https://top4top.io/ في يوم عيد صادف يوم السبت ولد عيد دودو دمور في العام 1930 م بمدينة أم درمان ولمولده يوم السبت طغى أسم (سبت) على أسمه الرسمي المسجل في شهادة الميلاد .. تلقى دراسته الأولية بمدرسة الخرطوم الغربية بعد انتقال أسرته إلى الخرطوم ودراسته الوسطى بالصناعية أم درمان والثانوي العالي بمدارس إبراهيم سوميت المسائية.
التحق كجندي بسلاح المهندسين ( الوحدة الفنية – قسم النجارة) في العام 1944 م وترقى إلى أن وصل لرتبة (نقيب) وفي العام 1976 م كان نزوله للمعاش.
كان يتم اعتقال سبت دودو عند كل محاولة انقلابية تحدث أبان العهد المايوي لان الانقلابيين كانوا يوردون أسمه ضمن قائمتهم ليكسبوا عطف الرياضيين وعند حدوث انقلاب حسن حسين ورد أسمه ضمن القائمة وتم اعتقاله وبعد فترة أطلق سراحه عندما علموا أنه كان في عطبرة وقت حدوث الانقلاب .
بعد ذلك طلب سبت دودو من صديقه المرحوم عبد الله عبد الماجد ( أبو هيوت ) لاعب المريخ والأهلي السعودي السابق والذي يرتبط بصلة صداقة مع الأمير عبد الله الفيصل بأن يبحث له عن عمل بالسعودية حتى يرتاح من قصص الاعتقالات المستمرة وبالفعل وصلته دعوة من النادي الأهلي بجدة للعمل كمدرب لحراس المرمى حيث قام بتدريب كل المراحل من ناشئين وشباب وفريق أول وعلى يده تخرج العديد من الحراس المميزين أمثال غازي صدفة وعادل الرداس ومحمد المترو وعبد الهادي الحداد وغيرهم إلى أن تقاعد قبل عدة سنوات عن العمل.
بدأ سبت دودو ممارسة هوايته كرة القدم بالدافوري مع أقرانه في الحي وكان يشارك كلاعب في وظائف مختلفة في الدفاع والهجوم بعد أن هجر اللعب في وظيفة حارس المرمى وكان ذلك وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره أثر تعرضه لحادثتين الأولى عندما كسر ذراعه الأيسر والثانية عندما تمزقت شفته السفلى وهو يرتمي تحت أقدام أحد المهاجمين لحماية عرينه وعندما بلغ العاشرة من عمره أنضم لفريق الحي ( الشاطئ) ومن زملائه حينها عبد الله علي عبد الله وخضر أمين ومحمد عبد الله تكتكي وعبد الله دوكة وإسماعيل عبد الله وكانوا يلعبون ضد الأحياء التي حولهم بالخرطوم مثل الاسطبلات والديوم.
في العام 1949 م كان تسجيل سيت دودو لفريق الحي (المقرن) .. بجانب ذلك كان يواصل نشاطه الرياضي مع فريق سلاح المهندسين بعد أن التحق للعمل به وكان يعج سلاح المهندسين بعدد من بحراس المرمى لذا كان يشارك في وظائف الملعب المختلفة وفي العام 1952 م كان القدر بالمرصاد ليعود سبت دودو مرة أخرى لحراسة المرمى حيث كانت هنالك مباراة لسلاح المهندسين ضد فريق الكلية الحربية الذي كان يضم في صفوفه الرئيس السابق جعفر محمد نميري والشاعر عوض أحمد خليفة ووزير الدفاع السابق مبارك عثمان رحمة ورئيس المريخ بشير حسن بشير وفي بداية المباراة أصيب زميله حارس المرمى سعد الدين الأغبش ونقل إلى المستشفى وتلفت زملائه ولم يجدوا غيره فتوكل على الله ولعب مكان زميله معتمدا على خبرته السابقة وبرز في تلك المباراة بصورة طيبة وانتهت نتيجة تلك المباراة بهزيمة سلاح المهندسين بهدف أحرزه عوض أحمد خليفة من ضربة جزاء ولان زميله سعد الدين الأغبش لزم سرير المستشفى واصل سبت دودو اللعب كحارس مرمى بعد أن رفض مواصلة اللعب في بادئ الأمر وتعرض بسبب ذلك للحبس العسكري وتم استدعائه بواسطة المسئول عن الرياضة في سلاح المهندسين في ذلك الوقت النقيب عوض عبد الرحمن صغيرون الذي أوضح له بان قدراته الفنية في اللعب كحارس مرمى كبيرة وتنبأ له بمستقبل باهر.
بعد هذه المباراة تم اختيار سبت دودو لفريق الجيش في أواخر العام 1952 م وكانت هناك مباراة لسلاح المهندسين ضد فريق النقل الميكانيكي ضمن منافسات الحاكم العام بملعب البلدية ببحري وتوقع الجميع أن يتعرض سلاح المهندسين لهزيمة كبرى عطفا لما يضمه فريق النقل الميكانيكي من فطاحلة كرة القدم آنذاك أمثال عمر عثمان وطلب وعبيد يس وحاج عوض ودولي وفي ذاك اليوم برز سبت بشكل أوضح وكان التوفيق حليفه.
تلك المباراة كانت جواز مروره لنادي الهلال حيث بدأت الأندية في مطاردته ولكنه كان في انتظار الهلال ولم ينتظر طويلا حيث حضر له وفد من نادي الهلال وطلب منه التوقيع في كشوفات النادي إلا أن المدرب صالح رجب اشترط أن يتمرن معهم أولا قبل أن يوقع في الكشوفات وعقب أدائه للتمارين بصورة رائعة حضر له السيد إبراهيم أبارو وهو يحمل أوراق التسجيل للتوقيع في كشوفات نادي الهلال.
وقع سبت دودو مجانا لنادي الهلال وكان أخذ المال في ذلك الوقت يعتبر عيبا وتم ذلك في أوائل العام 1953 م وحقق سبت دودو حلمه في اللعب لفريق الهلال وكان قبلها قد نال عضوية نادي الهلال وترجع تفاصيل ذلك للعام 1950 م حينما طلب من المهندس إبراهيم بشارة شقيق فتح الله بشارة بأن يأتي له باورنيك عضوية لنادي الهلال لهلاليته الصارخة وبالفعل أتى له بالاورنيك ونال عضوية النادي بعد أن قام بملء بيانات الأورنيك ولازال حتى الآن يحتفظ ببطاقة العضوية.
بجانب كرة القدم كان يمارس سبت دودو عدد من ضروب الرياضة المختلقة التي أفادته كثيرا في اكتساب الكتير من المهارات الشئ الذي ساعده في أداء مهامه على الوجه الأكمل كحارس مرمى ناجح حيث برع في العاب القوى وكرة السلة والسباحة والجمباز إضافة لتميزه بطول فارع وبقوام متناسق وببنية جسمانية متينة ولياقه بدينة عالية ولعل طبيعة عمله في سلاح المهندسين أكسبته تلك الصفات بجانب المرونة والشجاعة أضف لهما انضباطه داخل وخارج الملعب كل ذلك جعل مستواه في تصاعد مستمر مما مكنه من اللعب أساسيا في الهلال والفريق الأهلي السوداني منذ تسجيله وحتى اعتزاله اللعب.
قدم سبت دودو خلال مسيرته الرياضية المشرفة لنادية ولبلده كل شئ ولم يستبق شيئا تقلد خلالها كابتنية الهلال والفريق الأهلي السوداني وملأت شهرته الأفاق ونال من المجد مالم ينله لاعب كرة قدم سوداني ويكفي الألقاب الكثيرة التي أطلقت عليه ومنها :
الحارس الأمين : أطلقه عليه قطب الهلال كورين أسكندريان في العام 1954 م الجنرال : أطلقته عليه الصحافة الصينية عند زيارة الفريق الأهلي السوداني للصين في العام 1957 م الحارس الأبنوسي : أطلقته عليه الصحافة الروسية عند زيارة الفريق الأهلي السوداني لروسيا في العام 1957 م صقر قريش : الجمهور السوري في العام 1957 م الصقر الأسود : أطلقه عليه الجمهور الكيني في العام 1963 م أسبوع بحاله : أطلقه عليه المذيع الرياضي طه حمدتو في العام 1963 م
وأقرب الألقاب إلى نفسه (الصقر الأسود).
موقف تاريخي أخر لاينسى للعملاق سبت دودو :
في مباراة بين المريخ والهلال بدار الرياضة أم درمان في العام 1954 م في نهائي كاس التعليم في تلك المباراة سجل برعي هدف رائع برأسه على رأس خط 18 وهي مسافة بعيدة لإحراز هدف بضربة رأسية .. اتجهت الكرة إلى برعي وركز بصره على الزاوية اليمنى لمرمى حارس الهلال سبت دودو فاتجه سبت إلى تلك الزاوية وبسرعة مذهلة حول برعي الكرة برأسه إلى الزاوية اليسرى إصابة في منتهى الروعة حينها لم يتمالك الرياضي الأصيل سبت دودو نفسه فقبل رأس برعي الذهبي تقديرا وإعجابا فكان مشهد تجلت فيه روعة برعي وأصالة وعظمة سبت دودو كرياضي فريد.
أجمل مباريات سبت دودو والقول هنا على لسانه : 1 - مباراة محلية أمام المريخ وقد دخل المريخ هذه المباراة بفرصتي الفوز والتعادل وهي المباراة التي ظهر فيها جكسا وقد احرزنا الهدف الأول وكان المريخ يلعب بأعظم مهاجمين ماجد وبرعي وقد هدّف هذان اللاعبان كثيراً جداً على مرماي فكنت اقفز يمين ويسار وارضاً وجواً واستبسلت في الذود عن مرماي لأي أي هدف كان كفيلاً بتحويل كأس الدوري للمريخ والحمد لله انتهت تلك المباراة بفوزنا واحرازنا الكأس.
2 - مبارة ودية أمام فريق أودا التشيكي وكنا مهزومين فيها 2/صفر وعندما تبقى على نهاية المباراة عشرون دقيقة ومن هجمة للفريق التشيكي ضربت الكرة بيدي ومع وجود المهاجم التشيكي حدث ( ملخ ) لأصابع يدي الأربعة وارجعتهم بنفسي في نفس اللحظة وحدث لهم تورم وحتى هذه اللحظة شكل اصابع اليد اليسرى يختلف عن اليمني إذ تفرقت اصابع يدي اليسرى عن بعضها . ولم يكن لي احتياطي فاتممت بقية المباراة بيد واحدة ولاحظ أفراد الفريق التيشيكي أنني مصاب فاصبحوا يصوبون نحو المرمى من كل جهة ولم يستطيعوا احراز هدف حتى نهاية المباراة ليأتي لي بعد نهاية المباراة لاعبي التشيك مهنئين ، وعندما اقمنا لهم حفل عشاء بالنادي بعد نهاية المباراة كانوا ينظرون إلىّ كأنني قمت بمعجزة هذه أجمل مبارياتي وأنا ارتدي شعار الهلال.
3 - أما أجمل مبارياتي بشعار السودان فكانت أمام كينيا والتي أطلق علي فيها الجمهور الكيني لقب الصقر الأسود في العام 1963 م.
من الطرائف التي ذكرها الكابتن الراحل عوض كوكا عن الكابتن سبت دودو والذي كان يتولى كابتنية الفريق القومي السوداني وفي زيارة للرئيس الصيني للسودان وعند تقديم سبت دودو للضيف اسماء لاعبي الفريق القومي كان يضرب لخمة ويذكر للضيف اسم عوض كوكا باسم نجم الدين حسن واسم نجم الدين حسن باسم جقدول واسم جكسا بامين زكي وهكذا وعند انتهاء المباراة وبسؤاله ذلك عن ذلك أجابهم : هو بيعرفكم .
ونقلا من موقع سودانت : يحكي لاعب المريخ الخطير ود الشايقي عن أول مباراة له خارجية مع المنتخب في واحدة من الدول الأفريقية .. وود الشايقي طبعا بيلعب باك شمال وكان أخطر لاعب في الفريق الأفريقي ( الوينق اليمين ) .. قال لما فيني شئ محاورة وشئ قياس ويشوت وحارس المنتخب سبت دودو يشيل وينفض في الكورة لما فنيلته لونها إتغير .. المهم قال بعد الشوط الاول إنتهى شايف سبت بينقنق مع واحد من المدافعين ويرفع في يديهو وصاري وشو .. قال قلت أخفف عليهو مشيت ليهو قلت ليهو يا كابتن سبت طبعا أنا دي أول مباراة لي ألعبها مع المنتخب والزول اللاعب قصادي ده أخطر لاعب في الفريق .. عشان كدا أنصحني أعمل شنو ؟؟؟؟ قال سبت قال ليهو داير تسمع نصيحتي ؟ ود الشايقي قال قلت ليهو أيوة .. قال سبت قاليهو أنصحك شوف ليك شغلة غير الكورة دي
في العام 1968 م أعلن سبت دودو إعتزاله اللعب واتجه إلى مجال التدريب وكان خليفته في حراسة مرمى نادي الهلال الحارس محمد عبد الفتاح (زغبير) الذي كان حريصا على أداء التدريبات والتعليمات إلى أن اشتد عوده وصار الحارس الأول للهلال والفريق القومي السوداني.
جزيل الشكر والتقدير للأخ العزيز الصحفي المرموق خالد الجزولي الذي أتاح لنا فرصة اللقاء بالكابتن سبت دودو بمنزله بحي مدائن الملك فهد بمدينة جدة حيث أخذنا منه كثير من الإفادات وبعض معلومات هذا المنشور مستقاة من توثيق سابق للأخ خالد الجزولي عن الكابتن سبت دودو نشر في جريدة الخرطوم قبل عدة سنوات وأخر عهدي بالكابتن سبت دودو كان قبل ثمانية سنوات تقريبا عندما كان طريح السرير الابيض بمستشفى المستقبل بمدينة جدة .
نعي لنا الناعي صباح اليوم الأربعاء 28 سبتمبر 2022م وفاة الكابتن سبت دودو نسأل الله أن يشمله بعظيم رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.
09-28-2022, 04:22 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Emad Ahmed
Yasir Elsharif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست