قيادة المكون العسكري وتكرار الفشل: عندما وصف د منصور خالد النخبة السودانية الحاكمه بادمان الفشل مشيراً الي تجربتها المليئه بتكرار الفشل علي مدي زمني إمتد منذ ماقبل الإستقلال وحتي حقبة الإنقاذ. لم يدر بخاطر دكتور منصور حينها، أنه ستأتي علينا في حكم السودان نخبة عسكرية تحكم البلاد وتقوم بإرتكاب أخطاء أكبر من كل ما شهده التاريخ السياسي السوداني وأنها ستقوم بتكرار الكوارث وتزيد عليها خلال فترة لم تتجاوز الأربعة أعوام من صعودها للسلطة، تخيل! هذه النخبة تسمي المكون العسكري! المكون العسكري تسمية تعارف عليها منذ سقوط عمر البشير في إشارة الي المجموعة العسكرية المكونه من قيادة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع. منذ نجاح الثورة السودانية في إسقاط عمر البشير، ظهر المكون العسكري متحكماً في مسار الفترة الإنتقالية، بدئاً بإدارة المرحلة قبل قيام الحكومة الإنتقالية، مروراً بمفاوضات الوثيقة الدستورية وتكوين الحكومة الإنتقالية، ثم رئاسة المجلس السيادي، ثم الإنقلاب علي الشريك المدني في أكتوبر ٢٠٢١ الذي كرس كل السلطة بالكامل في أيدي هذا المكون العسكري. طوال هذه الفترة ظل المكون العسكري يلعب الدور الأساسي المتحكم في الأوضاع السياسية في السودان. التقييم المنصف لأداء هذا المكون العسكري خلال هذه الفترة لا يمكن أن يخلص سوي الي سلسلة من تكرار الفشل المتواصل في إدارة مسؤلياتها وفي ممارسة السلطة التي إنتزعتها. إن إصرار هذا المكون العسكري علي تكرار الأخطاء وإرتكاب الفظائع ذات النتائج الكارثية علي البلاد، يدعو للدهشة مع إصرارها في نفس الوقت علي التمسك بالسلطة! لم يتأتي لقادة المكون العسكري تعلم أي شيئ من أي من أخطائها المتعددة ذات الأبعاد الكارثية، فظلت تكرر نفس الأخطاء في عبثية تدعو للشفقه علي مصير البلاد. قيادة المكون العسكري بأسمائهم: البرهان، كباشي، جابر، العطا وبقية قيادة القوات المسلحة، بالإضافة الي حميدتي وشقيقه، جميعهم مسؤلون فرادا ومجتمعين عن مألات الوضع الحالي وإندلاع الحرب في البلاد. لكن هذه الحرب العبثية جائت نتاج لتكرار أخطاء كارثية عديدة توضح قدرات هذه القيادات وكفائتها الضعيفة في إدارة شؤون البلاد، إذا لم نقل عدم وطنيتها. بدأت هذه السلسلة من الأخطاء بمجزرة فض إعتصام القيادة والفظائع التي إرتكبتها قوات المكون العسكري التي ترقي للجرائم ضد الإنسانية. بصرف النظر عن مدي المسؤلية الجنائية المباشرة لهذه القيادات، الا أن مسؤليتها وهي تطلع بإدارة البلاد وقيادة الوحدات العسكرية المختلفة التي شاركت في الجريمة التي حدثت علي أبواب قيادة القوات المسلحة، تكشف عدم كفائتها وضعف تأهيلها. لم يكن لما في هذه الجريمة من أبعاد كارثية، كاف لهذه القيادات العسكرية للإعتبار وإستخلاص العبر والدروس، إذا قامت بعدها بإنقلاب أكتوبر ٢٠٢١ للإنفراد بالسلطة والتخلص من شريكها المدني. بعد أن إستقرت المجموعة علي سدة الحكم، بانت لها سؤة فعلتها، فلم تتمكن من تكوين حكومتها بعد مرور أكثر من عام تدهورت فيه كل نواحي الحياة بالبلاد وإنقطعت معه كل أوجه التعاون مع المجتمع الدولي وبدت فيه البلاد علي شفي الإفلاس والإنهيار الإقتصادي. طوال فترة توليها السلطة أظهرت تلك النخبة العسكرية أدني إهتمام لحياة الإنسان السوداني فتلطخت أيديهم بدماء العشرات من شباب الثورة السودانية التي اتت بهم الي سدة السلطة. لم تكن كل تلك الإخفاقات المتكررة، كافية لهذه النخبة العسكرية، حتي أشعلت الحرب بين جناحيها داخل المدن وسط المواطنين المدنيين. بدون الدخول في متاهة التساؤل حول من بدأ الحرب، فالواضح أن الطرفين كانا في قمة التربص والتحفز تجاه بعضهما. قيادة القوات المسلحة (البرهان وزملاؤه الجنرالات)، (حميدتي وشقيقة عبدالرحيم) يمثلوا رأس الدولة ويمتلكوا سلطة إدارة البلاد المطلقة لا تنازعهم أية هياكل أخري في الدولة. لذلك يثير إشعالهم لهذه الحرب العبثية وإدارتهم لها الكثير من التساؤل حول دوافعهم من ورائها وعلاقة ذلك بالمصلحة الوطنية. أي رأس دولة في تاريخ السودان أشعل حرباً داخل عاصمة دولته ووسط مواطنيه؟ أي قائد عسكري إستخدم الطائرات ليقذف أهداف داخل مدن السودان وعاصمته وسط أحياءها السكنية؟ أية عبقرية قيادية تلك التي تترك جثث المدنيين الذين أزهقت أرواحهم طلقات جنودها وقاذفات طائراتها، تتركها ملقاة علي الشوارع؟ أية قيادة وطنيه يمكن أن تتسبب في انقطاع خدمات المياه والكهرباء والإنترنت عن مواطنيها وتخرج علي يديها المستشفيات من الخدمة؟ بعد كل ذلك أية قيادة وطنيه لا تملك الشجاعة لمواجهة مواطنيها في مثل هذه الظروف أو حتي مخاطبتهم من داخل مخابئها؟ مهما قيل عن الدعم السريع وتناقض وجوده مع ضرورة وجود جيش موحد، لابد لنا من التذكير بمسؤلية القيادة الحالية للقوات المسلحة في تكوين هذه القوات ودعمها حتي نمت وتمددت لتصل الي ما هي فية من قوة ضاربة. لا يمكن قبول هذا الإنتقال المفاجيئ من الشراكة والحب الي العداء والحرب دون أن تعترف هذه القيادات من الطرفين بخطأ تقديراتها وتحملها مسؤلية تكلفة ذلك علي الوطن. إذا كان قادة القوات المسلحة قد إكتشفوا فجأة أنهم ينامون مع أعداء الوطن الذين يستحقون الحرب بدلاً عن الثناء الذي ظلوا يغدقونه عليهم، فإنهم غير جديرون بالوجود في أي موقع قيادي حتي وإن كان قيادة سرية من الجيش. كيف يمكن لأي قيادة وطنيه أن توصل البلاد الي هذا الدرك من التدهور وتتسبب في إزهاق أرواح هذا العدد المهول من الشهداء والضحايا؟ بعد هذه الحرب اللعينة التي تدار وسط المدنيين ليكونوا وقودها وضحاياها لا يجدون معها علاج جرحاهم أو دفن موتاهم، بعد كل ذلك كيف يمكن لمثل هذه القيادة العسكرية أن تملك الجرأة لتتمسك بالإستمرار في السلطة رغم تكرارها لكل هذا الفشل؟ مهندس محمد الحسن لوممبا ١٨ ابريل ٢٠٢٣م
04-19-2023, 02:18 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27597
هون علي نفسك .. وقد قيل كما تدين تدان .. وهذا غير مقصود به لا الجيش ولا الدعم السريع .. مقصود به الشعور العام الذي كان فاقد الأحساس تجاهنا في الهامش .. الردم الذي تراه .. نعايشه يومياً .. نجري من مزارعنا .. ونخلي قرانا .. ونختبئ في داخل الكراكير .. كلو حصل لينا .. لكن لا بواكي لنا ..
عمرنا قضيناه نمشي فوق اللهب والنيران المشتعلة .. أصبروا.
والله لا يعجبنا للخرطوم الجميلة .. وأم درمان مدينة الأمام .. ولا مدينة مروي الهادئة .. لكن الله غالب ..
قليل من السم يقوي الجسد ..
أها بعد دا نحن ناس الهامش يا تضامنتم معنا تضامن حقيقي وعرفتم قيمة أرواحنا ..
يا كمان تطردونا نهائياً ونشيلوا بقجنا ونمشوا ..
بريمة
04-19-2023, 02:18 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27597
هون علي نفسك .. وقد قيل كما تدين تدان .. وهذا غير مقصود به لا الجيش ولا الدعم السريع .. مقصود به الشعور العام الذي كان فاقد الأحساس تجاهنا في الهامش .. الردم الذي تراه .. نعايشه يومياً .. نجري من مزارعنا .. ونخلي قرانا .. ونختبئ في داخل الكراكير .. كلو حصل لينا .. لكن لا بواكي لنا ..
عمرنا قضيناه نمشي فوق اللهب والنيران المشتعلة .. أصبروا.
والله لا يعجبنا للخرطوم الجميلة .. وأم درمان مدينة الأمام .. ولا مدينة مروي الهادئة .. لكن الله غالب ..
قليل من السم يقوي الجسد ..
أها بعد دا نحن ناس الهامش يا تضامنتم معنا تضامن حقيقي وعرفتم قيمة أرواحنا ..
يا كمان تطردونا نهائياً ونشيلوا بقجنا ونمشوا ..
بريمة
04-19-2023, 03:38 AM
يحي قباني يحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18708
هون علي نفسك .. وقد قيل كما تدين تدان .. وهذا غير مقصود به لا الجيش ولا الدعم السريع .. مقصود به الشعور العام الذي كان فاقد الأحساس تجاهنا في الهامش .. الردم الذي تراه .. نعايشه يومياً .. نجري من مزارعنا .. ونخلي قرانا .. ونختبئ في داخل الكراكير .. كلو حصل لينا .. لكن لا بواكي لنا ..
عمرنا قضيناه نمشي فوق اللهب والنيران المشتعلة .. أصبروا.
والله لا يعجبنا للخرطوم الجميلة .. وأم درمان مدينة الأمام .. ولا مدينة مروي الهادئة .. لكن الله غالب ..
قليل من السم يقوي الجسد ..
أها بعد دا نحن ناس الهامش يا تضامنتم معنا تضامن حقيقي وعرفتم قيمة أرواحنا ..
يا كمان تطردونا نهائياً ونشيلوا بقجنا ونمشوا ..
بريمة
بريمة يا صديقي ..
يمين ما عندي و لا كلمة اضيفها على كلامك ..
دهر من الزمان عنصرية و تهميش .. لا غرب عاجب لا جنوب عاجب لا شرق عاجب .. اهل الوسط و الشمال قايلين روحهم هم السودان و هم شعب الله المختار ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
يحي قباني
Biraima M Adam
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست