|
|
 الجيش والدعم السريع , يكونوا طابخينها ؟
|
00:04 AM July, 03 2023 سودانيز اون لاين
ياسر ضحوي-
مكتبتى
رابط مختصر
هاجس كان يطاردني ليومين كاملين لأتحدث مع أحد اصدقائي , أحد الأصدقاء الموجودين الآن في داخل السودان في خضم هذه الأحداث الجسام ... وأخيراً سمحت لنا شبكة إنترنت السودان بالتحدث لمكالمة طولها نصف ساعة تمنيت لو زادت , ولكنها كالعادة لم تخيب الآمال ...
في هذه المرحلة من عمري ليس لدي العديد من الأصدقاء , ولا أظن أنني سأكون الكثير من الصداقات المقربة مستقبلاً ... لدي الكثير من المعارف , أما الأصدقاء فيعدون على الأصابع , مختلفون جداً فيما بينهم ولكن يجتمعون في صفات محددة هي مهمة بالنسبة لي ... أهمها أنهم لا يتفقون معي في كل شيء , وحتى لو إتفقنا فمن منظور مختلف تماماً , وهذا ما يجعل أحاديثي معهم مثيرة جداً للإهتمام ...
بدأت المكالمة مع الصديق (ص)
كيفك يا ملك أخبارك شنو ؟
ضحوي حبيبنا , أخبار شنو مع الحاصل ده ...
والله يا عمك ربنا يكون في العون , كدي أحكي الحاصل شنو بهناك ؟ عايز أعرف من زول معايش بدل الأخبار الما فهمنا منها حاجة
والله يا صحبي البلد دي إنتهت
كل مرة بنقول إنتهت والدنيا بتمشي وبتجي حاجة أكعب منها بعدها وبنكمل عادي
يا عمك أكعب من كده مافي
كيف ؟!
ياخ الحي الأنا فيه (...) الموية مقطوعة مننا أكتر من شهر , والناس كلها رحلت خلته والبيوت دي بقت سداح مداح للدعامه
الله يكون في العون
تحدثنا بعدها عن السرقات والنهب التي لم تكن فقط حكراً على الدعامة بل شارك فيها عدد مقدر من المواطنين الشرفاء اللذين دخلوا البنوك وخرجوا بحزم الأموال بعد إنعدام الأمن , ولا ننسى أن نمد يد الشكر لتجار الأزمات الأشاوس اللذين أذاقوا المواطنين الشرفاء من بني جلدتهم الذل والهوان لتمتليء جيوبهم بالمال ... أنا وصديقي لا نعمم ابداً , ولا ضغينة ولا كراهية في قلوبنا تجاه وطننا الحبيب , ولا ننكر أن هناك الكثيرين جداً جداً من من فتحوا بيوتهم وقلوبهم لكل من إحتاج ... ولكن عيبنا أننا لا نغض الطرف عن القبح ولا ننكر وجوده , كما نفعل مع الجمال , ولسان حالنا يقول : ما رأيت في عيوب الناس عيباً مثل نقص القادرين عن التمام
وبعدها أخذ حديثنا منعطفاً غريباً
يا ضحوي إنت ما ملاحظ حاجة ؟
شنو ؟
ما ملاحظ إن الدمار التم ده غريب جداً ؟
غريب كيف يعني ؟
يعني مثلا يقولوا ليك الدعامة دخلوا مصنع كوكاكولا وبالتالي تم قصف مصنع كوكاكولا ومساواته بالأرض , مش غريبة ؟
غريبة فعلاً ! مالهم ومال مصنع كوكاكولا ؟ وبعدن تقصفه ليه ؟ منطقة حيوية ؟! ما يقعدوا فيه لمن يفتروا ... ولا خايف على منسوب كوكاكولا في السودان ؟!
لا أزيدك من الشعر بيت , شنو اليخلي سيقا تتنهب وتتدمر ويتا ما تحصل ليها حاجة ؟ ليه سين للغلال حقت الأمن ما جاتها حاجة ؟ كأنه الحاصل ده مقصود بيه رأسمالي معين ...
أنا من زمان يا عمك شاكي أنه الشغلانة دي مطبوخة
مش كده ؟! أنا من ما بدت الشغلانة دي مستني زول يجيني في الحته دي ...
يا عمك إحساسي إنها مطبوخة مش لأنه الحرب دي موجهة تجاه رأسمالي معين ضد رأسمالي تاني أو انه الدمار ده جه في حتت معينة بس دون غيرها ... انا شايفها من حته تانية
حته تانية شنو ؟
الجيش بعد مجزرة القيادة العامة دي ما كان عنده طريقة يجمع الناس حوله إلا يخلق بعبع اسوء منه , والبعبع ده هو الدعم السريع , ما شايف شعارات جيش واحد شعب واحد دي ... وكمان حتى صاحبك العاقل الكان ضد المؤسسة العسكرية تلقاه هسه يقول ندعمها عشان متطلبات المرحلة والكلام عن مجزرة القادة ده ما وقته
يا عمك دي ما سيناريو الديكتاتور الما بيخيب , في البداية كلام عن مؤامرات خارجية ... يليه جواسيس وعملاء وبتاعين سفارات ... يليه خراب للدنيا كلها ... يليه الديكتاتور الخربها يجيك في زي البطل عشان ينقذ الموقف الخربه هو ذاتو
معاك حق , العسكر لعبوها صح , ما شايف شعارات شنق آخر دعامي بأمعاء آخر قحاتي ... أنا مستغرب كيف تساوي بين زول سياسي بيتكلم بس وبيعبر عن رأيه بزول بيقتل وينهب ويغتصب ؟! لكن كويس مع العسكر إنه أي زول ضدهم يتخت في كفة وحده مع العدو الخلقوه , عشان لمن يعلن العسكر عن حكم عسكري يصلح البلاد ويحميها من الخونة والعملاء الناس ترحب بيه وتطلع ليه بالورود ...
شكلها ماشه على كده , الناس لمن تتكلم نظري كلامها كله أحلام وبطولات لكن الواقع غير كده ... حيختوك بين تعيش تحت يدنا ونديك عيش وكهربا وموية ولا تموت , ووقتها ناس كتير حتختار تعيش ...
ما أقدر ألومهم
كدي إنت تتوقع الشغلانة دي تنتهي على شنو ؟
شوف يا حبيبنا , حميدتي ده تتفق أو تختلف معاه ناس كتير يهمها يكون موجود وبخير... قدرته على الحشد هائلة جداً , يدخل الخرطوم بعشرين ألف بقدرة قادر يبقوا مية ألف ... زول ممكن يوفر ليك جنود يحاربوا ليك في أي مكان في العالم لو دفعت كويس ده ما بتفرط فيه , الجيش هسه كسب التأييد العايزه بعد مجزرة القيادة الكأنها ما حصلت ... بس المشكلة الناس دايره الدعم السريع يباد , لكن ما بكيفهم ... عادي بكره يتصالحوا والتمثيلية تنتهي , وعشان يجملوها ممكن يعلنوا إنه حميدتي مات لكن بدون جثمان طبعاً ويتولى قيادة الدعم السريع زول تاني ويفضل حميدتي في الخفاء بدهبه وجيشه ونفوذه عادي جداً ... ويجيك بعدها الحكم العسكري الما خمج
شكنا بقينا زي الناس الفي زنزانة وبيطالبوا بحريتهم قاموا دخلوا ليهم تيس , تحولت مطالبهم لأمرقوا لينا التيس بس من هنا
ياها ذاتها , بدل ما الناس كانت بتطالب بحرية وديمقراطية هسه المطالب الدعامة ما يقتلونا وينهبونا ويغتصبونا
والشغلانة دي شايفها حتنتهي بعد كم يا عمك ؟
والله يا مان ما عارف
أنا بديها تلاته شهور
ما أظن الناس تقدر تتحمل تلاته شهور
وبعد عدد قليل من التوقعات والترجيحات تبادلنا الأمنيات والدعوات ووعداً بمزيد من المكالمات حين تسمح شبكة الإنترنت
وفي الختام يا سادة لا أدعي أنني خبير إستراتيجي والعياذ بالله , أغلب توقعاتي غالباً تخيب ... قال لي صديقي الطيب عبادي ذات مره : رتب المعطيات بدقة تصل الى علم الغيب . وأنا لا أملك كل المعطيات ...
ما سبق هو ردة فع لملاحظة صديقي عن دمار إنتقائي بشكل غريب حدث في مدينة الخرطوم , مكالمة بين شخص مجنون يدعى ياسر ضحوي وأحد اصدقائه , وأقول ليكم حاجة الزول ده ما صحبي ذاتو ! إيه رأيك ؟ بس بعد ما يعلنوا الصلح والسلام والناس ترجع للجميلة الخرطوم التي صارت خراباً شوف الحتت الإتدمرت والحتت الما جاتها عوجة ... شوف دي سيدها منو ودي سيدها منو , وبعدها أديني رأيك .
والإنسان والوطن من وراء القصد
د. ياسر ضحوي
|
|
 
|
|
|
|
ياسر ضحوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست