الديمقراطي – القسم السياسي خمسة أعوام مرت على ثورة السودانيين الذين ما زالوا يبحثون عن سودان ديمقراطي، على الرغم من وقوع انقلاب البرهان في أكتوبر الماضي، إلا أنهم لم يستسلموا بعد. فرحلتهم ما زالت مستمرة نحو ديمقراطية مستدامة، وهي رحلة تُواجَه بالعديد من التحديات، أبرزها بناء جبهة مدنية عريضة لإنجاح التحول الديمقراطي، والذي يتطلب تنقية المناخ السياسي فيه، أمراً حيوياً، لتقليل حدة الاحتقان بين قوى الثورة، ومحاولة لتفادي الانزلاق في أتون صراع شامل وحرب أهلية. وكان ملتقى الإعلام والسياسة الذي نظمته نقابة الصحفيين السودانيين، أحد أهم المحطات التي أقر فيها المشاركون بتفويض النقابة لتكوين لجنة تعمل على صياغة مدونة أخلاقيات الممارسة السياسية والإعلامية. تفويض النقابة كان ذلك التفويض في ختام الملتقى الذي انعقد في الثامن والتاسع والعشرين من يناير الماضي، بحضور أكثر من (100) من المشاركين منهم أحزاب ولجان مقاومة، إلى جانب الأجسام المهنية ومنظمات المجتمع المدني والإعلام. يقول الأمين السياسي لحركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، محمد كاس، في حديثه لـ (الديمقراطي)، إن الملتقى تميز بالريادة في طرح الأفكار الجوهرية التي يمكن أن تضع خارطة طريق نحو استقلالية الإعلام، والسياسة ودورها في بناء الوطن وتقوية روح الوطنية دون تمييز، مبيناً أنه كان بمثابة نقلة نوعية جديدة ستسهم في بناء السودان الجديد لنجاحه في إدارة النقاشات وطرح الرؤى والأفكار، إلى جانب الخلل البنوي للمؤسسات ذات الطابع المهني والخدمي. ويرى كاس إمكانية التوصل إلى مدونة لأخلاقيات الممارسة السياسية والإعلامية، نتيجة لمناقشته حزمة من المحاور والقضايا التي كانت سبباً للأزمة، فضلاً عن جمعه لأفكار عديدة حول استقلال الصحافة وتفكيك بنيوية الجبهة الإسلامية. بينما تقول الإعلامية إسراء زين العابدين، في حديثها لـ (الديمقراطي): “على الرغم من أن الملتقى أتاح فرصة تبادل الآراء بين أصحاب المهنة والشباب والسياسيين، إلا أنه، لم يكن المنظمون موفقين في اختيار الموضوعات والأوراق، لأن بعضها كان بعيداً عن الهدف”. وأضافت: “لم يكن التنظيم جيداً، كأنما هي ندوات أو جلسات تنوير أكثر من أنها ورشة للخروج بمدونة تصلح كمرجعية أو ضابط لأخلاقيات المهنة”. وقد ناقش المشاركون في الملتقى عدداً من الأوراق في جلسات عمل متخصصة طُرحت من خلال الملتقى، والتي تعلقت بتحليل سياق السياسة والإعلام، إلى جانب نقد الخطاب السياسي والإعلامي في المرحلة الانتقالية. يشير الأستاذ علاء الدين نقد الله، إلى أن الملتقى حقق أهدافه الأولية، قائلاً لـ (الديمقراطي): “تبقى تطبيق أخلاقيات الممارسة الإعلامية والسياسية، الذي يحتاج إلى قوانين تساعد في الحفاظ عليه، حتى تجبر الجميع على ذلك، وتعاقب من يتجاوز الحدود الأخلاقية التي يمكن أن تتضمنها المدونة”. ومن جانب آخر، يقول مصطفى عمر محمد، عضو لجان المقاومة بالولايات، لـ (الديمقراطي)، إن الملتقى نجح في تحقيق أهدافه لأنه شمل قطاعاً عريضاً ومتنوعاً من المجتمع، وأضاف أن هذا يساعد في الوصول إلى مدونة لأخلاقيات الممارسة السياسية والإعلامية، توقِّع عليها كل قوى الثورة في القريب العاجل. وبموجب التفويض، ستبدأ نقابة الصحفيين السودانيين في تكوين لجنة تعمل على صياغة أخلاقيات الممارسة السياسية والإعلامية، إلى جانب تكوين مرصد خاص لمراقبة مدى الالتزام بالمدونة الأخلاقية والخطاب الإعلامي، بمشاركة واسعة تراعي التنوع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست