|
Re: وفاة ميخائيل قورباتشوف ( من أنهى الإتحاد ا (Re: هدى ميرغنى)
|
أنا أحب الرئيس الروسي الراحل ميخائيل قورباتشف كثيرا، له الرحمة. هو خريج كلية القانون، و سياسي محنك، و فوق ذلك فهو رجل عقلاني و واقعي و إنساني من الطراز الأول. هذا الرجل إتخذ قرارات سياسية شجاعة أرست قواعد الديمقراطية و الإصلاحات الإقتصادية في بلاده. إتضح لقةرباتشف بعد أن أرتقى لمنصب السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي أن الحرل الباردة ضد أمريكا في طريقها لتدمير إقتصاد بلده، و أن سياسات الحزب الشيوعي الروسي بنمطها الدكتاتوري الجاسوسي و أحتكار السلطة و التضييق على الإعلام لا تتماشى مع العصر، فأطلق برنامجين سياسيين كبيرين و طموحين أسماهما: البروسترويكا، prostroika, تعني بالإنجليزية: Reconstructing, و القلوسنوت Glosnost, و تعني بالإنقليزية: Openness and Transparency, الانفتاح. هذان البرنامجان أديا، بإرادة مقصودة منه، لتشظي الإتحاد السوفيتي. و هو في تقديري قرار حكيم. بموجب البروسترويكا سمح بالديمقراطية و التعددية الحزبية، و ألا يحتكر الحزب الشيوعي السلطة، و أباح لكل دول الاتحاد التي تريد الإنفصال بإرادة شعوبها أن تفعل ذلك . و بموجب القلوسنوست أدخل شكلا من نظام السوق الحر، Free Market في النظام الإقتصادي لبلاده. و أنا أتفق معه فيما قال بأنه أنقذ بتلك الإصلاحات بلاده من إنهيار وشيك. طبعا حدثت صعوبات و مقاومة لهذه الإصلاحات التي أدخلها قورباتشاف، و هنالك من الحرس القديم من حاربها لأنه يفقد إمتيازاته الخاصة. هو طبعا عمل tweaking بتلك السياسات، لكنه لم يتراجع عنها لأنه أدرك أن العقل الجمعي في روسيا سيعارض أو يقاوم الإصلاحات الجذرية. طبعا قورباتشاف أتى بيلتسبن ليصبح عمدة أو والي للعاصمة موسكو، لأنه حسبه من أنصاره. الجيش لم يعجبه الحال فقام بانقلاب ضد قورباتشاف و أدخله السجن. يلتسين، و هو سياسي عجوز و مدمن خمر، " عمل فيها بطل " و قاد مظاهرات صد الجيش مطالبا بأن كم لاق سراح قورباتشاف و إعادته لسدة الحكم. الشعب تجاوب معه و انتصرت إرادة الشعب و خرج قورباتشاف من السجن.كان من المفترض أن يستعيد
قورباتشاف سلطته لكن يلتسين قال إن الفصل يرجع له و أنه اولى بالرئاسة. حصلتوحيلةسياسية و اصبح يلتسين هو الرئيس
لكنه ايثا جوله بمعارضة و سقط ثم لم يلبث أن مات، لأن صحته
المعتلة و إدمانه الخمر ع جل لا بوفاته. صار قورباتشاف مؤمنا بالنظام الديمقراطي في الحكم، فشكل حزبا بقيادته و خاص به الانتخابات الرئاسية مرتين لكنه فشل فشلت ذريعا لأن الدهماء من عامة الشعب و خصومه السياسيين إتهموا سياساته التي رسمها بقصد التخلص من و إزالة ما يسمى بالاتحاد السوفيتي سولوا للناس أن ضياع مجد الإتحاد السوفيتي كانت بسبب بروسترويكا و قلاسونست ميخائيل قورباتشاف. المهم في الأمر، لا تزال الإصلاحات التي أدخلها قورباتشاف
هي السائدة بشكل ما و بفضلها إنصلح الحال الاقتصادي و السياسي في البلد و عادت لروسيا قوتها، لولا السياسات المتهورة الأخيرة التي إتخذها الرئيس الروسي الحالي. لا تنسوا أن قورباتشاف هو من أدخل النظام الرئاسي في روسيا . فوق ذلك، قورباتشاف رحل مفكر و متحدث لبق. أنا شاهدت برنامج تلفزيوني سياسي امريكي في تسعينيات القرن الماضي، إستضافة فيه مقدمه رؤساء سابقين من اروبا وامريكا و كندا، هم ثاتسر، بوش الأب، رئيس كندي سابق مسهور، مستشار سابق مسهور لألمانيا و قورباتشاف. كان الحوار عميق و شيقا. لكن قورباتشاف كان هو الأفضل و سحب البساط من كل أولئك الرؤساء السابقين.
طارق الفزاري ود زينب
| |
|
|
|
|