ما بين حرب السودان الهادئة: والأسلحة الصامتة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 09:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-30-2023, 08:24 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما بين حرب السودان الهادئة: والأسلحة الصامتة

    08:24 AM June, 30 2023 سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});هل ما كتبه نعوم شوميسكي في " أسلحة صامتة لحروب هادئة" ينطبق على

    ما يحدث على حرب السودان الحالية؟

    silent weapons for quiet wars

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 06-30-2023, 08:25 AM)







                  

06-30-2023, 08:38 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين حرب السودان الهادئة: والأسلحة الصا� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    إلى أي مدى تم تنفيذ مانفيستو الدول المتآمرة ( حسب شوةميسكي) على السودان؟

    هل هذه الحرب ضمن المخطط المرسوم؟ واستجابت لها الرغبات المخبوءة؟

    أم أنها حرب تحمل بذور انفجارها في داخلها؟

    هل ستسير تلك الحرب إلى نهايتها المرسومة؟

    إلى أي مدى ستحقق هذه الحرب أهداف المخططين؟

    هل نحن جميعا منضون تحت المخطط سواء كنا ندري أو لا ندري؟

    وماهي النتيجة النهائية لهذه الحرب وما هي المكاسب وما هي الخسائر؟

    أسئلة كثيرة قد لانقف لنفكر فيها أو لنسبر أغوارها.
                  

06-30-2023, 08:52 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين حرب السودان الهادئة: والأسلحة الصا� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    أسلحة صامتة لخوض حروب هادئة
    ‏ عشر إستراتيجيات للتحكم بالشعوب

    ‏ نعوم تشومسكي ‏
    هو موضوع هو للفيلسوف و اللغوي المعروف نعوم تشومسكي الأمريكي الجنسية و اليهودي الأصل، لكنه ‏كاتب مثقف و موضوعي
    حدا في كتاباته:‏
    يكشف عالم الإنسانيات والمفكر الأمريكي ناعوم تشومسكي في هذا المقال ما يمكن تسميته بـ" استراتيجيات ‏التحكّم والتوجيه العشر "
    التي تعتمدها دوائر النفوذ في العالم للتلاعب بجموع النّاس وتوجيه سلوكهم ‏والسيطرة على أفعالهم وتفكيرهم في مختلف بلدان العالم.
    ويبدو أنّ تشومسكي استند في مقاله إلى "وثيقة ‏سريّة للغاية " يعود تاريخها إلى ماي 1979, وتمّ العثور عليها سنة 1986 عن طريق الصدفة
    , و تحمل ‏عنوانا مثيرا "الأسلحة الصّامتة لخوض حرب هادئة ", وهي عبارة عن كتيّب أو دليل للتحكّم في البشر ‏وتدجين المجتمعات والسيطرة
    على المقدّرات, ويرجّح المختصّون أنّها تعود إلى بعض دوائر النفوذ العالمي ‏التي عادة ما تجمع كبار الساسة والرأسماليين والخبراء في
    مختلف المجالات.‏
    عموما المقال مثير جدّا بما فيه من فضح لخطط مفزعة يمكن تلمّس تطبيقاتها العينيّة بوضوح في السياسة ‏الدولية، وحتّى المحليّة , وفي
    الخيارات الاقتصادية والتعليميّة أيضا.‏
    أسلحة صامتة لخوض حروب هادئة
    ‏1-استراتيجية الإلهاء والتسلية
    عنصر أساسي لتحقيق الرقابة على المجتمع ، عبر تحويل انتباه الرأي العام عن القضايا الهامة والتغيرات ‏التي تقررها النخب السياسية
    والاقتصادية ، مع إغراق النّاس بوابل متواصل من وسائل الترفيه , في مقابل ‏شحّ المعلومات وندرتها. وهي استراتيجية ضرورية أيضا
    لمنع العامة من الوصول إلى المعرفة الأساسية في ‏مجالات العلوم والاقتصاد وعلم النفس وعلم الأعصاب ، وعلم التحكم الآلي. "حافظوا
    على اهتمام الرأي العام ‏بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية ، اجعلوه مفتونا بمسائل لا أهمية حقيقية لها . أبقوا الجمهور مشغولا ‏، مشغولا
    ، مشغولا ، لا وقت لديه للتفكير ،و عليه العودة إلى المزرعة مع غيره من الحيوانات. مقتطفات ‏من كتيّب أو دليل "الأسلحة الصامتة لخوض
    حرب هادئة".....‏
    ‏2-استراتيجيّة افتعال الأزمات والمشاكل وتقديم الحلول
    كما يسمّى هذا الأسلوب "المشكلة/ التّفاعل / الحلّ". يبدأ بخلق مشكلة , وافتعال"وضع مّا" الغاية منها انتزاع ‏بعض ردود الفعل من الجمهور ،
    بحيث يندفع الجمهور طالبا لحلّ يرضيه. على سبيل المثال : السّماح ‏بانتشار العنف في المناطق الحضرية ، أو... تنظيم هجمات دموية ، حتى
    تصبح قوانين الأمن العام ‏مطلوبة حتّى على حساب الحرية. أو : خلق أزمة اقتصادية يصبح الخروج منها مشروطا بقبول الحدّ من ‏الحقوق
    الاجتماعية وتفكيك الخدمات العامّة , ويتمّ تقديم تلك الحلول المبرمجة مسبقا , ومن ثمّة, قبولها ‏على أنّها شرّ لا بدّ منه
    ‏3-استراتيجية التدرّج
    لضمان قبول ما لا يمكن قبوله يكفي أن يتمّ تطبيقه تدريجيّا على مدى 10 سنوات. بهذه الطريقة فرضت ‏ظروف اقتصاديّة واجتماعيّة مثّلت
    تحوّلا جذريّا كالنيوليبراليّة وما صاحبها من معدلات البطالة الهائلة و ‏الهشاشة والمرونة .... العديد من التغييرات التي كانت ستتسبّب في ثورة
    إذا ما طبقت بشكل وحشيّ، يتمّ ‏تمريرها تدريجيّا وعلى مراحل
    ‏4-استراتيجية التأجيل
    هناك طريقة أخرى لتمرير قرار لا يحظى بشعبية هو تقديمه باعتباره "قرارا مؤلما ولكنّه ضروريّ "، والسّعي ‏إلى الحصول على موافقة الجمهور
    لتطبيق هذا القرار في المستقبل. ذلك أنّه من الأسهل دائما قبول القيام ‏بالتضحية في المستقبل عوض التضحية في الحاضر. ولأنّ الجهد
    المطلوب لتخطّي الأمر لن يكون على ‏الفور. ثم لأنّ الجمهور لا يزال يميل إلى الاعتقاد بسذاجة أنّ "كلّ شيء سيكون أفضل غدا" ، و هو ما قد
    ‏يمكّن من تجنّب التضحية المطلوبة. وأخيرا، فإنّ الوقت سيسمح ليعتاد الجمهور فكرة التغيير و يقبل الأمر ‏طائعا عندما يحين الوقت.

    تابع بقية الاستراتيجيات لاحقا
                  

06-30-2023, 10:08 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين حرب السودان الهادئة: والأسلحة الصا� (Re: محمد عبد الله الحسين)


    ‏5- مخاطبة الجمهور على أنّهم قصّر أو أطفال في سنّ ما قبل البلوغ
    معظم الإعلانات الموجّهة للجمهور العريض تتوسّل خطابا و حججا وشخصيات ، أسلوبا خاصّا يوحي ‏في كثير من الأحيان أنّ المشاهد طفل
    في سنّ الرضاعة أو أنّه يعاني إعاقة عقلية. كلّما كان الهدف ‏تضليل المشاهد , إلاّ وتمّ اعتماد لغة صبيانية. لماذا؟ "إذا خاطبت شخصا كما
    لو كان في سنّ 12 عند ‏ذلك ستوحي إليه أنّه كذلك وهناك احتمال أن تكون إجابته أو ردّ فعله العفوي كشخص في سنّ 12 ". ‏مقتطفات
    من دليل "الأسلحة الصّامتة لخوض حرب هادئة
    ‏6.مخاطبة العاطفة بدل العقل‏
    التوجّه إلى العواطف هو الأسلوب الكلاسيكي لتجاوز التحليل العقلاني ، وبالتالي قتل ملكة النقد. ‏وبالإضافة إلى أنّ استخدام السجل
    العاطفي يفتح الباب أمام اللاوعي ويعطّل ملكة التفكير، ويثير ‏الرّغبات أو المخاوف والانفعالات
    ‏7.إغراق الجمهور في الجهل والغباء‏
    لابدّ من إبقاء الجمهور غير قادر على فهم التقنيات والأساليب المستعملة من أجل السيطرة عليه ‏واستعباده. "يجب أن تكون نوعية التعليم
    الذي يتوفّر للمستويات التعليميّة الدنيا سطحيّا بحيث تحافظ ‏على الفجوة التي تفصل بين النخبة و العامّة و أن تبقى أسباب الفجوة
    مجهولة لدى المستويات الدنيا"... ‏مقتطفات من وثيقة "الأسلحة الصامتة لخوض حرب هادئة"....ه
    ‏8.تشجيع الجمهور على استحسان الرداءة‏
    تشجيع العامّة على أن تنظر بعين الرضا الى كونها غبيّة و مبتذلة و غير متعلّمة
    ‏9. تحويل مشاعر التمرّد إلى إحساس بالذّنب
    دفع كلّ فرد في المجتمع إلى الاعتقاد بأنّه هو المسؤول الوحيد عن تعاسته ، وذلك بسبب عدم محدوديّة ‏ذكائه و ضعف قدرته أو جهوده.
    وهكذا ، بدلا من أن يثور على النظام الاقتصادي يحطّ الفرد من ذاته ‏و يغرق نفسه في الشّعور بالذنب ، ممّا يخلق لديه حالة اكتئاب
    تؤثر سلبا على النشاط . و دون نشاط ‏أو فاعليّة لا تتحققّ الثورة..ه
    ‏10. معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لذواتهم
    على مدى السنوات ال 50 الماضية ، نتج عن التقدّم السّريع في العلوم اتّساع للفجوة بين معارف العامة ‏وتلك التي تملكها و تستخدمها
    النّخب الحاكمة. فمع علم الأعصاب وعلم الأحياء وعلم النفس التطبيقي ‏وصل "النظام العالمي" إلى معرفة متقدّمة للإنسان ، سواء
    عضويّا أو نفسيا. لقد تمكّن "النظام" من معرفة ‏الأفراد أكثر من معرفتهم لذواتهم . وهذا يعني أنه في معظم الحالات ، يسيطر "النظام"
    على الأشخاص ‏ويتحكّم فيهم أكثر من سيطرتهم على أنفسهم.‏
                  

06-30-2023, 10:13 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين حرب السودان الهادئة: والأسلحة الصا� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    بغض النظر عن مدى اتفاقنا ما ورد فيما ذكره نعوم شوميسكي، سنحاول مضاهاة ما ذكر مع بعض الأمثلة

    للحروب االهادئة.. خاصة الحرب الأخيرة...فهي حرب تنطبق عليها معظم مواصفات ومعايير الحروب..

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 07-02-2023, 10:18 AM)

                  

06-30-2023, 10:24 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين حرب السودان الهادئة: والأسلحة الصا� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الرئيسية
    المركز الاعلامي
    أسلحة صامتة لحروب “هادئة”!
    أسلحة صامتة لحروب “هادئة”!
    - 31 ديسمبر,2014

    “كل ما يُتوقّع من الأسلحة التقليدية سيكون مُتوقّعاً كذلك من الأسلحة الصامتة ولن تختلف عنها إلاّ بالأداء الوظيفي. الأسلحة الصامتة تُطلق وتُحدّد المواقف بدلاً من إطلاق الرصاص، وتقوم بمعالجة المعلومات بدلاً من التفاعلات الكيميائية، وتستخدم الحاسوب بدلاً من البندقية، ويتحكم بها مبرمج الحاسوب بدلاً من المسلّح، وتخضع للأوامر المصرفية بدلاً من العسكرية. عندما يُطبَّق نظام الأسلحة الصامتة تدريجياً سيتكيّف الشعب مع وجوده ولن يشعر حقيقةً بالتعدّي الذي يُمارسه هذا السلاح على حياته إلى أن يصل الضغط النفسي إلى الحد الذي يؤدّي إلى انهيار الشعوب.” مُقتطف من وثيقة “الأسلحة الصامتة للحروب الهادئة، Silent Weapons for Quiet Wars”.

    هندسة العقول أو “صناعة الرأي العام أو القبول، Manufacturing Consent” عملية بالغة التعقيد متعدّدة الوسائل متنوعة الأساليب ومتشعّبة في غاياتها. تعتمد هذه العملية أساليب تراوح بين الصدمة، أو الصدمة والترويع، Shock and Awe، وأخرى ناعمة، قد تكون الأخطر، أو جمع بمقدار بينهما. يختلف ذلك بإختلاف المسارح والأزمنة والضحايا والأهداف الإستراتيجية، كما تتفاوت درجات الصدمات أو الخداع تفاوت درجة حصانة جهاز المناعة المجتمعي والقيمي والحضاري لكل أمة مستهدفة.

    من كان يظنّ مثلا أنّ عملا أدبيا يمكن أن تُوظّفه وكالة إستخبارات لتحوّله إلى “سلاح دعائي” قصد “تقويض وزعزعة”؟ ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست، Washington Post” الأمريكية في تقريرها المفصّل، نقلا عن مذكرة من بين 130 وثيقة صادرة عن وكالة الإستخبارات الأمريكية، سي آي إيه، CIA، تم رفع السرّية عنها مؤخّرا، يفضح كيف جرى إستخدام رواية الشاعر الروسي بوريس باسترناك، Boris Pasternak، الشهيرة: “دكتور زيفاغو، Doctor Zhivago” كأداة لخلق رأي عام وهندسة عقول وذلك قصد “تقويض الإتحاد السوفييتي” إبان الحرب الباردة! وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية التي رأت في الرواية “قيمة دعائية كبيرة، ليس فقط لرسالتها الجوهرية وطبيعتها المثيرة للتفكير، ولكن لظروف نشرها أيضا” ووجدت فيها، كما تقول المذكّرة، “فرصة لجعل المواطنين السوفييت يتساءلون عمّا أصاب حكومتهم، عندما يصبح عملا فنّيا رفيعا مُؤلّفا من قبل رجل يُعرف بأنّه أهم كاتب روسي على قيد الحياة، محظور في بلده وغير منشور بلغته وغير متوفّر لشعبه”، ذهبت حد المشاركة سرّا في الإشراف على طباعة نسخة روسية من رواية “دكتور زيفاغو” في هولاندا، بعد أن تولّى جيانجاكومو فلترينلي،Giangiacomo Feltrinelli، طبعها أولا، مُترجمة إلى اللغة الإيطالية. لم تكتف الوكالة بذلك بل ساهمت في الدفع نحو منح باسترناك جائزة نوبل في الأدب! كل ذلك من أجل ضمان وصولها وإنتشارها بين أيدي المواطنين السوفييت والسماح بتداولها في موسكو ومدن الكتلة الشرقية!

    في عزّ زمن الجيل الرابع من الحروب غير المتوازية، Fourth Generation Asymmetric Warfare، التي يُعرّفها الباحث وخبير الإستراتيجيات العسكرية، ماكس مانوارينغ، Max Manwaring، على أنها “حرب إكراه وإخضاع العدو على القبول بإرادتك” دون إعتماد الإستراتيجيات التقليدية أو إستخدام الجيوش النظامية، بل بإستخدام الحرب النفسية والإشاعة ووسائل التضليل وصناعة الرأي، وزرع الفوضى، من أجل “زعزعة الإستقرار”، تصبح كل الأدوات والوسائل قابلة للإستخدام والتوظيف. بالإضافة لخلق مناخ مناسب أو تأجيج بؤر توتّر ما، يتوجّب الإعتماد على ما يشبه الطابور الخامس كخط هجوم أولي، نحو الإختراق فالزعزعة، Destabilization، أو التقويض، مُضيا نحو حالة فوضى فخلق “دول فاشلة، Failed States” ومناطق خارج نفوذ سلطة مركزية ما، ما يشرّع التدخّل بعدها أو الوصاية بالوكالة! في التدخّل لا تعوزهم الذرائع ولا الحجج، متى قرّر “أصحاب الحق” الحصريين، وأينما إلتقت مصالحهم، حتى بتنا نشهد إستنساخات غريبة من قبيل مبدأ “التدخّل الإنساني، Humanitarian Intervention”، الذي إجترحوا من رحمه عقيدة “واجب الحماية” أو “آر تو بي R2P Responsibility to Protect doctrine ” ، المعزّزة بالصواريخ والقنابل، التي تذرّعوا بها لغزو ليبيا. ثم ها هم اليوم يختلقون لنا تعلّة عقيدة “واجب القصف، آر تو إيه، ”Responsibility to Attack R2A”، بإنتظار تفعيلها في بلد ما متى وفّروا الشروط الموضوعية لذلك!

    لا غرابة في ظلّ كلّ هذا أن يتصدّر أشباه صاحب رواية “الدكتور زيباغو” مشهد مسارات دول “إنتقالية” أو “إرتكاسية” أو “مُعيدة لإنتاج” ما خاله البعض في لحظة إنتشاء “ثوري” قد باد. فقد باتت وكالات الإستخبارات، من فرط تهافت وإستعداد يكاد يكون فطريا لدى البعض من هذه “النخبة” البائسة، تبخل عليهم حتى ببطاقة عضوية، ما دام التقدّم العلمي والقفزة السيبيرية لم يعودا يشترطان في تشكيل جنود الطوابير الخامسة معرفة حتى أنهم مُجنّدون!

    إذا كان هذا قد تمّ، وفي الظروف التي نعلم وبالوسائل التي نعلم ولا نعلم، فللمرء أن يتخيّل، وفي ظلّ حالة الإختراق الإستخباري والأكاديمي والسيبيري، حجم ومدى ومضاعفات ما يتعرّض له أبناء هذه الأمة من إغتصاب لعقولهم وهندسة لآرائهم! هل أحصى أحدنا، مثلا، عدد هيئات وجمعيات ومُنظّمات ما يُسمّى بال”Stay Behind “، ما يُعرف منها وما فُرّخ مع “الربيع”؟ شبكات التدخّل الأمريكي النّاعم تلك، المرتبطة في معظمها بوكالات الإسخبارات، تحمل شعارا صارخا بدلالات لا تستعصي في فهمها على أحد: “أقنع، Persuade، غيّر، Change، أثّر، Influence! ولكي تنجز ذلك، فهي تملك فرقا متعدّدة بتعدّد الوظائف، نذكر منها في عجالة:

    · فرق الحرب النفسية وهندسة الخارطة الإدراكية من خلال إستهداف المنظومة القيمية، (الصحف، الإذاعات، الأفلام، الإشاعات، الخ )،

    · فرق الحرب السياسية (دعم الحركات التي ستقوم بحروب الوكالة، دعم التنظيمات في المنفى، دعم التنظيمات المناهضة تشجيع حركات الإنفصال…)،

    · فرق الحرب الإقتصادية ( منع توفّر الحاجيات الضرورية، التحكّم في السوق، السوق السوداء، التحكّم في صرف العملة و التزوير، الخ..)

    · فرق العمليات الوقائية المباشرة (مساعدة الانفاصليين، التخريب، التدمير وحرق الذاكرة الوطنية، اللعب بجينات الوحدة الوطنية…)

    · فرق “متعددة الخصائص”، فرق الإغتيالات و عمليات إخلال التوازن السياسي أو الاغتيالات وما شابه.

    تقرير الواشنطن بوست يؤكّده الصحفي والإقتصادي ومساعد وزير المالية السابق، بول كريغ روبرتس،Paul Craig Roberts، حين يكتب معلّقا على إستخدام وكالة الإستخبارات المركزية رواية بوريس باسترناك: “كنت أحد أعضاء برامج تبادل البعثات الطلابي بين الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، سنة 1961. أذكر يومها أنهم كانوا يشجّعوننا على أن نصطحب معنا نسخا من رواية “الطبيب زيفاغو”. كان يُقال لنا أن أعوان الجمارك السوفييت لا يمكنهم التعرّف على الرواية فمعظمهم لا يجيدون الإنجليزية.. وإن صادف وتعرّفوا عليها، وجب أن نردّ بما مفاده أنها لزوم “المطالعة أثناء السفر”! وإن صادروا النسخ، فإنّ الأعوان لن يتلفوها نظرا لقيمتها. بل سيطالعونها أولا ثم يبيعونها ثانيا في السوق السوداء، وذلك أفضل الطرق لإنتشار الرواية”!

    أخيرا، من المفارقات الكبرى أنّ ما كان ولا يزال يؤاخذ على الإتحاد السوفيتي سابقا وعلى روسيا والصين اليوم، وما حاول بوريس باسترناك، صاحب الرواية فضحه، هو ما يعاني منه المواطن الأمريكي وسائر سكان المعمورة اليوم. هذا ما حدا ببول كريغ روبرتس إلى التصريح بمرارة: “ما يثير حفيظتي بعد إطلاعي على الوثائق التي رُفعت عنها السرية، هو مدى تشابه حكومة الولايات المتحدة الأمريكية الحالية وحكومة الإتحاد السوفيتي سنوات 1958! لقد كان رئيس قسم وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية، الخاص بالإتحاد السوفيتي، يصف في مذكّرة سرية، يرجع تاريخها إلى شهر جويلية من سنة 1958، كيف كانت الرواية تشكّل خطرا على حكومة الإتحاد السوفيتي، بقوله: تكمن الخطورة في مضامين باسترناك والقيم الإنسانية التي ينادي بها كحق كل فرد في ضمان خصوصيته وفي التمتّع بإحترامه ككائن بشري!! في الولايات المتحدة الأمريكية اليوم ما عاد أحد ينعم بخصوصيته، فوكالة الأمن القومي تتولّى جمع وتخزين كل المراسلات، كل بيانات بطاقات الائتمان، كل المحادثات الهاتفية، كل عملية ولوج على محرّك بحث، وكل استعمال لوسائط التواصل الإجتماعي. في الإتحاد السوفيتي سابقا لم يكن يتعرّض المسافرون لعمليات تفتيش جسدية مذلّة، أو عرضهم على أجهزة مشح خادشة للحياء، كما يجري اليوم في أمريكا. في الإتحاد السوفيتي سابقا لم تكن العقوبات التي تطال من يجرؤون على قول الحقيقة أفظع ممّا يلحق اليوم ببرادلي مانيننغ،Bradley Manning، أو جوليان أسانج، Julian Assange، أو أدوارد سناودن، Edward Snowden.”

    لو علم نوبل أن الجائزة التي تحمل إسمه، باتت تُوظّف لغايات لا علاقة لها بما أُحدثت من أجله، وتُمنح لمجرمي حرب، أو “إستباقيا”، كما الحال مع من يوقّع قائمات موت الطائرات دون طيار،Drones، دون أبسط محاكمة، لانتفض في قبره!

    الآن وقد كشف بعض الذي كانت تنتهجه وكالات الإستخبارات الأمريكية وغيرها، التي لم تتورّع عن توظيف مضامين عمل أدبي، لا قيمته الفنية، فلأبناء هذه الأمة أن يتخيّلوا ما يمكن توظيفه من بقية الميادين والإختصاصات، في عزّ طفرة تكنولوجية متوحّشة وقفزة معلوماتية منفلتة وهيمنة سيبيرية مارقة. ما كشفه أدوارد سناودن، Edward Snowden، ليس إلاّ الشجرة التي تحجب الغابة!

    نبيل نايلي

    نقلا عن التقدمية
    باحث في الفكر الإستراتيجي الأمريكي، جامعة باريس
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de