وصف الجنرالات المقاتلون في السودان بعضهم بأنهم "مجرمون" مسؤولون عن وفيات المدنيين ، حيث قاموا بتصعيد حرب كلامية تشير إلى أنه لم يكن هناك مجال للتسوية في معركتهم من أجل ثالث أكبر دولة في إفريقيا. محمد حمدان دقلو ، نائب الرئيس السوداني وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية ، وضع خصمه على أنه زعيم "عصابة إسلامية راديكالية" تسعى إلى ترسيخ دكتاتورية عسكرية ، حيث اتهم القوات المسلحة في البلاد باستهداف المستشفيات وغير التابعة لها. أهداف عسكرية.
قال دقلو ، المعروف باسم حميدتي ، لصحيفة فاينانشيال تايمز من الخرطوم: "نحن مستعدون له أن يضربنا ، لكن ليس المدنيين". "نسأل الله أن يسيطر عليه ويقبض عليه لتسليمه للعدالة". ولدى سؤاله عما إذا كانت قواته ستنتصر ، أجاب حميدتي: "لدينا الاستعداد ، ونحن الآن في ساحة المعركة. ستحدد ساحة المعركة كل شيء ". وفي مقابلة منفصلة ، اتهم خصمه عبد الفتاح البرهان ، قائد القوات المسلحة السودانية والرئيس الفعلي للبلاد ، قوات الدعم السريع بالعنف العشوائي. وقال: "جزء كبير من قوات [حميدتي] خرج عن السيطرة" ، مضيفًا أنهم مسؤولون عن أعمال نهب واسعة النطاق في الخرطوم وإقليم دارفور الغربي ألقى البرهان باللوم على حميدتي في إثارة حادث دبلوماسي من خلال "اختطاف" مجموعة من الجنود المصريين ، الذين قال إنهم كانوا في السودان في مهمة رسمية كجزء من تدريب القوات المسلحة المشتركة. كما قال إنهم قتلوا موظفين من برنامج الغذاء العالمي وهاجموا قافلة تابعة للسفارة الأمريكية ، وهي مزاعم لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل.
أصر حميدتي على أن البرهان هو من "نشر الخوف بين الناس والضيوف والدبلوماسيين". وقالت خلود خير ، المحللة التي تتخذ من الخرطوم مقراً لها ، والتي لا ترى احتمالاً ضئيلاً للجهود الدولية لوقف الصراع: "هذا صراع وجودي لكلا الجنرالات". "سيرغبون في رؤيته حتى النهاية." قال تشيدي أودينكالو ، من كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس ، إن أيًا من الرجلين لن يتوانى عن تحقيق النصر التام. "أحد هذين الشخصين لن يستمر في السلطة." منذ اندلاع القتال يوم السبت ، فشلت محاولات الدعوة لوقف إطلاق النار لجلب المساعدات الإنسانية حيث اتهم كل طرف الآخر بسوء النية. قُتل ما لا يقل عن 270 شخصًا وأصيب 2600 ، وفقًا لوزارة الصحة السودانية. واقترحت هدنة جديدة مدتها 24 ساعة في وقت متأخر يوم الأربعاء رغم استمرار القتال المتقطع يوم الخميس.
البرهان وحميتي حليفان سابقان في عام 2019 للإطاحة بعمر البشير ، الذي حكم البلاد لمدة 30 عامًا. منذ ذلك الحين - وخاصة بعد انقلاب 2021 الذي أدى إلى عزل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك - شكلوا تحالفًا غير مستقر ، حيث شارك كلاهما في مفاوضات متقطعة مع القادة المدنيين بهدف ظاهريًا توجيه البلاد نحو الديمقراطية.
وقال أمجد فريد ، مستشار حمدوك السابق ، "الجيش وقوات الدعم السريع كانا متواطئين بنفس القدر في أحدث جريمة سياسية في البلاد: انقلاب 2021". "صراعهم الحالي هو معركة على الغنائم." بدأ الخلاف يبدو حتميًا في الأشهر الأخيرة حيث كان البرهان يتطلع إلى استيعاب قوات الدعم السريع في القوات المسلحة النظامية كجزء من الصفقة المدنية ، وهي خطوة هددت بتحييد قاعدة نفوذ حميدتي المستقلة.
قال حميدتي إنه لا يعارض من حيث المبدأ ضم قوات الدعم السريع إلى القوات المسلحة النظامية. وقال "لقوات الدعم السريع دور محدد وقوات الدعم السريع لم ترفض الاندماج" ، متهمًا البرهان بعدم استعداده لتنفيذ ما يسمى باتفاق الإطار الذي كان من المقرر أن يمهد الطريق للحكم المدني. بينما قال البرهان إن حميدتي كان يحاول "الاستيلاء على السلطة" ، قال زعيم القوات شبه العسكرية إنه لا يزال منفتحًا على وقف الأعمال العدائية. قال: "ليس لدينا مانع من وقف القتال". "لكن البرهان لن يتوقف." على الرغم من خلفياتهما العسكرية ولجئهما إلى الكفاح العنيف ، سعى كلا الرجلين إلى تقديم نفسيهما على أنهما ديمقراطيان ، مصرين على أنه يمكن إعادة الانتقال إلى الحكم المدني إلى المسار الصحيح بمجرد تحقيق النصر. قال البرهان إن الناس دعموا الجيش على قوات الدعم السريع وأنه بمجرد هزيمة حميدتي ، يمكن استئناف الانتقال إلى الديمقراطية. وأضاف أن "الجيش ملتزم باستكمال العملية السياسية وفق الاتفاق الإطاري ونقل السلطة إلى حكومة مدنية".
واتهم حميدتي ، الذي قدم أيضًا دعمًا خطابيًا لنقل السلطة إلى المدنيين ، البرهان بالانحياز إلى الإسلاميين الراديكاليين المصممين على استعادة ديكتاتورية على غرار البشير. وقال "برهان وعصابته من الإسلاميين وصلوا إلى السلطة وليسوا مستعدين للتخلي عنها". واستمر القتال العنيف ، اليوم الأربعاء ، في مطار الخرطوم الدولي ، وهو مركز القيادة للطرفين ، حيث تحولت عدة طائرات مدنية إلى أنقاض مشتعلة. قال البرهان: "لا يوجد طرف يسيطر عليها"
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست