|
Re: تعريف ومعنى الحداثة: (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
المقال المجتزأ: هو اجتزأته ونقلته كما هو دون تدخل لذلك فهو ليس اقتباسا): بدأت إرهاصات الحداثة الغربيّة حوالي القرن الخامس عشر ميلادي، ثمّ تدرّجت حتّى شرارتها الأولى مع كوبيرنيك في الفَلك، إلى أن وصلت ذروتها في القرنين السابع والثامن عشر الميلاديّين مع جاليليو في مواجهته للمُحاكمة الكنسية الشهيرة، وُصولًا إلى إسحاق نيوتن والمبادئ الفيزيائية لقانون الجاذبية، مرورًا بديكارت رائد الحداثة الأوّل بوجهِها الفلسفيّ؛ إذ أتت على الأخضر واليابس، وتسرّبت مفاهيم الحداثة من موضوعٍ إلى موضوع ومن عِلمٍ إلى عِلم ومن مجالٍ إلى مجال آخر. تفرّعت خيوطها في شتّى الاتجاهات حتّى حاصرت الحُكْم المسيحيّ، ومن خلاله العِلم الأرسطيّ الذي قاوم زهاء العشرين قرنًا.
امتاز القرن السابع عشر بمركزيّة الشمس، وهي الفكرة الجديدة، التي قَلَبَت الفكر الإنساني آنذاك رأسًا على عَقِب، فانهارت مركزية الأرض البطليمية، وانهارت الفيزياء الأرسطية، وعليه طُرح السؤال التالي: إنْ أصبح هذا التّراث الذي عَمَّر طويلًا غير صالح؛ فماذا سنفعل؟ إنّنا بالضرورة نحتاج عِلْمًا جديدًا وفيزياء جديدة وفلسفة جديدة وتفسيرًا جديدًا للّاهوت … وغيرها. من الأمور التي فاجأت الإنسان الغربيّ نفسه وجرحته اضطرارًا وليس اختيارًا؛ فأصبح كالغريق في بحر العلوم الحقّة ينظر أيَهتدي إلى سبيل للخروج أم فاته الأوان؟ والقصة معروفة بعد هذا، حيث الكوبيرنيكية هي الصياغة الفَلكية للحداثة والجاليلية هي الصياغة العِلمية لها، ثمّ جاء ديكارت بالصياغة الفلسفية التي أعادت الاعتبار للإنسان، وقال: نبدأ من الذّات أوّلًا ثمّ الطبيعة ثانيًّا، مادام أنها غير موثوقة، وعلى إثرها سُمِّي بأبي الفلسفة الحديثة.
ولكن هيمنة العلوم الفيزيائية والمشاهدات الفَلكية على الحداثة، لم يمنع من بزوغ أسماء أخرى في مجالات متنوّعة، نال منها الأدب نصيبه أيضًا، فتنفّست الحداثة أدبًا.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: تعريف ومعنى الحداثة: (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
Quote: ولكن هيمنة العلوم الفيزيائية والمشاهدات الفَلكية على الحداثة، لم يمنع من بزوغ أسماء أخرى في مجالات متنوّعة، نال منها الأدب نصيبه أيضًا، فتنفّست الحداثة أدبًا. |
شكرا محمد عبدالله الحسين
تعودنا ان تركز الضوء علي مفهوم اشكالي وتسلط عليه إضاءات
مكثفة من مختلف الزوايا
البورد حاليا يفتقد الي نوع المثقف المستنير الذي يشاركك هذه المواضيع
الحداثة نجحت فقط في مجال العلوم الطبيعية : كيمياء وفيزياء واحياء
او مجال العلوم الطبيعية ، ولم تنجح في مجالات العلوم الانسانية قط
فكانت مابعد الحداثة (قشة) يتعلق بها الاوروبيون للخروج من الازمة العميقة
التي بشرهم بها ديكارت وكانط وهيغل من ان يكون الانسان موضوعا للمعرفة
او النزغة الانسانوية ، فكانت علوم الانسان ليس مقصودا بها غير انسان محدد
هو الانسان الاوروبي وكانت نتاجات العلوم الانسانية بمثابة تبديل العالم الالهي بعالم انسانوي
مع استخدام نفس الارث في الحالتين ، وكان مطلوبا من نزعة مابعد الحداثة التاكيد
علي الفكرة النيتشوية (موت الاله) في مجال اخر (موت الانسان) والتخلص من فكر
التمثيل والتصورات لديه وكذلك التفسير والتاويل الخ
فعندما ندرس شئ عادة نستخدم مفاهيم عن الشئ ، نستبدل الشئ بالمفاهيم المجردة
او مايعرف بالتمثيل والتصورات وهي ركن الحداثة العقلية
في حين المطلوب هو البقاء في الشئ وعدم مبارحته باعتبار الشئ
هو الوثيقة الحفرية المطلوبة ذاتها ، والانسان وثيقة حفرية من ضمن الوثائق
يجب ان نتركها تقول الان وليس استنطاقها بفكر التصورات
يجب الحديث عن المايحدث في الواقع دون الانقياد الي اللاتناهي
الذي يمثله قكر التصورات
لاحظ مثلا في الكيمياء عندما نصوغ قانون عن كيفية قياس
وزن مادة له علاقة بالكهرباء او ايجاد حجم غاز بقانون الغازات
هنا تجدنا مرتبطين بالشئ دون مبارحته مطلقا في تناهي تام ...
ولكن بمجرد الحديث عن الدلالات في اي لغة تجدنا ننساق
الي اللاتناهي ويتحول البحث بعيدا غن المطلوب
| |

|
|
|
|
|
|
Re: تعريف ومعنى الحداثة: (Re: ابو جهينة)
|
* كسرة حينما نقلت الموضوع ( موضوع البوست) كنت أنوي فقط عرض الشرح المبسط لمعنى الحداثة كما في المقال... وذلك ليستفيد منه
البعض دون الحاجة للغوض في المصطحات الاكاديمية والفلسفية الغامضة أحيانا و الملتبسة أحيان و المضللة في أحيان كثيرة.
لك الشكر أخي عبداللطيف على التعليق ووجهة النظر الجميلة.
ولك الشكر أخي أبوجهينة على المتابعة وجبر الخواطر.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: تعريف ومعنى الحداثة: (Re: Nasr)
|
عفوا للإعادة....وذلك لأنني وجدت أخطاء كثيرة بسبب العجلة وعدم المراجعة.. حاضر أستاذ عبداللطيف...
ساواصل كل ما عنّ لي شيئا ضمن موضوع الحداثة وفي نفس الإطا والمضمون ...اللهم إلا وجدت ارتباطات جانبية
سأحاول التطرق إليها
..في إطار سيرورة الحداثة وسيرورة الأحداث ...و في إطار وعقابيل حيف وسيطرة الكنيسة والقساوسة برز مارت لوثر كينقج كمسيحي متمرد
وكثائر حداثوي.. فقد لوثر كان رافضا للتفسير الكاثوليكي قائلا بفساده وانحرافه ...و مناديا في نفس الوقت بمسيحية غير محرفة وغير منحرفة..
وهكذا انتشرت البروتستانتية التي وجدت القبول لدى الكثيرين في بعض مناطق اوروبا..
من ناحية أخرى فقد أوحت البروتسانتية إلى عالم الاجتماع (ماكس فيبر) كتابه (الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية)
والذي تضمن فيه رأيه في أن البروتستانتية من خلال نصوصها وتفسيراتها كانت دافعا قويا لنمو الرأسمالية في مناطق انتشارها ...
الغريبة أن هذه المقاربة أي وجهة نظر فيبر حول دور الدين في انتشار الرأسمالية وتراكم الثروة و النهضة الاقتصادية في جنوب أوروبا أوحت
لبعض المفكرين إمكانية تطبيق هذه الفكرة أو أقتباسها والتماهي معها ..وذلك بإمكانية تطبيقها على مناطق أخرى من العالم.
قبل أن نكمل...لحسن الحظ أو لغير ذلك فقد أدخلت هذه الرؤية السودان في أواخر دولة الفونج ضمن هذه الرؤية..كيف؟
رأى المتخصص في التاريخ والاقتصاد الأمريكي بيتر جران في كتابه (الإسلام والرأسمالية) أنه حدثت في مصر في
منتصف القرن السابع عشر نهضة اقتصادية داخلية ناجمة عن فهم حداثوي للنصوص الدينية الإسلامية خاصة للأحاديث مما أدى
إلى نهضة اقتصادية ورأسمالية محلية في مصر...
هذا الرأى حاول جي سيولدينق في كتابه عصر البطولة في سنار أن يطبقه على سودان دولة الفونج ...
حيث قال بأن ما حدث في مصر من نهضة فكرية أدت إلى نهوض اقتصادي فقد حدث نفس الشيء في السودان إبّان
حكم الهمج التي تمثل النسخة الأخرى لسلطنة الفونج..
بمعنى آخر حدث فهم جديد للدين الإسلامي بثورة فكرية قادها رجال الدين القادمون من الأزهر والحجاز في السودان في ذلك الوقت
والتي أدت بدورها إلى تغييرات و حراك اقتصادي أعقبه حراك إداري وسياسي الخ.
وهكذا يا اخوتي تقودنا الفكرة إلى الفكرة ...
أرجو ألا أكون قد خرجت كثيرا عن النص..
وللحديث بقية
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: تعريف ومعنى الحداثة: (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
سلام يا محمد وشكرا على طرح بوست فكرى فى زمن القحط.. متابع معكم
لا أميل الى إستعمال مصطلح الحداثة، لأن من بدأ هذا المصطلح لم يطلقه أو يفتحه على المستقبل.. وإنما قام بتحديد خصائصه ومظاهره فى الوقت الذى عاش فيه.. لذلك بعد تجاوز مرحلة الثورة الصناعية (صححنى لو خطأ) وظهور نظريات العلوم الطبيعية الحديثة وما ترتب على ذلك من تغير فى أنماط السلوك المجتمعى فى اوروبا ظهر مفهوم (ما بعد الحداثة).. والان بعد دخول العلوم الحديثة فى نظريات الكموم وتطبيقاتها التى تشبه المعجزات، نسمع ب (ما بعد بعد الحداثة).. لذلك تجدنى أميل الى استعمال عبارة (تغيـر البيئـة) بدون تحديد أى خصائص لتغير هذه البيئة فى الزمن المحدد. فإن تغير البيئة الطبيعية والذى بالضرورة يتبعه تغير فى نمط وسلوكيات المجتمع واساليب حياتها، تغير هذه البيئة صار يحدث بوتيرة اسرع بكثير من قبل.. وتيرة اشبه بموتوالية هندسية وليس تطور وئيــد. ولو اعتمدنا تعبير الحداثة فسوف نصل فى المستقبل القريب الى (ما بعد الحداثة العاشــرة).. والأسلم على ما أراه أن نقول مثلاً (البيئة الحاضرة) مساهمة بالفرينى بتاعتى ويانى القاعد متحكر فى البوست دا
| |

|
|
|
|
|
|
Re: تعريف ومعنى الحداثة: (Re: Abureesh)
|
مرحب بالأخ العزيز أبو الريش
:Quote: لا أميل الى إستعمال مصطلح الحداثة، لأن من بدأ هذا المصطلح لم يطلقه أو يفتحه على المستقبل.. وإنما قام بتحديد خصائصه ومظاهره فى الوقت الذى عاش فيه.. لذلك بعد تجاوز مرحلة الثورة الصناعية (صححنى لو خطأ) وظهور نظريات العلوم الطبيعية الحديثة وما ترتب على ذلك من تغير فى أنماط السلوك المجتمعى فى اوروبا ظهر مفهوم (ما بعد الحداثة).. والان بعد دخول العلوم الحديثة فى نظريات الكموم وتطبيقاتها التى تشبه المعجزات، نسمع ب (ما بعد بعد الحداثة).. لذلك تجدنى أميل الى استعمال عبارة (تغيـر البيئـة) بدون تحديد أى خصائص لتغير هذه البيئة فى الزمن المحدد. فإن تغير البيئة الطبيعية والذى بالضرورة يتبعه تغير فى نمط وسلوكيات المجتمع واساليب حياتها، تغير هذه البيئة صار يحدث بوتيرة اسرع بكثير من قبل.. وتيرة اشبه بموتوالية هندسية وليس تطور وئيــد. ولو اعتمدنا تعبير الحداثة فسوف نصل فى المستقبل القريب الى (ما بعد الحداثة العاشــرة).. والأسلم على ما أراه أن نقول مثلاً (البيئة الحاضرة) مساهمة بالفرينى بتاعتى ويانى القاعد متحكر فى البوست دا |
البوست مفتوح لك على مصراعيه...ولكل وجهات النظر... ناس ما بعد الحداثة لا يؤمنون بامتلاك شخص أو جهة ما بالحقيقة الكاملة.
أعتقد فكرة الحداثة واضحة ..وهي الفترة بين القرن الثالث عشر أو السادس عشر وحتى بداية القرن العشرين...
تبقى لنا تعريف ما بعد الحداثة التي أثارت كثيرا من الجدل دون اتفاق ودون الخروج بصورة محددة للمفهوم.
شكر وتحية لك أخي أبو الريش
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: تعريف ومعنى الحداثة: (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ساحاول هنا تبسيط مفهوم ما بعد الحداثة بقدر الإمكان...مستندا على وقر في ذهني وفهمي بشكل عام من قراءات مختلفة ..
مفهوم متعدد الجوانب ومتعدد التفسير لأنه يتعلق بالأدب واللغة والمعمار والفن والفلسفة الخ..كما أنه في أصله عبارة عن ردة فعل تجاه
مفهوم وحقيقة الحداثة التي هي الوجه الفعلي المادي للتنوير الأوربي القائم على العقلانية بشكل أساسي..
مفهوم ما بعد الحداثة ليس مفهوم قائم بذاته بل مرتبط بمفهوم الحداثة نفسها في المعنى والمدلول ..فهو عبارة عن تمرد ورفض للحداثة..وللسرديات
و الايديولوجيات الكبرى مثل الليبرالية والشيوعية والايديولوجيات الدينية والسياسية ، حتى الأفكار التي سادت فترة من الزمن مثل المركزية والهامش
تضالت فظهرت الدعوة للهويات المحلية والفرعية.الخ...فحسب زعمهم إذا كانت نتيجة التنوير القائم على العقل و الصناعة ونشوء الرأسمالية فجميعها قد أورثت
البشرية الحروب والقتل والدماء والأشلاء والأزمات الاقتصادية و الاجتماعية... فذلك يعني أنه طريق مغلق و أنه سبيل يفضي إلى شقاء الإنسان..
وكما ذكرت هذا الرفض لكل قيم و أفكار وعقابيل التنوير والحداثة يعني رفض كل ما يكبل الإنسان من سرديات/ ايديولوجيات وأفكار وقيم ...فظهرت بالتالي العديد
من المدارس الفكرية والفلسفية و الأدبية...فظهرت ما بعد البنيوية و التفكيكية..فما بعد الحداثة تقول بنسبية القيم و عدم وجود حقيقة واحدة و ان التجربة عبارة
عن فعل فردي ولا يمكن تعميمها..
وكما وصف أحد المفكرين مجتمع ما بعد الحداثة بأنه(تسارعت حركات التجديد مما أفضـى إلـى قواعد موضة جديدة قائمة على الخلط،
فهي"مزيج من الأذواق و الموائد و الأطعمة العالميـة،و خليط من الألبسة التي تندغم فيها الخياطة الراقية بالفولكلور، و خليط من الموجات الغنائيـة...)
مجتمع ما بعد الحداثة المتشبث بنسبية القيم وتعددية الحقيقة والتجارب الفردية، وأصبح الفكر المسيحي مطالبًا بالتأقلم مع مجتمع تحول فيه الإنسان
إلى “جزء من مجتمع إنساني محلي..باختصار إنسان ما بعد الحداثة إنسان كامل الحرية لا يؤمن بأي حقيقة سوى الذات المشخصة أو المفكرة ...وهي
ذات رافضة ومتمردة على كل قاعدة وكل فكرة ..وهي بالتالي فكرة ناقمة ورافضة ومتمردة...تدعو لتدمير كل قيمة وعقيدة وايديولوجية..
هذا ما لدي... والباب مفتوح للإضافة..والأفضل تبسيط الفكرة ما والبعد عن المصطلحات الاكاديمية الملتبسة.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: تعريف ومعنى الحداثة: (Re: عبداللطيف حسن علي)
|
مابعد الحداثة يمثل نسختخا الفكرية والفلسفية ميشيل فوكو
وهو ضد الاستخدام الشائع للفلسفة ومفاهيمها ، ويدعو
الي شيأنة الفكر وليس فكرنة الاشياء
مثلا في بوست : هل الشاعر غبدالمنعم عبدالحي دينكاوي ؟
تجد البعض يحاول نزع وثائق الماضي من تربتها الحفرية
ومحاكمتها في سياق الحاضر ، متجاهلا القطائع المعرفية
التي حدثت منذ ذلك التاريخ حتي الان
فوكو يدعو الي قراءة الوثيقة في وقتها ماذا كانت تقول
في تمفصل مع المعرفة والسلطة حينذاك ، في ذاك الراهن
ثم معرفة الانبثاقات والعتبات التي حدثت عندها التحولات
حتي عصرنا الراهن ...بمعني تتبع الانتظامات الخطابية
ووحدة الموضوع وتشظيه تباعا وفقا لنوع القضايا التي دار حولها الصراع
| |

|
|
|
|
|
|
Re: تعريف ومعنى الحداثة: (Re: عبداللطيف حسن علي)
|
عبداللطيف صباح الخير ( بتوقيت قرينتش + 2)
كويس إنك عملت اختراق جانبي في الموضوع ..
مقدمة جميلة..
واصل يا صديقي
بس شوية مشغولية و برجع..
وبما انك فتحت موضوع فوكو المثير للأفكار والتعليقات ... فأنا سوف أحاول أن أقدم شيء بسيط عن التفكيك بتاع دريدا
استنادا من كتاب كاتبنا المجيد عبدالمنعم عجب الفيا الذي كتب مفندا ادعاءات تفكيكية دريدا بكل جرأة وثقة بزّ فيها كثير
من الكتاب والمفكرين والنقاد العرب...بل نال في ثقة وجرأة من قناتهم..
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: تعريف ومعنى الحداثة: (Re: عبداللطيف حسن علي)
|
مساء الود يا عبداللطيف والله من يوم الأربعاء أنا في زحمة بتاعة عمل ما خلتني اواصل ...
الأخ السناري والله متوقعه من بداية البوست إنه يدخل ويعلق...أكرر الدعوة له.. رغم إنه ما بينا دعوات ولكن بينا تفاهم صامت في أن نكتب ما يفيد
ولو أحيانا..
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: تعريف ومعنى الحداثة: (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
دائما كل ما أتأمل سيرة المفكرين والفلاسفة و مساهماتهم الفكرية أعود لأتساءل هل وصلنا إلى حقيقة واحدة حول هذا الجدل الذي ما أن ينتهي إلا ليبتديء من جديد وما أن
تتخلق فكرة ما أو مقاربة ما ونظن أنها نهاية المطاف إلا ويظهر نقيضها أو ما يخالفها أو ما يوازيها ...
برغم متابعتنا لما يكتب و ابنهارنا الآني بما يتفتق عنه هن هؤلاء إلا أننا بعد مدة يتهاوى ذلك الإنبهار أو يتلاشى أو يتكشف لنا خطأ توقعاتنا.
فكتبت قبل قليل خاطرة أصف بها ذلك.. سأنولها في بوست منفصل لمن لا يتابع هذا البوست..
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: تعريف ومعنى الحداثة: (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
إتكاءة: في إطار سيرورة الإنسان الفلسفية والفكرية لنقف لنتأمل ذلك الإنسان الهائم الحائر المتأمل والقلِق على مصيره المتطلع دوما للمستحيلات الثلاث الخلود , والسعادة و الخلود.... الشغوف بامتلاك الحقيقة
وكل ما يحتويه الكون أرضه وسماءه وكل شيء ... الإنسان ذلك المغرور المتكبر .الذي يفعل الشر ويرتكب الموبقات و يأسره خير ويطلب الحق والعدل.
الإنسان خلال مسيرته الطويلة في الحياة تجاوز و مرّ على ايديسولوجات و أفكار كبرى وسرديات كبيرة وعظيمة تلقّفها في نزق كأنها الحل النهائي وكأنها محط لكل
طموحاته ولكن هيهات أن يكون الكمال الذي ينشده موجود في تلك الأفكار و الايديولوجيات السرديات إذ سرعان ما تنقضي السنون إلا ويكتشف ما كان قد ظنه الكمال
في تلك السردايات إلا محض وهم كبير..وقليلا قليلا تتملكه خيبة الأمل وتتبدى حتى للآخذين بها ما بها من سوءات و مثالب وثقوب وتهالك ... كيف لا وهي قد يتغشّاها
الظلم من بين جنباتها ومن خلالها وتتضمن في باطنها نزق البشر وضعفهم وتهافتهم وجشعهم وظلمهم وطغيانهم..
الحياة منذ بدء البشرية الإنسان فيها متطلع للخلود ولقوى أكبر منه يحتمي بها ويدفن فيها قلقه الوجود ي وضعفه المادي والمعنوي... فكل ما يخطو الإنسان خطوة
إلى الأمام يعود للخلف ليتحسس مواقع أقدامه و إقدامِه وتفكيره و شغفه اللانهائي الذي يضل دوما طريقه ويكتشف دوما أنه في الطريق الخطأ.
مسيرة البشر الفلسفية والفكرية عبارة عن تعرجات في سبيل الوصول للحقيقة وموجات من الصعود والهبوط وحالات من التخبط و النكوص..ومراحل تتقلب بين الأمل
و اليأس والرجاء والتأمل و الأمل والطموح.
هذا الإنسان ذو العقل الصغير الكبير مسيرته منذ البدايات الأولى إلا مسيرة مبتداها في السماء ومنتهها في الأرض....نسي الإله وسار في طريقه.. محاولاً ألا يكبله
قيد و لا أن تقيّده قيم أو قوانين ..ولكنه وجد نفسه يتسكع في رحلة شاقة ولا نهائية محفوفة بالتحدي والمخاطرة والتجريب والتعثر و التراجع والاستكشاف
وسيظل هكذا كأنه سيزيف يحاول الخروج من البئر في رحلة عذاب لا نهائي لا يستسلم فيها ولا يحقق النجاح النهائي. انقضت المراحل المشاعية و الاقطاعية و التنوير و الليبرالية والشيوعية ولا زلنا سائرون ولم نصل إلى حقيقة نهائية حول الثنائيات التي ما فتئت تكلل حياة البشر:
المثالية أم التجريب، العقل أم العاطفة ...الشرق أم الغرب الشيوعية أم الرأسمالية ...الدين أم اللادين....
ولكن رغم ذلك تظل في النهاية ثنائية واحدة محققة ومتحققة وهي الحياة والموت..وأن الإنسان لم يتخلص من قلقه وحيرته واغترابه وركضه خلف السراب.قبل أن
يكتشف أنها الوهم أو السراب ولو بعد حين.
هذه مجرد نظرة عابرة لرحلة البشرية عبر تاريخها الطويل..نظرة من علٍ...مجرد نظرة .. قد تكون حقيقية أو غير ذلك.. ولكنها مجرد خواطر..
| |
 
|
|
|
|
|
|
|