بوست نشرته في سودانيز اونلاين يوم 20 اغسطس 2006 وهو عبارة عن سياحة في الذهنية السودانية التي يعظم فيها رابط الدم اكبر من أي شيء آخر،،بما يفسر لنا حالة عزت الماهري الذي كان منتميا لتنظيم الجبهة الديمقراطية لكن تغلبت عليه روابط الدم الجنجويدية فصار يكذب ويتحري الكذب دفاعا عن فعائل بني جلدته الشينة القبيحة... ------------------------------------------------------------- مُكَرّب فِكرياً....ومن أسرة ديمقراطية...!
البوست عبارة عن سياحة فى الذهنية السودانية...وأتمنى من الإخوة الأيدلوجيين تقبله بعقلٍ منفتح..
وعندما أتحدث عن الأيدولوجيين لا أستثنى منهم إتجاهاً...سواء إن كانوا من (هًَُنا) أو من (هُناك)..! ولأبدأ بالحيطة القصيره:الحزب الشيوعى وروافده...لأنه ما زال الأقرب ل(وجدان) المرء! لم أقل لعقل المرء...لأن الإرتباطات-عندنا- وجدانية...وهنا مربط فرس البوست! وطيلة حياة المرء الطالبية كنتُ مشاركا فاعلاًً فى جميع نشاطات الجبهة الديمقراطية...او الشيوعيين كما ينعته (أصحابنا) من الطرف الآخر..! ولا أجد نفسى قد أذعت سراً إن قلت أن الدخول لتنظيم الجبهة الديمقراطية(أو ج.د كما يختصر)...كان يتطلب تفحصاً دقيقاً لمقدم الطلب...مشفوع بتثنية عضوين عاملين بالتنظيم... وفى صياغ التثنية يجب أن توضح المعرفة الدقيقة لمقدم الطلب...وفى أحيان كثيرة يرفض الطلب إن شعر القائمون على الأمر (بأى حاجة كدة ولا كدة)! لكن أكبر عبارة داعمة للتثنية هى توضيح أن مقدم الطلب ينحدر من أسرة ديمقراطية..! نعم..! لم يستطع كل العنفوان الطلابى بثوريته النبيلة أن يُنسينا إنتماء دافئ سرمدى بداخلنا...إنتماء مركون فى زاوية مهجورة داخل عقولنا الطرّية..! وأذكر ان تنظيم الجبهة الديمقراطية فى زماننا كان يضم مجموعة من (الآلات) مثل آل جبرالله...وآل الصاوى...وآل الكارب..! والحقيقة أن الحزب الشيوعى وروافده- وبالرغم من شعاراته الإشتراكية التجريدية-لكنه لم ينفك من أَسْر المجتمع السودانى القوى...فبعد أكثر من خمسه عقود من العمل الدؤوب والنضال المرير والتضحية بالنفس...هدأت الرمال المتحركة...وإنقشع المجتمع بجبروته القوى...وكأنك يا هنرى كورييل بى تطعن فى ضل الفيل...! وهنرى كورييل-للذين لا يعرفونه وعلى عهدة أحمد سليمان المحامى- هو ماركسى عالمى ساهم فى تأثيث الكثير من الأحزاب الشيوعية الأفريقية ومنها الحزب الشيوعى السودانى.... مأساة الحزب الشيوعى المتمثله فى إعدام قادته بعد فشل حركة يوليو 71 أفرزت جيلاً مرتبط عاطفياً بالحزب الشيوعى...فنشأ أبناء الشهداء شيوعيين (By default)..! ولا أظن أن الشاعر الشيوعى قد بعُدَ عن نظيرتى-كثيراً- حين أنشد مخاطباً أحمد إبن الشهيد الشفيع أحمد الشيخ: أحمد أحمد تكبر وتشيل الجواد والسيف الطويل إسم ابوك فى النجمة والنيل نعم،،،، لقد جُند أحمد الشفيع فى الحزب الشيوعى وهو ما زال رضيعاً لا يفرق-كثيراً- بين رأس المال وراس البيت! وقد تزامن نضوج هؤلاء الأبناء مع قيام الإنتفاضة...فإلتحقوا- نشطين- بمنظمات الحزب الشيوعى المختلفة يدفعهم المد الثورى الجامح فى ذلك الحين...وأشياء أخرى! وبعد صدور تقييم الحزب الشيوعى لحركة 19 يوليو فى التسعينات...ويبدو أن التقييم قد القى بظلال اللوم على عسكريى الحركه فى مقابل تبرئة مدنييها... ذلك التقييم لم يرُق لأبناء العسكريين...وقد أدى ذلك لشكل من أشكال القطيعة بينهم وبين الحزب الشيوعى! وقد قابلتُ-والحديث لى- هند بنت الشهيد هاشم العطا إبان عملى بجامعة الأحفاد..وقد أبدت إستيائها الشديد من ذلك التقييم...ومن الحزب الشيوعى ككل...ويبدو أن ذلك قد سهّل إتخاذ قرار هجرتها الى كندا... تاركةً الجَمل بما لم يحْمِل.. وبما حَمل...! قصدتُ أن أميلُ الى ذكر الأسماء فى تأملاتى هذه...آملاً ألا يجد ذلك شيئاً من الحساسية...فكل من خرج للعمل السياسى-خصوصاً- والعمل العام-عموماً- لابد أن يعتبر نفسه كتجربة بشريه تستحق التقييم...وما أجمل التقييم حينما يتسم بالشفافية...! وقد ألتقيتُ-مؤخراً- الأستاذ محمد إبراهيم نقد فى مناسبة زواج بأسرتنا...وقصدتُ أن أذهب وأن القى اليه بالتحية...لكنى لم أستغرب-كثيراً- حينما بادئنى بالسؤال: أنت قبيلتك من وين؟!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
mekki
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست