البرهان سوف يلجأ لسلاح الدولة لتجفيف موارد قوات الدعم السريع من تجارة وذهب وصادرات ، وذلك مثل فرض الضرائب وبحث التراخيص الحكومية ومحاربة التهريب وتحجيم مساحة إنتشار قوات الدعم السريع لتكون في دارفور فقط ... و يترافق ذلك مع حملة إعلامية تدعو المواطنين للتوحد تحت راية الجيش السوداني بحجة أنه مؤسسة قومية وتخويفهم من قوات الدعم السريع وربطها بالإنفلات الأمني وربما تسريب بعض المقاطع لمجزرة القيادة العامة ... الحملة سوف تبدأ في جنوب كردفان ، وهي في الحقيقة قد بدأت بالفعل ورأس الحربة هو الجنرال كباشي وهو الوحيد الذي غرد خارج السرب وطالب بدمج قوات الدعم السريع في الجيش ، وقد نظم في السابق حشد من أبناء النوبة وسمح لهم بالهتافات ضد حميدتي بعد وصولهم للصقر الجمهوري .. يميل البرهان إلى تكوين حاضنة إجتماعية وعرقية تصبح الخزان البشري للجيش السوداني ولذلك كرر البرهان الزيارات والخطابة في هذه الولاية الأمر الذي أعتبره البعض أن ولاية نهر النيل أصبحت للبرهان مثل محافظة تكريت العراقية والتي طالما شكلت الحزام الأمني لنظام صدام حسين ... البرهان سوف يستعين بمصر و بعض قادة الأجهزة الأمنية في حقبة البشير والذين أقصاهم حميدتي عن المشهد السياسي من أمثال صلاح قوش ومحمد عطا جاد المولى .. سوف يحاول البرهان إستخدام ورقة موسى هلال والحركات المسلحة لتأليبها ضد حميدتي، لكن هذا سلاح ذو حدين ، لأن حميدتي قادر على إنهاء وجودهم العسكري في دارفور كما حدث في حقبة البشير حميدتي : يملك قوات عسكرية تدين له بالولاء المطلق و تحظى بتدريب عسكري ممتاز ولا تمارس النشاط السياسي .. يملك حميدتي نفوذ داخل الإدارات الأهلية والتي استوعب ابناءها داخل قواته . يراهن حميدتي على كسب القوى المدنية لصالحه مستغلاً العداء الصارخ الذي تكنه للفريق برهان وبقية أركان نظامه بسبب الإنقلاب والمجازر التي خلفها . أستغل الجنرال حميدتي المناخ الإقليمي وعقد سارية قاربه خلف راية الإطارئ وهو يعلم يقيناً بأن الفريق البرهان سوف يرفض إلإتفاق في مرحلة التطبيق عندها سوف يقف المجتمع الدولي مع من يؤيد الإتفاق وبذلك يجد حميدتي التعاطف الشعبي والدولي من قبل الجميع ... يتمتع الجنرال حميدتي بعلاقة دولية واسعة في دول الخليج وأوروبا وروسيا ، وقوات حميدتي هي جزء من مشروع أوروبي لمحاربة الهجرة الغير شرعية . هرولة البرهان نحو إسرائيل هي محاولة لخلق توازن دولي مع قوات الدعم السريع. الجنرال حميدتي يلعب على حبل فشل الإنقلاب وعجزه عن دفع حتى المرتبات وتشكيل حكومة بعد مضي عام ونيف على تاريخ الإنقلاب ، والأزمات الإقتصادية التي خلقها الإنقلاب سوف تحرم البرهان من التأييد الشعبي اللازم لقيادة حرب ضد قوات الدعم السريع ، كما أن ميدان المعركة شاسع وممتد على طول أنحاء السودان ، ولا يوجد توازن بين الضباط والجنود داخل الجيش ، فالغلبة في العدد هي للضباط من ولايات شمال السودان بينما ينحدر الجنود من غرب السودان . كثيراً ما يتباهى مؤيدو البرهان أن الضربات الجوية سوف تمنح البرهان حق التفوق الجوي والضربة الإستباقية عند بداية الحرب ، لكن التجربة في إستخدام سلاح الطيران لم تكن ميزة كبيرة في حربي الجنوب ودارفور ، والخطورة تكمن ان المقاتلات الروسية ليست دقيقة في رصد الأهداف مما يعني سقوط مدنيين ، كما أن قوات حميدتي تملك مضادات أرضية قادرة على صد الغارات الجوية ، ولا ننسى أن هناك ضباط في الجيش السوداني يؤيدون حميدتي بسبب الإنتماء القبلي والجهوي ، وهناك ضباط تركوا العمل في الجيش السوداني وأنضموا لقوات حميدتي ويقومون بتدريبها ... والأهم من كل ذلك يحتاج البرهان لحليف إقليمي يموّل الحملة العسكرية ضد حميدتي وأعتقد أن الظرف الجيوسياسي الحالي لا يسمح بذلك إذا وضعنا في الإعتبار أن هذه المغامرة سوف تنهي المؤسسة العسكرية السودانية بإنخراطها في حرب بكل المقاييس تعتبر أنها حرب جهوية الغرض منها الإقصاء ، ولن تنتهي بإنتصار لأي طرف ولكنها سوف تغرق البرهان وأركان نظامهم في بحر من الفوضى والدمار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الفاتح الدنقلاوى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست