طموح بلاحدود وشهوة للسلطة بلا كوابح وإحساس لا متناهي بالقوة والذكاء وغنى يورث الكبر. مع لازمة الغدر بكل صاحب والبطش بكل مغاضب ... كانت تلك هي السمات المشتركة في معظم سير الجامحين نحو السلطة عبر التاريخ .. فالصعود السريع يتبعة دائما سقوط مدوى و هاوية سحيقة ونهايات مأساوية .. ليس بدءً بالبرامكة ولا انتهاءً بآل دقلو . فآل دقلو اليوم هم اغني من في السودان شعبا وحكومة .. و قد اطغاهم الغنى حتى ظنوا أنهم قادرين على شراء كل شي . ذمم الناس و ممتلكاتهم و اراضي الدولة و مشاريعها .. و ثروات البلد الظاهرة و المستترة ..كما سولت لهم أنفسهم القدرة على شراء مبادئ الناس ومواقفهم ودمائهم ومن استعصم منهم فدونه السجن او الرصاص .. ( احتكارهم لتعدين الذهب ثم تهريبهم له خارج البلاد . بعض الدوائر تتهم حميدتي بأنه وراء اعتقال الباشمهنس حسين مدير إدارة الإمداد بوزارة النفط وعدد من الموظفين لأنهم اعترضوا على أساليب حميدتي الملتوية في استيراد واحتكار النفط . و في مجال المال والعقارات يتهم البعض الدقلو بتهديد العديد من رجال الأعمال الناجحين للاستيلاء على شركاتهم ومشاريعهم جبرا .. وكذلك إرهاب بعض ملاك العقارات المميزه في الخرطوم واجبارهم على بيعها لهم تحت التهديد . تجارة المخدرات ) أما شهوة السلطة فقد استشرت فيهم حتى باتوا لا يكتفون منها بالقوات و الجند و النفوذ المحدد برضى الحاكم .. فالسلطة المطلقة والحكم هما ما انعقدت عليه نواياهم و آمالهم ..(ودوائر أخرى تتهم دقلو باختطاف اللواء أحمد عبد الرحيم شكرت الله الذي كان ضمن مجموعة من الضباط في الخدمة والمعاش يجاهرون برفضهم لتممد قوات الدعم السريع على حساب القوات المسلحة . استيرادهم لأسلحة لا يحق سوى للقوات المسلحة امتلاكها كالمدرعات و طائرات الدرون ومضادات الطائرات ومضادات الدروع . كما يعزي المهتمين بالشأن السياسي انشقاق السيد الحسن الميرغني عن والده وحزبه إلى اغراءت وأموال الدقلو . ويعزون إليها انقسامات الشعبي والبعث والاتحادي وانشقاقات لجان المقاومة .. ومن المعروف كذلك اجتهاد الدقلو في شراء دعم ومواقف بعض قيادات الإدارة الأهلية و منحه لهم أكثر من 200 عربه بوكس ) ومما اشتهر به الدقلو أنهم لا يدينون بالولاء لإحد . ولا يلتزمون بعهد ولا يوفون بوعد .. فالولاء والوفاء يرتبطان في عرفهم بالمصلحة فقط .. وانتهاء المصلحة يغريهم بالتهام الشريك فورا و دون تردد.. (غدروا بسيدهم الاول موسى هلال ثم غدروا بالبشير ولي نعمتهم . ثم غدروا بالمعتصمين الذين رفعوا صورة حميدتي عالياً أمام القيادة . ثم غدروا بقحت في انقلاب 25/اكتوبر ) الغرور والطمع هما حصان الشيطان الذي امتطاه آل دقلو فرمح بهم حتى اورطهم في محاولات تغيير أنظمة الحكم في ثلاث دول (السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى ) .. . والغرور والطمع هما من جعلا الدقلو يظنون أنهم قادرون على الإفلات بخداع وخيانة الجميع ... بدءً بخداع وخيانة عسكر و سياسين ومدنيين ومليشيات وقبائل السودان . وانتهاء بخداع وخيانة القوى السياسية والعسكرية في تشاد ثم افريقيا الوسطى . واخيرا يأتي اصطفافهم المباشر والعلني إلى جانب مليشيا فاغنر الروسية التى تسعى لزحزحة النفوذ الأمريكي والأوروبي في افريقيا والتي ظن الدقلو أن تقديم خدماتهم لها كذراع عسكري إقليمي سيشكل لهم حماية ويضمن لهم استدامة النفوذ ويدعم سعيهم نحو الحكم و السلطة المطلقة . دون أن يدركوا أن الأمر أعقد من ذلك وأنهم سيكونون مجرد اداة سرعان ما سيتم التخلص منها عندما تستكمل دورها المرسوم وربما قبل ذلك إذا تسببت في أي حرج أو سعت لشغل مساحة أكبر مما هو مخطط لها .. ولا ننسى ملاحظة أن دقلو وطيلة تاريخهم كانوا فاشلين جدا في صناعة الاصدقاء على عكس موهبتهم الملفتة في صناعة الأعداء والتي مكنتهم خلال الأربعة سنوات الأخيرة فقط من صناعة أعداء يكفونهم لقرنين من الزمان .. أعداء داخليين ( إدارات أهلية . إسلاميين .جذريين . قوات مسلحة . حركات مسلحة ) ومحليين ( تشاد .افريقيا الوسطى. مصر . ليبيا ) وعالميين (اتحاد اوروبي . بريطانيا . الولايات المتحدة ) . و المتأمل في مسيرة أو ظاهرة الدقلو لن يفوته ابدا رؤية اقتراب النهايات المحتومة فدلالاتها اتضحت ومقدماتها تجلت .. ولكن يبقى أن ندق ناقوس الخطر فهذا النوع من المغامرين عندما يشعر باقتراب الخطر وقرب النهايات يسعى جاهداً ليأخذ معه الجميع في طريق الخسارات الكبرى الذى بعثر الكثير من الأمم عبر التاريخ .. ولن ينقذ اهل السودان من تلك الهاوية الا بالمزيد والمزيد من اليقظة والانتباة ورفع وعي جميع الأطراف وعياً يحبط كل محاولات إستخدامهم كوقود لإشعال الفتن هنا او هناك مع السرعة والحسم اللازم لوأد كل فتنة في مهدها وقبل الاستفحال .. فكل غفلة أو تهاون ستكون له عواقب وخيمة ومؤلمة...
02-18-2023, 04:38 AM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27501
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة