🔶️بخصوص دعوات التفاوض بين الجيش والدعم السريع خارج السودان.
إن المعلومة المؤكدة لدينا حتى الآن هي مبادرة (الإيقاد) والتي تنص على تمديد الهدنة ل ٧٢ ساعة وخلالها يرسل الطرفين مناديب الى جوبا، وهي بالنسبة لنا مبادرة جديدة و قد تكون أخف وطأة من الأخريات.
لأن هنالك تسريبات أن السعودية قدمت إقتراح للبرهان وحميدتي أن يسافروا الى الرياض، وانا صراحة لست متأكدا من هذه المعلومة، ولكن في الحالتين انا ارى أنه ان لم يجلس البرهان وحميدتي وجها لوجه لا أعتقد بعد كل الأوصاف التي وجهوها لعضهما البعض، فلن يكون هنالك حل سلمي.
تقرير فولكر أول امس الأول كان واضحا في إستنتاجه النهائي انه توصل الى قناعة تامة ان الجنرالين ليس لديهم الرغبة في الوصول الى حل سلمي او الجلوس للتفاوض، وهو بالنسبة لهم صراع صفري وكل منهم يريد إنهاء الآخر، أفتكر ان قراءة فولكر صحيحة.
المخيف هو أنه اذا صدقت التسريبات بخصوص استضافة السعودية للبرهان وحميدتي في الرياض او حتى مناديب لهم فأنا اخشى ان يتكرر سيناريو اليمن، فلقد فعلت السعودية ذلك مع اليمن من قبل ولم تنجح في ذلك ولازالت اليمن تنزف، عليه انا في اعتقادي انه من الافضل لنا اما ان ينتهي هذا الصراع الدموي بإنتصار أحد الطرفين أو ان تكون هناك مبادرة سودانية داخلية و لكن يجب ان تضع المبادرة مطلب وقف الحرب فورا بلا شروط، وأن تتضمن مطالبات قوى الثورة في الإعتبار.
القوى الثورية كلها لا تريد استمرار هذين الرجلين في قيادة القوات النظامية او أن يكون لهم اي دور في مستقبل التحول الديمقراطي أو السلطة الإنتقالية، لذلك يجب أن يكون هنالك مبادرة داخلية لإقناعهما بالتنحي فورا، ليس هم فقط بل هم واتباعهم (حميدتي و قياداته على رأسها عبد الرحيم دقلو والبرهان ومعه بقية اللجنة الأمنية، وكل بقايا نظام الحركة الاسلامية).
افتكر ان هذا هوالحل الوحيد الذي يمكن أن يضعنا في العتبة الصحيحة لحل أزمة السودان، غير ذلك سندور في حلقة مفرغة وازمة السودان لن تحل في القريب العاجل.
ان الجيش السوداني بما يمتلك من أفضلية على الدعم السريع في المعدات، التدريب والإنضباط وكذلك في سلاح الجو والمدرعات الثقيلة، يعتقد انه في موقف قوة لذلك لا أعتقد ان البرهان سيكون الان مرحب بأي تفاوض حتى يحسن موقفه الميداني، انا اعتقد ان البرهان يريد ان يهزم حميدتي هذيمة قاسية و يجعله في اضعف حالاته، ثم بعد ذلك يمكن ان يجلس معه ليتفاوض، وطبعا الأجندة المتوقعة كما اعلن البرهان بصفته رئيس "مجلس السيادة" والقائد العام للجيش قد اصدر قرارا بحل الدعم السريع.
إن اعتماد حميدتي على قرار تكوين قانون الدعم السريع في المجلس الوطني في عهد نظام البشير في ٢٠١٧، ليبطل قرار البرهان، فهو كلام غير منطقي، لان كل ما تم قبل 11 ابريل 2019 قد سقط بشرعية الثورة وليس لها معنى، وهذه واحدة من الأخطاء التي اركبها المدنيون، وقد طالبنا بهذه الأشياء منذ البداية، طالبنا بإلغاء كل القوانين (القوانين المقيدة للحريات، بما فيها اي قانون يمس سيادة الدولة أو سيادة مؤسسات الدولة على رأسها الجيش).
قانون الدعم السريع الذي اجيز في 2017 في المجلس الوطني (برلمان عمر البشير) هو قانون يمس سيادة الدولة ويمس الجيش السوداني أو مؤسسة القوات المسلحة، و الان نحن نحصد فيما زرعه البشير و قد ساهمنا في ذلك كقوى سياسية مدنية، و قننا وشرعنا استمرارية الدعم السريع بالوثيقة الدستورية في 2019.
لذلك اتوقع ان الأجندة التي سيطرحها،اذا جلس البرهان مع حميدتي هي ان يتنحى الأخير، وقرار حل الدعم السريع يجب ان يكون نافذا، وممكن أثناء التفاوض ان يأمن لحميدتي خروج آمن هو واخوه وبقية قادته على ان ينفذ قرار حل الدعم السريع، وما بقي منه يدمج في الجيش.
فيما يختص بالدعم السريع اعتقد انه يخوض حرب مليشيوية، حرب عصابات، وليس لديه اي خيار، فالدعم السريع خياراته قليلة جدا ومحدودة وكان يعتمد على مباغتتة الجيش السوداني وكان ذلك هو السلاح الذي يمتلكه، ولكن الخطط التي وضعها بائت بالفشل والدعم السريع ليس قوات نظامية مئة بالمئة فالخواجات يسمونها (paramilitary) او شبه قوات عسكرية لانها اقرب الى المليشيه واصلها كانت مليشيا (الجنجويد) وتم تقنينها بقانون لم يراعي التركيبة القبلية لهذه القوات، فان داخلها اجانب من تشاد و النيجر وافريقيا الوسطى.
فقانون "قوات" الدعم السريع لم يراعي كل هذه الأشياء لذلك فلقد استمرت أقرب للمليشيا من انها قوات عسكرية كما هو متعارف عليه علميا.
لذلك حتى لو افترضنا انهم جلسو للتفاوض لا ارى ان لديه مساحه يمكنه التحرك فيها كثيرا ولا اعتقد ان يكون لديه اجندة غير ما يقوله الآن في الاعلام انه مع التحول الديمقراطي والإتفاق الإطاري.
ولكنني كل ما اخشاه ان يكون حقيقة لديه بعض الدعم من بعض الجهات السياسية وهذا كفيل بان يأزم الوضع على المدى الطويل، واظن ان العقلاء من الذين يتهمون بدعمه، اذا صح ذلك، سينسحبون مثل ما سوف ينسحب منه حفتر و فاقنر والسعودية والامارات.
لذلك لا اعتقد ان حميدتي يمتلك اي كروت ليلعب بها في التفاوض.
كما اسلفت فان الدعم السريع لا يمتلك اي خيارات حيث خياراتهم محدوده جدا وضيقة وسيكون هو الجانب الأضعف في الغالب، وليس لديه اي اجنده لتقديمها غير الإدعاء بأنه مع الديمقراطية وهو لا يعرف شيئا عن الديمقراطية.
كما ذكرت في البداية فان التدخلات الدولية اثبتت بالتجربة في كل العالم عدم نجاحها، وزيادة تأزيم للأزمات الوطنية.
أما هذا الرجل المسمى فولكر لديه تجربة كارثية ومعروفة للجميع في سوريا، لذلك فهو رجل فاشل دبلوماسيا، وتاريخه ليس جيدا وللاسف الشديد الامم المتحدة متمسكه به بالرغم من فشله هذا.
قد يكون هنالك خيارات دوليه مثل العقوبات العسكرية والإقتصادية او السياسية على الجانبين ولكنها جربت ايضا و لم تنجح.
بالطبع فان المجتمع الدولي من مصلحته انتهاء هذه الأزمة ولكن بأي شروط!!
إن المجتمع الدولي لا يكترس بمآلات الوضع السياسي والإجتماعي والاقتصادي للشعوب، فكل ما يرجوه هو ان يكون هنالك هدوء وسلام في المنطقة، ولكنه سلام فوقي وليس سلام مجتمعي.
المجتمع الدولي على استعداد للتعامل مع اي دكتاتور في الدنيا ما دام مستعدا على أن يحافظ على مصالحه ويحترم نفسه، أما ما يفعله في شعبه، فلا يهم المجتمع الدولي ولا يتدخل.
فكلنا رأينا كيف يتعامل المجتمع الدولي مع كل الفاشست الذين يحكمون عدد من الدول على رأسهم كوريا الشمالية وسوريا وايران .. الخ.
حتى الدول العربيه التي هي محببة للغرب كلها دول شموليه شعبها يأكل ويشرب فقط وليس له اي حريات ولا حقوق انسان، ولكن زعمائها سمن على عسل مع الغرب والمجتمع الدولي ككل، لذلك الإعتماد على حلول تأتي من المجتمع الدولي هو إعتماد خائب وساذج، ولن يأتي أبدا بنتيجه لصالح الشعوب.
أما الاسلاميون فصوتهم عالي جدا لان لديهم الامكانيات المادية التي تجعل الصوت عالي وينطبق عليهم المثل الذي يقول اسمع جعجعة ولا ارى طحينا.
على الرغم من أن الفلول والاسلاميين يصطادون في المياه العكرة، ولكنني اعتقد بان هنالك مبالغة في الخوف منهم، لذلك فلن يكون لديهم مستقبل في السودان، وانهم (يفرفرون فرفرة مذبوح)، ولن يكون لهم اي تأثير على اي عملية سياسية قادمة إذا كانت تفاوض او صراع مسلح او فكري او اي نوع من انواع التسوية، فلن يكون لهم دور فيه.
قبل أن اختم اود ان أقول؛ انني اخشى على وطني من لجوء الأمم المتحدة لتطبيق البند السابع، وطبعا عندما يطبق البند السابع على اي دولة، تصبح هذه الدولة تحت الإنتداب الدولي وتكون محكومة بواسطة الأمم المتحدة.
صحيح ان البند السابع يتكون من عدد من المواد ويبدأ تطبيقه تدريجيا (حظر طيران، حظر اقتصادي، حظر عسكري ،..) الى ان يصل الى المواد الأخيرة التي تسمح بالتدخل العسكري.
حدث ذلك في اليمن وحدث وفي الصومال و تدمرت هذه الدول لذلك فانني اتمنى من القوى السياسية ان تأتي وتجلس على قلب انسان واحد وان نعيد وحدة القوى المدنية السياسية التي عندما توحدت اسقطت عمر البشير.
كل ما يحدث الأن وكل ما حدث في السنوات الاربعة الأخيرة نحن كسياسين السبب الأساسي فيه، فلو لم نتفرق ولو توحدت كلمتنا لما حدث كل الذي حدث ولما دخلنا في هذه الحرب اللعينة.
يجب علينا ان نتحمل مسئولياتنا الوطنية، ونعترف بأخطائنا وان نتوحد من أجل تنفيذ أهداف ومباديء وشعارات ثورة ديسمبر المجيدة ومن أجل هزيمة اي جهة عسكرية او مدنية كانت، تريد ان تتحكم في مصير السودان وفي مصير شعب السودان، فاذا توحدنا لا اعتقد ان هناك اي جهة تستطيع ان تقف في وجهنا.
04-29-2023, 03:30 PM
هدى ميرغنى هدى ميرغنى
تاريخ التسجيل: 10-27-2021
مجموع المشاركات: 6193
Quote: أما هذا الرجل المسمى فولكر لديه تجربة كارثية ومعروفة للجميع في سوريا، لذلك فهو رجل فاشل دبلوماسيا، وتاريخه ليس جيدا وللاسف الشديد الامم المتحدة متمسكه به بالرغم من فشله هذا.
صحيح انه شخص ضبلان لا يفقه شيئا ، وكذلك من بعثه لا يعرفون الشعب السودانى شايل دفاتره وجارى وراء القتلة وخاصة الرباط ، لحقه فى غرب السودان
#الشعب السودانى لا يحتاج لوجود مليشيات وجيوش #الجيش يُقلص ويخرج من المدن وكل المليشيات تُحل #الدمج يعنى ، الدمج فى الحياة المدنية بعد تأهيلهم ولا يعنى دمج المليشيات فى الجيوش
*ما عارفة ليه ما درسوهم المعنى الصحيح فى الكلية الحربية!
04-30-2023, 02:56 AM
Nasr Nasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11355
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة