أشهر حروب العواصم السودانية في الخمسمائة سنة الماضية وأهم التحولات السياسية الكبرى المترتبة على ذلك
كثيرة هي الحروب والمعارك المدمرة التي فتكت بالعواصم السودانية عبر تاريخها الحديث والأوسط وذلك نتيجة لخلافات بين مكونات عسكرية وسياسية فشلوا في حسم خلافهم سياسيا فأضطروا إلى حمل السلاح في وجه بعضهم البعض. في هذا المقال نذكر بعض من أهم هذه الحروب وذلك لأهمية الآثار السياسية التي خلفتها ولازمت الدولة السودانية عبر تاريخها.
الحدث الأول العام 1504 العاصمة سوبا
الحدث: قوات عمارة عدلان أونسة (دنقس) وعبدالله محمد الباقر (جماع) تجتاح العاصمة سوبا وتحتل عاصمة دولة علوة وتغير طبيعة ونظام الحكم في السودان إلى الأبد. الأثر السياسي: تحول السودان من دولة نوبية مسيحية إلى دولة عربية مسلمة. مخزون الذاكرة السودانية: خراب سوبا
الحدث الثاني بعد 284 سنة العام 1788 العاصمة سنار
الحدث: حرب أهلية قادها الوزير رجب من ذرية محمد أبوالكيلك ضد الملك عدلان ابن الملك بادي ود رجب (أبوشلوخ) من أجل تأكيد سطوة الوزراء وسيطرتهم الفعلية للملك على حساب ملوك سنار. الأثر السياسي: إنتقال الحكم الفعلي من أسرة بادي أبو شلوخ إلى أسرة محمد أبو الكيلك وبعدها ضعفت الدولة السودانية ودخلت في اضطرابات وحروب أهلية استمرت ل 70 عام حتى سقوط الدولة على يد محمد علي باشا. مخزون الذاكرة السودانية: يا سنار جاكي النار
الحدث الثالث بعد 103 سنة العام 1891 العاصمة أمدرمان
الحدث: بوادر حرب أهلية بين أولاد البحر بقيادة الأشراف وعلى رأسهم الخليفة محمد شريف وأولاد الغرب بقيادة الخليفة عبدالله محمد التقي (ود تورشين التعايشي) أنتهت بتمكن التعايشي من السيطرة التامة على مقاليد الحكم وتجريد الأشراف وحلفائهم من قوتهم العسكرية. الأثر السياسي: حسم الحكم لصالح الخليفة عبدالله وأولاد الغرب على حساب الأشراف وأولاد البحر وإنقسام تاريخي ومجتمعي وسياسي حاد على أساس قبلي وجهوي ومناطقي مؤثر على كينونة الدولة السودانية. مخزون الذاكرة السودانية: الصراع بين أولاد البحر وأولاد الغرب
الحدث الرابع بعد 132 سنة العام 2023 العاصمة الخرطوم
الحدث: بعد شراكة دامت 20 عام بين الجيش وبين القوات المساندة له والتي تطورت لاحقا إلى الدعم السريع، أختلف الرئيس عبدالفتاح البرهان قائد الجيش ونائبه محمد حمدان (حميدتي) قائد الدعم السريع حول مجموعة من القضايا السياسية ليتم في نهاية المطاف محاولة الطرفين لحسم هذا الخلاف عبر الدخول في قتال عنيف يدمر العاصمة السودانية. الأثر السياسي: كلفة عالية سيتحملها الوطن ودمار في العاصمة السودانية للبنية التحتية والعسكرية تقدر بمليارات الدولارات، باقي التفاصيل في إنتظار أن ينجلي غبار المعركة. مخزون الذاكرة السودانية: العمارات دي إلا تسكنها الكدايس
العواصم السودانية مرت باضطرابات أخرى كثيرة ولكن في الغالب لم تترك أثر سياسي كبير طويل المدى كالأحداث الأربعة المذكورة أعلاه فعلى سبيل المثال لا الحصر مر السودان بثلاث ثورات مدنية ضخمة وبمجموعة من الإنقلابات العسكرية الناجحة منها والفاشلة داخل العاصمة الخرطوم وكذلك عملية الذراع الطويل لقوات خليل في العاصمة الخرطوم وقبلها ما يعرف بغزوة المرتزقة في السبعينات ومن الأحداث المأسوية أحداث مع بعد مقتل جون قرنغ. وفي التاريخ استباحة الأنصار للخرطوم ومن ثم استباحة قوات الغزو الكتشنرية للخرطوم وفي التاريخ الأبعد الحرب بين الملك دكين ابن المك نائل ضد عجيب المانجلك ابن عبدالله جماع. وغيرها وغيرها مما يصعب سرده من حروب أهلية وتمردات واقتتالات قبلية وحرق ودمار وشتات عبر التاريخ السوداني ولا يكاد يمر عقد من الزمن دون أن تمر الدولة السودانية بحروب ومآسي مشابهة.
الحرب سنة من سنن الكون ولنا في السودان نصيب منها لا يستهان به، نتمنى أن تتوقف الحرب الحالية فورا وأن يعم السلام وكفاية ما فقدناه من أرواح ومن مليارات الدولارات من بنية تحتية ومعدات عسكرية. السلام الفوري هو مطلبنا الذي نسال به أمام الله،،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حاتم موسى عبدالعزيز
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست