أكد مصدر قانوني رفيع لـ”الراكوبة” أن عضو المجلس الانقلابي ابراهيم جابر كثف خلال الساعات الماضية من تحركاته الرامية لتعزيز قبضة عناصر المؤتمر الوطني على العدالة وكافة مفاصل الدولة الحساسة الأخرى.
وقال المصدر “بعد ساعات قليلة من تحذير البرهان لعناصر المؤتمر الوطني من الاحتماء بالجيش؛ أمر جابر نائب عام سلطة الانقلاب بنقل سيف اليزل سري رئيس النيابة العامة بنيابة الخرطوم شمال ورئيس هيئة الاتهام في بلاغ الثلاثين من يونيو من موقعه في نيابه الشمالي وتعيين ماهر سعيد رئيس نيابه التفكيك بدلا عنه.
وفسر المصدر ذلك بسعي جابر وعناصر المؤتمر الوطني وربما بتنسيق مباشر مع البرهان على تشديد القبضة الكيزانية على نيابة الشمالي من أجل ممارسة المزيد من الضغط على الثوار من جهة وضمان فتح مزيد من البلاغات الكيدية ضد وجدي صالح وعدد من مسؤلي لجنة تفكيك نظام المخلوع البشير السابقين.
وحذر البرهان الاحد عناصر المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية من محاولة الاحتماء بالجيش؛ وقال إن الجيش السوداني هو قوات قومية لا تنحاز لأي جهة سياسية. لكن مراقبين شككوا في مصداقية وجدية تلك التحذيرات؛ مشيرين إلى أنها قد تكون جزء من تكتيك متفق عليه بين الانقلابيين وعناصر المؤتمر الوطني على غرار ما حدث في بداية انقلاب 1989 عندما اتفق الترابي مع البشير على أن يذهب إلى القصر رئيسا وهو إلى السجن حبيسا لتضليل المحتمع المحلي والدولي عبر إبعاد الكيزان عن شبهة الانقلاب مؤقتا.
وربط مراقبون أيضا بين توقيت تحذيرات البرهان التي جاءت قبل ساعات من سفره إلى شرم الشيخ لحضور قمة التغير المناخي واحتمال مواجهته من قبل زعماء إقليميين ودوليين بحقيقة موالاته للإخوان بدليل إعادة تمكينهم من مفاصل الدولة مجددا بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر وفك كافة أموالهم واصولهم التي صادرتها لجنة إزالة التمكين بعد ثورة ديسمبر.
وأشار المراقبون إلى أن البرهان واجه غضب دولي وإقليمي كبير خلال مشاركته في القمة العربية في الجزائر الاسبوع الماضي بسبب المخاوف المتعلقة بعودة الإخوان للواجهة بعد الانقلاب.
وكانت تصريحات اطلقتها عناصر تتبع للمؤتمر الوطني وتنظيم داعش والحركة الإسلامية؛ حول تنسيق جرى مع البرهان ومجموعات إخوانية شاركت في مسيرة مناصرة للجيش نظمت مؤخرا قد أثارت جدلا كبيرا في الشارع السوداني.
ورغم نفيها في بيان وحود مثل ذلك التنسيق إلا ان السلطة الانقلابية لم تتخذ اية إجراءات قانونية ضد اي من مطلقي تلك التصريحات الذين لا يزالون يتحركون بحرية مطلقة مما يؤكد فرضية صحة التنسيق وفرضية أن قائد الانقلاب يمارس التمويه من أجل خداع المجتمع المحلي والدولي.
وفي أعقاب انقلاب البرهان شدد عناصر المؤتمر الوطني من قبضتهم على النيابة العامة والأجهزة العدلية مما ادى إلى إطلاق سراح عدد من القيادات الإخوانية المتهمة في قضايا إرهاب وفساد وسط تقارير تحدثت عن صفقة كبيرة مكنت مجموعة من كبار أباطرة الفساد من سحب مبالغ تريليونية بعد فك الحظر عن حساباتهم التي جمدتها في وقت سابق لجنة تفكيك نظام الإخوان التي تم تجميد عملها عقب انقلاب البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة