|
كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 Re: من هم أهل الهامش؟ و من هم ابناء دولة ٥٦؟ (Re: Zakaria Fadel)
|
في غياب تام من الشعب دخل اصحاب الكفاءات المنوط بهم إدارة الدولة في صراعات سياسية
بعض الذين اججوا تلك الصراعات استخدموا قطاعا ( يطلقون على انفسهم اهل الهامش) وقودا في تلك الصراعات
لم تجد اي حكومة وقتا لتوسيع رقعة الدولة جغرافيا
وفي ظل الصراعات و التمرد في الجنوب قام فصيل سياسي بتسليم السلطة للجيش في ١٩٥٨ ( اي بعد عامين فقط من خروج الاستعمار)
كان حكم العسكر شموليا و ديكتاتوريا
وتحت هذه المظلة الشمولية حاول العسكر حسم التمرد في الجنوب و خلق كفاءات في مناطق جغرافية خارج العاصمة
قامت بعض المصانع في محافظات مختلفة و توسيع الرقعة السكنية في مدن مختلفة
بالطبع لم يرض الشعب ان يكون محكوما بمظلة شمولية خاصة و التمرد في الجنوب مستعرا
ولم يحدث ازدهار اقتصادي يجعل من خلق الكفاءات متوسعا ( جغرافيا)
٦ سنوات قضاها العسكر في الحكم
ولم تتحرك الدولة بصورة واضحة خارج نطاق دولة المستعمر
فقام الشعب بثورة اكتوبر و التي اطاحت بالعسكر في ١٩٦٤
لم تعي الأحزاب السياسية درس السنوات التي تلت خروج المستعمر في ١٩٥٦
لتعود الصراعات مجددا
ولم يلتقط الشعب انفاسه ليجد نفسه تحت صراعات سياسية أعنف من سابقتها
فتسقط حكومة لتعود أخرى و بعد أشهر ( احيانا) تسقط حكومة لتعود أخرى....وهكذا دواليك
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من هم أهل الهامش؟ و من هم ابناء دولة ٥٦؟ (Re: Zakaria Fadel)
|
طيلة هذه السنوات ( من ١٩٥٦ و حتى ١٩٦٩) كانت المدن الكبرى مفتوحة لكل اهل السودان لمن أراد أن يكون من ذوي الكفاءات
وحاولت الدولة قدر ما تسمح به الامكانات الاقتصادية من توسيع رقعة اهل الكفاءات
كان التعليم مجانيا بل سعت الدولة في توفير سكن ( داخليات) منذ المرحلة الابتدائية للذين يقطعون خارج المدن الكبرى لكي يكتسبوا ( كفاءات).
ولم يكن التوظيف حكرا على ابناء المدن بل كان حكرا لذوي الكفاءات
و شهدت الفترة اعدادا ملحوظة لابناء ما سمى ب ( الهامش) تدخل نطاق الكفاءة
لتتولى وظائف و مسؤوليات كبرى.
هؤلاء الافراد اختاروا ان يثروا حياة المركز و ليس مكان الميلاد
و تزداد كثافة المدن السكانية و تقل القوى البشرية في بقاع ( الهامش).
ولما كان الاقتصاد كسيحا....كانت السلطة بالكاد تفي بمتطلبات اهل المدن ناهيك عن تنمية الهامش
هذه السلطة ايا كان شكلها كان قوامها و عمودها افرازات التعليم و الذي لم يقفل بابه في وجه احد
بل كان يأخذ افراد حسب مقدراته و تفوقهم ولما كانت المقاعد التعليمية محدودة كان الافراز محدودا ايضا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من هم أهل الهامش؟ و من هم ابناء دولة ٥٦؟ (Re: Zakaria Fadel)
|
في التسعينات ( إبان فترة نظام الإنقاذ) ظهر الكتاب الأسود و الذي جاء في مقدمته:
إن هذا السفر جاء بعنوان (الكتاب الأسود... إختلال ميزان تقسيم السلطة والثروة في السودان). والذي نقدمه وثيقة عن أداء الأنظمة السياسية في تاريخ السودان الحديث, وهو ليس بالكتاب التحليلي الناقد, الصادر عن أهواء وأغراض, والتحامل علي فئة أو جهة. وإنما هو كتاب راصد للواقع, عارض للحقائق المجردة الموثقة, التي لا تنكرها العين ولا تخطئها البصيرة.
يعكس هذا الكتاب بشاعة الظلم الذي مارسته الأنظمة السياسية المتعاقبة علي البلاد منذ الاستقلال الي اليوم بصرف النظر عن توجهاتها وألوانها.. علمانية كانت أم إسلامية, ديمقراطية مزعومة كانت أم دكتاتورية. هذا الظلم البشع المتمثل في محاباة جهة واحدة من السودان علي حساب باقي جهاته. مؤثرة إياها بالعناية والرعاية والرعاية والاهتمام والتنمية. لقد جعلت الحكومات المختلفة, من الحكم أداة لتكريس سلطة الإقليم الشمالي (ولايتي نهر النيل والشمالية) علي باقي أقاليم السودان الأخري, والتي قسمناها لأغراض الكتاب الي لخمسة اقاليم بما فيها الإقليم الشمالي وهي:- الإقليم الشرقي (القضارف, كسلا, البحر الأحمر), الإقليم الأوسط ويضم ولايات (الجزيرة, سنار, النيل الأزرق, النيل الأبيض, الخرطوم), الأقليم الجنوبي ويضم ولايات (أعالي النيل, بحر الغزال, الاستوائية), الإقليم الغربي ويضم ولايات (كردفان ودارفور). وقد تعمقت هذه المحاباة وتجذرت ضاربة عرض الحائط بكل القيم الانسانية والاسلامية, وحقوق المواطنة المتعلقة بواجبات الدولة تجاه مواطنيها, فلم تنظر اليهم بعين الأب, أو تعاير مطالبهم واحتياجاتهم بمعيار العدل, لا استثناء فيه, ولا إيثار لجهة دون أخريات. فاستمرأت هذه الحكومة وكذلك تلك الجهة المعنية لحال الظلم هذه فصارت تبكي وتوسم غيرها بالعنصرية والكيل بمكيالين, هي تمارسهما صباح مساء منذ فجر الاستقلال وحتي اليوم.
فقد أضاعت الأنظمة السياسية مصداقيتها,وفقدت مع ذلك – وبلا استثناء – صفة الدولة الراشدة, ولم تعد جديرة بتأييد الكيانات والجماعات والأفراد المنتمين لمجموعة (ظل السلطة) علي غرار ظل الأمطار.
هذا الكتاب أردنا به تسليط الضوء علي هذا الواقع, حتي تستبين الرؤية للجميع, وينجلي الامر, وينزاح عن الأعين كل غبش, وصولا للحقوق, كما أرهقت كواهلنا الواجبات.
إن هذه الدولة التي تدخل الألفية الثالثة بطموحاتها وآمالها, متناسية الأداة الموصلة لذلك, والمتمثلة في مواطنها المنتسب إليها, الحامل لحمومها, السند المأمول لها. فلا تلتفت لآلامه ومواجعه, غير آبهة بالمرارات المعتملة في صدره, من غبن عميق, عمقه جهل مزري مقصود, ومرض مقعد, وفقر تجمعت كل أسباب بقائه, وسبل دوامه, حتي عشعش وفرخ صراعات قبلية دامية, أتت علي الأخضر واليابس, ومع ذلك تطالب الدولة هذا المواطن أن ينهض, ويقيم صروح التنمية - وبجهده الذاتي – ما تريد أن تصل به سوابقها من الشعوب, التي استعد حكامها وأعدوا لمثل هذا الأمر عدته.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من هم أهل الهامش؟ و من هم ابناء دولة ٥٦؟ (Re: Zakaria Fadel)
|
من أهم اسباب فشل الساسة في السودان و عجزهم عن قيادة البلد إلى بر الأمان هو افتقارنا للقائد السياسي الذي يتخذ القرار ( الصاح) في الوقت المناسب
في إعتقادي اثنان فقط اتخذا قرارا سليما عندما ادلهمت الخطب
الأول هو اسماعيل الازهري و الذي خالف عقيدة حزبه الاتحادي و أعلن استقلال السودان من داخل البرلمان
و الثاني هو محمد احمد المحجوب و الذي احنى رأسه واستقال من رئاسة الوزراء عندما ( ركب) الصادق المهدي رأسه وخير الحزب بين نيله منصب المحجوب و بين حرب داخلية في الحزب
قرار الأول جنب البلاد فقدان السودان كدولة مستقلة
و قرار الثاني حفظ لحزب الأمة ( اكبر الاحزاب) كيانه الحزبي
اما الذين فشلوا:
عبد الله خليل و الذي سلم السلطة للجيش فاتحا الباب للانقلابات العسكرية
سر الختم الخليفة و الذي لم يتصدى لحملات التطهير ( محاكم التفتيش) في حكومة اكتوبر الأولى وبالتالي فتح الباب للمكايدات الحزبية و اتخاذ ( الشرعية الثورية) بابا لطريق الإنتقام الحزبي
الساسة من اهل الجنوب الذين قرروا التمرد الأول و بالتالي فتح الباب للتدخلات الخارجية
قادة الحزب الشيوعي و الذين لم يحددوا موقفا واضحا من انقلاب مايو. فبينما أصدر الحزب بيانا يوم ٢٥ مايو رفض فيه الانقلاب الا انه شارك بقوة في الانقلاب بشقيه العسكري و المدني
كرر الحزب نفس الخطأ في حركة يوليو ١٩٧١
قرار النميري ( المصري) و الذي قضى بتصفية قادة الحزب الشيوعي و بالتالي وضع السودان دمية في يد النظام المصري
قرار النميري بإعلان قوانين سبتمبر ١٩٨٣
قرار الترابي بتاييد هذه القوانين
رفض سوار الذهب لمد الفترة الانتقالية في ١٩٨٥ فترة ٣ سنوات
قرار الترابي بقيام انقلاب الإنقاذ
جلطة البشير الكبرى بالسماح للمدنيبن بالقتال في الجنوب ( المجاهدين)
كرر البشير نفس الخطأ الذي ارتكبه الصادق بتسليح فصائل في دارفور لحرب فصائل أخرى
ثم الخطأ الأكبر بتكوين الدعم السريع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من هم أهل الهامش؟ و من هم ابناء دولة ٥٦؟ (Re: Zakaria Fadel)
|
الصراع الحزبي في العالم كله يقوم على التنافس بين منهجين في إدارة شؤون البلاد
وبالتالي إرضاء الغالبية العظمى من السكان ( بحكم ان الفائز بالسلطة أتى بانتخاب حر)
و ان الخاسر سيسعى جاهدا لحشد أغلبية في الانتخابات القادمة لبسط منهجه
ولذا لن يجد اي جزء في البلد ( يعتبر نفسه مهمشا) الحوجة لاستخدام السلاح لانتزاع نا يعتبره حقا مفقودا
هذين المنهجين ( رغم اختلاف اسماء الأحزاب) هما:
الأول
يؤمن بالتدخل المحدود للدولة في إدارة شؤون البلاد
تقليل الضرائب و حرية السوق و إطلاق يد الراسمالية
إغلاق حدود البلد في وجه المهاجرين
وجود قوة عسكرية ضخمة تحمي مصالح البلد داخليا و خارجيا
الإيمان المطلق بوجود طبقية في المجتمع و ان تترك الطبقة الدنيا تتدبر شؤونها بنفسها دون مساعدة من الدولة
الثاني
يؤمن بهيمنة الدولة على كل المفاصل
ان يساهم الاغنياء في مساعدة الاقل حظا ( رفع الضرائب)
لابد من تنظيم السوق و كبيرة جماح الرأسمالية بوجود regulators ( قوة تنظيم)
فتح حدود البلاد في وجه من يأنس نفسه كفاءة للمساهمة في تقدم البلد
غالبا ما يعرف أصحاب المنهج الأول بالمحافظين ( الجمهوريين في امريكا و فرنسا، الديمقراطي المسيحي في المانيا، المحافظين في بريطانيا...الخ)
أصحاب المنهج الثاني ( العمال في بريطانيا، الاشتراكيون في فرنسا، الديمقراطيون في امريكا...الخ)
وغالبا ما يكون هناك صراع داخلي في المنهج نفسه بوجود أجنحة داخل كل منهج تحاول اخذ بعض افكار المنهج الآخر لتطبيقها بصورة مخففة
تجدر الإشارة إلى أن المنهج الأول هو الغالب في أوروبا و امريكا الشمالية
وعندما ينجح بعض قادة المنهج الثاني في الفوز يكون ذلك دائما بانتصار الجناح الذي ينتهج مبدأ التطعيم
( كلينتون في امريكا مثلا والذي فاز بقيادة الديمقراطيين على ماريو كومو و الذي كان أقل تطعيما من كلينتون)
و الأمثلة كثيرة
اما نحن في السودان فحدث ولا حرج عن مناهج احزابنا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من هم أهل الهامش؟ و من هم ابناء دولة ٥٦؟ (Re: Zakaria Fadel)
|
الأحزاب عندنا ليس لديها منهج ( وهنا أعني اكبر حزبين الأمة و الاتحادي)
وحتى التي لديها منهج يظل العمود الفقري لذاك المنهج ايدلوجية مستوردة لم تتم ( سودنتها)
اشتراكية عالمية كانت او ذات منبع ديني له قدسيته
وبما ان التعليم كان فقيرا ( الأمية تعصف بغالبية الشعب) لم تجد الأحزاب ضغطا شعبيا لكي تصلح حالها
فكان الناخب يدلي بصوته اتباعا لزعيم الطائفة
وعندما احتاجت الطائفة لكوادر تساعدها في إدارة البلاد لجأت للكفاءات و التي دربها الاستعمار
لم تجد هذه الكفاءات منهجا واضحا للحكم فيما يتعلق بعلاقة الحزب و الحكومة
لم يرسم الحزب سياسة واضحة للحكومة ( كان كل هم زعيم الطائفة هو الاستجابة لمطالبه الشخصية)
و المطالب الشخصية لم تكن سوى ترضيات عشائرية او قبلية او جهوية
ترك اهل الكفاءات ( بضم التاء) وحدهم في أمر الإدارة الكلية للبلد ( macro- governance ان صحت العبارة)
اما امر ال ( micro- governance) فلابد من اطاعة الزعيم الطائفي
دارفور بصفتها كانت من أكبر الداعمين لحزب الأمة في كل الانتخابات
بل كانت العامل الرئيس في تمكن الحزب من الفوز بأكثر من ٩٠ % بالحكومات المدنية
تتحمل كامل المسؤولية في فشل الحكومات المدنية لتحقيق تنمية متوازنة في السودان
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Zakaria Fadel
محمد عبد الله الحسين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست