عام 2015 عندما أعلن البشير انضمامه لحلف محاربة الأخوان المسلمين!!!

Quote: عمر البشير: أستاذ الديكتاتورية لوموند – التقرير أُجري انقلاب عام 1989 بإتقان محكم إلى درجة أنّ المخابرات المصرية والحكومات الغربية احتاجت أسبوعين لتفهم توجّه هؤلاء العساكر الإسلاميين، وبعد ربع قرن يتخبّط حسن الترابي في المعارضة في تناوب بين فترات الإقامة الجبرية والسراح على أن يبقى قيد المراقبة؛ في حين أنّ عمر البشير يسود على السودان أو بالأحرى ما تبقّى منه. إذ تفوّق التلميذ على الأستاذ وخدعت الدمية محرّكها. عمر البشير إسلامي جدًّا لئلا يكون مجردّ ديكتاتور عسكري بسيط. إذ تعد إفريقيا والعالم العربي الكثير منهم، ومتلوّن كثيرًا لئلا تتمّ الإطاحة به كعضو الإخوان المسلمين في مصر. ولم يبتكر عمر البشير العسكرية الإسلاموية أو الإسلاميوية العسكرية؛ إذ إنّ الزعيم الباكستاني الراحل ضياء الحق قد جمع بين هذا الخليط القاتل في السنوات الـ 1970 والـ 1980، ولكنّ البشير رفعها إلى القمّة وإن كانت هناك غرفة معادلة ضغط بين الإسلام السياسي للإخوان المسلمين والجهادية المسلحة لمجرّة تنظيم القاعدة، فهي توجد في السودان؛ حيث عاش أسامة بن لادن بين عامي 1992 و1996 قبل أن يطلب منه الرحيل إلى وجهة يختارها (أفغانستان طالبان) مع أسلحته ومتاعه ونسائه وأطفاله. حالة خراب تجنّب عمر البشير بمهارة دخول عدسة كاميرا “الحرب ضدّ الإرهاب” وبداية من 11 سبتمبر 2001، حوّل غضب الولايات المتّحدة من خلال التخلّص من الجهاديين إلى إدارة بوش والوعد باستقلال جنوب السودان، المسيحي الغارق بالنفط. ولم تهمه خسارته لـ 80 % من ثرواته؛ فالحكم هو ما يهمه حتّى على بلاد في حالة خراب. من الخطأ ألّا نرى في عمر البشير إلّا الإسلامي فيه؛ فعنفه يمارس أيضًا على المسلمين المعارضين لحكمه وضراوة الخرطوم. فبين عامي 2004 و2007، تسببت انتهاكات ميليشيا الجنجويد العربية في دارفور ضدّ الشعوب الإفريقية في غضب دولي؛ فاضطرت السلطة السودانية أن تفتح أبواب إقليمها الغربي إلى قوّات حفظ السلام والاتّحاد الأوروبي، وأيضًا المنظمات غير الحكومية. ولكنه اكتفى بالصبر والعناد: فوجهات النظر قد تعبت، وكان لجورج كلوني قضايا أخرى للدفاع عنها، والصحافة نسيت وعمر البشير تمكّن من شراء الشاهدين على سياسته للأرض المحروقة من حدوده الجنوبية إلى النيل الأزرق (الجنوب الشرقي) وتثبيطهم وترحيلهم واحدًا واحدًا. كما تمكّن الرئيس السوداني من جعل اتهامه من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب “إبادة جماعية” في دارفور أداة لتعبئة الاتّحاد الأفريقي ضدّ “غطرسة” البيض وعدالتهم الانتقائية، حيث أقنع أقرانه أنهم قد يسقطون يوما في شباك العدالة الدولية؛ فاعتبروها نقطة شرف في مساره على الرغم من صدور مذكرة اعتقال ضدّه وتعبت المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودة من لامبالاة المجتمع الدولي. إذ أعلنت في ديسمبر 2014 في مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة الّذي تمّ التوجه له في 2005 تعليق التحقيق الذي يستهدف الرئيس السوداني، مؤكدة بذلك فشل مؤسستها أمام منطق الدولة. وللبشير أيضًا موهبة لا مثيل لها في التوفيق بين الأضداد، حيث نجح في أن يكون محميا في الآن نفسه من قبل إيران والمملكة العربية السعودية رغم عدائهما. كما حافظ على علاقات جيّدة مع المملكة العربية السعودية ومع قطر رغم خلافهما، وحتّى مصر المشير السيسي تغازله لكسب دعمه في المعركة الدائمة حول تقاسم مياه النيل مع أثيوبيا. ومع ذلك، يمتدّ النفوذ السوداني المزعزع للاستقرار من إفريقيا الوسطى إلى نيجيريا ومن قطاع غزّة إلى ليبيا من خلال الميليشيات والأئمة ومهربي الأسلحة الذين يرسلهم البشير. ليصبح السودان الثقب الأسود للدبلوماسيات الغربية ونقطة فقدانهم للذاكرة.