|
Re: ألا هل بلغت ؟؟ ( 1) (Re: عبدالدين سلامه)
|
نحن بمختلف توجهاتنا تجمعنا رغبة أن يكون لنا وطن قوي مزدهر نفخر به ونعيش فيه بأمان وسعادة وشفافية، أن يكون لنا وطن له سيادته وكرامته ومكانته بين الدول .. يجمعنا نيل واحد ورغبة مشتركة في أن نكون ، وكلنا يعلم يقينا أن أرض الوطن تسعنا جميعا وخيراته تكفينا كلنا لو صفت النوايا وصدقت ، وطننا هو بيتنا جميعا ومهما اختلفنا كاخوة لايمكننا هجر البيت اوهدمه ، ولابد أن نسأل أنفسنا أسئلة منطقية منها لماذا يدفعنا الآخرون لعداوة بعضنا أو يشجعونا عليها لو لم يكن لهم غرض ؟ولماذا يحارب البعض معنا أوضدنا بالنفس أو المال أو السلاح أو شتى انواع المشاركة لو لم يكن بوطننا اوبنا مايدفعهم لذلك ؟ولماذا أصلا نختلف والوطن لنا كلنا ولايستطيع احد أن يسلبنا تلك الملكية ؟؟ وماذا كسبنا من عداواتنا ولماذا تستمر تلك العداوات ؟ وهل نحن الذين ساهمنا في بناء العديد من الأوطان ولانزال، نعجز عن بناء وطن نملكه بالكامل وننتسب إليه؟ وهل مانحن فيه هو المكان الذي يجب أن يكون وهل نتمنى استمراره ؟ الأفكار تتم محاربتها بالأفكار والخلافات توجد عشرات الوسائل غير البندقية لحلها ، لابد لنا التفكير خارج صناديق الاصطفاف لو أردنا وطننا الذي نحلم به ونتمناه، فليس من حق مواطن إقصاء الآخر أو حجر رأيه، ولكن القانون المحقق للحرية والسلام والعدالة يحكم الجميع ، ومن اجرم يجب أن لايفلت من العقاب ومن لم يجرم يجب أن لايحرم من الحقوق أو يتقاعس عن الواجبات ، وأما المؤمنين بما يراه البعض عمالة فمن حقهم رؤية مايرون شريطة أن تتميز كل العلاقات بعدالة المصالح المشتركة التي تحفظ السيادة والقانون وكامل معاني الوطنية الحقة ، فنحن لا نعيش في كوكب منعزل ولابد لنا من علاقات متينة ومترابطة مع مختلف الشعوب والدول الشقيقة والصديقة وهناك تيار يحاول جرنا من المحيط العربي إلى المحيط الغربي والعكس ، والتياران استخدما مختلف الوسائل النظيفة منها والقذرة في حربهما على بعضهما ورأينا العام في حربهما كان ضحية انقسام وتقسيم وتشرذم ، ولابد أن نعي هذه النقطة ، فالحرب ثقفتنا بكامل مفاصل الإعلام الحربي التقليدي منه والمرتبط بالذكاء الاصطناعي ،واجتهد كل طرف في رسم صورته الذهنية والوطن هو الضحية ، وبعيدا عن تأثير الإعلام لابد لنا من التعامل بجدية وطنية موحدة تبحث عن نقاط التلاقي لا ثغرات الخلاف ، وتحاول تقريب وجهات النظر لا المحاربة البينية المحتدمة، فالحرب اضحت حربين احداهما في الميدان وأخرى في الإعلام ، ولابد لنا أن نتعامل بحذر شديد ووعي مع الحرب التي فرضت علينا. و نواصل ...
| |
  
|
|
|
|
|
|
Re: ألا هل بلغت ؟؟ ( 1) (Re: عبدالدين سلامه)
|
ستتوف الحرب لامحالة مهما طال أمدها فلاحرب في الدنيا استمرت إلى الأبد ، فالحرب ستنتهي ولكن تبقى الصراعات ، الصراع مابين الخير والشر لن ينتهي أبدا لأنه أساس تركيبة الحياة ، وقد جرّبنا قبلا شعار ( تسقط بس ) ، وهو ما أوصلنا إلى ماوصلنا إليه من حال ، وماحدث لنا يجب دراسته من منظور ذاتي بحت وبعيدا عن كل تخوين ، لأن فسادنا أو استعدادنا للفساد هو حقيقتنا التي ظللنا نحاول الهرب منها متشبثين بحائط مبكى أننا كنا وكنا ، وإعادة ترميم أوبناء الإنسان السوداني الوطني هي البوصلة التي يجب أن يهتدي بها كل مسؤولي سودان مابعد الحرب ، فإنسان السودان أصبح واعيا بمافيه الكفاية بعدما كشفت له هذه الحرب اللعينة الكثير من الحقائق ، وعندما عطست الخرطوم أصيبت كل العواصم حولها بالزكام ولو بدرجات مختلفة ، فإثيوبيا والنيجر استفحل أمرهما ، والقاهرة يتمدد فيها الغلاء ، وجوبا تعاني وطرابلس لازالت تحاول التشافي عبثا، والساقية لازالت تدور لأن عطسة الخرطوم ليست كأية عطسة ، واكتشف الشعب العديد من القنوات الخفية في إهدار ثرواته وموارده ، وأن الحرب بغض النظر عن الأرواح الغالية ومختلف متأثريها ، لم تنل من البنية التحتيىة غير المباني الأسمنتية ، والتعمير ليس بالأمر الصعب ، ومواردنا قادرة على إعادة الترميم والبناء بطرق حضارية أفضل يراعى فيها التخلّص من عقبات جودة الخدمات ، فالدولة كلها يجب أن تعمل على بناء وإسعاد مواطنها ، هذه هي القاعدة التي يجب أن يتم عليها تفصيل الدستور الإنتقالي أو الدائم الذي يجب أن يشكل ضربة بداية سودان مابعد الحرب ، وحتى يتم تأسيس دولة القانون الحقيقية يجب علينا الإبتعاد عن الروح الإقصائية التي تمارسها كل الشرائح وتتهم بها الأخرى ، فالإسلاميون يدعون لإسقاط قحت وقحت تعمل على إقصاء الإسلاميين ، والبلابسة يريدون إقصاء القائلين لاللحرب وجماعة لاللحرب يريدون إقصاء البلابسة ، وجماعة التخوين وتسعة طويلة والعملاء والمرشدين ومؤيدي الجيش ومؤيدو التمرد والجماعات العنصرية والجهوية والحركات وغير ذلك من التقسيمات تجاهر كلها بالإقصاء وهي تريد بناء دولة الحرية والسلام والعدالة!! ويجب أن تضم لجنة وضع مسودة الدستور قانونيين خبراء من مختلف الأعماروالأجيال ، وأن يكونوا سودانيين ، وأن يكونوا قادرين على التمييز الواضح بين كلمتي إسلاميين ومسلمين ، فمعظمنا مسلمين ، أما الإسلاميين ففصيل سياسي يمثّل فقط من انتسب إليه ، وكل دول العالم بمافيها الدول الغربية يكون المصدر الأساسي لتشريعها هو عقيدتها وهو أمر لايحتاج اجتهاد ، وعاداتنا وتقاليدنا الإيجابية الأصيلة يجب أن تجد موقعها من القانون ، فترسيخ دولة القانون مع العمل على بناء الإنسان هو الخطوة الإيجابية الإجبارية الأولى التي يجب أن تقوم بها دولة مابعد الحرب ، والقانون سيساوي بين حقوق وواجبات المواطنة ، ويضع حلولا لكل مايحدث أو يدور ، أما نصرة القوات المسلحة فواجب عقلاني لكل مواطن ، وهو لايعني لا للحرب أو بل بس ، ولكنه يأتي من قناعة أن الحرب واقع فرضه الله علينا بسبب فسادنا ، ولا يجوز علينا الإعتراض عليه ، ولكن يجب علينا التقرّب إلى الله عشما في رحمته بإنهائها بأسرع مايمكن وتجنيبنا مايحاك لنا من فتن ماظهر منها ومابطن مع العمل جاهدين على إنهائها ، والوقوف مع الجيش لايعني تأييد أشخاص ، فهو وقوف مع مؤسسة قومية تتبع للشعب ، إسمها قوات الشعب المسلحة ، واختراقها من قبل كل الفصائل السياسية دون استثناء وبدرجات متفاوتة لايخفى على أحد فينا ، ولكن هل نترك مؤسستنا لأنها اخترقت ؟؟ وهل نهجر وطننا ونقف ضده لو تم احتلاله أم أننا نسعى للمحافظة عليه وتنظيفه من كل آثار الإختراق ؟ ، فعبارات الحرية والسلام والعدالة يشترك فيها الجميع ، ولاتجيز لأي مكوّن إلغاء خيار الآخر في اختيار الأيدلوجية التي يريد اعتناقها أيّا كان الموقف من تلك الإيدلوجية ، أو كان الإتهام بالعمالة والتّبعية ، ولكن مايفصل بين الكل هو القانون ، والمؤسسة العسكرية ينبغي أن يفصّل لها القانونيون قانونا يسمح بدخول المواطن لا الأيدلوجية إليها ، وأن تحدد لها مهامها وعقيدتها العسكرية الوطنية المحايدة ، وأن تسعى الدولة لتقويتها وتطلق يدها في تطوير الصناعات الدفاعية التي برعت فيها وبانت العديد من خفاياها خلال هذه الحرب بغض النظر عن وجهات نظر الزوايا الأخرى ونواصل ...
| |
  
|
|
|
|
|
|
|