بين الثورة السكين جنجويد! بقلم يوسف عزت

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 11:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-09-2023, 11:05 AM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 8139

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بين الثورة السكين جنجويد! بقلم يوسف عزت

    11:05 AM June, 09 2023

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بين الثورة السكين جنجويد!

    يوسف عزت

    رغم شح الوقت نسبة للظروف الراهنة التي فرضتها الحرب لكني كلما اجد القليل من الوقت اتابع كتابات لأتبين مواقف عدد من الأصدقاء الذين جمعتنا بهم صفوف العمل العام والنضال الطويل من اجل وطن خير ديمقراطي، وطن ذرعوا في مخيلتنا منذ الطفولة صورته بالأشعار ووالاغاني وعشنا ذلك الحلم حتى هذا العمر.

    كنا وما زلنا نحلم بان يأت يوم ويتأسس ذلك الوطن الذي يتساوى فيه الجميع ( حباً وشعراً وموسيقى) وطن يفخر به كل المنتمين اليه ويشاركون في رسم مستقبله ولديهم الحق في التعبير عن رؤيتهم لبنائه وطن يمثل مصالح جميع سكانه ويعالج جراح عقود من الحروبات والقتل.
    وطن تمزقت اطرافه لكن نستطيع مماسكة ما تبقى منه فقد بالنقد ومواجهة الحقيقة لا ان تهزمنا مصالحنا الضيقة سواءاً كانت جهوية او نخبوية.

    غادر اهل الجنوب بعد ان كنا نراهم في الخرطوم يسكنون العمارات التي هي تحت التشييد وفي اطراف المدينة ويعملون في المهن الهامشية لعقود، لم نكن نسأل انفسنا ما الذي دفعهم من ديارهم ليأتوا للعيش في هذه الظروف البائسة ؟ وكنا نغني ونتحدث عن وطن بينما لم نكن نرى عذابات الضحايا حولنا، كانت مأساة الجنوبيين اعمق من ان نفهمها ففوق اللغة والممارسات الاستعلائية تجاههم كان هنالك انكار تام ان مأساتهم مرتبطة بالدولة في مستواها المركزي وليست قضية خاصة تتعلق بالجنوب، فرغم ما ظل يعبر عنه الدكتور جون قرنق ان ليس للجنوب قضية منفصلة عن قضية السودان، وعبر عن ذلك منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان بوضوح ان القضية هي السودان كله وان الازمة مرتبط بطبيعة الدولة التي خلفها الاستعمار البريطاني وطريقة تداول السلطة فيها والتي لم يجد غالبية الشعب السوداني بأن هذه الدولة تعبر عنه او يمكنها حل قضاياه ولم يتم تطوير الاستقلال لتأسيس دولة وطنية تستطيع حل قضايا التنمية المتوازنة واشكال الهوية وقسمة السلطة وهي القضايا التي قادت الى الحروب المستمرة في السودان حتى اليوم.

    لكن الافندية الذين حكموا الدولة حينا بالانقلابات العسكرية، وحينا بالديمقراطيات القصيرة، لم يكن لديهم مشروع لبناء دولة المواطنة التي تسع الجميع كما يتردد في الشعارات، وظل الانكار المستمر الى ان هنالك سودانيين لديهم حق مشروع في ان يجدوا انفسهم جزءاً من الدولة ويشاركون في مؤسساتها على المستوى القومي والمحلي، اقصى ما انتجته الصفوة من خطاب متقدم هو إعطاء الجنوبيين الحكم الذاتي ليحكموا انفسهم بأنفسهم، وذلك أيضا كان حلا متقدما في حينه لكن ان يكون لديهم طموح في حكم الدولة فذلك لم يخطر ببال أي احد او يمكن تصوره، حتى احدث دكتور جون قرنق، الفرق بأن اخترق الشمال وظهرت الحركة الشعبية لتحرير السودان في الشمال في جبال النوبة وفي النيل الأزرق، ولاحقا دارفور ثم الشمال البعيد حيث تدافع الآلاف للانضمام للحركة الشعبية بعد توقيع اتفاق نيفاشا وحدث الرعب المحلي والإقليمي وحتى العالمي.
    السودانيين يحلمون بوطن يستوعب تعددهم وتنوعهم وخاطبت الحركة الشعبية ذلك في برنامجها وخطابات قرنق الذي شعرت الصفوة بالحيرة لأنها ترى اذا كان هنالك سودان قديم فهم قادته وإذا هنالك ضرورة لسودان جديد أيضا هم قادته والمنظرين له وما رسالة السيد الصادق المهدي لقرنق إلا تعبير فصيح عن هذا التفكير.

    تلك هي مأساتنا، ولم اقرأ حتى اليوم رؤى نقدية لما جرى في 2011 واختيار الجنوبيين للاستقلال بأغلبية ساحقة.
    سكت الجميع ولم يحمل احد نظام المؤتمر الوطني هذه النتيجة لأننا جميعنا متواطئين وعلى مر التاريخ جميع الحكومات المتعاقبة استخدمت العنف لإخضاع الجنوبيين وتنصلت عن التزاماتها قبل الاستقلال وبعده ونقضت اتفاقية اديس ابابا وافشلت اتفاقية (الميرغني قرنق) والطبيعي ان تكون النهاية هذه النتيجة ولا يستطيع احد لوم الجنوبيين الذين اختاروا الاحتماء من الرصاص بالانفصال.

    كتب شاب جيد الكتابة اسمه محمد حسبو في سودان للجميع، قبل الاستفتاء بأيام أن المثقفين الشماليين سيتجالدون بالسياط اذا اختار الجنوب الانفصال وكنت من المنتظرين للنقد الذي سيقوم به مثقفي الصفوة لتجربة الجنوب والعمل على تلافي حدوثها في أقاليم أخرى تتشابه فيها القضايا التي قادت لاستقلال الجنوب ولكن حتى كاتب ذلك المقال نفسه لم اسمع له صوتاً بعد الانفصال، لقد سكت الجميع بشكل محزن.

    برزت الازمة في دارفور لذات الأسباب والقضايا التي واجهها الجنوبيين وصعدت القضية الى كل مكان وحدث الانقسام العرقي المدعوم من الخرطوم واحدث دماراً على كل المستويات.
    أخرجت الدولة آلتها العسكرية لحسم التمرد وارتكبت تجاوزات خطيرة وصلت إلى حد وصفها بالإبادة المستويات.
    ولم يتحرك احد للوقوف على الخراب الذي خلفه عنف الدولة هناك، لا حزب ولا منظمات ولا نشطاء ولا كتاب، وحتى الآن لم أضطلع على توصيف لذلك العنف ناتج عن دراسة اعدها سودانيين من الكتاب والمهتمين، وحتى بعد سقوط النظام لم تذهب مجموعة للتحقيق في حجم الجرائم التي ارتكبت هناك ولا المأساة التي خلفتها الحرب على مدى عشرين سنة.
    ويقول لك بعضهم نرفض حميدتي لتاريخه في دارفور، من الذي يعرف حميدتي وتاريخه ومن الذي يعرف ما جرى في دارفور او مهتم بأن يعرف؟ لماذا لم يتم رفض برهان وهو الذي عمل منذ ان كان ملازم اول في وسط دارفور حتى اصبح قائداً للمنطقة وقاد العمليات ونزّح اكثر من 750 الف من قراهم إلى ان صار معتمدا لنيرتتي في قمة جبل مرة ويقول البعض انه قال قولته الشهيرة (أنا رب الفور) من ذهب ليرى كيف يعيش الناس في معسكرات اللاجئين بشرق تشاد ومعسكرات النازحين في الداخل وللاستماع لروايتهم عن الحرب؟.
    كل ذلك الواقع المذري اعتقدنا ان الثورة ستعالجه، وبالنسبة لنا الازمة اكبر من خلافات الصفوة الفكرية حول الاقتصاد الرأسمالي او الاشتراكي، واكبر من سفسطة الليبراليين الجدد الذين يتحدثون عن الحقوق الفردية والجماعية للمجموعات النسوية والمثليين، الازمة ان الملايين من السودانيين احرقتهم آلة الدولة وفاق عنفها كل حد منذ الاستقلال وحتى اليوم.
    ان هنالك أصوات رصاص لم تتوقف، هناك أطفال يحتمون بكهوف الجبال من ضربات الانتينوف في جبال النوبة ودارفور، هنالك بيوت من القش أحرقت ونزح سكانها تاركين خلفهم ذكريات عظيمة وقيّمة لهم، اشيائهم الصغيرة لا تقل أهمية عن لوحات دافينشي او هدايا الوالدين، من يعبر عن هؤلاء؟ عبرت عنهم تنظيماتهم التي انتجوها بكل تشوهاتها القبلية وطموحات قادتها في الوظائف لكنها تظل مكونات عبرت عن المظالم الحقيقية لهذه الشعوب ورفعت قضيتهم الى المستوى العالمي دون ان تتعامل الصفوة مع الامر، ان هنالك سودان جديد يتشكل من بين دخان القنابل وان السودانيين من كل الأقاليم اصبحوا يعبرون عن مظالمهم وقضاياهم بعيداً عن الأحزاب الصفوية والبيوتات التي تنظر الى ان السودان يتمثل في الخرطوم ومناطق الوعي والاستنارة التي تشكلت ما بعد ميلاد الدولة المستقلة، غارقة هذه الصفوة في قضايا بعيدة كل البعد عن ما يجري في كردفان ودارفور والشرق والنيل الأزرق وسنار والشمالية ونهر النيل، غارقة في صراعاتها الفكرية عبر قراءة الكتب المستوردة، وتشبه اختلافاتها اختلافات مشجعي برشلونه وآرسنال في كافيهات الخرطوم.

    الحرب تدور في كل مكان وتلفزيون السودان غارق في أغاني وأغاني المتبوعة بضحكات المرحوم السر قدور له الرحمة وكـأن شيئاً لم يكن، سجالات الصفوة في المنابر تتهرّب من مواجهة الازمة، وحتى مشاركات مثقفي تلك المناطق في المنابر المتاحة تقمع ولا تريد الصفوة سماع ما يعكر تباريهم في استعراض قدراتهم الفكرية وتنظيراتهم التي لا علاقة لها بحريق القرى او ارقام الضحايا التي تنشر يوميا في صفحات الميديا.
    اذا تحدث القادمين من المناطق البعيدة عن السودان كدولة او عن مفاهيم قومية سريعاً يتم تحنيطه في الجغرافيا او القبيلة لأن من يتحدث عن الشؤون القومية لابد ان يكون من جغرافيا محددة او ما جاور ذلك من حلّال.
    تبعنا الصفوة سنيناً عددا وصدقنا شعارات الثورة وبناء وطن وقرأنا الكثير من التنظير يمين ويسار وحتى احاديث محمد جلال هاشم الذي ينظّر ويدعوا لتحطيم جهاز الدولة الذي خلفه الاستعمار وبناء سودان جديد، صدقنا كل ذلك ولكن اتضح لي إن كل تلك الترهات الفكرية مجرد قشرة يبتز بها المثقفين بعضهم بعضا في اطار القدرات الفكرية والتنظيرية لتحقيق وضعية المثقف العضوي وغيرها من الاوصاف التي لا علاقة للواقع بها، والآن وحينما وصلت الحرب الى الخرطوم انحاز محمد جلال هاشم، وآخرين كثر الى آلة الدولة الاستعمارية التي كان يحدثنا عن السعى لتحطيمها.
    للأسف يريد محمد جلال هاشم، فعل ذلك بنفسه ولكن بالحديث في المنابر طبعاً، فهو لا يملك ولا مخباط لتحطيم ذلك الجهاز الاستعماري، ونقول له تعال الآن نظّر لمرحلة ما بعد تحطيم الدولة، تعال اخبرنا كيف نبني دولة جديدة بدلا من الهروب للاحتماء بسلاح الدولة الاستعمارية ذاتها وانت من حرضت على طرد الجنجويد ونزع الغطاء السياسي عنهم واعادتهم الى حواضنهم الاجتماعية ونفذ البرهان وعلى كرتي توصياتك بالحرف.

    هذا الجيش بغض النظر عن سيطرة الاخوان المسلمين عليه في الثلاثين سنة الماضية فقد ظل هو العصاء الغليظة لإخضاع كل من يعارض الدولة القائمة ويحمي مصالح فئات ظلت تتداول السلطة عسكرياً وديمقراطياً وتستخدمه لحسم من يعارض او يحتج او يتطلع ليكون جزءاً من إدارة الدولة.

    هذا الجيش لم يكن يمثل كل السودانيين وارتكب كل ما لا يخطر على بال في الجنوب وفي جبال النوبة وفي النيل الأزرق وفي الشرق وحتى في الخرطوم، وأد كل الديمقراطيات ولكن يظل هو الجيش حامي الحمى (جيشنا جيش القوة، دخل الجبال جوه وحارب يوسف كوة) وعادي ابطال يقاتلون في جبال النوبة ويحرقون ويحسمون أي تطلعات للنوبة او غيرهم فذلك مشروع ولا ينتقد، فهو العجل المقدس الذي لا يمكن السماح بتغيير تركيبته الموروثة.

    والحديث عن الجيش ليس من أغراض هذه الكتابة لكن الصمت عن تلك الجرائم والهروب من مواجهة الأسئلة الصعبة قاد للمأساة التي تعيشها البلاد اليوم.
    الاحظ وقوف جيلنا جيل التسعينات بالجامعات السودانية مع الجيش عدى قلة شعار لا للحرب وهو شعار مقبول وكلنا نردده لا للحرب لكن هل يوقف الشعار الحروب دون مناقشة أسبابها هل يوقف الشعار الحرب الراهنة ام خطوات لابد من اتخاذها؟ جيلنا نحن مع الحرب!

    نحن دخلنا الجامعات في التسعينات وانتمينا للتنظيمات السياسية المختلفة وجميعها كانت منضوية تحت رايات التجمع الوطني الديمقراطي، وناضلنا في اصعب الظروف لمواجهة عنف الجبهة الإسلامية الفالت وكان هدفنا استعادة الديمقراطية والتأسيس لوطن لكل السودانيين، وفي سبيل تحقيق ذلك رفع التجمع شعار الثورة الشعبية المحمية بالسلاح، واقر في مواثيقه استخدام السلاح لإسقاط حكم الجبهة الإسلامية وفتحت جميع الأحزاب يمينها ويسارها معسكرات للقتال في ارتريا وكانت مهامنا تعبئة الشارع، وفي يفاعتنا تلك كنا مصدقين ما يقال لنا اذا خرجت طلقة من الجبهة الإسلامية ستقابلها طلقة من التجمع وان الحرب ستنتهي في الخرطوم ويتم اقتلاع النظام اقتلاعاً.
    صدقنا تلك الشعارات وخرجنا في الشوارع في سبتمبر 95 و96 وهتفنا وكلنا حماس ان هنالك قوة تحمي ظهرنا ودفعنا الثمن عنف واعتقالات وتعذيب، تخرج أصدقائنا وسافروا الى الشرق ملتحقين بالجبهة وكانوا ابطال في نظرنا وتخرّجنا بعدهم وسافرنا للالتحاق بالتجمع لنجد ان الغالبية يجهزون حقائبهم للسفر للمنافي الجديدة التي فتحت وفي القاهرة وغيرها، وهنا اذكر انني ذهبت لمكتب الصديق عادل (رز) مدير مكتب الأستاذ فاروق أبو عيسى عليه الرحمة عندما كان نقيبا للمحامين العرب وصدفة التقيت الأستاذ وتجاذب معي الحديث في صباح باكر وتعرّف علي المعرفة السودانية العادية انت منو ومن وين ودرست شنو ... الخ وبعد ان عرف خلفيتي ومن اين اتيت قلت له اريد الالتحاق بالجبهة الشرقية لللقتا، قال لي بأبوية ظاهرة انت شاب من البدو ودرست ودخلت السياسة والمتعلمين منكم عددهم قليل وارى ان عليك ان تهاجر وتتعلم لأن مجتمعك يحتاجك متعلماً وليس مقاتلاً لتساهم في تنمية مجتمعك والسودان. تلك الوصية حافظت عليها ورغم خلفيتي كقانوني إلا انني في كندا اخترت دراسة فض النزاعات والتنمية الدولية رغم علمي ان ذلك التخصص ليس مطلوباً في سوق العمل الكندي بل فكرة العودة للسودان لم تفارقني ولا يوم.

    ان أصدقائنا الذين يقفون ضد الحرب اليوم لم يعملوا ضدها في ذلك الوقت بل تبنوا شعاراتها والسؤال من كانت ستقاتل قوات التجميع الوطني الديمقراطي هل هنالك قوة أخرى غير الجيش السوداني وهل لم تشتبك قوات التجمع مع الجيش في همشكوريب وكسلا والحدود؟ لماذا صار اليوم الجيش خط احمر؟ وهل الذين يقاتلهم الجيش ويريد سحقهم جنجويد وقتلهم حلال؟.

    الامر يحتاج لمصداقية مع النفس اذا كان الناس يرفضون الحرب فيجب مناقشة أسباب الحرب في السودان، وليست الحرب التي تدور اليوم في الخرطوم هي أول الحروب ولا تنفصل أسبابها عن بقية الحروب التي دارت في البلاد لكن اذا اردنا جعلها آخر الحروب واظن ان ذلك ممكنا، علينا التحلي بالشجاعة والصدق فالاستهبال السياسي أورد البلاد الهلاك ودفع شعبنا ثمن ذلك في كل مكان بما في ذلك الخرطوم اليوم.

    الكثير من الناس يتحدثون عن ضرورة الحفاظ على الدولة، ما الذي تبقى من الدولة القديمة ليتم الحفاظ عليه؟ وما الذي يجعل الناس يعملون على الحفاظ على دولة لا تمثل مصالح كل السودانيين، مقولة الحفاظ على الدولة يرددها اليسار واليمين اذا فعلا لدينا يمين ويسار في هذه البلاد لأن ما اراه كل هذه المسميات يمين ويسار وغيرها هي من جملة الأوهام التي يتم تصديرها لأمثالنا، لكن فكرة الحفاظ على الدولة ومؤسساتها غير مفهومة وما المصلحة في الحفاظ على دولة لم نرى منها سوى البندقية والإقصاء وعدم الاعتراف، دولة ضحاياها بالملايين، دولة أحرقت الأطراف جميعها من اجل كراسي سلطة لا قيمة لها، دولة مهما تعطيها صفوتها ليست على استعداد لأن تعرف قضايا الملايين من الذين يعيشون في حواف الصحراء او في معسكرات النزوح او في القرى النائية، صفوة مشغولة بصراعات لا رابط بينها وبين القضايا الوطنية الحقيقة، وقد صارت الطريقة الوحيدة للحفاظ على الدولة المعنية هي القتل والسحق وتلك كلفة عالية جداً قادت لما يحدث اليوم والورطة كبيرة لأن الأمور لن تعود الى ما كانت عليه والضرورة تستدعي صناعة مستقبل بدلاً من الاحتماء تحت لافتات الجيش والكيزان وحالة التوهان حتى من الذين حشو رؤوسنا بفكر الثورة والحل الجذري وغيرها من العوّة، عليهم الآن ان يساهموا في بناء دولة جديدة خالية من الحروب، ولأن يكون ذلك حقيقة نحتاج لنقد حقيقي لموروث دولة ما بعد الاستقلال وما جرته على بلادنا من مصائب او يصمتوا وينحازوا لخيار (عمسيب) بتاع دولة البحر والنهر واخشى ان ذلك ايضاً غير ممكن لأن وحدة السودان امر لا لعب فيه وان شعب الشمال والشرق الذي يتحدث عمسيب باسمه يرغب في العيش بسلام مع الآخرين فقد تضرر اهل الشمال والوسط من الدولة ذاتها الموصوفة انها دولة المركز او الجلابة، فسكان الشمال الذي رأيته بعيني هم اكثر حاجة من غيرهم للتنمية والخدمات والسلام مع بقية شعوب السودان بينما النخبة التي تحكم وتنهب وتحملهم وزر افعالها جلبت لهم المصائب ولكل البلاد وعلى السودانيين ان يجلسوا جميعاً للاتفاق على دولة تمثل مصالح الجميع فذلك هو الحل الوحيد والطريق لتحقيق شعار لا للحرب.

    العسكر للثكنات والجنجويد ينحل وبعدين؟

    اتأمل هذا الشعار منذ ان اطلاقه والتسويق له وترسيخه كحل يمكن للأزمة والمدهش ان من يرددونه اشخاص ذوي كفاءة سياسية وعلمية ! اذا استثنينا الشباب الذين يرددون الكثير من الشعارات التي لا يفهمون او يعرفون خطورتها بالصورة المطلوبة ، وهو شعار يحمل اقصى درجات التطرف ورفض أي قادم جديد ولم يشرح لنا مرددوا هذا الشعار الكيفية التي ينحل بها الجنجويد ( الدعم السريع ) واتابع العياط في وسائل الاعلام واستغرب فهنالك طرق معروفة وأصبحت علم في كيفية دمج القوات وتكوين الجيش الواحد في أي دولة خارجة من حروب وفيها تعدد للجيوش سمها مليشيات او أي شيئ لكن الحقيقة ان السودان فيه اكثر من جيش واكثر من مليشيا بما في ذلك ما يسمى بالقوات المسلحة السودانية حولت الى مليشيا حزبية وجهوية فلا هي قومية على مستوى قيادتها ولا هي وطنية تحمي البلاد وكل تاريخها انها تقتل الشعب السوداني بلا رحمة . والذين يطلقونه شعار الجنجويد ينحل ينطلقون فكرة ترى في الدعم السريع خطر على الدولة ، وهي ذات الدولة التي يلتقي في الحفاظ عليها الكيزان واليسار والليبراليين إلا بعض القليليين الذين في عز الازمة يقدمون صوت مختلف.

    قادتني صدفة قبل شهور لدخول الكلبهاوس وان لست من رواده واثناء بحثي وجدت غرفة انشأها شاب اسمه إيهاب عدلان لمناقشة موضوع يتعلق بخطر الدعم السريع وايهاب عدلان هذا انا لم التقيه في حياتي وهو ليس من جيلنا لكن بيننا أصدقاء مشتركين ، ووكل الذي اتذكره كان قادماً للسودان من أمريكا في إجازة في عام 2022 واتصل على صديق طلب بأن إيهاب طلب منه ان يتواصل معي لتجهيز شقة وسيارة له ومبلغ 7000 دولار يحتاجها لقضاء إجازة مع والدته واستغربت من هو إيهاب عدلان وما علاقة الدعم السريع به ليجهز له هذه المطلوبات وحاول ذلك الصديق تلميع إيهاب لي وبأنه مهم ونجم في الكلبهاوس ويهاجم الدعم السريع ويمكن اسكاته طالما طلب هذه الأشياء البسيطة ولكني لم اكن مهتما بإسكات الأصوات التي تهاجم الدعم السريع وقتها بل بمشروع استعادة المسار المدني الذي نعمل فيه ليل نهار، واعتذرت له بأنني لا اعرف إيهاب عدلان ولست معنياً بتوفير شي له ودعه يهاجم الدعم السريع فالموضوع لا يهم كثيراً وهو نشاط في غرف الكلبهاوس لا قيمة له على الأرض كما انني لست معنياً بدفع رشاوي لأحد يريد ان يسخر نشاطه لابتزاز الدعم السريع بالمال.

    دخلت تلك الغرفة لأسمع ووجدت ان المتحدث الأساسي فيها عبد الله علي إبراهيم الذي كتب عن اقتصاد الحاكورة مبرراً ظهور الجنجويد وتلك كتابة تبرر وتشرعن للنظام استخدامه لتجييش البدو الرحل للقتال في دارفور وتؤسس لهم فكرياً وتسندهم بماركسية عبد الله على إبراهيم المبذولة لتبرير أي فعل ترتكبه الدولة. لا ادري ماذا يقول عنها عبد الله اليوم والدنيا كلها قايمة وقاعدة الجنجويد ينحل وهو قد حدد مكانه مبكراً انه داعم للجيش وليس لديه قشة مرّة مع الكيزان ولا يعاني من تلك اللوثة ! تلك الغرفة الالكترونية تناولت كيفية التصدي لخطر حميدتي على الدولة ، لا حظ في ذلك الوقت كان حميدتي الرجل الثاني في الدولة ولكنه في ذهن هؤلاء هو خطر عليها ! الدولة شيء اخر اجهد نفسي لفهم مدلولاتها ولكن الامر ليس بتلك الصعوبة لفهمه.
    استمعت الى حديث عبد الله علي إبراهيم والى احاديث شباب آخرين يفكرون في افضل الوسائل للتخلص من حميدتي واقترح احدهم ان تصفية حميدتي كما تمت تصفية قرنق ذلك افضل واقصر الطرق وانتظرت تعليق عبد الله علي إبراهيم على مقترح ذلك الشاب ولكن خاب ظني ولم يقل الرجل الذي يصنف نفسه بشيخ الماركسيين السودانيين وصدع رؤوسنا بذكرياته مع استاذه عبد الخالق محجوب الذي يحاول جاهدا ربط تاريخه الشخصي بتاريخ عبد الخالق للانتفاع من رمزية عبد الخالق ، سكت عبد الله ومؤمناً ان حميدتي خطر يهدد الدولة ولابد من التخلص منه ومن جيشه.
    تواصلت بعد ذلك مع عبد الله مناقشا عبر الماسنجر فهو صديقي في الفيسبوك وناقشته وحين أقول له الصفوة ظل يكرر تقصد الصفوة النيلية يعني وكررها اكثر من مرة وقلت اقصد امثالك وصنف نفسك اين انت ولم نصل لشي وما زلت احتفظ بذلك الحوار ان مد الله في العمر لكتابة ما جرى ويجري.

    شعار العسكر للثكنات والجنجويد ينحل لم يشرح لنا كيفية حل الدعم السريع هل يضع هؤلاء سلاحهم ويعودوا الى من اين جاؤوا ام يجبروا على ذلك ام وفق تفاوض ام كيف ؟ فإطلاق الشعار سهل ولكن تنفيذه على ارض الواقع يحتاج لشرح ، فالموصوفين بالجنجويد هم الذين قاتلوا نيابة عن السلطة والدولة المزعومة التي يستمتع أمثال عبد الله على إبراهيم بظلها منذ الاستقلال وحتى اليوم هم وقود الحروب جميعها منذ قوات السلام التي كانت رئاستها في واو وحتى قوات المراحيل التي قاتلت النوبة وحتى آخر أداة تم ويتم استخدامها في حروب هذه الدولة التي لا تنتهي ، ولكن الفرق في قيادة هذه القوات التي تعي إن الدولة المعنية تريد استخدامها كأداة ومتى ما استقرت الاحوال يتم كسر الأداة والتخلص منها ، ولذلك حين انطلقت ثورة ديسمبر كان واضحاً في انحياز قيادة قوات الدعم السريع للثورة وقدمت فيها مجهود لا ينكره الا منافق ، ولم يضع حميدتي قواته في خدمة البشير كما توقع الكثيرون وتبنى شعارات الثورة وانا شاهد على ان بعض النخب وبمجرد ما سقط البشير اول ما فكرت فيه تمزيق صورة حميدتي التي علقها الشباب في النفق وذلك عبر اطلاق الشعارات والأغاني ( ديل جنجويد جنجويد رباطة) وغيرها وتوزيع القصاصات الصغيرة في ميدان الاعتصام التي تهاجم حميدتي، وانا كنت موجودا ًواخرين نراقب ما يجري من خيمتنا ( ثوار البادية ) كنت اعرف ان نخبة النادي القديم لا تريد قادم جديد من خارجها لديه قرار ويستطيع ان يكون جزءًا من تشكيل مستقبل الدولة بما يملكه من قوة عسكرية واستقلالية وسند شعبي ، ولذلك بدأت الحملات المنظمة بطريقة فيها اسفاف ( تشتش ) فريق خلاء جنجويد ... الخ.
    كل ذلك مفهوم ودوافعه مفهومة ولكن ام الكبائر المحاولات المستميتة التي سعى الناس بكل قوتهم إسلاميين على يسار بإلصاق تهمة فض الاعتصام بقوات الدعم السريع رغم ان القوة الوحيدة التي اعتقلت ضباط برتب عليا متهمين بفض الاعتصام هي قوات الدعم السريع والجميع في قرارة نفسهم يعلمون من دبر وخطط لفض الاعتصام لكن كانت الفرصة مواتية للتخلص من هذا القادم الجديد.
    ان الدولة بكافة الذين يريدون الحفاظ عليها سواء كانوا إسلاميين او يساريين وأنا اليوم في شك من هذه المسميات لانني أرى اصطفاف ذابت فيه هذه الاوصاف واتفقت كتابات كل من نظنهم مفكرين وعقلانيين وقادة رأي على التخلص من حميدتي والدعم السريع ولكن السؤال هل ذلك ممكناً دون حرب؟

    ما قام به البرهان ومن يقفون خلفه من الإسلاميين يوم 15 ابريل هو التحقيق الكامل لذلك الشعار (العسكر للثكنات والجنجويد يينح) واتبعوا خطوات مرتبة أولا اعلان قوات الدعم السريع متمردة سحب ضباط القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى المنتدبين اليها وضرب ما تبقى بالطائرات والدبابات وسحقهم والتخلص منهم واغتيال حميدتي وكافة قيادات الدعم السريع وبهذا يزال الخطر عن الدولة وتعود الأغاني كما كانت ! وهل لا يتفق الجميع على هذا الحل وهو تحقيق عملي للشعار المرفوع ؟ هذا يفسر التأييد للجيش من بعض رافعي ذلك الشعار لأن لا طريقة أخرى للحل غير التي اتبعها البرهان ، لأن الطريق الآخر الذي كنا نعمل فيه وتدعمه قيادة قوات الدعم السريع علنا بما في ذلك التوقيع على دمج قوات الدعم السريع في الجيش وبناء وإصلاح الموسسة العسكرية والتخلص من تعدد الجيوش بمعالجة أسباب الحروب كان ذلك الطريق الذي اعتقدنا انه يجنب البلاد الحرب والإقتتال.

    قرأت لأسماء كثيرة كنت اظن انها متجاوزة لفكرة حماية الدولة من خطر السودانيين الآخرين وهؤلاء يحاولون بقدر الإمكان استخدام أسمائهم التي في الذاكرة والتي صنعوها بتبني شعارات العدالة وقبول التنوع وبناء الدولة على أسس جديدة يحاولون تبرير ما فعله برهان والشرعنة له ويبررون للوقوف مع الجيش باعتباره مؤسسة وطنية ولا يهم سيطرة الكيزان عليها فنحن فقط من كنا نصدق ان الكيزان ومشروعهم يجب ان يهزموا لينفتح افق لبناء الدولة ، لكن الكيزان وغيرهم دولتهم هي القائمة الآن ولا توجد مشكلة في الحفاظ عليها لأن ضياعها سيفتح أبواب الخطر ليس من حميدتي وحده ولكن من آخرين أيضا ، فاذا لم تستطع الصفوة احتمال حميدتي ابن ثقافتها العربية الإسلامية لا اعتقد ان لديها ولو مجرد احتمال لقبول عبد العزيز الحلو او عبد الواحد او مني اركو مناوي ! ولنختبر ذلك حين غياب برهان او القبض عليه او موته وتحول مالك عقار لرئيس للدولة وليس ذلك ببعيد.

    الورطة كبيرة لكن حلها ليس في مساندة الجيش او الدعم السريع ، الحرب حلها في التفكير في أسباب الحروب والتي هي واضحة للجميع وقال حميدتي قبل فترة ( الشنلاقي ما خلى عميان) ربما لم يستوعب الناس المعنى والشنلاقي هو طبيب عيون بلدي يعالج العميانيين في قرى وارياف دارفور ، والمعنى اننا جميعنا فتحنا ولذلك فليتوقف الناس عن التعامل مع الآخرين بالذاكرة القديمة .
    طيب نفذ قرار حل الدعم السريع بالطريقة التي نادى بها الناس فماذا كانت النتيجة هل تم الحل وسلم جنود الدعم السريع أسلحتهم وسياراتهم وغادروا ام تحولت البلاد الى رماد ؟ هذا ما كنا نعمل ليل نهار لتفاديه ونتحدث مع الناس من اجل إيجاد حلول مقبولة وممكنة والامر ليس ركوب رأس.
    القتل والابادة لقوات الدعم السريع في قلب الخرطوم ام الأفضل العمل على بناء الجيش المهني الواحد المتنوع وغير المحزّب ؟ وحين قدمت ورقة الدعم السريع في ورشة الإصلاح الأمني والعسكري وخاطبت المشكلة في بعدها الحقيقي وكيفية بناء ذلك الجيش وشروط الإصلاح المطلوبة بما في ذلك شروط دخول الكلية الحربية (عشان ما يجي زول تاني يقول فريق خلا ) وهل كانت هنالك فرصة لأمثال حميدتي للوصول لبوابات تلك الرتب غير الخلاء والدواس وهل أبواب الكلية مشرعة ومفتوحة ليتخرج منها كل الناس ؟ تلك الورقة هيّجت الجيش وداعميه على الدعم السريع وقيادته فالحديث عن قيادة الجيش وضرورة ان تعكس التنوع السوداني من المحرمات التي لا يجب الحديث عنها وذلك ما عرضته الورقة بكل وضوح وانسحب ممثلي الجيش قبل الوصول للتوصيات النهائية لأن الكلام دخل الحوش.

    وقرأت مقالا للواثق كمير من منفاه يكتب عن ان الدمج وموضوع القيادة الموحدة هو سبب الحرب وكلام كتير ليبرر انحيازه للجيش والكيزان مستشهداً بعبد الله على إبراهيم في ان العداء للكيزان مجرد لوثة حتى وان حملوا أسلحتهم وقاتلو ونشروا قناصتهم لقتل الدعم السريع فهم يحمون الدولة والمشكلة وين ؟ ولكن سأعود للكتابة المفصلة عن ذلك في وقت آخر والامر لا علاقة له بالدمج فذلك امر تم الاتفاق عليه وتوقيعه من القائد العام للجيش وقائد الدعم السريع والقوى المدنية الموقعة على الاتفاق الاطاري وموضوع ان يكون رأس الدولة هو القائد الأعلى لقوات الدعم السريع يتطابق مع نصوص قانون قوات الدعم السريع ولا خلاف عليه وتم النص عليه في الدستور الانتقالي الذي صاغته لجنة المحامين ووقع عليه البرهان وحميدتي يوم 23 أكتوبر 2022 بحضور القوى المدنية وأيضا تم التوقيع على ورقة عرفت بورقة الإصلاح والدمج والتحديث يوم 15 مارس 2023
    يبدو ان الديمقراطية وشعاراتها لم تعد هدفا وان الحفاظ على الدولة حتى وان كانت تحت حكم الكيزان هو الأهم، نحن صدقنا وبذلنا جهدنا خلال عامين للعودة الى مسار التحول الديمقراطي منذ إعادة حمدوك بعد انقلاب 25 أكتوبر 2022وحتى توقيع الاتفاق الاطاري يوم 5 ديسمبر كل ذلك الجهد ليس مطلوباً وديمقراطية بجيبها حميدتي وقواته غير مرغوب فيها فقط العسكر للثكنات والجنجويد ينحل بالقتل بالطرد فهؤلاء التتار الجدد كما قرأت في نعتهم يعكرون مزاج الصفوة بأغاني أم ردس واهازيجهم التي تحتاج لترجمة.

    خلاصة القول :
    اكتب هذا ليس لإدانة شخص ولا للتعميم فوسط هذه الازمة هنالك الكثيرون الذين يقفون مع خيارات الشعب السوداني ومع بناء دولة المواطنية والعدالة ولا اتهم اتجاه جغرافي ففي شوارع الخرطوم يقاتل كل السودان عكس ما يتم تصويره ان هؤلاء من دارفور وبدو صحراء قادمين من بعيد وعابرين للحدود كما كتب عنهم الليبرالي او الذي لا اعرف اتجاهه الان عادل عبد العاطي في مقال هزيل وسطحي يصف بدو الصحراء بأنهم متاثرين بفكر القذافي ومعهم مرتزقة عابرين للحدود في تطابق فج مع خطاب الكيزان حلفاءه الجدد ، وان قناعتي ان هذه الدولة الوطنية التي تجمع السودانيين وتتوقف فيها أصوات الدانات وتتحاور فيها الثقافات المتعددة في جو ديمقراطي يساهم في بنائها أبناء السودان جميعهم في الغرب في الشرق والشمال وفي الجنوب الجديد وفي الوسط وفي كل شبر من هذه البلاد ، الشباب الذين يقاتلون في شوارع الخرطوم اليوم ربما يمثل القادمين فيهم من دارفور ومن البوادي 40% وباقيهم من كل السودان شماله وجنوبه وشرقه وحتى الخرطوم وان كان قائدهم حميدتي من دارفور ويتم تنميطه في القبيلة والجغرافيا فهو لا ينظر لنفسه في هذا الإطار وقد عبر عن ذلك منذ وقت بعيد وهم مؤمنين بما يقاتلون من اجله وجميعهم ومنذ انحيازهم للثورة في 2019 يتلقون تنوير مستمر عن الموقف من التحول الديمقراطي والدولة المدنية ولذلك تجدهم يعرفون جيداً من يقاتلون ومن يقف في طريق تلك الدولة وبمستجدات الحرب أصبحت القناعة الراسخة لديهم هو بناء دولة تسع الجميع فعلاً لا قولاً دولة تحترم شعبها ان جاؤوا من الصحراء او من طين النيل الأزرق او من جبال الشرق او رمال الشمال. بدون تلك الدولة المختلفة تماماً عن الدولة التي يريد الناس الحفاظ عليها وعلى أجهزتها بدون تلك الدولة لا يوجد شي يماسك السودان او يغري بالبقاء ضمن حدوده ، ولا اعتقد ان هنالك عاقل يتحالف لحماية الدولة القديمة يحاول استجداء تحالفات جديدة مع ضحايا عنف ذات الدولة لتظل الدولة بذات النهج لأن ما يحدث اليوم فتح عيون الجميع على ان أي تحالف نهايته هي التي يواجهها شباب الدعم السريع في الاعلام وفي الأرض . حين تقول سارة فاروق كدودة ابنة المناضل فاروق كدودة ابن الشرق في صفحتها ( بقيت افرح بظهور البرهان ، حاجات وهمية خلاص ) فذلك هو انكسار الحلم التقدمي الذي زرع في الأجيال الجديدة ثم تخاذل عنه أمثال عبد الله علي إبراهيم ومحمد جلال هاشم والواثق كمير واخرين كثر عندما رأوا بأم اعينهم الدانات في الخرطوم والطائرات والجثث ملقاة على الشوارع وتلك نتيجة حتمية للصمت على جرائم الدولة والهروب من مواجهة عنفها تجاه المجتمعات السودانية في الأطراف او ما يعرف بالهامش ، التنظير للثورة وتحطيم جهاز الدولة الاستعماري يريده محمد جلال هاشم في الخطب في المنابر التي تمنحه صفات المثقف الثائر ويحقق ذلك مكاسب معنوية جمة ويلقبه البعض (بأب زرد) ولكن هل تخيل محمد جلال الكيفية التي يتم بها تحطيم جهاز الدولة ام هو متفاجئ ، وهل له مصلحة فعلية في تحطيم جهاز الدولة التي صنعته ومنحته الألقاب واجلسته في المنابر وباسم الثورة والعدالة والرفض حاز على مكاسبه الاجتماعية ويرى في الجنجويد خطر يهدد موقعه المعارض داخل منظومة الدولة ، ومن له مصلحة في تحطيم جهاز الدولة ؟ هل سيقوم المستفيدين من هذه الدولة بتحطيمها ام المكتوين بنارها والمقصيين والمقتولين والمقاتلين لحاميتها ؟ يحدث الآن حل الجنجويد وحل الدولة وحل كل شيء فهل هنالك إمكانية وشجاعة للاعتراف بالأزمة حتى يجلس الجميع بتواضع لحل سياسي يمنح الشعب السوداني فرصة لحياة آمنة ومستقرة؟

    من هم الجنجويد؟
    لم يكن لعرب دارفور مشكلة مع جيرانهم ومع أهل دارفور عامة وعاشوا منذ دخولهم من شمال افريقيا كبدو ضمن النسيج الاجتماعي لدارفور يمارسون حياتهم البدوية ينشقون خريفاً لما بعد وادي الهور ويلتقون هناك مع المرحال الصبحاني القادم من شمال كردفان ويعودون في الصيف الى الصعيد في رحلة معروفة ولديهم مسارات مفتوحة تمر بكل الحواكير ولديهم علاقاتهم مع كل القرى التي يمرون بها ومواسم نزولهم من دار الريح تكون بمواقيت معلومة مرتبطة بما يعرف بالطليق وهو ما بعد الحصاد وكانوا جزءا من سلطنة دارفور لسبعة قرون عاشوها في سلام وامان وتسامح تزاوج نظارهم مع كل الاسر الإدارية في دارفور وكانوا عائشين في تسامح مع الآخرين يحتفظون بثقافتهم العربية البدوية وبرقصاتهم واشعارهم وسباقات هجنهم في أمان الله لا يستعلون على شخص ولا ينظرون الى عروبتهم بأنها ميزة فوق الآخرين ، متسامحين مع ذواتهم ويخضعون لسطلة السلطان الذي هو من الفور ولأي إدارة أهلية يمرون بها في ترحالهم وفق اعراف موروثة. لكن الذي حدث الجفاف والتصحر في بداية الثمانينات واحدث حروبات عادية بين الراعي والمزارع لأن مساحات الرعي ضاقت وهذا شي طبيعي ممكن اكثر دراسة سودانية تناولت أسباب الحرب في دارفور كتاب الدكتور محمد سليمان (السودان صراع الموارد والهوية ) الذي تناول فعلا تناول حقيقة الصراع كصراع موارد مرتبط بالتغير المناخي والجفاف.
    ولكن الذي ليس طبيعياً اثناء هذه الظروف البيئية التي انتجت حروبات قبلية هنا وهناك وكان حلها يتطلب معالجة مشاكل المياه في الشمال ، جاءت الدولة بمشروعها غريب اسملة وتعريب وشعارات تسعى لمحو ثقافات الآخرين واستعرابهم بالقوة وفرض ثقافة جديدة عليهم وطبيعي ان يقاوم الناس ذلك فأهل دارفور مسلمين قبل انضمامهم للسودان واللغة العربية هي اللغة الرسمية لسلطنة دارفور منذ نشأتها فما هو الإسلام الجديد والعروبة التي تريد سلطة الخرطوم فرضها على الناس ؟ بدأت الحروب ولجأت الدولة لهذا المخزون البدوي الأكثر تهميشاً لاستغلاله في مواجهة المكونات التي تعايشنا معها قرون وايضاً خطأ حركات المقاومة المركزي انها اثتثنت هذا المكون العربي البدوي الافريقي فالعرب في افريقيا هم افارقة مثلهم مثل المكونات الافريقية الاخرى اذا جوهر الموضوع هو بناء دولة التعدد إلا ان حركات المقاومة تبنت شعارات افريقانية متطرفة في بداية انطلاقها كرد فعل لبرنامج السلطة الإسلامي العروبي المتطرف هو الآخر ، السلطة هي التي جيشت وصرفت المليارات وكان عوض ابن عوف الذي لاحقاً اصبح رئيس ليوم واحد وقتها قائدا للاستخبارات بالقوات المسلحة وهو المشرف على القيادة بينما الاستقطاب متروك لموسى هلال وامثاله مقابل المال على كل رأس وادخلوا في راس هؤلاء البدو البسطاء انهم جزء من الدولة العربية ولابد من حمايتها من المد الافريقياني وهكذا ربطوا البدو البعيدين كل البعد عن الدولة وحمايتها بمشروع احرق البلاد وخلق شرخاً سيأخذ اهل دارفور عقود لاصلاحه ومعظم الكتاب ينظرون للصراع في دارفور بأنه قبلي ويتحاشون ذكر دور الدولة والجيش لتحويل الصراعات البسيطة الى صراعات ذات بعد اكبر.
    وحتى كتاب سليمان حامد القيادي الشيوعي الذي صدر في بداية حرب دارفور معنون ب (دارفور وضع النقاط على الحروف) وهو عنوان في حد ذاته مشكلة فنصب سليمان نفسه ان لديه القول الفصل كان كتاب فضيحة وكشف لي مدى عدم معرفة الصفوة بالسودان وبدارفور وكان منشوراً ليس فيه أي حرف مفيد دعك من النقاط واذكر ناقشت العم التجاني الطيب له الرحمة حول جهل سليمان حامد بدارفور وهو في قايدة الحزب الشيوعي قال لي ( لا سليمان وصل لحدي نيالا بنفسه !) وذلك كشف لي ان حتى التجاني يرى ان الوصول لنيالا كافي ان يفهم الشخص دارفور وتعقيداتها ولكن يحمد ذلك الجهد بغض النظر عن فائدته ويلفت ان هنالك اهتمام بما يجري هناك.

    مشروع الجبهة الإسلامية وهي في السلطة لا يختلف عن المشاريع التي قبلها.، الفرق ان الجبهة الإسلامية كانت واضحة ولا تغلف مشروعها بعبارات ولغة منمقة وارادت فرضه بقوة السلاح وسلاح منو ما هو سلاح الجيش ذاته الذي استخدمته جميع السلطات المتعاقبة .
    قبل الجبهة الإسلامية كنا مجرد مخزن للأصوات لحزب الأمة الذي يتشدق مبارك الفاضل انه ما زالت لديه عضوية داخل الدعم السريع تمده بالمعلومات وتؤكد له موت حميدتي !! مبارك الذي عليه إزالة اسم المهدي من اسمه ، لأننا نحن أولاد انصار ونحترم المهدي الامام لأن أهلنا كانوا يقدسونه ولكن لا اظن ان لمبارك ذكر في السنة هؤلاء الشباب ولا مستقبل له في دارفور فحينما كانت ذات الطائرات التي تضرب شباب الدعم السريع منذ 15 ابريل وحتى كتابة هذا المقال، تدك قرى دارفور كان مبارك ربيباً للبشير وعوض الجاز ويبحث عن الاستوزار والمال وهو الذي لم ينتصر في أي معركة من اجل الشعب السوداني منذ صباه وحتى كهولته الراهنة ، ولا يحمل مشروعاً سياسياً غير مصالحه مستقلا اسم المهدي كعلامة للبزنس السياسي.

    ان استخدام هؤلاء البدو كأدوات ورميهم غير ممكن مرة أخرى هم وخلفهم بواديهم وقراهم في الصعيد وفي سنار والنيل الأزرق وجبال الشرق سيكونون جزءاً من مستقبل هذه البلاد اذا قدر لها ان لا تنهار ، وعلى الجميع أن يبتعلوا هذه الحقيقة مهما كانت مرة ومزعجة لأن هذا هو الواقع وهم ما مقطوعين من شجرة ويمثلون حواضن اكثر عددا من غيرهم ولا يخشون الخيار الديمقراطي الذي بالتأكيد سيفرز أيضا سلطة مختلفة لأن أي ديمقراطية قادمة سيخوضونها اصالة ويطرحون برنامجهم ويتحالفون مع من يلتقي معهم من النادي القديم او القوة الجديدة وليس أصوات يأت بها مبارك الفاضل او غيره مرة أخرى للسلطة محمولاً الى كراسي الوزارات على اكتاف قواعدهم افقد انتهى ذلك الزمن.

    ختاماً هذه كتابة او تداعي وستتبعها كتابة أخرى متى ما توفر الوقت عن ما جرى ويجري وسأكتب كفاعل في الاحداث وممثل لقائد قوات الدعم السريع في العملية السياسية منذ ان بدأت بالاجتماعات الخاصة وحتى وصولنا للحرب يوم 15 ابريل وتلك كتابة توثيقية ربما تكون اكثر دقة من هذه ، ومع كل أصوات الرصاص نقول ان ثمة حلم بوطن على الذين يؤمنون به ان لا تخذلهم الجغرافيا او محاولات الحفاظ على الدولة القديمة والحرب سيئة وليست خياراً ولكن يمكن تحويل مأساتها لبناء مستقبل وامامنا روندا كأقرب نموذج خرجت من الإبادة لتكون من اقوى الدول في المنطقة فلماذا لا نصنع نحن تاريخ جديد لبلادنا؟.






                  

06-09-2023, 11:46 AM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 8139

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين الثورة السكين جنجويد! بقلم يوسف عزت (Re: زهير ابو الزهراء)



    عند ما وجدت هذه المقالة وددت لو كان الرجل علي تواصل معنا لازال عضوا في المنبرلكي نتتناقش ونقدم طرحنا ونقول راينا في طرحه ولكي يعلم ليس للمليشات فكر أو ممارسة أنسانية جديرة بالاحترام تعالوا نفكك هذ الكتابة التوثقية الني هي مرافعة تبرر خط الدعم السريع وتجريم للمثقفين من أهل الوسط والشمال وباسماء ذات مواقف حتي الشارع الان لا يثق فيهم أجمعين
    أنها ممارسة التدليس السياسي والترفع عنا والمكابرة والتبعاد عن قيم أهل السودان بأعذر أري أنها منتهي السطحية والخبث والحقد وأقول أن الحميع مشارك في جرائم الدولة والمثقفين هم من جعل العسكر علي راس السلطة في حقبة مايو والانقاذ بل جعلوا مسألة وجود عناصر للاحزاب داخل الجيش ذات أهمية قصوي وأهم من جماهيرية الحزب وسط الشعب
    سعادة المستشار أننا كشعب السوداني وجمهرة بسيطة من المثقفاتية الاحرار نشكرك علي هذه الكتابة التي سوف تكون من وثائق الحرب المهمة ونتظر ما سوف يرد منك وأيضا علني أجد الوقت للرد عليك ومناظرة أفكارك لكي نكشف معا سقوط المثقف في الولاء القبلي وأنهزام المعرفة أمام المال والمناصب ودعمة العيش أن ألعن ما فينا كمثقفين نبيع أنفسنا بارخص ما يكون من عرض الدنيا

    ولي عودة

    (عدل بواسطة زهير ابو الزهراء on 06-09-2023, 11:50 AM)

                  

06-09-2023, 12:25 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27593

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين الثورة السكين جنجويد! بقلم يوسف عزت (Re: زهير ابو الزهراء)


    Quote: مقولة الحفاظ على الدولة يرددها اليسار واليمين اذا فعلا لدينا يمين ويسار في هذه البلاد لأن ما اراه كل هذه المسميات يمين ويسار وغيرها هي من جملة الأوهام التي يتم تصديرها لأمثالنا

    أرقع يا عزت .. لقد تشابهت البقر ..!

    بريمة
                  

06-09-2023, 01:07 PM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين الثورة السكين جنجويد! بقلم يوسف عزت (Re: Biraima M Adam)

    الجنجويدي عزت الماهري يجهز في بدلة المرحلة القادمة سؤالين من أين لك هذا ( ورثة جدك ولا دهب المعز قلت لي قالوا ليك دايرين ٧ الف دولار انت بقيت أمين خزنة ) والسؤال التاني المرقك من السودان لجولاتكم المكوكية منو وبي وين وبي شنو) the money trail البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير يا جنجاوي
                  

06-09-2023, 01:41 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27593

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين الثورة السكين جنجويد! بقلم يوسف عزت (Re: muntasir)

    منتصر،
    يبدو لي أن كلام عزّت بخصوص إيهاب عدلان .. لم يقع ليك! .. إيهاب يريد أن يقحم الدعم السريع في الفساد وشراء الذمم .. وهو يحاول التأكد من ذلك بنفسه .. وهذا ما فهمه عزّت وهو صائب.
    قمع إيهاب قمع مرير ..

    لكن النقد الجد جد وقع علي حفيد الإمام مبارك الفاضل، ود. عبد الله علي إبراهيم ود. محمد جلال هاشم والأخ عادل عبد العاطي .. نقد نقد بفهم.

    بريمة
                  

06-09-2023, 04:45 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين الثورة السكين جنجويد! بقلم يوسف عزت (Re: Biraima M Adam)

    Quote: ويقول لك بعضهم نرفض حميدتي لتاريخه في دارفور، من الذي يعرف حميدتي وتاريخه ومن الذي يعرف ما جرى في دارفور او مهتم بأن يعرف؟ لماذا لم يتم رفض برهان وهو الذي عمل منذ ان كان ملازم اول في وسط دارفور حتى اصبح قائداً للمنطقة وقاد العمليات ونزّح اكثر من 750 الف من قراهم إلى ان صار معتمدا لنيرتتي في قمة جبل مرة ويقول البعض انه قال قولته الشهيرة (أنا رب الفور) من ذهب ليرى كيف يعيش الناس في معسكرات اللاجئين بشرق تشاد ومعسكرات النازحين في الداخل وللاستماع لروايتهم عن الحرب؟.



    الجنجويدي البراغماتي
    إنت دخلت الجامعة بالبخرات؟
    كل مقالك أخطاء إملائية ونحوية كيف يفهم القارئ الفاعل من المفعول ههنا؟
    كان ينبغي أن بدل قفزتك من حميدتي إلى البرهان -العضيرة- أن تطرح لنا برنامجكم القرشي الذي بدل أن يكون رؤية لحل المشكل سودانيا أصبح غزوا خاجيا للسودان!
    الجنوب انفضل مالك وماله, أنت واحد من حاملي أفكار ذبح ( الجانقي!) دي مش عبارتكم الراكزة, شوفوا عديم المنطق كيف يدير اللعب على مظالم الجنوب
    أها الزرقة الاغتصبتوهم ديل وما زلتم مصرين على إحلال الأغراب مكانهم دي صنيعكم براكم ولا صنيع الجلابة؟

    طيب عندكم تار مع الجلابة استغلوكم في حروب لا تخصكم وحملوكم ذنب الدنيا والآخرة
    والله لا تنجو منها إلا أذا كانت لا توجد قيامة ! وشغالين حاليا في الخرطوم تدمير ونهب أموال واغتصابات ودمار شاملة ,
    دار فور حارقنها تزامنا لشنو؟؟
                  

06-09-2023, 05:04 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين الثورة السكين جنجويد! بقلم يوسف عزت (Re: آدم صيام)

    Quote: نرفض حميدتي


    هذه كلمة مفتاحية لسبر عقدة الجنجويد (رفض حميدتي!)
    وغالبا هي سبب شروعه في الحرب, شعر أنه ضئيلا وهو الذي ملك الدنيا على غفلة وباع المعارضين بدولاراته في جوبا وفي نداء الوطن وغيرها!
    والله حميدتي الجهلول لا يقبل به حتى الرزيقات الشرفاء
    إلا الإمارات سيدتكم ومستعبدتكم تستخدمكم وستلفظكم كقشر الليمون أيتها المرتزقة وتستولي على أرصدتكم المنهوبة!
    لقد ذكرها حميدتي في فيديو له بكل غضب بقوله, في مجموعة رفضت الجلوس معه !

    استمروا! عقدة القتل ستلاحقهم يا أيتها الجناكزة

                  

06-09-2023, 07:00 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 8139

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين الثورة السكين جنجويد! بقلم يوسف عزت (Re: آدم صيام)

    كتب/ حمور زيادة

    كتب المستشار السياسي لحميدتي، السيد عزت الماهري، مقالاً طويلاً يجمع بين المنافستو واللوم. كما انه خلط في تقديري بين اشياء صحيحة وفي مكانها، واشياء صحيحة وضعت في غير مكانها عنوة للوصول الى خلاصات خاطئة، واشياء ليست صحيحة، وتعمد "لولوة" بعض الاشياء هرباً من تحميل مليشيا الجنجويد مسئولية جرائهما سابقاً في دارفور ولاحقاً في الخرطوم منذ انتفاضة سبتمبر.
    للاسف يكشف هذا المقال ان المستشار السياسي لحميدتي "يخوض حربه الخاصة"، مثلما يفعل معلقو مواقع التواصل الاجتماعي.
    فكل تهويمات دولة ٥٦، وعنف الدولة، والتهميش، هذه كلها لم تكن اجندة الدعم السريع حين نشأ. فقد كان الدعم السريع هو اداة الدولة في عنفها وفي تمرير تهميشها. لم ينشأ الجنجويد كحركة مقاومة، انما كاداة قمع. و"عنف الدولة" الذي ادعى حميدتي في اخر خطبه انه ضحية له، كان ينفذ بيد حميدتي ومليشياته. فلا يليق دفن هذا تحت رمال اسئلة الهوية والتنمية والمساواة. ولا يخوض الجنجويد حرب الخرطوم من أجل ما يتحدث عنه السيد عزت الماهري. انما تلك محاولات متأخرة لأدلجة عملية صراع بربري على السلطة ينتهج التخريب والتدمير وسياسة الارض المحروقة كما ظل الجيش والجنجويد ينتهجانها سوياً في الاطراف.
    مقال الماهري طويل، ولا يمكن التعليق عليه كله في عجالات الفيس بوك. لذلك اضعه في التعليقات للإطلاع عليه مكتفياً بهذا الانطباع الأولي الى حين.
                  

06-10-2023, 12:17 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين الثورة السكين جنجويد! بقلم يوسف عزت (Re: زهير ابو الزهراء)
                  

06-10-2023, 11:13 PM

محمد صديق عبد الله
<aمحمد صديق عبد الله
تاريخ التسجيل: 09-05-2017
مجموع المشاركات: 1547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين الثورة السكين جنجويد! بقلم يوسف عزت (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: منتصر،
    يبدو لي أن كلام عزّت بخصوص إيهاب عدلان .. لم يقع ليك! .. إيهاب يريد أن يقحم الدعم السريع في الفساد وشراء الذمم .. وهو يحاول التأكد من ذلك بنفسه .. وهذا ما فهمه عزّت وهو صائب.
    قمع إيهاب قمع مرير ..

    سلام يا بريمة. عساك بخير.

    يعني عزت الماهري عايز يقول إنهم ما بيشتروا الذمم؟

    أنا شخصيًا الجنجويد اتواصلوا معاي عبر دكتورة ما بعرفها جابت رقم موبايلي من زميلة. المهم الدكتورة اتكلمت معاي قرابة ساعة وما أدّتني حتى فرصة أردَ عليها وطافت في مواضيع كتيرة. المهم في النهاية دخلت في موضوع محاربة الهجرة غير الشرعية من إفريقيا، ولما عرفت اتجاه الكلام ماشي على وين فتحت الـspeaker عشان زوجتي تسمع وهمست ليها بأنه كلام الدكتورة ماشي في اتجاه الجنجويد. المهم، طوالي قلت ليها با دكتورة بصراحة وبدون لف ودوران هل الموضوع ده ليهو علاقة بحميدتي؟ ما نكرت وبدأت تشكّر في حميدتي وقالت فيه ما لم يقله مالك في الخمر. المهم، بدون ما أدخل في تفاصيل ما دار بيننا، هي شرحت لي برنامج طويل بيشارك فيهو مجموعة كبيرة من الاختصاصيين في مجالات كتيرة وذكرت بعض الشخصيات اللي بعرفها قالت لي ديل حا يكونوا معانا في البرنامج وحدَّدت بالصيط مقرّ العمل في الخرطوم. ده كله وزوجتي تسمع وهي منزعجة مما تسمع. في نهاية الأمر اعتذرت ليها بأني مشغول وما حا أقدر أشارك ولو لقيت وقت مستقبلاً بكلّمك بس من باب اللياقة.

                  

06-11-2023, 08:47 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27593

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين الثورة السكين جنجويد! بقلم يوسف عزت (Re: محمد صديق عبد الله)

    د. محمد صديق
    سلام

    أنا أفتكرت ما حدث لك هو طبق ما حدث لعزّت الماهري من قبل إيهاب، أنت الدكتورة حاولت إستدارجك وإيهاب حاول إستدارج عزّت .. الأختلاف، نحن نعرف إيهاب ومنطلقاته، لكنك يبدو لم تتعرّف علي الدكتورة التى أتصلت بك في تلك اللحظة. وأنا متأكد أنك تكون عدت لزميلتك لتعرف كل الحقيقة عن الشخصية التى أتصلت بك. واضح أن هناك جهة تريد معرفة رأيك في الدعم السريع وأنت أعطيتهم حقيقة موقفك .. لكن الخلاصة أن تلك الجهة هى الدعم السريع تحتاج منك لبحث أوفي ..

    نعود للموضوع هل الدعم السريع يبيع الذمم، أنا لا أدري لكن الواضح الدعم يبحث عن كفاءات تنتسب إليه ومحاولتهم معك تندرج في هذا الأطار ..

    بالرجوع للموضوع المطروح للنقاش، لو تجاوزنا مسألة تسويق الدعم السريع، نجد عزّت خاطب جذور المشكلة .. وخاطب المثقف في جغرافية الوسط النيلي بعدة وجوه ولكنه لم ينقطع عن ذات المثقف، فهو يري دور إيجابي يجب أن يلعبه المثقف النيلي. المقال محتاج لأكثر من قراءة.

    بريمة
                  

06-11-2023, 09:28 AM

محمد صديق عبد الله
<aمحمد صديق عبد الله
تاريخ التسجيل: 09-05-2017
مجموع المشاركات: 1547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين الثورة السكين جنجويد! بقلم يوسف عزت (Re: Biraima M Adam)

    أنا ما كنت بعرف الدكتورة قبل أول مكالمة معاها لكنها عرّفت نفسها وطلع في أصدقاء مشتركين.

    أرجح انه استدراح وليس الاستعانة بكفاءة يا بريمة لأنه ببساطة أنا ما عندي حاجة خاصة أقدّمها للدعم السريع ما ممكن يقدّمها غيري أو يقدّمها بصورة أفضل.

    موقفي المعادي للدعم السريع وحميدتي شخصيًا واضح من زمان، وده ممكن يكون سبب للاستدراج لماّ تربطه بأني كنت في فترة من الفترات شغال في مجال الإعلام العربي. من الطبيعي أنه أول الفئات وأهمها للاستهداف والاستدراج هم الإعلاميون وموظفو المنظمات الدولية.

    اما حميدتي، فكما قلتُ من قبل من أكبر مصايبه هي سوء اختيار مستشاريه اللي غطسوا حجره في النهاية. هسي عزت الماهري ده شِن طعمه وشِن خبرته عشان يمثّل حميدتي في مرحلة حساسة زي دي؟ كل مؤهلاته أنه قريب حميدتي أو من قبيلته ودرس معاهو في فصل واحد في الابتدائية. عزت زي ما قال منتصر بيجهز نفسه لمرحلة ما بعد حميدتي زي جماعة في المنبر ده من الواضح اتهم برضو بدأوا يمهّدوا للقفز من السفينة الغارقة.

                  

06-11-2023, 06:42 PM

محمد صديق عبد الله
<aمحمد صديق عبد الله
تاريخ التسجيل: 09-05-2017
مجموع المشاركات: 1547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين الثورة السكين جنجويد! بقلم يوسف عزت (Re: محمد صديق عبد الله)

    اتهم عزت الماهري خالد الإعيسر في لقاء قبل قليل على قناة "الحدث" بأنه طلب منه أن يجد له وظيفة في الإمارات، والإعيسر أقسم مرات عدة بأن الماهري كذَّاب.

    اتهم الماهري الإعيسر بأنه من الفلول ويتقاضى أموالاً من الكيزان ليكون لهم بوقًا في الإعلام.

    اتهم الإعيسر الماهري بأنه عمل مع الإسلاميين ومع صلاح قوش تحديدًا (ويُفهم من ذلك أنه كان تعاونًا مقابل المال).

    اضطرت المذيعة إلى أن تنهي اللقاء لأنه تحوَّل إلى اتهامات وإساءات شخصية متبادلة.

    وراحت مشكلة السودان شمار في مرقة.

    هذا هو أُس بلاء السياسيين في السودان كما عبَّرنا عنه بُعيْد الثورة:

                  

06-11-2023, 07:09 PM

محمد صديق عبد الله
<aمحمد صديق عبد الله
تاريخ التسجيل: 09-05-2017
مجموع المشاركات: 1547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين الثورة السكين جنجويد! بقلم يوسف عزت (Re: محمد صديق عبد الله)

    Quote:
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de