عزت الماهري .. سنة أولى سياسة

Quote: سلام الأخ خضر. اسمح لي أن أعلّق على الموضوع استنادًا إلى تجربتي المتواضعة في مجال الإعلام عمومًا، والقنوات الفضائية تحديدًا. ومن المؤكد أنك محيطٌ بما سأقوله لما لديك من باع طويل في هذا المجال. وقبل التعليق على المقابلة المعنيّة، سأبدأ بهذه الملاحظات وسأكتفي باستعمال كلمة "المذيع" للإشارة إلى الجنسين: • اختيار الضيوف لا يحدّده المذيع، بل منتج النشرة (producer) بالتشاور مع المشرف (duty editor) وإدارة التحرير؛ وأحيانًا تُقترح الأسماء في أثناء الاجتماعات التحريرية اليومية، ويكون الاختيار وفقًا للمُعطى الخبري الذي استند إليه لإجراء المقابلة. • منتج النشرة في الغالب هو المسؤول عن تحديد زوايا الموضوع وخطوطه العريضة، لكنه قد يترك للمذيع إعداد الأسئلة وأسلوب التنفيذ. وفي كثير من الأحيان، يتدخل المنتج بسماعة خاصة تربط المذيع بغرفة التحكم (gallery) ليطلب منه إسقاط سؤال أو إملاء آخر عليه من وحي كلام الضيف، وقد يطلب منه إنهاء المقابلة لأي سبب من الأسباب. الخلاصة هي أن المذيع لا يتصرف من تلقاء نفسه، ولعلكم لاحظتم أن الأستاذة تسابيح رفعت الورقة وقالت للضيف: "أنا أدير هذا الحوار وفق ما هو موضوع؛ ليس وفق أهواء الضيوف". • الالتزام بالخط التحريري للقناة مفروغ منه، وفي الغالب لا تحتاج القناة إلى تلقين مذيعيها منطلقاتها، بل يتبنّاها المذيعون المغلوب على أمرهم بفطنتهم وإن تعارضت مع أفكارهم الشخصية. وإذا قُدّر للأستاذة تسابيح الانتقال غدًا إلى قناة الجزيرة، فقد تتغيّر أسئلتها وأسلوبها مع الضيف نفسه إلى النقيض تمامًا، لأن الناس على دين ملوكهم والمعايش جبّارة. • يُناقش الأداء عمومًا (إخراج – تصوير – صوت – مونتاج – محتوى - تقديم) خلال اجتماعات ما بعد البثّ (post-mortem meetings)، ويُحاسب خلالها المخطئ ويُشاد بمن يحسن. الآن، دعونا نعلّق على أداء الأستاذة تسابيح: • أولاً، ليس لدي أي اعتراض على تقديم الشكوى، لأن هناك وجاهة في مضمونها. • من الواضح أن الأخت تسابيح تسعى إلى ترسيخ أقدامها وإثبات ذاتها في ظل منافسة شرسة مع زملاء وزميلات من جنسيات أخرى لتحسين درجتها الوظيفية بين المذيعين؛ ولعل كثيرًا من متابعي الأخبار لا يعلمون أن المذيعين يصنّفون إلى مراتب، إذ توكل إدارة البرامج "الحوارية الرئيسة" والنشرات المهمة في أوقات الذروة للراسخين منهم. وأرى أن تسابيح تأثرت بهذا الجو التنافسي الذي أجبرها على سلخ جلدها والتخلّص من طريقة الحوار التي اعتدنا عليها في قنواتنا السودانية لتتمكن من المنافسة في قناة موجّهة إلى العالم العربي ككل. ولكن: هل كان الناس ليعترضوا على الأسلوب في هذه المقابلة إذا كان المذيع غير سوداني؟ وما هو موقف المعترضين على أسلوب الأستاذة تسابيح من أداء الأستاذ أحمد طه المذيع في قناة "الجزيرة مباشر"؟ وكيف كان سيكون الحال إذا كان سودانيًا علمًا بأنني معجب بأدائه وأرى اختلافًا كبيرًا بين أدائه وأداء الأستاذة تسابيح؟ • لغة الجسد من أهم الأساليب التي يتبعها المذيعون لفرض شخصياتهم التي تميّزهم عن غيرهم، لكنني أرى أن الأستاذة تسابيح أسرفت في استعمال الإشارات بيديها والإيماءات والابتسامات "التهكّمية" ورفع الصوت بلا داع، فأضعف ذلك كله أداءها وأظهر تصنّعًا في أسلوبها. • حاولت الأخت تسابيح إبراز إمساكها بالملف؛ ولضيق الوقت المتاح للمقابلة اضطرت إلى مقاطعة الضيف كثيرًا لاستعراض مخزونها من المعلومات بإقحام ما لم يقله الضيف فحرمته من عرض آرائه وبدا عليه الضيق، لكنها لم تعر ذلك اهتمامًا حتى اللحظات الأخيرة من المقابلة. • على الرغم من كل ما قيل، فإنني أرى أن الأخت تسابيح يُرجى منها، فهي واثقة من نفسها ولديها حضور في الشاشة، لكنها تحتاج إلى مزيد من التدريب وضبط النفس والتحضير الجيّد و"الحرفنة" في الموازنة بين مراعاة منطلقات القناة وانتهاج أسلوب لائق في الحوار مع ضيوفها، وأخيرًا البعد عن التكلّف. أما من يحشرون الأمور الشخصية في هذا الموضوع، فأقول لهم إن هذا يضعف حجّتكم، إذ لا علاقة للحياة الشخصية بالأداء في العمل، ودونكم مارادونا وغيره من مشاهير العالم الذين تلطخت سمعتهم باتهامات أو إدانات يندى لها الجبين لكنها لم تنتقص من موهبتهم شيئًا. مع جزيل الشكر لصاحب البوست وضيوفه.

Quote: فعندما حظي بهذه الوظيفة كان الدعم السريع ممثلا في حميدتي قد قفز حتى على الدولة وصارت له علاقات خارجية على مستوى روؤساء الدول

Quote: فعندما حظي بهذه الوظيفة كان الدعم السريع ممثلا في حميدتي قد قفز حتى على الدولة وصارت له علاقات خارجية على مستوى روؤساء الدول

Quote: فعندما حظي بهذه الوظيفة كان الدعم السريع ممثلا في حميدتي قد قفز حتى على الدولة وصارت له علاقات خارجية على مستوى روؤساء الدول

Quote: فعندما حظي بهذه الوظيفة كان الدعم السريع ممثلا في حميدتي قد قفز حتى على الدولة وصارت له علاقات خارجية على مستوى روؤساء الدول