دار فوز وصاحبتها احاط صانعوها تاريخ انفسهم متعمدين بغموض ممعن كثيف فتح مجال واسع للخيال والتصديق ..لربما كان لصانعي ذلك التاريخ السياسي والادبي والفني اسباب موضوعية في ذلك التمويه المتعمد ولكن لم يحن الوقت لكشف المستور والغموض خاصة وان الامر متعلق بتاريخ سياسي وفني وادبي مهم جدا في تاريخ السودان الحديث. اين كانت تلك الدار ومن هي صاحبتها التي لعبت دورها الخطير ك مأوى مبصر وامن وايكه مزهرة مثمرة ..فوز ودارها المأوى والالهام عبقرية المكان وعبقرية الالهام ..يعتقد كثيرون ان دار فوز هي قصر مبروكه بالموردة ولكن الشواهد تدل بأن هذا الصالون الشهير لم يكن بحي الموردة لسببين 1-قصيدة خليل فرح الرحلة انظر ديوان خليل فرح تحقيق علي المك التي يصف فيها قيامه هو ورفاقه من الخرطوم قاصدين دار فوز بأمدرمان. 2-ملامح من المجتمع السوداني حسن نجيلة. الحقيقة ان غموضا نبيلا ظل يكتنف دار فوز واسم صاحبتها ,حفظ اصفيائها سرها وحفظت سرهم حتى النهاية..خليل فرح ,توفيق صالح جبريل ,محي الدين جمال ابو سيف ,الامين علي مدني ,سليمان كشة ,مكاوي يعقوب ,عبيد حاج الامين واخرون..القاوون كما اسماهم حسن نجيلة . يقول الخليل في الرحلة .. نحن صحبة واخوان نجاب ولي دعانا المولى استجاب وان مرقنا السر في الحجاب وان قعدنا اخوان عجاب. ويصف توفيق صالح الدار حليها نفس مهذبة وشبابا ريق لبق فأذا ما اسرفت سبحت نحوها الارواح تستبق او تغنت بيننا خشعت حولها الاذان والحدق ونجوم الليل ذاهلة كجفون هدها الارق. وهاهو الخليل يتغزل ف الرحلة قلبي هدي وخلي الوثاب هب ريح نوباوي ورشدي غاب السلام الغالي ومذاب في الثنايا الغر العذاب يطفي نار الشوق والعذاب فوز قولي امين قلبي ذاب افاض حسن نجيلة في سفره في وصف تلك الجلسات الحلوة الصاخبة في دار فوز لهوها وجدها ولكنه لم يشر من قريب او بعيد الي موقع الدار ويواصل الخليل في ذات الرحلة المتجهة الي امدرمان من الخرطوم قومو بينا نزور ام جواب قالو عاد راجين الثواب ياغلام من سوق الدواب نادي تاكسي يكون ذو صواب يعبرون كبري النيل الابيض فتتبدى بيوت الموردة يقول الخليل.. نحن جينا قصاد الصباب بق نور الموردة ام عباب ديك مشارع خولة ورباب ديك بيوتن تحت الضباب عدي ياسواق العقاب الكبري منك قوسين وقاب بعد توقف قصير ف الموردة استئنف الرفاق سيرهم قاصدين دار فوز والابيات التالية في هذا المعنىتخرج الموردة خروجا صريحا لا لبث فيه ان قصر دار فوز بالموردة .. يلا سوق ياصاحب الركاب وابقى ناهض للرفقة كاب العشوق الي مالو كاب مابفوتن من دمو كاب ياسلام السوق مالو غاب ريحتو فايحة تقول هيش وغاب ميل شمالك وخلي المثاب في جميلك بحرا تساب كما نرى فقد تجاوز الرفاق الموردة ياترى هل كانت دار فوز ب ود نوباوي وهنا يتحدث المحجوب عن دار فوز وصاحبته في سفره القيم (موت دنيا )يقول المحجوب (وقفت عند الباب محتارا بادئ الاضطراب وحاولت ان اتقلب علي حيرتي واداري اضطرابي ولكني لم استطع لما اصابني ردا واذا بها تفطن لكل ذلك وتسألني في تشكك فيما الحيرة والاضطراب قائلة (اهذه اول مرة تدخل الي مثل بيتي او صالوني كما يسميه بعض الناس وهل هذه تجربتك الاولى فجمعت اطراف شجاعتي وقلت لها في لهجة المعتذر لا تستغربي فأنها عقدة نفسية وليدة خوف مكبوت لسبب لا اعرفه وان كنت احسه .ولكنها لم ترضى عن اضطرابي ولم تقبل عذري رغم م ابديته من تعليل ولم يهن عليها ان تشاهد هذه الظاهرة في احد رواد صالونها وهي معجبة بكلمة صالون ترددها في ضحكة فيها كثير من العبث والاغراء وانا ازداد دهشة لكل ما يبدو منها ولا اخفي دهشتي عنها فقد سألتها عمن علمها ذلك التعبير ولكنها شعرت ان كبريائها جرحت وحسبت انني استخف بعقلها وفهمها وغضبت لمسلكي فأستمحتها العذر مرة اخرى وطلبت اليها الا تتعجل في الحكم واثبت لها في ترفق ان التعبير حديث حتى علينا نحن وانه معروف لدى فئة خاصة من الشبان وودت ان اعرف كيف وصل الي مسامعها واخذت تردده في لهجة صاخرة وضحكة كلها عاطفة واغراءواذا بها ترسل ضحكة اخرى فيها عبث وفيها لهو دفعت بي الي التفكير فيها فهي ليست بالجميلة الفاتنة ولكنها فارعة القوام وواسعة العينين وفي عينيها بريق ينفذ الي القلوب بسرعة عجيبة وينطق عن ذكاء نادر وقلت في نفسي ان المرأة الجميلة ف الغالب بليدة ولكن الرشيقة الساحرة تعتمد علي ذكائها وفتنتها في اصطياد القلوب وكشفت لي الستر عن سر تسمية منزلها بالصالون وقالت ان اللذين اطلقو عليه ذلك الوصف هم اخواننا واحبابنا وانني واحدا من جماعتهم ولا داعي لان تسميه ولكني تجاهلت وسألتها من تعنين فقالت اياك والمراوقة انهم اصدقائك الست فلانا قلت لا وغيرت اسمي.قالت هذه خدعه لن تنطلي علي وجذبتني بشدة فدخلت الصالون وقد زال الاضطراب بعض الشئ.فأذا بي في دار انيقة حسنة النظام تدل علي ذوق وفن جلست علي مقعد وسير وجلست هي علي مقعد بالقرب مني وبدأت تتحدث فقلت في نفسي عجبا انها تعلم كيف تدير الحديث وكيف تدخل علي المواضيع واذا بها تعرف دقائق اخبار الطبقة المثقفة واذا بها صاحبة صلات قوية بكثير من الشخصيات المعروفة واخذت تدفعني الي الحديث بدفعة وتكرهني علي مناقشتها وقد تبالهت وادعيت السذاجة فأذا بها تقص علي من امرى اشياء كثيرة واذا بها تدعوني في رفق لاتحلل من انكماشي وتؤكد لي ان الصالون سيكتمل عقده بعد حين وان رواده صحبي واصدقائي واخذت تعدد الاسماء اونة في وضوح واخرى في تكنيه قلت لها وما شأني بهؤلاء انني ذاهب ولا اريد ان القاهم انهم جميعا عابثون.) وهنا انتهي حديث المحجوب يقول الاستاذ حسن الجزولي في سفره القيم (نور الشقائق )ان امرأة اسمها فوز لها دارا يجتمع فيها مثقفو ومناضلو الاستقلال وهي المشار اليها في الاغنية الايقونة ماهو عارف قدمو المفارق للشاعر والمغني المناضل خليل فرح في مقطع ياجميل يانور الشقائق امل كأسك واصبر دقائق وهذه المرأة بالنسبة للبعض رائدة وطنية ذات صالون ثقافي ومنتدى ولاخرين مجرد صاحبة خمارة يجتمع فيها النخبة ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
احمد حماد ادريس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست