جولات مالك عقار هدفها الإيحاء بوجود تحركات سياسية إقليمية تبرهن على أن البرهان لديه قدرة على تكوين علاقات مع دول عدة وليس منبوذا. الخميس 2023/06/08
مالك عقار يفتقر إلى القدرات الدبلوماسية والتفاوضية الخرطوم-
أشارت تقارير سودانية الأربعاء إلى أن نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان مالك عقار يزور إثيوبيا للقاء رئيس الوزراء آبي أحمد ومناقشة آلية الإسراع بوقف الحرب للتعرف على موقف أديس أبابا التي لديها علاقات جيدة مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وقام عقار، الذي تولى منصبه الجديد كنائب لرئيس مجلس السيادة مؤخرا خلفا للفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بزيارات مماثلة إلى جنوب السودان وأوغندا وكينيا، بما يشي أن اختياره لهذا المنصب تم بهدف ترويجه كمبعوث رئاسي لاستكشاف مواقف الدول المجاورة من الحرب.
جاءت الزيارات عقب جولة قام بها يوسف عزت المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع إلى دول الجوار، ولذلك بدا عقار كأنه مكلف بتتبع تحركات قوات الدعم السريع التي نجحت في نسج علاقات قوية مع دول الجوار بعد سقوط نظام عمر حسن البشير.
صلاح الدين الدومة: زيارة عقار إلى دول الجوار لا تحمل أفكارا واضحة صلاح الدين الدومة: زيارة عقار إلى دول الجوار لا تحمل أفكارا واضحة وقالت مصادر سودانية إن جولات مالك عقار لن تأتي بجديد، والهدف منها الإيحاء بوجود تحركات سياسية إقليمية تبرهن على أن رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش، الفريق أول عبدالفتاح البرهان لديه قدرة على تكوين علاقات مع دول عدة وليس منبوذا.
وأضافت المصادر ذاتها لـ”العرب” أن البرهان يبني حساباته على إمكانية وجود وساطة أفريقية مدعومة من أديس أبابا التي يتواجد فيها مقر الاتحاد الأفريقي وتشكل عضوا فاعلاً في رسم توجهاته والضغط على أحد الطرفين المتصارعين.
وتكمن مشكلة مالك عقار في أنه يفتقر إلى القدرات الدبلوماسية والتفاوضية، وكان تعيينه في منصبه محل استغراب دوائر عديدة تعرف إمكانياته السياسية، وقد يقتصر دوره على حمل رسائل يسعى البرهان لتوصيلها إلى دول مجاورة، وملاحقة تحركات المستشار السياسي لحميدتي.
وأطلع مالك عقار رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، الاثنين، على الوضع الأمني في السودان، ونتائج زيارته إلى كينيا وأوغندا، وتطرق إلى الحلول الأفريقية للصراع، ودعا لمواءمة مبادرات جدة والاتحاد الأفريقي وهيئة الإيغاد لوقف الحرب.
وكشف تعبير عقار، الرئيس الحالي للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، خلال لقائه مع سلفاكير أن الحرب الدائرة “لا معنى لها” عن غياب البوصلة السياسية، لأنه وجه انتقادات للجيش دون أن يقصد أنه يسعى للاستمرار في الحرب بلا فائدة.
وأوحت هذه المسألة بوجود حلقة مفقودة في الدور الذي يقوم به وما إذا كان معبراً عن توجهاته أم تصورات الجيش وقائده البرهان.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم صلاح الدين الدومة إن زيارات عقار إلى بعض دول الجوار “غير مثمرة سياسيا، ولا تحمل أفكارا محددة وواضحة يمكن النقاش حولها بشأن وقف الحرب وتسوية الصراع، وتعبّر جولاته عن أحد صور التلاعب التي اعتاد عليها تنظيم الإخوان للهروب من إنهاء الحرب واستخدامه كورقة للمزيد من التسويف دون التطرق إلى الهدف الأساسي المرتبط بوقف إطلاق النار”.
اقرأ أيضا: • حرب الخرطوم تطرح الأسئلة الصعبة أمام الجيش السوداني
وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن مجلس السيادة السوداني يوظف الظروف التي تُرغم جوبا وأديس أبابا ليكونا على الحياد لتعزيز التشارك السياسي معهما، لكن هناك قناعة بأن تحركات عقار تأتي من قبل فلول البشير المعروفين بـ”الكيزان” في السودان، إذ يهيمنون على مفاتيح القرار في الجيش الآن ويريدون إطالة أمد الصراع”.
وفسر متابعون تصريحات أطلقها البرهان قبل شهرين من اندلاع الحرب وغازل فيها أديس أبابا من بوابة سد النهضة حيث أكد أن السودان وإثيوبيا “متوافقان ومتفقان حول كافة قضايا السد”، بأنها جزء من محاولته لتحييدها ومنعها من دعم حميدتي سياسيا.
وعبّرت هذه التصريحات التي جاءت على هامش زيارة قام بها آبي أحمد إلى الخرطوم عن تحول مفاجئ في موقف البرهان الذي كان داعمًا للقاهرة وليس أديس أبابا.
ولدى رئيس مجلس السيادة قناعة بأن دول الجوار، خاصة إثيوبيا، تميل لصالح دعم قائد قوات الدعم السريع، وأن العمليات العسكرية التي قام بها الجيش في منطقة الفشقة على الحدود بين البلدين وانتهت بطرد عدد كبير من المزارعين والميليشيات الإثيوبية وسيطرته عليها خلق منغصات في علاقة أديس أبابا مع الجيش، عكس قوات الدعم السريع التي أيد قائدها حل مشكلات الحدود بالطرق السياسية.
وأشار المحلل السياسي الشفيع أديب إلى أن زيارات عقار ليس لها معنى أو أساس سياسي مع فقدان الهدف الحقيقي منها، ويغلب عليها “الشو الإعلامي” والتأكيد على أن هناك نشاطاً تمارسه أجهزة الدولة التنفيذية التي أضحت في شلل تام، لافتًا إلى أن الأزمة في السودان داخلية، ولن يكون لدول الجوار قدرة كبيرة على التدخل للحل.
الشفيع أديب: التحركات الإقليمية لعقار يغلب عليها الشو الإعلامي وذكر في تصريح لـ”العرب” أن التحركات الحالية تتماشى مع مواقف الخارجية السودانية التي رفضت زيارات المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع إلى دول الجوار وتهدف الخرطوم للإيحاء بأن مالك عقار هو الممثل الرسمي للدولة، غير أن ذلك لا ينفي حقيقة أن قوات الدعم السريع لديها أرضية سياسية وعلاقات قوية مع الجيران.
وقال أديب إنه من الصعوبة التعويل على الدول الأفريقية في التسوية أو إحداث توازن قوى مع طرف ضد الآخر، فهي تدرك عواقب انحيازاتها لأيّ من الطرفين، كما أن الوضع الراهن في حاجة إلى معادلة سياسية جديدة تختلف عن تلك التي كانت موجودة قبل الحرب، والحل يأتي عن طريق قوى إقليمية تملك قدرات تضغط بها على الطرفين.
وترعى السعودية والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين في مدينة جدة نجحت في الوصول إلى هدنة بين الجانبين، غير أنه تم تعليقها مطلع يونيو الجاري نتيجة “الانتهاكات الجسيمة والمتكررة” لوقف إطلاق النار المعلن، وبدأ الحديث يتزايد حول استئنافها مرة أخرى بعد مناشدات من الجيش لدولتي الوساطة.
واستمرت الاشتباكات بين الطرفين المتصارعين الأربعاء وقال شهود عيان إن مناطق جنوب أم درمان والخرطوم شهدت تحليق طائرات حربية وإطلاق نار من أسلحة ثقيلة، وزادت الاشتباكات من تردي الأوضاع الطبية في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، ما ينذر بأن الإقليم الذي شهد حربا أهلية من قبل قابل للاشتعال.
وقال سكان إن الجيش السوداني يقاتل دفاعا عن مجمّع صناعي عسكري يُعتقد أنه يحتوي على مخزونات كبيرة من الأسلحة والذخيرة في جنوب الخرطوم، بالقرب من مستودعات للوقود والغاز معرضة لخطر الانفجار كانت قوات الدعم السريع قد هاجمته.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست