في ظل الظروف العصيبة التي عاشتها الخرطوم، أمس، التي أفضت الي قطع الإتصالات، وغياب شبكات الإنترنت، ودع الدنيا بأكملها، الإذاعي الرقم، السر محمد عوض، رحل في هدوء تام،بمنزله بالثورة الحاره الثانية، دون ان يحس به أحد ، او يمشي خلف جنازته، زمرة من زملائه، الذين يعرفون قدره ويدركون مكانته.. توسد الثري، بعد حياة حافله وعمر مديد، أنفق جُله بين ردهات إذاعة أمدرمان، التي وهبها، نضارة العمر، وعنفوان الشباب، حتي وهن العظم، وفعلت السنوات فعلها، رغم ذلك كله، كان السر محباً للإذاعة، إستماعاً ومشاركةً في برامجها، حتي بعد دخوله من بوابة المعاش قبل أعوام.. ينتمي السر محمد عوض، الي جيل الإذاعة الثالث، طرقوا أبوابها، مع بداية الستينات، كانوا مجموعة من الأعلام الذي سارت بذكرهم الركبان، حمدي بدر الدين، محمد خوجلي صالحين، عبد الرحمن أحمد، ذو النون بشري، علم الدين حامد، أحمد سليمان ضوالبيت،محمد سليمان، صالح محمد صالح، حمدي بولاد، وغيرهم من النجوم والكواكب، الذين صنعوا للإذاعة إسمها وتاريخها، تقلّب الراحل بمهنته، في أغلب اقسام الإذاعة، وإدارتها، خاصة قسم التنسيق، مع زملائه، اسماعيل حسن، عبد المنعم خفاجه، سيد عبد الكريم، عوض سر الختم، علي سيد احمد زياده، محجوب علي محجوب، محجوب سيد احمد عبد اللطيف، مصطفي عوض السيد، وغيرهم كثير، كان برامجياً من طرازٍ فريد، قدم عدداً من البرامج،ذات الطابع الثقافي والفني، كان حافظاً لمحتويات مكتبة الإذاعة، التي استعان بها في سلسلة برامجه التي قدمها، الإذاعة زمان، من ذاكرة البرامج، من الأرشيف، وغيرها من السهرات والبرامج والمقابلات... عند إختياري عام 2010م، كأول مدير لإذاعة ذاكرة الأمة ، في عهد الأستاذ معتصم فضل، عمدنا يومها، لإختيار لجنة للبرامج، كانت بمثابة العمود الفقري الذي استندت عليه الاذاعة في عملها، كان الأستاذ السر، أول من وقع عليه الإختيار، لإسمه وتاريخه ودوره، ومعرفته لفنون العمل، وتفاصيله الدقيقة، ظل لسنوات، يقود كتبة البرامج بإذاعة ذاكرة الأمة، مع زملائه، علي مصطفي(الدكشنري)، السر بشير، أمين رابح، الفاتح حسين، ابوذر عمر، صلاح حواية اللع، فريال أبشر عطية، وغيرهم، من الذين كانوا سبباً في النجاح الذي حققته الإذاعة بين المستمعين... كان السر محمد عوض، قريباً من أساطين الفن، ورموز الغناء، رفد تجارب الكثيرين، بمجموعة من أشعاره، التي غناها بعضهم، منهم حسن عطية، وعائشه الفلاتية، وعبد الدافع عثمان، ومني الخير وغيرهم. برحيل الإذاعي السر محمد عوض بابا، تكون الإذاعة السودانية، قد فقدت ركناً من أركانها، هوى الي حيث تغيب النجوم وتتوراي خلف تاريخها الحافل، وكسبها المعروف، دعاه الله اليه، فأجاب في أول أيام العشر المباركات، ليترك من بعده اللوعة والأسى، حزناً علي فراقه الأليم... اللهم عافه واعفو عنه، وجازه بالمكرمات، ووافر الحسنات، في واسع الجنات، والعزاء لأسرته واهله وتلاميذه وزملائه، وسلام عليه يوم ولد، ويوم مات ويوم يُبعث حيّاً. لا حول ولا قوة إلا بالله.. ... عوض أحمدان...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة