و لون ليس معني بها حديثنا هنا. + ومنه كذلك الأدب الرفيع و الشعر النقي المتجرد الراكب راسو ممطياً لأشرعة مناطيد الخيال الوثاب ليشق عباب جمال الروح الراحلة إلى أبعد من سجالات قوم وحدود أ ملاكإلى ما وراء سحابات المثال. + لعل الاستثناء الأوحد للهوية كي تتسلل إلى ناموس الشعرهو حالة أن تكون فصلاًمن مشروع نضال لنيل حرية أو صرخة حلم بوطن مغصوب. + وهو استثناء لا يعني بحال أن يتنازل الشعر للهوية عن كبريائه فيمنحها قبولاً أبدياً. + ربما فقط إقراراً عفوياً بالتقاء وقتي و نكاحٍ عُرفيٍّ عابرٍ ، لكنه متحوط ضد ثقافة البقاء على حال. فالهوية لو تركت لتعبث في معاني الوجود الإنساني هكذا بلا رقيب للوثت على الشعر عقله و لعبثت بعذريته البراء ولضحكت على سذاجته بهتاف فضفاض تاراتمن أبواب السياسة و الاقتصاد وعلوم الأرض و الأجناس.
و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
|
|
|
|
|
|
|
|
|