|
Re: خلفية تاريخية حول بعض أسباب الاقتتال القب (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
فيما يلي مقدمتي للمقال المترجم: المجتمعات المنحدرة من غرب أفريقيا(الفلاتة) في ولاية القضارف: عملية الاستقرار والاندماج المحلي الامين ابومنقة، وكاثرين ميلر هذه ترجمة لموضوع حول الهجرة والهوية والانتماء والتاريخ للجماعات المنحدرة من غرب أفريقيا. وقد رأيت أن أقوم بترجمتها لأهميتها على المستوى التاريخي، والاجتماعي والثقافي والسياسي كذلك. تتناول هذه الورقة جماعات غرب أفريقيا في السودان (الفلاتة) باعتبارهم إحدى المكونات السكانية المحلية المهاجرة. وتركز هذه الورقة كما ورد في ثناياها على الأنماط التاريخية للاستقرار وعملية الهوية والاندماج حيث يتناول المقال تاريخ وظروف هجرتهم واساليب استقرارهم وكذلك (مشكلاتهم المتعلقة بالهوية والاندماج في المجتمعات المحلية). ******************************************* والفقرة الأخيرة هي مربط الفرس(مشكلاتهم المتعلقة بالهوية والاندماج في المجتمعات المحلية).
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: خلفية تاريخية حول بعض أسباب الاقتتال القب (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
السياسة البريطانية تجاه الجماعات غرب أفريقيا في ولاية القضارف: وجهة نظر الأباعد/الآخرين(outsiders) إن استيطان الجماعات المنحدرات من جماعات غرب أفريقيا في شرق ووسط السودان قد تم تفسيره إلى حد كبير على أنه جاء نتيجة سياسة العمل الاستعمارية البريطانية(حسب وجهة نظر عدد من الباحثين). باختصار، فقد سهّلت السلطات الاستعمارية استقرار جماعات غرب أفريقيا بالقرب من المشاريع المروية، أو في المناطق الزراعية لمواجة النقص في القوى العاملة المحلية. في المرحلة الأولى، تم منح بعضهم الأرض لتسريع استيطانهم. وفي وقت لاحق، مع تطوير قوى عاملة محلية ، تم استخدام جماعات غرب أفريقيا من قبل السلطات الاستعمارية للحفاظ على العمالة ذات الأجور المنخفضة،أو للضغط على المستأجرين . لذلك فقد كانوا أداة حاسمة لدى السياسة الاستعمارية، وقد لعبوا دوراً رئيسياً في التنمية الاقتصادية للسودان، ولا سيما في مجال الزراعة. إن الموقف البريطاني من استيطان جماعات غرب أفريقيا في القضارف موثّق بشكل جيد في السجلات الرسمية. وتُظهِر هذه السجلات تقلّباً في السياسة البريطانية وفقاً للحاجات الاقتصادية والأولويات السياسية، ولكن أيضاً وفقاً للسياق الإداري العام، ووفقاً لشخصية المسؤولين(للمزيد يمكن الرجوع لمذكرة هجرة واستيطان جماعات غرب أفريقيا).إن استيطانهم في منطقة كسلا-القضارف كان محل خلاف بين مختلف المسؤولين البريطانيين. خلال العشرينات من القرن الماضي، كان مفوَّضوا المناطق الاستعمارية، وحكام المحافظات(خاصة كسلا والنيل الأزرق) قد تجادلوا طويلاً حول مكان توطين الفلاتة، وحول كيفية الاستفادة المثلى منهم كمصدر للعمالة. تم تشجيع المهاجرين من جماعات غرب أفريقيا على الاستقرار في المناطق غير المأهولة بعيداً من مشروع الجزيرة، خاصة في الرهد/ الدندر، حيث زرعوا الأراضي المطرية الخاصة بهم، كما يمكن أخذهم كعمال مستأجرين موسميين لمشروع الجزيرة. وفي هذا السياق في عام 1925، طلب حاكم محافظة كسلا من مايرنو إرسال جماعته لتدشين منطقة نهري عطبرة وستيت، حتى الحدود الإثيوبية والإريترية (أنظر الهجرة إلى سِفاوا أعلاه). ص16 كانت هذه السياسة في ذلك الوقت مبررة بأن المنطقة خالية من السكان واعتبر محافظ كسلا( أن أعالي نهر عطبرة ليست بأي حال منطقة عربية(أي تملكها القبائل العربية:المترجم ). وأن القضارف والمفازة وكذلك القلابات هي أماكن منخفضة السكان للغاية، وأن الزيادة الطبيعية تبدو غير كافية لتعمير وتنمية المنطقة .ولكن بسبب تنفيذ سياسة الاداريةالأهلية فإن التقارير الإدارية كانت تركز باستمرار على فكرة أن مايورنو كان له تأثير ضئيل في منطقة القضارف وأن معظم الفلاتة وافقوا بأن يُحكموا من قِبَل الشيوخ المحليين.كانت العلاقات الإدارية بين جماعات غرب أفريقيا في القضارف وبين جماعات غرب أفريقيا في النيل الأزرق قد انقطعت وبقيت جماعات غرب افريقيا تحت العمودية والخط المحليان. في عام 1932 كانوا تحت إدارة خمسة نظار في منطقة جنوب القضارف كما يلي: 1-الشيخ حمد أبو سن - الشكرية، خط أبو سن. 2-الشيخ عوض الكريم ود زايد، الضبانية،خط الضبانية 3-الشيخ موسى يعقوب – برقو،الخط الجنوبي 4-الشيخ عبد الله بكر – الفور، الخط الأوسط 5- الشيخ آدم شرف- الفور، خط القلابات بالنسبة لكل نِظارة كان لكل مجموعة من جماعات غرب أفريقيا شيخ قرية واحد فقط يمثلهم وكان يشرف عليهم العمدة المحلي (من التعايشةأو الحمران.إلخ ، إلخ)، باستثناء عمودية مجيدادي في سفاوة.إلا أنه كانت هناك شواهد من التقارير الاستعمارية بأنه في الجزء الجنوبي من منطقة القضارف طالبت جماعات غرب أفريقيا عدة مرات أن يكون لها التقسيمات الإدارية الخاصة بهم. بناءً على ذلك، فقد تم الاعتراف بجماعات غرب أفريقيا خلال فترة الحكم الثنائي باعتبارهم عمال مقتدرين، ولكن تم الإبقاء عليهم إلى حدٍ ما كمجموعة غير محلية(المترجم: غريبة عن ذلك المجتمع المحلي)، وبالتالي لم يتم منحههم الحقوق السياسية المحلية في إطار الإدارة الأهلية، باستثناء حالات قليلة. في منطقة القضارف كان وضعهم (كأجانب) قابلاً للجدل خلال فترة الحكم الثانئي. لكن لم يُنظر إليهم باعتبارهم( أجانب) تماماً مثل اليمنيين أو الأحباش أو المصريين أو الهنود من قِبَل الإدارة البريطانية، ولكن مع ذلك ظل وضعهم مبهماً. ولكن قبل الاستقلال، تعززت صورتهم أكثر كأجانب، من جانب الحركة القومية السودانية التي اعتبرتهم أدوات للسياسة الاستعمارية ضد الوحدة السودانية. وقد استبعد تطبيق قانون الجنسية لعام 1948 معظمهم من الجنسية السودانية،كما لم يشجع الإداريون البريطانيون جماعات غرب أفريقيا للتقديم للحصول على المواطنة .لذلك تم استبعادهم من التوظيف برواتب، كما حُرِموا من حقوق ملكية وإيجار الأراضي في المشاريع الحكومية، بالرغم من مهاراتهم الزراعية.
ص17 بينما يميل معظم الباحثين إلى وصف استقرار جماعات غرب أفريقيا في منطقة الجزيرة-القضارف كعملية عملية مُوجّهة بإحكام من قبل الحكومة الاستعمارية، تميل السجلات البريطانية تميل لإظهار أن استيطان جماعات غرب أفريقيا قد تٌرِكَ إلى حد بعيد للاختيار الفردي. ويقول فقد ورد في مذكرة MEM ص56 : إنهم (أي جماعات غرب أفريقيا) يوفرون الموارد الوحيدة تقريباً لإعادة إعمار المناطق الخصبة في تقلي ومناطق الفونج والمناطق الجنوبية لمحافظة كسلا.لم يتم بعد فعل أي شيء إيجابي للتأثير على المستوطنين لاختيار أحد هذه الأماكن بدلاً من مكان آخر، وبالتالي كان توزيعهم الحالي قد تم بدافع من تفضيلاتهم). إن وجهة النظر الآنفة تُعبِّر عن المفهوم الاستعماري لهجرة جماعات غرب أفريقيا الذي يُفهم منه أنها أُعتُبِرت أنها ظاهرة طبيعية، واختيار فردي حر مرتبط بالحج. إن التمثيل (الفهم) الذاتي لجماعات غرب أفريقيا يعيد إنتاج وجهة النظر هذه إلى حدٍ بعيد ((Duffield 1988:127. ويقول يامبا (Yamba 1988) : من خلال دراستنا فإن التصوُّر الذاتي لجماعات غرب أفريقيا لا علاقة له بالفهم العام للسودانيين تجاه قوى عاملة مُستَغلَّة. فهم(أي جماعات غرب أفريقيا)يرَون المستوطنين الأوائل كرواد يبحثون عن الرعي والأراضي الزراعية، أو للالتحاق بالأقارب أو الشيوخ المرموقين، وأحياناً يتهرّبون من التحضر والتعليم، ونادراً ما يشيرون لارتباطٍ مباشرٍ مع البريطانيين.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: خلفية تاريخية حول بعض أسباب الاقتتال القب (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
فيما يلي بعض من جانب من المشكلة: يشكل إنتاج الذرة الرفيعة في القضارف ثلث الإنتاج الوطني. لهذاالسبب اختيرت منطقة القضارف كأول منطقة للتوسع في الزراعة الآلية. ومن المفارقات أن هذا التوسع تم في وقت لاحق على حساب الجماعات المحلية، بما في ذلك جماعات غرب افريقيا. وفقًا لقانون الأراضي غير المسجلة لعام 1970 فقد أصبحت جميع الأراضي غير المسجلة ، سواء كانت مزروعة أم لا ، ملكاً للحكومة السودانية وتم توزيعها. ولكن العديد من جماعات غرب افريقيا الذين لم يكن لديهم الجنسية السودانية ولا سجل للاراضي كانوا بحكم الواقع قد طُرِدوا في منطقة الرهد، سُمح لعدد قليل جدًا من الفلاتة بالايجار في مشروع الرهد المروي بسبب عدم وجود شهادات الجنسية وتم نقل عدد من قرى الفلاتة خارج المشروع.. بالنسبة لأولئك الذين بقوا في قطاع الزراعة "التقليدي" (أي غالبية الريفيين من جماعات غرب افريقيا) ، فإن هذا النوع من الزراعة كما هو الحال في العديد من الأماكن الأخرى ، لم يعد كافياً لتلبية احتياجات الاستهلاك السنوي ، بسبب انخفاض العائد ، ومحدودية الأرض وتكلفة الإنتاج خلال الثلاثين عامًا الأخيرة في العديد من المناطق ، باع صغار المزارعين جزءاً من اراضيهم وأصبحوا مدينين وأحياناً بدون أرض، وبالتالي كان عليهم البحث عن أنشطة بديلة أخرى ( مثل المشاركة في زراعة المحاصيل ، تأجير الأراضي ، العمل المأجور ، إلخ). معظم المزارع الصغيرة ليست مسجلة رسمياً بعد بسبب عدم وجود الحد الأدنى من مساحة الأرض للتسجيل (250 فدان)، وتكاليف رسوم التسجيل، والقيود الإجرائية بسبب عدم وجود شهادات المواطنة ويخشى المزارعون دائماً من فقدان أراضيهم الزراعية غير المسجلة. ومع ذلك يبدو أن التدهور الاقتصادي والاجتماعي أكبر بالنسبة لجماعات الفولاني الرعوية السابقة مقارنة بمزارعي الهوسا، وأن التفاوت الكبير فيما يتعلق بملكية الأراضي بين مزارعي جماعات غرب افريقيا هو أمر مثبت. تمكن مزارعو الهوسا العاديين في واد الحليو من زيادة مساحة أراضيهم الزراعية وهؤلاء الموجودون في الحواتة تخصصوا في البستنة (بساتين أشجار الفاكهة) وزراعة السهول الفيضية (الجروف). تشكل الجروف اليوم العمود الفقري لاقتصاد الهوسا في منطقة الحواتة - المفازة وقد جعلهم ذلك واحدة من أكثر الجماعات الديناميكية في المنطقة. وعلى العكس من ذلك ، كانت جماعات الفولاني الرعوية السابقة في ود الحليو فقد فقدت معظم ماشيتهم في العقود السابقة( راجع فولاني مالو في عجب سيدو عشيرة الدقارة في أبو عشر وعشيرة سيسيلبي في ميلاقا) . بصفتهم رعاة سابقين ، فقد احتفظوا فقط بمساحات محدودة من الأرض للزراعة. وعندما فقدوا قطعانهم في عام 1984 ، لم يتمكنوا من زيادة مساحة أرضهم المزروعة بسبب توسع الزراعة الآلية. اليوم فإن متوسط ملكية الأرض في هذه المناطق يقال بأنها تبلغ حوالي 25 فدانًا. أدى هذا الوضع المتدهور إلى عدد من التغييرات في حياة ومكانة هؤلاء الرعاة الفولاني الذين كانوا يعتبروا في الماضي ، كمجتمع من الطبقة العليا من بين جميع الجماعات الإثنية غير العربية في المنطقة. الآن فقد فقدوا وضعهم الاقتصادي واضطروا في ظل الظروف الجديدة إلى قبول علاقات اجتماعية اقتصادية جديدة مع الملاك والمزارعين، بل وحتى قبولهم الزواج المتبادل مع جماعات كانوا يعتبرونها في السابق أدنى منزلة(مثل الهوسا). لاحظو الجزئية الأخيرة( قد يسميها البعض عنصرية )د كما صار مزارعون من جماعات غرب افريقيا يدخلون في مواجهات مع الجماعات الرحل الذين يبحثون عن الاراضي الرعوية خاصة في الجزء الجنوبي من منطقة الرهد.وقد تم تسجيل تصاعد في المواجهات مع الجماعات الرعوية العربية منذ السبعينيات: ( في السابق كان الكواهلة في الرهد، والحمر في الدندر، والشكرية في االقضارف. وقد أُعطِيَ لكل ناظر أوامر محددة بخصوص الدرب(المسارات الرعوية). ومع حل الإدارة الأهلية لا تعرف مَن أتى، ولا من أين. فقد جاءت الماشية من محافظات أخرى وأُغتُصِبَت اراضينا الزراعية. هذا العام ، نشبت أكثر من عشرة مواجهات من قبل أشخاص ليسوا من السكان المحليين، ولكنهم جاءوا من الدندر.) .
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: خلفية تاريخية حول بعض أسباب الاقتتال القب (Re: Biraima M Adam)
|
مشكة الهوية و التمثيل السياسي: هذا التنافس المتزايد على ملكية الأراضي المرتبط بمشكلة المواطنة قد أجج التعبئة الإثنية لدى جماعات غرب أفريقيا. فهم يدركون أن الرفاه الاقتصادي لا يمكن تحقيقه بدون تمثيل سياسي كافِ. يلاحظ المرء تزايد الاتجاه نحو التجمع فوق الإثني (supera- ethnic grouping) بين مجتمعات جماعات غرب أفريقيا في ولاية القضارف،خاصة في منطقة الرهد . من هنا يُفهم أن التجمعات شبه الإثنية أو فوق الإثنية هي كيانات بدون تشكيل معترف به ، ولكن لدى أعضائها مصالح أو أنماط معينة من السلوك المشترك والذي قد يؤدي بهم لأن يتحولوا في أي وقت إلى جماعات جازمة(شريف حرير، 1983). هذا التجمع فوق الإثني يشمل مستويين، ليستا دائمًا ذاتا صلة. المستوى الأول هو المستوى الاجتماعي وينطوي على درجة أوسع من التمازج، الذي يشمل الزواج بين أعضاء من الجماعات المختلفة من بين جماعات غرب أفريقيا. والمستولى الثاني هو مستوى سياسي، وهو ينطوي على الدعوة إلى التضامن فوق الإثني لتحقيق أهداف سياسية. كما هو الحال في كثير من الأحيان يبدو أن تخصيص النعت كأجنبي، غير المحدد( أو الدال على العنصر) السابق(وهو هنا الفلاتة) قد يساعد في تكوُّن مجموعة شبه إثنية تُمكِّن أعضاء الجماعات الصغيرة من تكوين هوية مشتركة لمواجهة الجماعات الأخرى. ( تعليقي على هذه النقطة: هنا تظهر الحاجة للتحالف أو التكتل استنادا على الإثنية( رغم اختلاف الخلفية الإثنية) ولكنها مهمة من أجل الوجود...وإن كان ذلك يحتاج إلى الحذر خاصة في إطار فضاء ، فهو إن لم يكن معادياً ، إلا أنه ينظر بنوع من الشك والريبة لمثل هذه التكتلات).. ********************************************************************
Quote: متابعين يا ول أبا دكتور محمد.
بريمة |
شكرا ول أبا على المتابعة اللصيقة..
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: خلفية تاريخية حول بعض أسباب الاقتتال القب (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
اخى الغالى محمد عبدالله الحسين دعنا نتعرف جمعيا عن تاريخ قبيليه الهوسا فى السودان 📌تاريخ قبيلة الهوسا في السودان 🎀 تراثنا لا أحد يستطيع تحديد تاريخ بداية استقرار أو استيطان الهوسا في السودان، غير أن المؤرخين يؤكدون أن طريق الحج عبر السودان كان سالكاً منذ بداية القرن الثامن عشر، وأن حجاج غرب إفريقيا، ابتداءً من السنغال، كانوا يؤدون فريضة الحج عبر هذا الطريق. ودراسة عملية استقرارهم هذه والتعاطي معها يقتضيان النظر إليها في سياقها التاريخي الذي جرت فيه، وسياقها الروحي الذي تمت فيه. فكثير من أبناء الجيل الحالي يتخيل أن هذه القارة الإفريقية موجودة بتقسيماتها الحدودية الحالية منذ الأزل، وقليل منهم من يعرف أن الحدود السياسية بين الأقطار الإفريقية لا يتعدى عمرها الـ (114) عاماً (مؤتمر برلين عام 1884). فقبل هذا التاريخ كانت كل المساحة الجغرافية الممتدة من السنغال عبر القارة إلى البحر الأحمر تعرف بـ"بلاد السودان"، وتنتظمها ممالك وسلطنات ومشيخات، يعمل كل حاكم على تغذية منطقة نفوذه بمزيد من السكان عن طريق الاستقطاب والتشجيع على الاستقرار، ذلك لأن السكان هم دعامة القوة الاقتصادية والعسكرية، في وقت لم تدخل فيه الآلة في الإنتاج ولم تظهر الآلة العسكرية بعد. لذلك فقد كان انتقال مجموعة بشرية من مكان إلى آخر داخل القارة يتم بصورة سلسة، تخدم مصالح مشتركة لكل من الضيوف والمضيفين. هذا من ناحية السياق التاريخي. أما في ما يتصل بالسياق الروحي، فإن أهم عوامل استقرار الهوسا في السودان يتمثل في ما يعرف بـ"الحج بمشقة" (Pilgrimage with hardship) وبعض العوامل الاقتصادية الملازمة له بصورة مباشرة أو غير مباشرة. فقد رسخ في مفهوم الحاج الهوساوي إلى وقت قريب، عدم جدوى تكبد المشاق وقطع آلاف الأميال إلى الأراضي المقدسة، والتعرض لشتى أنواع المخاطر من حيوانات مفترسة وغير ذلك، ما لم يضمن أداء حج سليم من جميع أوجهه ونيل أكبر قدر من الأجر منه. لذلك عندما يغادر الحاج بلاده كان يترك وراءه كل أمواله التي لم يتأكد من مصدرها من حيث الحلال والحرام، ويبدأ في توفير مال الحج من كسب يده، وذلك بالعمل اليدوي الشاق أثناء الرحلة. لهذا السبب تستغرق رحلة الحج والعودة فترة طويلة تتراوح بين ثلاث إلى سبع سنوات. رغم أن الغالبية العظمى من هؤلاء الحجاج كانوا يوفقون في أداء فريضة الحج والعودة إلى بلادهم، إلا أن البعض منهم قد لا يتمكن من الوصول إلى الأراضي المقدسة. كما أن منهم من يتخلف في طريق العودة، وينتهي بهم الأمر إلى الاستقرار الدائم. وهناك دراسة لباحث غاني (باوا يامبا) عن الهوسا في الجزيرة تفيد بأن من أسباب تعثر الحجاج، عدم تكافؤ الأجر مع العمل. فقد يعمل الحاج لعام كامل وفي نهاية العام "يطلع مطالب"، أي عليه تسديد دين بسبب أن أجره لعام لا يكفي صرفه لعام، ناهيك عن أن يوفر منه شيئا. الهوسا و الثورة المهدية وسلطنات السودان القديم عدل رغم أن التأريخ أي كتبة الاحداث التأريخية يركز على القادة ورجال الدين بالدرجة الأولى، ويأتي الشعوب في درجة مرافقة، إلا ان التأريخ يذكر للهوسا إسهاماتهم على المستويات الإدارية والقضائية والدينية في سلطنات السودان القديم والثورة المهدية. نضالات الهوسا في دار مساليت عدل إذا تصفحنا سجل التاريخ الجهادي في السودان نجد فيه نجوما لامعة من أبناء الهوسا سجلو أسمائهم باحرف من نور وإن لم يسعنا حصرها هنا ولكننا سنقدم بعض النمازج من بعض الملامح الخالدة والتي تبعث علي الفخر والإعزاز. فقد لعب العمدة \ حامد محمد عثمان الهوساوي دورا عظيما وخالدا في تاريخ سلطنة دار مساليت (الجنينة) وسجل له التاريخ الطويل للسلطنة مواقف مشرفة ومشرقة فقد كان مجاهدا بارا ومؤمنا بدوره العظيم والخالد في تاريخ سلطنة دار مساليت وقد اصدر السلطان عبد الرحمن بحر الدين ابكر إسماعيل وثيقة من السلطنة عرفانا بدوره وهي الآن موجودة لدي أحفاده بامدرمان. الهوسا والسلطنة الزرقاء عدل لقد كانت للهوسا علاقة وثيقة بالسلطنة الزرقاء خاصة العاصمة سنار وذلك لتوجهات تلك السلطنة الإسلامية واهتمامها بالدعوة وقد لاقي هذا التوجه نفس اهتمامات الهوسا وأشواقهم الروحية فاسس الهوسا في ظل السلطنة خلاوي الشيخ محمد القدال والزين صغيرون والتي كانت تضم حوالي خمسة آلاف طالب من غربي أفريقيا. كما اشار كتاب طبقات ودضيف الله الي عيسي ود كنو. لقد كان لمسار السلطنة وتوجهاتها الأثر الملموس علي الهوسا في السودان إذ كان لهذا المد التاريخي والسياسي بصمات واضحة تمثلت في توجهات الهوسا نحو كتابة المصحف الشريف بالخط المغربي والتمسك بثوابت الدين واحكام القران والاحتراز من الفتنة والتوجه كذلك نحو العمل والإنتاج لم يصدهم عن دينهم فساد بل كانت قلوبهم معلقة بالمساجد والتعبد بكل همة. الهوسا ونتائج الدراسة الجينية لسكان السودان الحالي عدل في الدراسة التي استضاف لها مركز طيبة بري باحثين من معهد الأمراض المتوطنة والأكاديمية الوطنيةالسودانية للعلوم قدموا دراسة بعنوان (مدي أتساق التنوع الوراثي الوطني مع جغرافيا وتاريخ السودان) وهي دراسة تطبيقية علي المجموعات والهجرات البشرية في السودان باستخدام العلامات الوراثية وذلك بتحليل الحمض النووي (DNA) علي مستوي الكرومسوم الذكري و(الميتوكوندريا) لدراسة التركيبة الوراثية للمجموعات وعلاقتها ببعضها البعض وأصولها وهجراتها. ومما تمخضت عنه تلك الدراسة، انه بحسب بروفيسر محمد أحمد الشيخ مدير جامعة الخرطوم والذي أدار الحلقة الدراسية انه يثق تماماً في نتائج تلك الدراسة ووصفها بالعلمية والدقيقة. وفي ذات السياق أكد مقدم الدراسة الدكتور هاشم يوسف حسن انه وبحسب ما نتج عن تحليل الـ DNA أن هنالك قربي جينية بين مجموعات قبلية كثيرة مما يشير إلي أصلها الواحد، وقالت الدراسة أن الهوسا والفلاتة من هي قبائل أسيوية وأوربية، إلي ذلك كشفت الدراسة عن صلة قربي جينية بين كثير من القبائل. فمثلا الجعليون حسب الدراسة فإن بعضهم يحمل جينات مثل جينات الهوسا والفولاني. مناطق تواجد الهوسا في السودان عدل ينتشر الهوسا بأعداد متفاوتة في كل أنحاء السودان بما في ذلك دولة جنوب السودان ولهم أحياء كبيرة ومتطورة في كل من الجنينة والفاشر ونيالا والأبيض وربك والخرطوم وود مدني وسنار والحواتة والقضارف وكسلا وبورتسودان والحصاحيصا والمناقل كما لديهم احياء في أغلبية قرى السودان وخاصة قرى الجزيرة مثل كريبة وبيكة ومدينة عرب وودربيعة وودرعية وغيرهم من المناطق والقرى. كما استقرت هجراتهم المتأخرة (العقود الأولى من القرن العشرين) على امتداد النيل الأزرق من مايرنو إلى مشارف الكرمك وقيسان، أما استقرار الهوسا في غرب بحر الغزال (واو وراجا)، فقد كانت بغرض الدعوة. وقد أفلحوا في ذلك عن طريق التصاهر مع قبائل غرب بحر الغزال، مما دعا السلطات البريطانية في بداية ثلاثينيات القرن الماضي إلى تهجير عدد منهم من مناطق التماس بين الشمال والجنوب في إطار سياسة ما يعرف بـ"الأرض التي لا صاحب لها" (No Man-s Land)، وذلك لوقف المد الإسلامي إلى الجنوب. فقد انضمت كثير من الأسر المهجرة إلى أهلها بغرب القاش في كسلا. دور الهوسا الاقتصادي في السودان عدل تجمع كل الدراسات على الإسهام المقدر للهوسا في تاريخ السودان الاقتصادي الحديث. وهنا قد تبادر إلى ذهن القراء مشروع الجزيرة ومشاريع إنتاج القطن في جبال النوبة ومشروع إنتاج السمسم في القضارف ومشروع الزيداب مثلاً، غير أن دورهم في هذا المجال لم يبدأ بهذه المشاريع. فقد أورد الصحفي الشهير التيجاني عامر (طيب الله ثراه) في جريدة (الأيام) الصادرة بتاريخ 2/1/1978 في عموده "أوراق مطوية" أن ممتاز باشا حاكم محافظة التاكا (كسلا والبحر الأحمر حالياً) في العهد التركي، عندما فشل في استقطاب البجا للعمل في مشروع القاش لجأ إلى الهوسا والبرنو والزبرما وغيرهم من المهاجرين من غرب إفريقيا. عمل الهوسا في السودان عدل يعمل الهوسا بصورة عامة في مجال الزراعة المطرية وفلاحة البساتين على ضفاف الأنهار والخيران، حيث ينتجون قصب السكر والقرع والبطيخ في مناطق سنار وجنوب النيل الأزرق. هذا إلى جانب صيد الأسماك في مناطق كوستي وربك وسنار وجنوب الدمازين، وينتجون الفول السوداني والقطن والذرة في الجزيرة وتصل منتجاتهم منها حتى أسواق العاصمة المثلثة. وإنهم أول من أدخل زراعة الأرز البلدي في منطقة ربك، وأول من فلح البساتين على امتداد نهر الرهد لإنتاج الفاكهة (المانجو على وجه الخصوص) والخضروات. وقد تفضل السيد رئيس الجمهورية بزيارة أحد هذه البساتين، وهي من أكبر بساتين المنطقة، يناهز عمرها الثمانين عاماً، يقال إن صاحبها كان لعدة سنوات ينقل الماء من النهر على كتفيه (بما يعرف بـ"الجوز") لري أشجارها. وقد زارها أيضاً عدد من كبار المسئولين باعتبارها نموذجاً لما يمكن أن يتمخض عن الإصرار والعزيمة. غير أن من الهوسا أيضاً الحرفيين من سائقي اللواري والشاحنات والحدادين والخياطين وغيرهم. أما الذين نالوا حظاً في التعليم، فيعملون في دواوين الدولة المختلفة معلمين وأطباء وموظفين وجنود في القوات المسلحة والشرطة وما إلى ذلك. هذا قليل من كثير عن الهوسا بصورة عامة، والهوسا في السودان على وجه الخصوص ولذلك أصبحت قبائل الهوسا سواعد لنهضة السودان. الهوسا والفن والغناء عدل في الساحة الفنية السودانية كان لفناني الهوسا وجودهم الطبيعي، منذ وقت معقول، ففي مضمار الغناء باللغة العربية أو لهجتها السودانية، فقد ترك العديد من الفنانين المنتمين لقبائل الهوسا الأثر الملموس في تاريح الاغنية السودانية. على سبيل المثال لا الحصر، كثيرا ما نسمع " عائشة الفلاتية" كأول مغنية (أنثى) في إذاعة أمدرمان 1947 عام، لنفس أسباب الخلط بين الهوسا والفلاتة وغيرهم ن القبائل ذات الاصل الغرب إفريقي، اشتهرت عائشة بالفلاتية وليس بقبيلتها الحقيقية "الهوسا".. التي لها أغاني بها أي لغة الهوسا. وهناك عبد العزيز محمد داوود، من مواليد شرق السودان، وانتقل إلى الدامر مع الاسرة، واستقر بالعاصمة فإلى جانب أغانيه العربية فإن له أغاني رغم قلتها بلغة الهوسا. وهناك إبراهيم حسين من مواليد مدينة كسلا بشرق السودان، والذي استقر بالعاصمة وإن غلب على غناءه اللغة العربية. أما سليمان عمر سندة، من مواليد أمدرمان، فكان يؤلف ويلحن ويؤدي باللغتين رغم عدم استمراره في مضمار الغناء. ولا يزال " لون عنتر" المولود بكسلا شرق السودان، يمارس مهنته بالقوات المسلحة فرقة سلاح الموسيقى، إلى جانب بعض الانشطة الفنية الأخرى. لهوسا في مضمار الرياضة الحديثة والتراثية عدل المقصود بالحديثة اي المنظمة الآن في اندية ذات نظم إدارية مثل كرة القدم والطائرة والسلة على سبيل المثال لا الحصر. الرياضة التراثية التي تكون من الموروثات الخاصة بالقبيلة إنفردت بها أو اشتركت مع قبائل أخرى. سياسة الحكام السودانيين تجاه الهوسا عدل درج المسؤولون السودانيون منذ أمد طويل في وسائل الأعلام المختلفة داخل وخارج السودان على وصف قبائل الهوسا بالاجانب ابتدءاً من زمن جعفر النميري رئس جمهوية السودان في ذاك الوقت في بداية الثمانينيات عندما حاول بترحيل بعض القادمين الجدد من قبائل الهوسا إلى نيجيريا ولكن فشل. لتدخل الامم المتحدة ونيجيريا العظمى ارسلت رسالة شديد اللهجة إلى النميري وقامة بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع السودان. هذه من الأسباب التي جعلت النميري يتراجع عن قراره. و في زمن الصادق المهدي قام بحملة ضد القبائل الأفريقية بحجة انهم لاجئين استخرج لكثير من أبناء الهوسا بطاقة لاجئين. وفي نهاية أغسطس 2008 تحدث رئيس الجمهورية عمر حسن احمد البشير لصحيفة الأيام وذكر بالحرف الواحد حسب ما جاء في الصحيفة الآتى (ليست هناك قبيلة سودانية اسمها الهوسا، والهوسا أجانب في السودان) طبعاً مثل هذا الكلام مردود ويعلم البشير قبل غيره أن هجرة الهوسا للسودان قديمة قبل ما يُعرف بالسودان الجغرافي سابقاً، وهم منتشرون في عدد ٍ من دول القارة الأفريقية وكذلك في الكثير من الدول العربية، ولكن البشير وبعض حاشيته وبعض الساسة يريدون القفز فوق الحقائق والتاريخ حتى وإن أدى ذلك إلى تمزيق النسيج الاجتماعي الممزق أصلاً أو فناء السودان بأكمله بل ومحوه من الوجود. ليس هناك خلاف فالكل يعلم عن أصوله المهاجرة أو الوافدة أو (المدفونه تحت التراب) في كل أنحاء المعمورة ويعتز بها وليس هناك عيب أو وصمة عار حتى يقذفها المسؤولون السودانيون يمنة ويسرة بل هو دليل عافية وثراء حقيقي لو يعلمون. وقد رأينا هنا أن نلقي قليلاً من الضوء على مجموعة الهوسا في السودان وذلك بمناسبة الأحداث التي شهدتها مدينتا القضارف وكسلا في أغسطس 2008 وهي عبارة عن مظاهرات احتجاج على ما قاله رئيس الجمهورية لهذ القبائل المسالمة. وإن التناول لهذا الموضوع يكون من منظور أكاديمي صرف غير مشوب بالسياسة. جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي نسمع فيها مثل هذا الحديث حول شريحة السودانيين الذين تتصل جذورهم بغرب إفريقيا. لا تكاد توجد بلدة على وجه الأرض لم تدخل الهجرات في تشكيل تركيبتها السكانية. والأمر الجاري في كل الدنيا، أن تتمازج العناصر المهاجرة مع العناصر المحلية لخلق مجتمع متجانس ومتماسك. ومن ما هو بديهي أن التنوع العرقي والثقافي واللغوي الذي ينعم به السودان يمكن أن يكون مصدر قوته وعظمته إذا تُرك للانصهار الطبيعي من غير تدخل وتوجيه، مما سيفضي إلى خلق مجتمع متجانس في قيمه العامة وقوي ومتماسك في بنيته. ولكن كيف يتم هذا الانصهار، ومن ثم التجانس للوصول إلى هذا المجتمع القوي المتماسك المنشود، بينما يسعى بعض العامة والمثقفين إلى تصنيف المواطنين من حيث الأرض التي هاجروا منها؟ هؤلاء من نيجيريا وهؤلاء من البحيرات العظمى، وهؤلاء من مصر، وهؤلاء من المغرب، وهؤلاء من الجزيرة العربية! ما أهمية هذا التصنيف طالما كلهم يحملون الجنسية السودانية وينتمون إلى السودان وجدانياً وقانونياً؟ ولعل القارئ سمع بنداء الرئيس الأمريكي جورج بوش في الأعوام القليلة الماضية وهو يدعو المهاجرين الجدد الذين حصلوا على الكرت الأخضر قبل عشرة أعوام فقط، يدعوهم بالاستعجال في الاندماج في المجتمع الأمريكي. وعلى النقيض من ذلك، يسعى بعض العامة والمثقفين في السودان إلى تذكير شرائح معتبرة من المواطنين الذين أندمجوا (أو في حالة اندماج) في النسيج السكاني منذ أكثر من مائة عام، يذكرونهم بأنهم ينتمون إلى بلاد أخرى. والغريب في الأمر أن المهاجرين من غرب إفريقيا الذين عبروا السودان واستقروا في الحجاز في المملكة العربية السعودية لم يسبق قط أن تعرضوا لأمر كهذا، علماً بأن هؤلاء قد استقروا خارج قارتهم الإفريقية وسط أناس لا يشبهونهم لغة ولا عرفاً ولا ثقافة، إنما فقط كانوا يؤمنون حقاً وصدقاً بأن الأرض أرض الله: "... ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها" (النساء:97).
| |

|
|
|
|
|
|
Re: خلفية تاريخية حول بعض أسباب الاقتتال القب (Re: مصطفى نور)
|
Quote: لا تكاد توجد بلدة على وجه الأرض لم تدخل الهجرات في تشكيل تركيبتها السكانية. والأمر الجاري في كل الدنيا، أن تتمازج العناصر المهاجرة مع العناصر المحلية لخلق مجتمع متجانس ومتماسك. ومن ما هو بديهي أن التنوع العرقي والثقافي واللغوي الذي ينعم به السودان يمكن أن يكون مصدر قوته وعظمته إذا تُرك للانصهار الطبيعي من غير تدخل وتوجيه، مما سيفضي إلى خلق مجتمع متجانس في قيمه العامة وقوي ومتماسك في بنيته. ولكن كيف يتم هذا الانصهار، ومن ثم التجانس للوصول إلى هذا المجتمع القوي المتماسك المنشود |
شكراً يا ول أبا مصطفي، دا كلام في الصميم.
بريمة
| |
    
|
|
|
|
|
|
Re: خلفية تاريخية حول بعض أسباب الاقتتال القب (Re: Biraima M Adam)
|
مسألة التعريف الإثني لـجماعات غرب افريقيا لتجمع فلاتة كما ذكرنا سابقًا، لطالما اعتُبرت مجتمعات جماعات غرب أفريقيا في السودان إحدى الجماعات غير المحددة والتي تُصَنّف تحت مصطلحات عامة/ دالة على العنصر مثل تكارير أو فلاتة في اللغة العربية، أو نيجريين أو غربيين/غرّابة(Westerners) في اللغة الإنجليزية. النعوت العامة/ الدالة على العنصر بشكل شائعة في السودان وهي لا تقتصر على جماعات غرب أفريقيا فقط، ولكن لكونها نعوت إثنية فهي تعكس الحدود الإثنية كما تعكس الصور النمطية المرتبطة بهذه الحدود. النعوت المذكورة أعلاه تركز على الأصل الجغرافي الأجنبي لهذه الجماعات، كما تشير كذلك إلى جماعات سوداء أو غير عربية مقابل ما يسمى بالجماعات العربية السودانية. كان مصطلح التكارير (المفرد تكرور، أو تكروني) يستخدم على نطاق واسع في الشرق الأوسط والحجاز للإشارة إلى المسلمين السود من غرب أفريقيا وحوض تشاد المرتبطة بالممالك الإسلامية في العصور الوسطى لجماعات غرب أفريقيا (النقر 1972: 3). وهي دلالة دينية مرتبطة بالحج ولكن منذ الاستقلال فإن استخدامها كنعت اثني أصبح يميل للاختفاء ليُستبدل بالمصطلح الأكثر شيوعًا وهو الفلاتة. عكس الباحثين السابقين(دوفيلد، او.براين، يامبا) لم نلاحظ استخدام مصطلح تكارير للانتساب الذاتي لدى الهوسا في منطقة القضارف. ولكن لاحظنا بدلاً من ذلك استخدام مصطلح فلاتة الواسع الاستخدام. من الناحية الرسمية يشير مصطلح كانوري إلى فولاني البرنو بينما توسّع استخدام مصطلح الفلاتة ليشمل جماعات غرب افريقيا الأخرى في السودان. حتى بداية القرن العشرين القرن ، ارتبط مصطلح الفلاتة بشكل رئيسي بشيوخ الفولاني الدينيين أو غيرهم من أعيان جماعات غرب أفريقيا . وفي نهاية القرن 19 وبداية في القرن العشرين ، أصبح مصطلح الفلاتة يرتبط بالهجرات الدينية والسياسية الرئيسية إلى السودان( أتباع الهجرة والمهديين) بقيادة مشاهير قادة الفولاني وانضم إليهم العديد من جماعات غرب أفريقيا الأخرى. وهكذا بدأ إطلاقه على جميع المهاجرين والحجاج النيجيريين وجماعات غرب أفريقيا. خلال الفترة الاستعمارية ، أصبح مصطلح الفلاتة شائعاً وارتبط ايضاً بالقوى العاملة من جماعات غرب أفريقيا . مع انفتاح سوق العمل أمام التشاديين وجماعات غرب السودان أصبحت تشمل جميع غير العرب من غرب أفريقيا وغرب السودان. لذلك فإن الوضع الاجتماعي لمصطلح فلاتة شهد تدهورًا حادًا مقارنةً بما يُزعم أنه كان حادثاً خلال فترة الفور والفونج (أي كعلماء مسلمين). كانت نقطة التحول هي الفترة الاستعمارية عندما أصبح المصطلح مرتبطاً بالعمل المأجور، أي بوضع الطبقة الدنيا. إن مصطلح الفلاتة يحمل الآن مسحة سالبة أو غامضة تركز على الفقر والأمية والتعصب الديني والغموض ، والتجول في الشوارع ، والتجارة/المهن الصغيرة ، والوظائف المتدنية، والأعمال الوضيعة، وما إلى ذلك .بالنسبة لبعض المؤلفين ، تعكس هذه الصور النمطية تراث مجتمع مالكي العبيد حيث كان يتم أداء العمل اليدوي دائماً إما من قبل العبيد أو الأشخاص ذوي المكانة المتدنية(Loughlin 1962,Warburg1978). بالنسبة لآخرين ، تعكس هذه الصور النمطية التقسيم الطبقي النابع من دخول الاقتصاد الرأسمالي، (Barnet andAbdelkarim- Duffied,O.Brien) وإنشاء قوى عاملة كبيرة وفلاحين استيطانيين ليس لهم أرض. *********************************************************************************************** الأخ الغالي مصطفى شكرا لك ، كالعادة على المعلومات الوافية عن الهوسا.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: خلفية تاريخية حول بعض أسباب الاقتتال القب (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
أدى تطور زراعة المحاصيل النقدية إلى تكوين طبقة دنيا من البشر والذين تم تصنيفها إثنياً باسم (الفلاتة) وهم الذين أُشتُقّت هويتهم الجماعية إلى حد كبير من تجاربهم المشتركة وتمييزهم كعمال مأجورين. إن الفلاتة ليسوا سوى مثال واحد على التكوين الاجتماعي للإثنية في الفترة الاستعمارية "(Kapteinjs and Spaulding 1991: 97). وفي المنطقة الوسطى، يرتبط مصطلح الفلاتة ضمنيًا بالهجرة وبكونه "غير سوداني" (دوفيلد 1988). هذه الصور النمطية السلبية تؤثر على رد فعل جماعات غرب افريقيا أنفسهم نحو هذا النعت. و تميل كل مجموعة إلى التفاعل بشكل مختلف مع النعت بكلمة فلاتة وفقًا لخلفيتها التاريخية ووضعها الاقتصادي ومكان الاقامة والتفاعل مع الجماعات المحلية الأخرى. تشير التآليف المستجدة والجدل المنشور في الصحف السودانية إلى أن التوصل إلى اتفاق بشأن محتوى نعت(الفلاتة) بين جماعات غرب افريقيا لا يزال بعيداً، وأن هذه التسمية لا تزال تثير ردود فعل عاطفية. في حالة منطقة القضارف فإن المواقف/ردود لفعل تجاه تسمية الفلاتة تحددها عوامل مثل الإثنية والوضع الاجتماعي ودرجة التحضّر والتفاعل مع الجماعات المجاورة والتعبئة السياسية. عموماً التعريف والانتساب الذاتي إلى تسمية فلاتة أقوى في الجزء الغربي من الولاية منه في الجزء الشرقي ويبدو أن هذا مرتبط بالعوامل التالية: الدور الاقتصادي المهيمن للهوسا في منطقة الرهد، والمنافسة الشديدة على الأرض، درجة الاختلاط الأكبر بين مختلف جماعات غرب أفريقيا.في القرى الصغيرة المتجانسة في الجزء الشرقي من الولاية ، فإن الشخص يعرف نفسه أولاً من خلال عشيرته و ثانياً مع المجموعة الإثنية الأكبر. في معظم هذه القرى ،لا تزال لغات غرب افريقيا مستخدمة على نطاق واسع ، وأن الهوية الإثنية لا تزال قوية. أما التعريف من خلال الانتماء لجماعات غرب أفريقيا الأخرى أو الانتماء لجماعات غرب أفريقيا الأوسع الأخرى فهو تعريف فضفاض. يتفق الناس أن تجمع الفلاتة فوق الإثني(الأوسع) يشمل جماعات الفولاني والبرنو والهوسا والزبرما. وهم يقرون بوجود علاقة تآلف/ميل أقرب بين جماعات الفلاتة الأربع هذه أكثر من أي مجموعة أخرى.يتم وصف هذا التآلف(الميل) من حيث الأصل الجغرافي المشترك (غرب أفريقيا)، والاشتراك في بعض الممارسات الثقافية الشائعة(على سبيل المثال، زراعة الدخن أو مراسيم الزواج)، والتمسك الصارم بالإسلام (بما في ذلك دور المدارس القرآنية، أي الخلوة)، والعضوية في الطريقة التيجانية. قد يؤدي هذا التآلف الوثيق أو قد لا يؤدي إلى اختلاط أعمق من خلال الزواج المختلط حسب التفضيلات الإثنية أو الدينية. على سبيل المثال، فإن الفلاتة في الفشقة قد يوافقون على التزواج مع عشائر الفولاني الاخرى او مع الزبرما ولكن التزاوج مع الهوسا يُقال بأنه ظاهرة جديدة. في ود الجابر يرفض الوهابيون من الزبرما التواصل مع جماعات الزبرما الأخرى(التيجانية) ولكن لديهم تواصل مع جماعات الهوسا المجاورة ، ولكن لا يوجد زواج مختلط. حول منطقة سيفاوة ، يمكن للنساء الفولانيات الزواج من رجال الهوسا. يزعم برنو المغاريف أن لهم صلات مع مجتمعات البرنو الأخرى المجتمعات ولكنهم يكرهون الاختلاط مع جماعات غرب أفريقيا الأخرى، وما إلى ذلك. هذا النمط المعقد من العلاقة بين مجتمعات غرب أفريقيا المختلفة في الجزء الشرقي من الولاية يعكس التقسيمات التاريخية القديمة للوطن السابق(غرب أفريقيا ). لذلك فإن معظم القرويين في الجزء الشرقي من الولاية يكرهون أو يرفضون استخدام مصطلح فلاتة للتعبير عن انتسابهم. وهم يعلمون أنهم يوصفون بهذا النعت من قبل الغرباء(الآخرين)، لكنهم يفضلون مناداتهم/وصفهم باسمهم الإثني الأصلي. هذا الوضع تؤيده بشكل خاص الأجيال القديمة من البرنو والفولاني والزبرما، وفوق كل ذلك تؤيده الطبقات العليا من هؤلاء الجماعات التي لا تريد الارتباط بالصور النمطية التحقيرية المرتبطة بـتسمية فلاتة. ومع ذلك، فإن رفض مصطلح فلاتة كانتساب ذاتي إثني لم يعيق المحاولات نحو التضامن السياسي كما لاحظنا خلال انتخابات مجلس الشعب عام 1996.
هام: في الجزئية أعلاه تتضح مؤشرات مشكلة الهوية والانتماء و رد الفعل والتعامل معها...
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: خلفية تاريخية حول بعض أسباب الاقتتال القب (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الفقرة التالية من المقال تتحدث عن مشكلة الهوية والعلاقات القائمة على التجمع الإثني بين مجموعات غرب افريقيا خاصة الهوسا.. الجدير بالذكر أن الهم الأول والأساسي هو تحقيق الاعتراف بهم ككيان تكون له كل الحقوق التي للمواطن الأصلي(السودان): إن الاتجاه نحو التجمع فوق الإثني على المستوى الاجتماعي يهم بشكل رئيسي جماعات غرب أفريقيا التي تعيش في سياق شبه حضرية في محافظة الحواتة على امتداد الرهد حيث القرى قريبة من بعضها البعض. وذلك عكس منطقة الفشقة ، حيث هناك العديد من المستوطنات المختلطة، ولغة الهوسا معروفة ويتحدث بها جماعات غرب أفريقيا الأخرى حيث أن جماعة الهوسا تشكل أغلب السكان المنحدرين من غرب أفريقيا الزواج المختلط شائع، خاصة بين الهوسا والفولاني. جميع الأشخاص الذين تمت مقابلتهم في محافظة الحواتة كان لديهم رد فعل إيجابي تجاه اسم الفلاتة ووافقوا على أنه يمكن أن يستخدم كانتساب وكانتساب ذاتي، بغض النظر عن الأصل الإثني. وهم ينظرون إلى الاتجاه نحو التكتل الفلاتي بمعناه الواسع( أي الشامل لكل جماعات غرب أفريقيا) (Fallata Supra-grouping)باعتباره عملية إيجابية ستعطيهم وزناً اجتماعياً وسياسياً. إن رد الفعل الإيجابي هذا تجاه النعت العام لاسم الفلاتة يشير إلى إعادة اصطفاف ثقافي وسياسي. إن اختلاف المواقف من اسم(الفلاتة) يعكس اختلاف شرائح ـجماعات غرب أفريقيا في ولاية القضارف. إن المجتمعات الموجودةعلى طول عطبرة والتي وفدت من خلال الهجرة لا تزال منعزلة تماماً ولا تزال ثابتة على الفخر بأصولها. وهم لا يريدون أن يُقرنوا بالفقراء الحضريين المتجولين أو القوى العاملة التي لا تملك الأرض، و يعتبرون أنفسهم لا علاقة لهم بهم. علاوة على ذلك فإن العائلات الفولانية الرائدة في سيفاوا قد تم دمجها ضمن إطار الإدارة الأهلية كحكام للمنطقة. لذلك فهم لا يحتاجون للنضال من أجل التمثيل السياسي. كما أنهم يتفاخرون بالعلاقات الجيدة مع جميع الجماعات الأخرى في المنطقة، بما في ذلك العرب وبني عامر، بالرغم من أن الزواج المختلط لا يزال نادرًا. أما في الحواتة، فإن الجزء الأكبر من جماعات غرب أفريقيا كان قد جاءوا أولاً كمزارعين صغار وعمال، وبالتالي، كانوا بالتأكيد أكثر عُرضة للنبذ الاجتماعي من جانب الجماعات الرعوية العربية. مثلهم مثل العمال، فقد اختلطوا مع العمال الآخرين من جماعات غرب أفريقيا أو غرب السودان. فقد عدد من المستوطنين أراضيهم أثناء التخطيط لمشروع الرهد في السبعينيات. وبهذا المعنى فهم أقرب بكثير إلى العمال المأجورين والذين لا أرض لهم، كما وصفهم Kaptjeins and Spaulding (1991) ، منهم للنخبة الفولانية في سفاوة. يجري الإعداد لتنفيذ توسعة جديدة لمشروع الرهد،( عند إعداد هذه الورقة)، ولا تود جماعات غرب افريقيا تكرار نفس العملية عند. ولكونهم عالقين بين توسعة المشروع وبين الضغط من الجماعات الرعوية ، فقد أدركت جماعات غرب أفريقيا أنه يتعين عليهم الاعتماد على أنفسهم للدفاع عما يعتبرونه حقوقهم فيما يتعلق بحيازة الأراضي.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: خلفية تاريخية حول بعض أسباب الاقتتال القب (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
مواصلة لعرض التحليل الذي يتحدث عن عمق المشكلة... مع ملاحظة أن الحديث ليس عن الهوسا فقط ولكنه يشمل جميع المهاجرين من غرب أفريقيا. بعد عقود من وضعهم السياسي المتدني، قرر جماعات غرب أفريقيا استخدام الوضع السياسي الجديد لمصلحتهم الخاصة. في عام 1996 تزامن عملنا الميداني مع انتخابت مجلس الشعب ولاحظنا تعبئة سياسية قوية بين جماعات غرب أفريقيا في ولاية القضارف.وتم انتخاب ثلاثة نواب في مجلس الشعب للمرة الأولى؛ وكانت التقسيمات الإدارية والعضوية في المجالس أو الجمعيات المحلية مثار نقاشات ومفاوضات ساخنة. تحت شرعية تعابير إسلامية ومظلة حكومة الإنقاذ، كان المرشحون يتنافسون للدفاع عن مصالح مجتمعهم. وفي هذا السياق، فإن التعبئة حول التجمع الفلاتة الفوق إثني (والذي كان من المتوقع أن يجتذب أيضًا دعم جماعات غرب السودان) كان يُفهم منها باعتبارها أداة فعّالة في الساحة السياسية المحلية. إن التطلعات لمزيد من المساواة والحقوق الاجتماعية تم التعبير عنها من خلال "الحقوق القبلية". إن هذه التعبئة السياسية القائمة على اساس اثني أو شبه إثني، تنسجم مع الاتجاه السياسي العام السائد في البلاد(في ذلك الوقت). إن التعبئة السياسية القبلية أو الإثنية بما في ذلك تشكيل تجمع فوق إثني( (ممتد) ليس بظاهرة جديدة في الساحة السياسية والاجتماعية السودانية،حتى عندما تم الحظر الرسمي للتنظيمات السياسية "القبلية" كما كان هو الحال خلال نظام النميري. في الوقت الحاضر،فإن التآلف الإثني أصبح هو الوسيلة الرئيسية ليس فقط للهوية الاجتماعية ولكن أيضًا للتعبئة السياسية. إن التنظيمات القبلية قد حصلت على اعتراف رسمي(إما كرابطة أو جمعيات أو كوحدة إدارية مثل النِظَارة والعمودية وغيرها) ومن ثم المشاركة في الاحتفالات السياسية الرسمية. كل جماعة إثنية تقوم بتنظيم نفسها لشرعنة مطالبتها لتكوين كيان سياسي مستحقاً للحقوق الإدارية والسياسية. في هذا السياق، يشهد المرء ظهور التجمعات فوق الإثنية (النوبة، البجا، إالانقسنا، إلخ) للعمل كقوى اجتماعية وجماعات ضغط سياسية، بل وأيضا كعمليات لإعادة التشكيل الاجتماعي. وبالتالي يجب فهم التعبئة الفعلية للفلاتة في منطقة القضارف في إطار هذا السياق الأكبر.هذا لا يعني أن جماعات الفلاتة الأربعة ستندمج في وحدة واحدة، كما لن يختفي الاختلاف الطبقي بين جماعات غرب أفريقيا. إن السير تجاه التجمع فوق الإثني(الواسع) لا تزال في بدايتها وليس من المؤكد أنها ستتغلب على التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية السائدة بين جماعات غرب أفريقيا.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: خلفية تاريخية حول بعض أسباب الاقتتال القب (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الجزء التالي عبارة عن بعض من المقابلات لاستطلاع الآراء حول مصطلح الفلاتة...خاصة أنه بدون مدلول محدد..ويراه البعض من جماعات غرب أفريقيا أنه ذو مدلولات سلبية أكثر منها ايجابية النقاش التالي تم تسجيله في سِفاوا في عام 1996 والذي يدور حول تقييم مصطلح فلاتة، يوضح تماماً هذه النقطة. - محمد عمر مجيدادي:(48 عاماً، مولود في سفاوا، وعمدة سفاوا، ورئيس محكمة عامة، وعضو في مجلس ولاية القضارف): "إنني غير مرتاح تمامًا للاستخدام المعمًم/الفئوي لمصطلح فلاتة، لأسباب عديدة.بصفتي فولاني، لدي عاداتي وتقاليد. من خلال هذه العادات والتقاليد أنا فأحافظ على شخصيتي وهويتي، وذلك يساعد في الحفاظ على كرامتي واحترامي. أولئك الذين يشاركونني المصطلح لديهم عاداتهم وتقاليدهم التي أنا منها براء، أي لديهم بعض الممارسات التي تستحق اللوم وهي غير مقبولة اجتماعياً.وهذه الممارسات ستنسب لي أيضًا. لذلك أنا أعترض على هذا الاستخدام المعمًم/الفئوي.أنا أتفق مع هذا الاتجاه ولكن بدرجة محدودة للغاية. في بعض الأحيان، بسبب مركزي في المنطقة الشرقية وفي السودان بشكل عام قد تطرأ ظروف واجد نفسي مضطراً للتعاون مع قبائل (الفلاتة)هذه.ولكن هذا مستوى آخر من العلاقة، وهو سياسي بحت؛ وليس له علاقة بالإثنية. لذا في مثل هذه المناسبات،قد نحتاج إلى التعاون تحت مصطلح الفلاتة. لذلك على المستوى السياسي الإداري ،لا يمانع المرء في ذلك ، ولكن كقبيلة، فأنا لا أقبل أن تكون لقبائل أخرى ارتباطات معي . -آدم محمد خليل: (46 سنة ، مولود في سفاوا ، مدرس سابق، رئيس مجلس إدارة مجلس المقرن الريفي ): (في الواقع ، تعتبر قبائل (الفلاتة) عادة شيئًا واحدًا. أحيانًا عندما نتحدث عنهم كفلاتة، فهم لا يحبون ذلك؛ ويصرون على مناداتهم باسم قبيلتهم المعيّنة. لكن ممارساتهم (التي تعتبر بأنها سالبة) تُنسَب إلينا. وهذا لم يختفي من أذهان الناس بعد. لأن كل ما يفعلونه يُنسب إلى الفلاتة وهذا لا يمكن ازالته من عقول الناس. أعتقد أنه أفضل لنا قبول هذا الاستخدام العام للمصطلح ، بالرغم من ان كل شخص يعرف إثنيته بالضبط. يمكننا أيضًا محاولة القضاء على عادات هؤلاء الأشخاص، مع البقاء تحت اسم قبلي واحد.مؤخراً ، القبائل الصغيرة الأخرى، مثل الزبرما، قد لا يستطيعون الوقوف بمفردهم كقبيلة معتبرة. في رأيي ، هنالك مزايا أكثر من السلبيات بالنسبة للاستخدام العام للمصطلح). هذا الحوار يعكس حقيقة أن الخصومات السابقة(خاصة بين النخبة الفولانية مقابل عامة الناس من غير الفولاني) من المستبعد التغلب عليها، حيث تخشى كل مجموعة إثنية من هيمنة الآخرين في حالة التجمع فوق الإثني(العام) للفلاتة. من ناحية أخرى فإن ذلك يوضح أيضًا بأن عدداً متزايداً من الناس، بما في ذلك مجموعة "الإصلاحيين" الذين يريدون تغيير ما يعتبرونها "العادات السيئة" لبعض جماعات الفلاتة ، ويعتبرون أن هذا التجمع فوق الإثني هو الطريقة الوحيدة لاكتساب بعض الوزن السياسي وللاعتراف بهم من قبل الآخرين. ان الاتجاه نحو الاعتراف بتجمع اثني للفلاتة لا يرتبط بتيار سياسي معين، حتى وإن كان واضحًا أن الخطاب الإسلامي قد يساعد في شرعنة مثل هذا التجمع(من خلال معارضة شرعية المسلمين الجيدين في مقابل شرعية العرب، على سبيل المثال ).
هذا الاتجاه يرتبط بشكل أكثر وضوحًا بنوع من الوعي الاجتماعي وبعملية الهوية. حيث يحول النعت التحقيري المفروضة من الخارج( مثل الفلاتة، الأجانب غير عرب) إلى انتماء إيجابي من خلال الانتساب الذاتي.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|