دعوهم حتى حين بقلم/ علي تولي لعل الله أراد أن يضرب الظالمين بالظالمين أولًا، نعم نخشى الحرب ونخشى عواقبها ، ولم يشف ما يحيق بهم من غليلنا ضغثا.. دعهم يكيدون وينكلون بأنفسهم فإنهم جميعًا جيوش منبوذة ليست لها كرامة فتذود عن الحياض والأرض والعرض.. لقد جعل الله الكيزان من هذا الجيش مسخًا مشوَّه الخلق غارقًا في برك أوحال آسن الرزينة والتفسخ والفجور.. دعوهم فإنه لا راد لقضاء الله؛ نصرًا للمستضعفين من أبناء شعب السودان حين انعدم على أيديهم وازع العدالة وكثر الإيعاز بالتدليس وظلم القضاة وتفسخ سوح العدالة. دعوهم فإن الله قد ألهاهم عن الصلح وشغل عنهم الدول المتطفلة بجيوش التحالف وبنودها.. دعهم لقد أراد الله أن يذل قادتهم وسادتهم بالرعب والخوف والزلزلة في أغوار أنفسهم المريضة فأصبحوا كما ترونهم الان كال############ان تجتاب وتجتوي فتلوذ بظلمةالجحور والدهاليز.. دعوهم فقد كثر طغيانهم وبلغ بهم الطمع حدًا لم يجدوا معه في أنفسهم ذرة من الرحمة تشغلهم بما يؤرق الناس في المأكل والمشرب والصحة والتعليم.. فاستشرى الفحش التجاري والغلاء فأصبح معظم الشعب طاوٍ على المسغبة ضاوٍ بالعديد من السقام.. دعوهم يتعاركون عرك الرحى تلاحقهم دعوات النساء والاطفال والشيوخ وكل الأفئدة المكلومة المظلومة المصطلية برصاصهم وتعذيبهم بفقد ذويهم جورا وظلمًا.. اللهم إنهم قوم بلغ بهم الصلف والكِبْر حتى نسوا أنك القدر على كل شيء وأنك القاهر للجبابرة ونوقن أن ما حاق بهم الآن إلا مكرًا مكروه بينهم فاعتدَّ كلٌّ منهما على الآخر بما لديه من عدة وعتاد.. وتفاقم بينهم العداء واستحكم الاستعداء.. فدعوهم حتى حين.. ملاعين في الأرض والسماء.. إن ما أرادوه يدركون أنه نتاج نواياهم الخبيثة في تحاملهم على الشعب.. كانوا يلقون ثقل أحمالهم على عاتق الشعب.. يبددون ما وهب الله هذه الأرض من الخيرات.. فصارت نهبًا وريعا يجودون به على أثرياء الأرض بطراً ورياءً . دعوهم فإنهم لا محالة سينهزمون وسينصر الله هذا الشعب وستغتسل الأرض من رجسهم وخبثهم وخبائثهم. دعوهم حتى حين.. فيخلوا للشعب وجوه أبنائه الشرفاء الأوفياء.. وسيؤسس جيشا واحدا يحمى الثغور ويذود عن الحمى.. نعم دعوهم حتى حين فلا منصر في عاقبة الأمر إلا الشعب.. دعوهم يخوضون ويتعاركون يقتلون.. قال تعالى: : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ) ؟ إن كان هذا مآل حال الأرض عند الله .. فلا غرو أن الله بالغ أمره فيهم .. فدعوهم حتى حين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة