لماذا يكتبون المذكرات؟!! الكاتب: فوزي ذبيان صحيفة المدن اللبنانية الخميس 2022/12/01 يخبرنا الروائي الإيطالي أنطونيو تابوكي في "تريستانو يحتضر" أن الحياة تصبح أكثر حسية عندما تُكتب بحبر أسود فوق بياض الورق، ليعود في مقطع آخر من الرواية ويطلق التحذير التالي: إن من يكتب مذكراته يراها أهم من الأحداث التي يكتب عنها، وينخدع بهذا الوهم. نعم، إن المذكرات قد لا تكون مجرد فلش لأحداث ولّت وانقضت، فهي في بعض مآربها قد تكون استجابة حسية لندرة الحاضر وفقره أو قد تكون وسيلة هشة أو مبدعة لاقتفاء الأثر، لكنها بكل الأحوال ليس لها إلا أن تكون في بعض متونها تلطياً ومكوثاً في الكتمان والصمت بقدر ما هي في متون أخرى تصريح عن ذات كاتبها. ثمة خيال غالباً ما يتاخم الذاكرة فيأسرها على غفلة منها ليصير نص الذاكرة في هذا السياق محل انجدال بين الواقع والتاريخ والتخييل، إذ هناك على الدوم خيال متلطّ خلف الرغبات المكبوتة والنوستالجيات المشوهة أو الكاذبة والتردد الذي قد خلّع في الكثير من المراحل مفاصل ما فاتنا من أيام وسنين.
يبدأ جبرا إبراهيم جبرا مذكراته والتي أسماها "البئر الأولى" بالعبارة التالية: "أردت في البدء أن أكتب سيرة ذاتية كاملة". هل الإنسان مؤهل بحق لأن يكتب سيرة ذاتية كاملة؟!!
إن الكمال في هذا المحل يقع بالتأكيد في باب المحال ذلك أن أقصى ما نصبو إليه لدى الإنكباب على تدوين مذكراتنا هو أن نرمم الذاكرة، أن نسدّ بعض الثقوب في جدرانها العالية، أن نتجنّب الوقوع في براثن شهواتنا حيالها. إزاء هذا الأمر تدعونا جوليا كريستيفا إلى عدم الإستخفاف بالعنف الذي يلازم الرغبة باستجلاء الهوية الذاتية أو بإعادة أوصال تاريخها... فالذاكرة في بعض مكائدها هي أقرب إلى عين تحدّق في مقبرة حيث بالموت فقط تستوي الأيام.
بالواقع، وكواحد شغوف بقراءة السير الذاتية لست على ثقة أن السيرة الذاتية هي ذاتية بإطلاق، فذات الذكريات لا تتحقق إلا عبر ذوات الآخرين وقد تحقق الأمر في ذهني بشدة عقب تجربتي الشخصية في كتابة المذكرات، وأنا أتكلم عن "مذكرات شرطي لبناني" (عمل غير منشور) وعفواً لهذا الإستطراد نحو الذات على الرغم من ضرورة أن تتمتع المادة التي أنا بصددها بالموضوعية. ذكرياتنا ليست ملكاً حصرياً لنا فهي أيضاً ملك الآخرين، لا ذات إلا عبر الآخر إذا أردنا أن نسترق السمع إلى ما يقوله ايمانويل ليفيناس وأقصى ما يتمناه المرء لدى التطلّع إلى ماضيه لا يتجاوز أن يكون إلقاء القبض على فتات المشهد الذي قد بددته السنين. في مذكراته "عالم الأمس" يقول الكاتب النمسوي ستيفان تسفايغ: "الزمن يقدّم الصور وأنا أنطق الكلمات المرفقة لها، ليس غير".
فكتابة المذكرات هي أشبه بمحاولة إلقاء القبض على المشهد في لحظة زواله... "أول شيء أتذكره أنني كنت تحت شيء ما، كانت طاولة، فقد رأيت ساق الطاولة، رأيت سيقان الناس ورأيت جزءاً متدلياً من مفرش الطاولة"، بهذه العبارة يستهل الكاتب الأميركي تشارلز بوكوفسكي مذكرات طفولته ومراهقته في كتاب "الشطيرة"... ماذا قبل ذلك المكوث تحت الطاولة؟!! لا شيء يقول بوكوفسكي، فاسترقاق النظر على الماضي فضلاً عن كونه كشف وبسط لما قد راح فهو أيضاً فعل توار وغياب... فكتابة الذكريات هي في بعض مفاصلها انبساط وفي مفاصل أخرى هي محاولة للبقاء في طي الخفاء والكتمان وبكل الأحوال هي مباغتة الماضي لأيامنا الحاضرة... إنه إلحاح الذاكرة، ذلك الإلحاح الذي يدفع لاستئناف بدء آخر أو الأخذ بالثأر من بدئنا الأولي عبر بثّ هذا البدء بنص يقوم على "قلق العبارة" على ما جاء في تراث العرب، إذ إن كلمات الذاكرة وثغثغتها في هكذا مطارح غالباً ما تشي باضطراب العلاقة بين الآن والبارحة، بين اليوم والأمس وبين الأنا وغيرها. إن محاولة امتلاك مشهد الماضي يذرّر الذات بل يعمل على تمزيقها... يستهلّ الكاتب الألماني هرمان هسّه مذكراته بالقول إن طفولته قامت على صحبة وارفة مع "بان" إله البراري في الأسطورة الإغريقية. هل "بان" طفولة هسّه هو عينه "بان" هسّه الطاعن في السن؟ يترك هسّه الجواب معلقاً في دياجير ذهنه والمسكوت عنه في سرد هسّه أن الإنسان إزاء ماضيه هو جملة من الكائنات. فعمل الذاكرة ضمن هذا التصور يخالف كلياً تصور الفيلسوف الفرنسي باسكال عن الكيفية التي يراقب الإنسان عبرها ذاته... "لا يمكن أن نعتلي الشرفة ونرى أنفسنا مارين في الشارع في الوقت ذاته" يقول باسكال بيد أن الروائي البرازيلي ماشادو يخالف هذا القول بعمق إذ أن إبرة المخيلة، حسب الروائي البرازيلي، ترتق خيوط الذاكرة وتودي بشخصها لأن يراقب نفسه من فوق الشرفة أو بين الزحام.
قد يكون نص الذاكرة موغلاً في الإنتماء وقد يكون بمثابة نفض للماضي من فوق أكتاف الحاضر وأحياناً أخرى يكون بين هذا وذاك وهو ما نشهده بروعة في مذكرات الكاتب المصري أحمد أمين والتي عنونها بـ"حياتي". فكتابة المذكرات في هذا الأفق هي أشبه بإعادة النظر بجوهر الأنا بل نراها محاولة متردّدة حيال الصياغات الثقافية والماورائية التي تشكّل أنا هذا المفكر المصري، بل والتي تشكّل جسده على حد سواء وهو الطالب في جامعة الأزهر ثم المعلّم، ومن المفارقات أن هذا التردد المعبّر عن نفسه بالتواري تارة والبوح الصريح تارة أخرى هو ما يضفي على كتاب "حياتي" الروعة.
يعلّمنا نص الذاكرة بالإجمال أنه ليس للذاكرة طابع طوبوغرافي منتظم تاريخياً مثل طبقات الأرض، فنص الذاكرة قد يكون توليفة متناثرة من شطط التداخل بين التواريخ والأيام وقد يكون محض محاولة لترتيب جوارير الذهن المخلّعة. فالمذكرات قد تُختصر تحت عبارة واحدة كما هي الحال مع الروائي الأميركي بول أوستر في "مذكرات الشباب" حيث الحياة في هذا المتن هي اجتراح الإنسان لحظوظه الخاصة، ومذكرات أخرى قد يشكّل العنوان عتبة الولوج إلى ديارها... عنْوَن بابلو نيرودا مذكراته بـ"أعترف بأنني قد عشتُ" أما غابرييل غارسيا ماركيز فقد صارح قرّاءه منذ البدء بالعنوان التالي: "عشت لأروي"، بينما الألماني غونتر غراس فأبى إلا أن يكون متحايلاً عبر العنوان التالي لمذكراته، "تقشير البصلة"، وكأني بصاحب "الطبل الصفيح" عبر إدراج نفسه كبصلة يقوم هو نفسه بتقشيرها يعترف بعد مديد العمر أنه ما زال يجهل نفسه، في حين أن اليوناني نيكوس كازانتزاكي في "تقرير إلى غريكو" والأميركي بول بولز في "بدون توقف" يشي كل من عنواني مذكراتهما أنهما أرادا للقارىء أن يلج عالم حياتهما عبر كوة معتمة بسبب ما يعتور هذين العنوانين من غموض والتباس وهو ما ينطبق على الروسي يفغيني يفتوشينكو في "العمق الرمادي – سيرة ذاتية مبكرة".
غالباً ما تحيلني المذكرات إلى قبر بلا جثة أو إلى قبر يفور بالجثث لكنها بكل الأحوال تستدعي بذهني ضروب التوتر بين الحاضر والمستقبل وما قد مضى. فالذات لا تمتلك حقيقة لكنها بالتأكيد تمتلك تاريخاً وثمة الكثير من الكتابات التي لا تُدرج عادة في خانة محض المذكرات الذاتية، هي بالعمق تستبطن ذكريات العالم الماضي وتاريخه ليس تاريخ كاتبها فحسب إنما تاريخ عصر برمته... ففي العام 1696 وضع أحد رؤساء الأديرة الفرنسية كتاباً بعنوان "تأملات في السخف وفي وسائل تجنبه" لنكون، كما يرى مؤرخو تلك الحقبة من تاريخ فرنسا، إزاء نص يعكس الحالة الذهنية والمشادات اللاهوتية التي احتلت عالم الكنيسة في تلك الفترة. أما دوستويفسكي الذي قال في "دون كيشوت" سرفانتس أن كاتبها أنقذ الحقيقة بواسطة الكذب فقد قارب رائعة سرفانتس كمذكرات عصر برمته بينما دوستويفسكي بالذات فثمة من قال عنه أنه "شكسبير المصحات العقلية" وذلك عطفاً على ما اعتور عصر هذا الروائي الروسي من هزّات في وجدان المجتمع الروسي ولا سيما مجتمع المدينة الروسية، وهو ما ينطبق أيضاً على "الجندي الطيب شفيك..." للتشيكي هاشيك ياروسلاف والتي قد عدّها كونديرا مذكرات الحرب العالمية الأولى أذا أردنا أن نستنطق ما لم يقله بشكل مباشر ميلان كونديرا. فالنص الروائي قد يكون بدوره بمثابة المذكرات التي قد تم ابتكارها، فإذا كان النسيان يراكم أحداث الماضي فإن الرواية تنزع هذه الأحداث من منطق سباتها وصمتها وركودها... فالرواية لسان الماضي تارة وعين الحاضر تارة أخرى. لا بداية لوقائع الذاكرة، فالبداية في نصوص الذاكرة هي واقعة مرتبكة... إن البدء في هذه النصوص المضطربة هو حالة سريرية. والذكريات في هذا المحل قد تكون حالة انبعاث، حالة غموض، حالة وفاء أو حالة غدر والتخييل عندها هو سيّد الموقف بل إنه بمثابة الحبوب التي في طاحونة الذهن وليس من باب العبث أن ثمة من عدّ كتابة الذكريات أقرب إلى الأيديولوجيا حيث هناك سعي غامض لردم تلك الهوة التي تفصل الماضي المجهول للإنسان عن ماضيه المتخيّل بغية الفوز بحاضر آخر وصولاً إلى مستقبل زاهر!! بيد أن كاتب الذكريات لا يسمع ماضيه بل تراه يسترقّ السمع، لا يحدق في ذلك الماضي بل هو يختلس النظر، نقلاً عن الناقد الأدبي نورثروب فراي بتصرّف.
عندما سُئلتْ الكاتبة الكندية مارغريت آتوود صاحبة رواية the handmaid’s tale والتي تحولت في ما بعد إلى مسلسل رائع، عندما سُئلتْ، أين ترقد القصة؟ أجابت بلا تردد: إنها ترقد في الظلام. ... ومن قال أن حياة كل منا لا تنتهي إلا أن تكون قصة!!
خاتمة على الرغم من كل ما سبق من قيل وقال، حيال كتابة المذكرات، تراني أقرب إلى ملاحظة القط في رواية الياباني ناتسومي سوسيكي "أنا قط". عندما لاحظ ذلك القط انكباب صديقه البشري على الكتابة كل الوقت قام بسؤاله، ماذا تدوّن فوق هذا الورق؟... أدوّن مذكراتي، قال البشري فردّ عليه القط بالقول، وماذا في حياتك كبشري شيء هام كي تقوم بتدوينه؟!!
12-29-2022, 06:17 PM
هدى ميرغنى هدى ميرغنى
تاريخ التسجيل: 10-27-2021
مجموع المشاركات: 6193
السلام والإحترام ، أخى ود الحسين~ طالما إنى لا أعرف صاحب المذكرات ، أقرأها كرواية ،توثيق وأحداث لا غير ولا أربطها بالشخص الكاتب. *قرأتُ كتاب كاتبى المفضل جدا غابريل قارسيا ماركيز(لدرجة أنى أحفظ بعض التعابير من كتبه). كتابه "Living to tell the tale” حكى تفاصيل كثيرة عن حياته - كانت باهتة بالنسبة لى مقارنة بكتبه. حيث إن بعضا من كتبه إن لم تكن جميعها بها تفاصيل كثيرة من حياته ولكن بشكل روائى ممتع.
ممكن أوضح أكثر مؤخرا…
12-29-2022, 09:39 PM
هدى ميرغنى هدى ميرغنى
تاريخ التسجيل: 10-27-2021
مجموع المشاركات: 6193
من ناحية اخرى عندما تكون المذكرات ليست عن الشخص نفسه، ولكن يعرض فيها الأحداث التى مرت به أو عايشها مثل الفيلم العظيم "Roma” (إسم لمدينة فى المكسيك) الفيلم عبارة عن مشاهدات كاتب ومخرج الفيلم للحياة فى منزله، مدينته ومن حوله. وكان أهم ما فيها مظاهرات الطلاب فى السبعينيات بالمكسيك وكيف قمعهم العسكر وأمنه كما يحدث الآن فى السودان -حاز الفيلم على جائزة اوسكار
**أيضا كان هنالك قبل سنتين بالمكسيك ،إحياء لذكرى الطلاب الشهداء وتلك الانتفاضة … لو ما شاهدت الفيلم (مبنى على مذكرات الكاتب)ما أظن كنت انتبهت بتلك الشدة لإحياء ذكرى إنتفاضة الطلاب فى المكسيك - لقد قرأت عن تفاصيلها بعد مشاهدتى للفيلم.
12-29-2022, 10:26 PM
عبداللطيف حسن علي عبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5890
اختيار جميل ومثير للتفكر اعتقد كتابة المذكرات تحتاج عدة اطراف غير كاتبها وتحتاج ان تكتب ذات الكاتب خارج زمانه المحدد لان زمانه يفرض قالبه الخاص ويعيق مشروع الكتابة هل يسرد الكاتب امورا نعدها من التفاهات عن مثلا كيف يقضي يومه ويعامل جيرانه وهل كانت له علاقات جنسية مريبة وكيف يغسل ملابسه ويكويها كيف يدخن ويسف سعوط الخ..اليست جزءا من سيرته الذاتية ام السيرة هي انجازاته العقلية فقط؟!
12-30-2022, 05:34 AM
أبوبكر عباس أبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3595
أمي عمرها ستة وتمانين سنة وتتمتع بذاكرة قوية جداً فوتغرافية وأظنني ورثت عنها ذلك، تحكي لي دوماً عن سيرة عائلتها وعائلة أبي ومعارفنا وما حكاهو ليها أبيها وأمها وأخوالها وجدودها، تحكي الأشياء بتجرد، فجأة وجدت نفسي أمتلك سيرة تمتد لحدي نهاية المهدية ودخول الإنجليز، قبل أيام حاولت أكتب واحدة من القصص حصلت قبل مائة سنة في شكل نص أدبي، لكن لقيت نفسي ح أدخل في مشكلة مع أحفاد صاحب القصّة وهم كثر معاي بالفيسبوك، الزول بتاع القصّة عندو جاه ما زال ممتد لكنو شين جداً في أخلاقو وثقيل وصعب العشرة، عندو مرتو سمحة جابت منو ولد وطلقتو قالت بخيل ولو الدنيا دي انقلبت ما بقعد معاهو، جاها في بيت أمها ومن الزعل كيف هو يترفض شال منها الشافع تلاتة سنوات، وركب الحمار، جاء راجع كان جاب ليها شوال دقيق، رفع الدقيق قدامو في الحمار، بنات الحلّة غنن ليهو: دنقر شالو دنقر شالو كبّ دقيقو في سروالو
كتبتها في شكل قصّة والله كيفتني وحافظت على فضاء القصّة والأسماء، لكن أجلت النشر لحدي ما أعتزل الناس بعد سنتين تلاتة وح أكتب أي حاجة نفسي فيها بحرية تامة ولو دقشتني عربية قبل أكتب حاجاتي دي، أكتبوا في الشاهد بعد كابتن شيبة يصلي بيكم في مقابر مدني، أوقفوا هذا العبث رحل قبل أن يعيش
12-30-2022, 06:24 AM
osama elkhawad osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
كلما جاء موضوع كتابة السيرة الذاتية فهناك محطة جديرة بأن نتوقف عندها لنحيّ صاحبها..لأنه صاحب سيرة متفردة.
في العالم العربي والشرق عموما...وهي سيرة "حياتي" لبابكر بدري...فهي سيرة غنية من كل الجوانب الشخصية ( حتى فائق السرية)، والسياسية
والاجتماعية والاقتصادية و ما يميزها هو كسر للتابوهات، في ذلك الوقت المبكر و الذي يعتبر سبق في المنطقة العربية و المشرقية عموما..فذلك
الرجل فلتة زمانه..ولو كان في غير السودان لملأ صيته الآفاق...سأحاول لاحقا إن سمح الوقت وتزاحم وتداخل الموضوعات بالإشارة إلى بعض الجوانب
المميزة في سيرة ":المثقف الشامل بحق" بابكر بدري.. *** السؤال لمن كان يكتب بابكر بدري مذكراته؟ ولأي هدف؟ أليس شيئا غريبا أن يكون له رؤية ثاقبة نحو كتابة مذكراته باعتبارها شيء ليس يخصه وحده؟
خاصة أن سيرته تتضمن سرد لفترة سياسية محتشدة بالأحداث الكبيرة في تاريخ السودان.
12-31-2022, 09:06 AM
عمر عبد الكريم علي عمر عبد الكريم علي
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 406
شخصياً تستهويني المذكرات وخصوصاً للشخصيات السودانية فهي بمثابة رواية واقعية البعض يكتب بكل وضوح وشفافية وقد تستغرب أحياناً من الصراحة التي تحكي جوانب سالبه أحياناً في الأسرة في إعتقادي أن دكتور حيدر إبراهيم في مذكراته التي عنونها بـ أزمنة الريح والقلق والحرية كان صريحاً جداً جداً تستهويني أيضاً سير الدبلوماسيون والقضاة وأعتقد يجب أن يهتم القضاة أكثر بتوثيق سيرهم الذاتية لأن المكتبة السودانية أعتقد إن لم أكن خاطئاً يوجد بها مذكرات لقاضي واحد فقط وهو مولانا حمزة نور
01-03-2023, 05:49 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
ا أود أن أبارح سيرة"حياتي لبابكر بدري" تلك السيرة التي أفرغ فيها بابكر بدري كل مكنونات نفسي و أسراره الخاصة التي لا تُذاع إلا لأقرب الناس
وفي حالات استثنائية للغاية و لكنه هو الرجل الاستثنائي وفي الزمن الاستثنائي المتقلب بين حكم وطني ملؤه الطغيان وتسيّد الروح القبلية و
الجهوية (قبل بروز مشكلة دارفور ، وكانت ذلك أول ظهور لطغيان الهامش) كان زمنا استثنائيا شهد فيه علو النبرة الوطنية و الشعارات الدينية
ثم سقوط راياتها( كما سقطت الانقاذ التي تمثل النسخة الأخرى للمهدية في نسختها الثانية)..
تحدث بابكر كل أريحية عن واقعة زنا له مع إحدى الجارات... ثم واقعة خلافه مع نسيبته وتطليق زوجته...والأخيرة ذلك اللقاء المتكافيء وغير المتكافيء
مع الزبير باشا...وهي واقعة استثنائية كذلك.. حيث استأثر الزبير بزوجته التي طلقها ثم فرقت بينهم الحرب. القصة تصلح لأن تكون دراما مثيرة..قد تفوق كثيرا من المواقف الدرامية..رجل يتوق لإمرأته..ثم يواجه من استأثر بها...وهنا تظهر العواطف المخفية و
الدوافع المكبوتة والمشاعر التي تتماوج في الصدور ويفلح أن يكتمها...هي مواجهة بين رأس المال..وبين من يجلس على تلال الأموال والجاهه
و سيرة من المعارك و المجد الشخصي .. و بين الفقير المعدم المثخن بجراح الفقر و الهزيمة..
سأكتفي بذلك..وأنقل تلك الدراما و السيناريو المثير والمواجهة المتكافئة و غير المتكافئة إلى بوست منفصل لمن لم يطلع على ذلك السيناريو الذي
لم يخفيه بابكر أيضا والذي قد يمثل إحدى لحظات انكساره الشخصي..
01-04-2023, 10:05 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة