بشرى الفاضل مصيبة! هبط جيش لا شعب له في أرض شعب لاجيش له، كان الظلام قد هبط مع هبوط الجيش. فقال الشعب: هذه أرضي، فأغرب عنها، وقال الجيش: لا بل سأحكمك فقال الشعب: أنا أحكم نفسي بنفسي. فقال الجيش: لا حكمك لنفسك سيؤدي لمفترق الطرق. واعتصم الشعب بحبل الوحدة ضد الغزاة. فرفع الجيش هراواته الغليظة وحارب الشعب الأعزل وحاربه وحاربه. واستبسل الشعب حتى استشهد آخر فرد فيه، وخلا للجيش الميدان. وتلفت قائد الجيش حواليه فلم يجد شعباً يحكمه. كانت الخيول المتعبة المستعبدة تنتظر دور المحكومين وصاح القائد في جنوده: أين ذهب الشعب؟ فأصابت الجنود المذهولون هاء السكت فسكتوا.
----- هذا النص نشر بالملحق الثقافي بصحيفة الأيام عام 1982 ضمن سلسلة هاء السكت ثم نشر في مجموعة حكاية البنت التي طارت عصافيرها عام 1990 و نشرته هنا في فيس بوك كلما استبدّت ببلادنا الخطوب واحتار الشعب في جلاديه.وقد ذكرني به حالياً الابن حمزة خليفة مع شكري له. لقد مرت على هذا النص أربعون سنة وما زال يستنطق حيرة الشعب إزاء أفاعيل الطغاة المستبدين من كل شاكلة ولون. لا للحرب.عاش الشعب وسيعيش وليسقط الطغاة المتآمرون وسيسقطون. بشرى الفاضل .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة