|
Re: خطاب البرهان أمس الأربعاء 14 ديسمبر 2022 في ق (Re: Yasir Elsharif)
|
Quote: راشد أوشي 4 Std. · التصريحات التي ادلي بها رئيس المجلس الانقلابي الفريق عبد الفتاح البرهان البارحة حمالة أوجه.. لذلك وجدت ترحيبا حارا من قبل مناصريه من فلول النظام البائد والحركات المسلحة والحاضنة السياسية الجديدة التي حاول الانقلاب خلقها من عدم.. بينما وجدت لهجة حادة من قبل بعض المتحدثين باسم الحرية والتغيير المجلس المجلس.. رسائل البرهان من المعاقيل رسائل ذكية وتدل علي ذكاء من كتبها وليس من القاها.. فحديث البرهان عن انه ليس هنالك تسوية ثنائية بالمعني الذي فهمه البعض يعني من جهة ان باب الاتفاق الاطارئ مفتوح علي مصرعيه لكافة القوي السياسية لتحقيق الوفاق الوطني المزعوم.. ويعني من جهة اخري ان المكون العسكري الانقلابي يريد ان يسحب البساط من تحت ارجل قوي الحرية والتغيير الموقعة علي الاتفاق الاطارئ الذي حدد.. بشكل دقيق ومباشر.. اطراف العملية السياسية في الحوار الذي تجريه الالية الثلاثية والرباعية.. في خطابه امس رفض ماسماه (اختطاف) أي جهة للاتفاق الاطارئ في سعيها لاختطاف السلطة من جديد.. تبدؤ اشارات البرهان هنا غامضة ومربكة للمشهد السياسي.. فقبل فترة وصف البرهان قوي الحرية والتغيير بانها قوي وطنية تسعي لتحقيق المصالح العليا للبلاد.. ولكن رسالة البرهان بالامس كانت مرسلة بشكل مباشر لقوي الحرية والتغيير بوصفها القوي التي تريد اختطاف الاتفاق السياسي وبالتالي اختطاف السلطة من جديد.. ومعلوم ان قوي الحرية والتغيير تلقت اكثر من (60) طلبا من احزاب وقوي سياسية وحركات مسلحة ومنظمات مجتمع مدني للانضمام للاتفاق الطارئ.. كما ان أي الاتفاق الاطارئ.. أو النهائي.. سيكون بين المكون العسكري الانقلابي وقوي الحرية والتغيير باعتبارها الفاعل السياسي الاكبر في الساحة السياسية.. ورهن البرهان في خطابه نجاح الاتفاق الاطارئ في الوصول لمحطة الاتفاق النهائي بأن القوات المسلحة لن توافق في مرحلة الاتفاق النهائي للعملية السياسية الجارية علي اي بنو (يمكن ان تنال من ثوابت البلاد) دون تحديد دقيق لهذه الثوابت.. فقد تكون هذه الثوابت الحفاظ علي القوات المسلحة بتركيبتها الايدلوجية الحالية مع الابقاء علي قوات الدعم السريع بوضعها الراهن وفي هذا تنصل مبكر عن اهم بنود الاصلاح الامني والعسكري التي وردت في الاتفاق الاطارئ.. كما ان الثوابت التي تحدث عنها البرهان يمكن ان يكون من بينها الشركات الأمنية التي تستحوذ علي 82% من موارد البلاد في وقت تحدث فيه الاتفاق الاطارئ عن ايلولة الشركات الأمنية لوزارة المالية مع ترك امر الصناعات العسكرية والدفاعية للجيش.. وقد تكون الثوابت الوطنية لدي البرهان تبني خطاب التيار الاسلامي العريض الرافض لما يسمي التدخل الأجنبي في الشئون الداخلية للبلاد والداعي لطرد بعثة الامم المتحدة.. خطاب البرهان بالامس لم يكن سوي محاولة لارباك المشهد السياسي فهو لن يستطيع رفض الاتفاق الاطارئ بشكل واضح.. ولكنه يستطيع أن يربك المشهد ويقوي من مواقف الرافضين للاتفاق الاطارئ بما فيها لجان المقاومة التي ترفض الحوار الجاري ولا تثق في نوايا المكون العسكري الانقلابي.. ويمكن لخطاب البرهان ان يعزز من الخلافات بين قوي الثورة الرافضة للحوار .. اول رد فعل علي خطاب البرهان المفخخ كان من الناطق الرسمي باسم قوي الحرية والتغيير ياسر عرمان رئيس التيار الثوري الديمقراطي.. ومعروف عن عرمان انه من اكثر قيادات الحرية والتغيير شجاعة في مواجهة تقلبات المكون العسكري لذلك خرج قبل وقت قصير من توقيع الاتفاق الاطارئ ودعا لجان المقاومة لتصعيد العمل الثوري في الشارع.. ومعلوم ان عرمان من الداعمين بقوة لخروج المكون العسكري الانقلابي من المشهد السياسي تماما وأن تصبح الشراكة مع العسكر (شئ من الماضي).. وعادة ما يوجه عرمان رسائله بشكل مباشر ودقيق ومحدد من خلال انتقاء عباراته بدقة ودبلوماسية إذ قال عرمان ان (توقيع الاتفاق الاطاري لم يغير من طبيعة الانقلاب).. ويعني هنا تحديدا طبيعة المراوغة التي اتسم بها المكون العسكري الانقلابي منذ فض اعتصام القيادة مرورا بتوقيع الوثيقة الدستورية ثم الانقلاب عليها.. واكد عرمان ان الاتفاق الاطاري حدد الأطراف المدنية ودورها بدقة بموافقة العسكريين.. وان حديث الفريق البرهان اليوم (يشكل تراجع عن الاتفاق الاطاري).. واضاف عرمان ان (قضية الأطراف في العملية السياسية هي كعب أخيل وحصان طروادة إن لم يتم التمسك بالاتفاق الاطاري فإن ذلك يعني ببساطة عودة الفلول).. علي أرض الواقع فإن طوق النجاة للبرهان من الاتفاق الاطارئ الذي وقعه تحت ضغوط هائلة لا تطاق هم الفلول.. وفي الوقت ذاته فإن عودتهم تقوي من شوكة لجان المقاومة.. ولن تحميه لوقت طويل فعودة الاخوان المسلمين لحكم السودان يقابل بمعارضة قوية من دول المحور والمجتمع الدولي.. ليس أمام البرهان من خيارات سوي ارباك المشهد والمراوغة لعلها تصيب.. أو تخطئ.. |
| |
|
|
|
|
|
|
|