(( البرهان إبن الحلمان )) * هو ليست بهذا الحجم الهلامي الذي تصوره مجالس السودانيين كلما استشعروا بأن هذا "البرهان" يدخر مكراً وخبثاً سياسياً مباغتاً يتفوق به على جهابذة القوى السياسية في البلاد!! * هو - في ظني- لا يعدو غير رجل صنعته الصدفة المحضة في اعتلاء واجهة الأحداث، ولو لا بروز دور استثنائي لقائد الدعم السريع في تلك اللحظة التاريخية الفارقة في انتصار الثورة السودانية بعد بيان ابن عوف، لظل البرهان مغموراً بين كثير من كتوف الضباط العسكريين المرصعة بالدبابير!! * ولم يكن اختيار حميدتي للبرهان لتولي رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بديلا لابن عوف ، ناجماً عن بحث حميدتي لضابط يتمتع بالجدارة أو الشطارة؛ بل هو اختيار يعكس تماماً رغبة حميدتي في تولي ضابط لهذه المهمة يكون مجرد بيدق في يد الدعم السريع، يتم تحريكه وفق ما يشتهي حميدتي ويطمح!! * حميدتي كان يعلم أن البرهان له ارتباطات مع المؤتمر الوطني المباد؛ لكنه أيضاً يعلم أن البرهان نموذج لضابط بلا عقيدة تنظيمية وليس له سقوف أخلاقية تمنعه من تغيير جلده متى ما شاء وكيفما لاحت له الصدفة المواتية لفعل ذلك !! * في بدايات الثورة وحتى تاريخ فض الاعتصام، كان البرهان مجرد ظل يسير تحت أقدام الدعم السريع، يؤمن بأخلاق الجنجويد، ولا يرى شراً يتعرى تحت همجيتهم أو بربريتهم التي يدركها كل أهل السودان!! * لكن البرهان حينما جرب الجلوس على المقعد الأول في الحكم، وجرّب الأسفار ولقاءات الرؤساء ومصافحة رئيس وزراء إسرائيل شخصيا، عاد مُنقباً عن دلالات تلك الصدفة التي وضعته في مكان لم يكن يظن مجرد ظن بأنه لرجلٍ غير البشير!! * لم يجد البرهان كتاباً تفسيرياً يؤمن به غير حلم لأبيه قديم، وهو الحلم الذي صدقه البرهان وبات يغالط لأجله كل حيثيات المنطق وقوانين الخطأ والصواب!! * البرهان ليس مؤمناً بضرورة تقديم خدمات جليلة للكيزان والفلول مثلما يظن الناس؛ بل البرهان يعاند عاصفة الأقدار خوفاً من أن تقذفه إلى مكان سحيق يحيل حلم أبيه لمجرد كابوس !! * البرهان لا يسعى لأن يخسر حميدتي لصالح الفلول؛ لكنه أيضاً يتخوف أن يمضي مع حميدتي إلى حتفه؛ وأن ينجو حميدتي في نهاية المطاف ويتركه هو للمجهول الملغوم!! * البرهان لا يريد شيئاً غير البقاء في القصر الرئاسي، حتى لو هلك كل أهل السودان، ولأن رقبته مسورة بحلم أبيه الذي هو بمثابة نبوءة تغلق أبواب الجحيم الذي يطارده أينما كان مستيقظاً!!
Quote: * البرهان لا يريد شيئاً غير البقاء في القصر الرئاسي، حتى لو هلك كل أهل السودان، ولأن رقبته مسورة بحلم أبيه الذي هو بمثابة نبوءة تغلق أبواب الجحيم الذي يطارده أينما كان مستيقظاً!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
ترهاقا
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست