+ يا-زول يمين تتفضل(بالفي و المافي)

لأكثر من ثلاثة أشهر ونبحر في الربع
المؤكد أن (ضهر) هذا البلد قوي عصي على الانكسار
ليس بالضرورة على صلابة عودٍ فقط، بقدرما هي مروبنة
روحٍ اسفنجية كلما استحمت عليها حِلَقِ الضغوط وعربت
المحن و اشتدت الصَّدَمات كلما امداد الصدر سعة
للامتصا ص و حبال الصبر طولاً للاحتواء.

+ ما جري ولا تزال فصوله تيجري
لو أنه طال واحدةً من تلك الإمبراطوريات التي لا
تعرف شمسُها انتكاءً للغورب و لو أنه أصاب في مقتلٍ
حواضرها التي يحجبها الضَّباب، تالله لانقلب عاليها سافلها!
و لكن لا بُدَّ ثمة تدبيرخفي من ربٍّ لطوف عزيز] مقتدر
أعان الغلابة على تدبر أمر بعضهم بعضا في خِضمِّ
هذه الرياح العواتي . كيف ذلك لا أحدً بعرف؟

+ و كأنما خشاش هذه الأرض المباركة يقيم مائدة يقتات
منها الناس و دوابُّ الأرض و تعمر ممكلة النمل ولو بأقل المتاح
ما يجعل رمق الحياة يصعد بالجميع على عقبات الصبر الكؤود .
+ الملايين من الصامدين الكاظمين الغيظ على الحناضل بين رهين
محبسين في عقر داره بالعاصمة وبين شريد تفرقت بيه سبل النزوح
يايدي سباً ، شحت أموالهم وبهتت ملامحهم لكنهم ذات القوم ( يعزمون
على الفي و المافيش) تعايشوا مع قلقهم وأحزانهم وهواجسهم، بل صنعوا
من فسيخها شرباتٍ . وأما أعجب من هذا أن نسيجهم الإجتماعي ظل بذات
وشيجة التسامح القوية . لم تقع عيني على جدال عنيف او فعل اخرق فيما بينهم .
+ من يفد إلى منطقةٍ عريباً ينسجم مع من أقبل عليهم وكأنهم اشقاؤه الذين
لم تلدهم له أمه ، ومن يفد يجد الترحاب وشروحات الإتجاهات والنطاقات .
لاحظت كثيرا ان كل صاحب غرض مهم عالق يتبرع له الجميع بالعون
والإرشاد والتصرف .والحمد يطرق أذنك في كل زاوية وظل .
فكأنما الكل دراء المصيبة بالشكر . هذا شعب عظيم .
في قياس الظروف التي يواجه معدنه فريد .

نعم بالله
حينط لينا من يقولك : و لكن ، وطبعن بعك لاكن
لازمن شيطان التفاصيل يمد ليك لسان، إنو المصايب
بقدرما يجمعن المسصابين ، برضو لازم تكشر أنيابها عن
نماذج سيئة من الخونة والجُبَناء و منهم الارزقية تجار الأزمان
و منهمقناصي الفرص و الصادين فيا لمياه العَكِرة. حأقول على
طريقة الانصرافي: نعم , هو كذلك و ولكنك إن ت فحصت في
نفوس هذ الفئات تجد أغلبها ممن دفهمضعف الأيمان و شدة الطمع
للتكسب والمتارجة بالظرف العام وهي فئة قليلة تتلاشى أمام
أمثلة منيرة لبذل الجهد لعبور النهر بهذه الأمة سالمةً.

أمس مشينا للسوق، لتلفت انتباهان في ضل ركنٍ قصيٍ
فتاة واضح من سمتها أن عسرالحال اخرجها كما سبق و أخرج
أبا هريرة وصاحبه يتضوبان جوعاً . جلست تدس وجهها تحت خرقة
خماار إذا تسبله على كتفيها انحسر عن خدٍّ نضير وجهه زي نص
القمر وتطاطئ رأساً مهتوك القناع و كبرياء هدَّه طول الصراع
+ تهامس الشباب فما عبر أحدهم إلا وإشترى (داندؤمة) .
+ ثم جمعت مالها وذهبت تتسوق بشيء من الخضار
وبعض رغيف العيش وحفنات من الحنطة.
كان مشهداً باهراً سلوك التعفف الذي وسم مسلك الشباب
معها . كلما اتت حانوتاً غضوا أبصارهم عن حرجها وهي
تنوء بهموم الدنيا تحت وطأة طارئات المُلِمَّات .

وهنا طاعنٌ بالسن يصحب جاريةً تسوق
صبياً يافعاً من المخبز عبر بنفافيج الحارة . رافقهم عمك
حتى أبلغهما مأمنهما ثم صرفهم وهو يوصي يشير إلى داره
ذاك منزلنا . إن دعا أي داعٍ تعالوا حبلابكم عشرة برا كشرة.
قلها بعفوية ، و هو يعي تمامن ما يقول.

+ منظر آخر لا يقاوم يشدك غصبن عني و غصبن عنَّك
كهل جلس يقضم حشوة طعمية بي رغيفة ناشفة ( قرقوش)، جلسة
القُرفُصاءَ في إستراحة محارب ن و اذ لمحت إلى جواره بعض أغراض
من عدس وشاي ! قال لي: بإلحاح تفضل عليك الله . يرفع قطعة الرغيف
كأكف الضراعة للخالق الرزاق. شكرته بحرارة و يشتد في الدعوة و هو
يقول معتذراً ..عمك (مهوي) ياخي ! راجع البيت لقيت الطعمية السمحة دي!
قلت اتقوت . عليك الله تعال مد يدك، لُقمة هنية تكفي مية . اقبلت عليه أربت
على كتفه بالهناء والشفاء يا خال . عجبت لإبتسامته الصافية والبشر كما
الهواء الطاق يشعُّ من محياه . ذهبت عنه و تركته و هي يجمل
لكل عابر من أمامه بأن إتفضل يا زول ععليك الله!
+ قلت لنفسي : هذا الذي في أيامه الحوالي كان ينحر (الشايل)
ويدج حاسراً راسه حافيَ االقدمين في خدمه ضيفه من كان كريماً
في شقائه فلا بدَّ أنه في دعته دفاق العطاء ..اللهم إحفظ شعبنا
(فإنَّ مع العُسر يُسراً.. إنَّ مع العُسر يُسراً )