كتب حافظ بخط يده ولدت في ذهبية اي حراقة بالنيل بالقرب من قناطر ديروط بالصعيد. وحيل للمعاش بناءأ علي طلبه وكتب انه مكث بالجيش 12 سنة ولم يحصل فيها علي غير رتبة ملازم اول ومضى عليه 4 سنوات وهو بالاستيداع وانه فقد الاقدمية ويلتمس في حالته علي المعاش ليتمكن من وجود شغل.كتب وكيل الحربية م نصه (ان محمد حافظ ابراهيم الملازم اول المحال علي المعاش سلم السيف والقايش اللذين كانو في عهدته). حوالي 1872 كان سفينة ذهبية ترسو علي شاطئ النيل امام بلدة ديروط في اعلي الصعيد وكان يسكنها ابراهيم افندي فهمي احد المهندسين المشرفين علي قناطر ديروط وزوجته الست هانم في هذه السفينة ,ولد محمد حافظ وقد كان ارهاصا لطيفا وايمائا طريفا ان شاء القدر الا يولد شاعر النيل الا علي صفحة النيل. مع ان الدم التركي كان يجري في عروقه كالدم المصري ولكنه لم يترنم بمدح الترك ترنمه بمدح مصر والعرب لم يشد بذكر الاتراك اشاده شوقه بهم لان ماكان في شوقه دم تركي ارستقراطي ومافي حافظ دم تركي ديمغراطي.لان تركية شوقي غذتها بيئة القصور التي ولد ببابها وعاش في اكنافها وتنفس جوها .وتركية حافظ غلبتها حياته البائسة وعيشه في اوساط الجماهير واندماجه في غمار الناس يعيش عيشتهم ويحي حياتهم ف ماتت عصبيته التركية الا نادرا توفى والده وعمره 4 سنوات وانتقل للقاهرة للعيش مع خاله شاكيا للدهر ونادبا حظه العاثر . عجبت لعمر كيف مد فطال وما اثرت فيه الهموم زوالا وللموت مالي قد اراه مباعدا وجل مرادي ان اوسد حالا فالموت خير من حياة ارى فيها ذليلا وكنت سيد المفضالا تفكير غريب اديب ناشئ ومحام فاشل فكر في الالتحاق بالحربية ياترى ماهو الباعث لهذا التفكير قد يكون الباعث عليه قراءة سيرة البارود الحربي الشاعر وقد يكون ما رأى في نفسه منبسطة في الجسم وقد تكون المصادفة البحتة . المدرسة الحربية نظمت في عهد الخديوي توفيق باشا عقب الثورة العرابية 1881 ادخل عليها تعديلات جديدة ودخل شاعرنا وتخرج فيها 1891 . سافر الي السودان في الحملة الاخيرة بقيادة كتشنر وكانت منطقة عمله السودان الشرقي تبرم حافظ من عمله بالسودان واكثر من الشكوى وعاوده داء الملل القديم ولم يطق جو السودان ولا جفاء المعيشة وتحسر علي ايام مصر وليالي الامس بها وجوها البديع وعيشها الناعم. وما اعذرت حتى كان نعلي دمن ووسادتي وجه التراب وحتى صيرتني الشمس عبدا صبيغا بعدما دبغت ايهابي وحتى قلم الاملاق ظفري وحتى حطم المقدار نابي متى انا بالغ يامصر ارضا اشتم بتربها ريح الملاب زاد حاله سوءا في السودان كراهية كتشنر له اذ كان حافظ غير معني بنظام ولا مراعيا حسن هندام وعبر شاعرنا عن ذلك عندما كتب لاحد اصدقائه(وقعدت همة النجميين وقصرت يد الجديدين عن ازالة مافي نفس ذلك الجبار العنيد وقد صب ضغنه علي وبدت بوادر السوء منه الي فأصبحت كما سر العدو وساء الحميم).كان رئيس فرقته رفعة بيك يكرهه ويرفع التقارير السيئة عنه وهجاه حافظ تراه اذ ينفخ في المزمار تحسبه في رتبة السردار يجتنب العاقل والنبيه ويعشق الجاهل والسفيه في عام1911 ساعده المرحوم احمد حشمت باشا ناظر المعارف وعينه رئيسا للقسم الادبي في دار الكتب المصرية وظل بها حتي عام1932 وفي بيت صغير بالزيتون ضواحي القاهرة توفي محمد حافظ في الخامسة من صباح الخميس 21\7\1932 وياسبحان الله شاعر النيل دخل الحياة صباحا وخرج منها صباحا انتاب حافظ كثيرا من الشدائد منذ حداثته مات ابوه وعمره 4 سنوات ولم يورثه الثروة وكان بائسا في بيت خاله لم ينجح في المحاماة اصيب في منصبه واحيل للاستيداع ثم الي المعاش في مغتبل عمره وكانت له رغم هذا نفس شاعرة وحس مرهف فأثر كل ذلك في نفسه اثرا بالغا فهو ناغم علي الدهر ناغما علي قومه يكثر من شكوى الزمان وشكوى الناس لكن ابت الطبيعة الا ان تجد لثورات نفسه منفذا ولشقائه مسعدا فمنحته القدرة الفائقة علي الفكاهة الحلوة والنادرة المستملحة فضحك من البؤس ومن الشقاء ومن كل شئ كان له ذوق بارع في اختراع النكتة من كل مايدور حوله فما يسمع حديثا او يعرض امامه شئ حتى يدرك موقع الفكاهة منه فيصوغ ذلك صياغة تستخرج ضحك السامعين من اعماق صدورهم وقرارات قلوبهم فكان في مجالسه موضع اعجابهم ومنبع سرورهم يرسل النكتة من بديهة حاضرة فتستخف الوقور وتستوي الرزين فهو زينة المجلس وبهجة النادي
المكسيم هو المدفع الخطير الذي ازهق ارواح عشرات الالوف السودانين في النخيلة وفي كرري في حملة كتشنر الاخيرة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة