مأزق الإسلاميين: (ماقبل السقوط ): ...وبعد السقوط؟؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 11:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2022, 09:26 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مأزق الإسلاميين: (ماقبل السقوط ): ...وبعد السقوط؟؟؟

    08:26 AM June, 14 2022 سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});مأزق الإسلاميين: (ماقبل السقوط ) وبعد السقوط؟

    مأزق الإسلاميين (وإن لم يكون مأزقهم وحدهم) هو تناول لموضوع الانتماء الحزبي السالب ‏والتعصب الأعمى الذي يجعلك تتغاضى وتبرر وتراوغ أحيانا

    وتداري عندما تتكاثر الأخطاء...: والشينة منكورة.

    ( شكراً لعلم النفس ‏ولعلم الاجتماع). ‏

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 11-15-2023, 09:06 AM)







                  

06-14-2022, 09:32 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مأزق الإسلاميين: (ماقبل السقوط ) وبعده ....؟ (Re: محمد عبد الله الحسين)

    هو موضوع نشرته في 2015 أي قبل السقوط. وكان بعنوان (مأزق الإسلاميين)‏
    طيب ما العلاقة الآن؟ ‏
    إذن لماذا أنشره الآن؟ ‏
    ‏(طبعا ليس كما يقال التور إن وقع كترت سكاكينه) ولكن...‏
    الحقيقة لم أكن أقصد نشر هذا الموضوع أصلاً ولكني وجدته بالصدفة.. ‏
    ووجدت أن يناسب جدا الموضوع الذي دائماً يدور في ذهني حول السطوة الحديدية للتنظيمات ‏الايديولوجية أو شبه الإيديولوجية السطوة الحديدية
    ليس المقصود بها السطوة الأمنية أو ‏العسكرية ولكنها السطوة المعنوية والإجتماعية والنفسية التي تمارسها على أعضائها ولا يجدون ‏عنها فكاكاً.. ‏
                  

06-14-2022, 09:56 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مأزق الإسلاميين: (ماقبل السقوط ) وبعده ....؟ (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الإنسان لابد أن تكون له ميول و شخصية و طعم و لون... وانتماء..
    وهي تمثل الهوية...فالهوية هي بصمة الشخص.


    لا تبارح ذهني تفاصيل مسرحية عظيمة و ذكية وعميقة وآسرة في نفس الوقت... لجان بول سارتر اسمها الأيدي القذرة..
    بالله كم من السياسيين و التنظيمات يمكن أن يطلق عليهم وصف الأيدي القذرة؟؟
    المسرحية تجمع بين السياسة و العشق في دراما سلسلة و لطيفة ...

    لكنها تقول أنه ليس هناك في السياسة وربما الحياة مواقف ثابتة..

    فكنت أود أن اتحث عن هذا الموضوع مع ذكر المسرحية فبحثت في قوقل علي أجد الموضوع فوجدت إنني سبق أن تناولت الموضوع ..
                  

06-14-2022, 10:36 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مأزق الإسلاميين: (ماقبل السقوط ) وبعده ....؟ (Re: محمد عبد الله الحسين)


    10 نوفمبر, 2015 10 نوفمبر, 2015

    المزيد من المقالات, منبر الرأي
    مأزق ومسئولية الإسلاميين .. بقلم: د. محمد عبدالله الحسين
    كتب سارتر، بعد الحرب العالمية الثانية، روايته الموسومة(الأيدي القذرة). و هي رواية ذات أبعاد سياسية بالإضافة لبعدها الإبداعي و الفنّي. و كان من ضمن التفسيرات التي قدّمت بخصوص ما يقصده
    رئيس التحرير: طارق الجزولي
    رُفع بواسطة رئيس التحرير: طارق الجزولي 10 نوفمبر, 2015
    10 نوفمبر, 2015
    142المشاهدات

    كتب سارتر، بعد الحرب العالمية الثانية، روايته الموسومة(الأيدي القذرة). و هي رواية ذات أبعاد سياسية بالإضافة لبعدها الإبداعي و الفنّي. و كان من ضمن التفسيرات التي قدّمت بخصوص ما يقصده بالعنوان الذي اختاره للمسرحية و هو (الأيدي القذرة) بأنه يقصد بالأيدي القذرة إلى القادة من السياسيين الخفيين الذين تتغير مواقفهم تبعاً لمصالحهم الشخصية و إن كانوا يختفون وراء أفكار مثالية ولكنهم ليسوا سوى أداة لتنفيذ مصالح جهات أخرى، كما جاء في المسرحية.
                  

06-14-2022, 10:37 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مأزق الإسلاميين: (ماقبل السقوط ) وبعده ....؟ (Re: محمد عبد الله الحسين)

    مأزق ومسئولية الإسلاميين .. بقلم: د. محمد عبدالله الحسين
    كتب سارتر، بعد الحرب العالمية الثانية، روايته الموسومة(الأيدي القذرة). و هي رواية ذات أبعاد سياسية بالإضافة لبعدها الإبداعي و الفنّي. و كان من ضمن التفسيرات التي قدّمت بخصوص ما يقصده
    رئيس التحرير: طارق الجزولي
    رُفع بواسطة رئيس التحرير: طارق الجزولي 10 نوفمبر, 2015
    10 نوفمبر, 2015
    142المشاهدات

    كتب سارتر، بعد الحرب العالمية الثانية، روايته الموسومة(الأيدي القذرة). و هي رواية ذات أبعاد سياسية بالإضافة لبعدها الإبداعي و الفنّي. و كان من ضمن التفسيرات التي قدّمت بخصوص ما يقصده بالعنوان الذي اختاره للمسرحية و هو (الأيدي القذرة) بأنه يقصد بالأيدي القذرة إلى القادة من السياسيين الخفيين الذين تتغير مواقفهم تبعاً لمصالحهم الشخصية و إن كانوا يختفون وراء أفكار مثالية ولكنهم ليسوا سوى أداة لتنفيذ مصالح جهات أخرى، كما جاء في المسرحية.
    فلا ضير إذن طالما الحديث كان عن التناقض بين القدوة و السلوك أو بين المثال و العمل أن نتطرق لموقف الإسلاميين كفصيل سياسي مهم في الساحة السياسية المحلية. و سوف اقًصِر حديثي عن إنطباعٍ خرجت به من خلال متابعاتي الشخصية للتطورات السياسية في بلدي و في تصريحات و ردود أفعال فئة من السياسيين تُمثّل الحزب الحاكم. و هي عضوية الحركة الإسلامية. و التي يجب أن تخضع دينامياتها و تكتيكاتها و تكنيكاتها طاولة للتحليل و النقد باعتبارها تمثّل جزء لا يتجزأ من المشهد السياسي الحالي( المأزوم) بما يُصلح أن تكون محاولات للنقد العلمي الذي يُفيد الأجيال القادمة و بما يمكن أن يساهم في إصلاح سلوكنا و أدائنا السياسي المُعتل.
    إن حديثنا في هذا المقال كما أسلفت سوف يتناول في إيجاز تغلُب عليه الرؤية الإنطباعية العامة الحركة االإسلامية كتنظيم يشمل القادة و الأفراد باعتبارها المكوّن الرئيسي الذي اعتمدت عليه حكومة الإنقاذ لتنفيذ سياساتها ابتداء من التخطيط للإنقلاب و في تمرير سياساتها فيما بعد إلى أن وطّدت أركانها.
    إن النظرة السريعة لعضوية الحركة الإسلامية تكشف على أن تلك العضوية تختلف عن عضوية الأحزاب الأخرى من حيث طريقة تكوينها و تختلف عنها من حيث نوعية الكادر البشري. فالجسم الرئيسي و الفاعل للحركة الإسلامية يتكون في هيكله العلوي من كادر نال قدراً عالي من التعليم من مزيج من الانتلجنسيا و التكنوقراط و الرأسمالية الصاعدة. و ربما تجتمع أكثر من واحدة من الخصائص المذكورة في العضو الواحد. كما اعتمد في تحرّكه القاعدي في مرحالة ما قبل الإنقلاب و ما بعد ذلك على كتلة كانت منسية فتمّ لأول مرة تحشيدها ككتلة سياسية بعيدة عن واقع المحلي و مشبّعة بنوستالجيا و حنين للوطن و بحنين مشبّع برغبةهلامية غامضة نحو الرجوع للدين و الحُكم بشريعة الله و هي بذلك تحسّ بانها قد أدّت واجب الوطن كاملاً غير منقوص. أما أن يكون كيف و بمن و متى يتم ذلك فلم تنشغل به كثيراً.و تشكّلت تنظيمات الدياسبورا لدعم الإنقلاب بالتأييد و الدعم المادي و المعنوي و الإعلامي الذي فاق في مظهره وربما في جوهره في بعض الأحيان الدعم الداخلي.
    أما من حيث تكوين و آليات الحشد و التجنيد فقد كان يختلف عما هو حادث في الأحزاب السودانية الأخرى في مراحل الأولى للتجنيد و الإنضمام للتنظيم و لكن في المراحل التالية للإنضمام للتنظيم فإن تلك العضوية لا تختلف عن عضوية الأحزاب الاخرى من حيث الإنصياع ( دون مناقشةٍ أو اعتراض) للتوجيهات و التعليمات و الإيعازات ( و حتى الإيماءات و الإشارات) التي تندرج بشكل عام تحت بند الأوامر. من ناحية أخرى فإن صياغة تلك الاوامر و التوجيهات كان يُنظر إليها من قِبل العضوية القاعدية باعتبار أنه فرض كفاية تقوم بها هيئة عليا أو يقوم بها أفراد قليلون مرئيون هم المفوّضون بوضع السياسات بليلٍ و باجتراح التدابير المناسبة باعتبار أنها الأدرى و الأعلم بمصلحة الحزب و و البلاد و العِباد أكثر من بقية العضوية. و كان حريّ على باقي العضوية أن تقبل بهذا الوضع في رضاءٍ و اقتناع. و كان نتيجة ذلك أن يتم اتخاذ أخطر القرارات في سريةٍ تامة تحسدنهم عليها التنظيمات العقائدية العلمانية.
    استمر هذا الوضع خلال العقد الأول من مرحلة حكم الإنقاذ و إلى حدٍ ما خلال العقد الثاني من حكمها. و بطبيعة الحال لم يصدر تبرّم أو تملمُل دعك من رفع راية المعارضة أو المفارقة البائنة من قبل تلك العضوية المُمالئة. و لكن مع مرور السنوات في ظل حكم الإنقاذ و بعد مرور سنولت من الحكم الإنقاذي و بعد أن تكشّفت كثيرٌ من السوءات و المثالب و السقطات من خلال التطبيق العملي و من خلال أسلوب الحكم و اتخاذ القرارات بدأ بعض من تلك العضوية في التوقّف و التساؤل عن المآلات التي قد تترتب على انتهاج مثل هكذا أسلوب في الحكم أو في اتخاذ القرارات.
    و قد اختلفت ردود أفعال عضوية الحركة الإسلامية وفقاً للتكوين النفسي والذهني و وفقاً للقدرات الشخصية و العاطفية و لظروف كل فرد أو فئة. و بالتالي ذهبت العضوية القاعدية مذاهب شتى في رد فعلها تجاه بوادر الفشل في الإنجاز و تكاثر الأخطاء و الإبتعاد عن الأهداف و ضبابية الرؤية و تكالب المصالح و تكالب الخصوم على الإنقاذ. فكانت النتيجة المحتومة هو الإخفاق و بوادر إنهيار و تفتت الدولة السودانية و إنفراط لوحدة السودانيين و عجزٍ في اداء الدولة و تراجع في الروح المعنوية للمواطنين و إنفراطٍ بيّنٍ في منظومة القيم و الأخلاق. فما هو رد فعل عضوية الحركة الإسلامية نحو ما ساهموا فيه و أقاموه و دعموه. بدأ البعض في توجيه اللوم سواء للآخرين أو لأنفسهم و و لجأ البعض في سلبية للإنزواء و لجأ البعض حبس أنفاسها و الدعاء لله عسى أن يلطف. و أن لا نصل إلى ما يبدو أننا سنصل إليه من فشل و تنكب جادة الطريق و ورود موارد الهلاك و ذهاب ريح الدولة. و كثير من العضوية القاعدية وجدت نفسها في موقف لا تُحسد عليه فهي المسئولة بنحوٍ ما عن هذا الوضع. و لكنها لا تستطيع أن تُجاهر بالإعلان عن خطئها لأسباب عديدة بعضها شخصي و بعضها عام. في مقابل ذلك رأت أقلية ممن هم في النطاق الضيّق لدائرة الحكم و اتخاذ القرار اللجوء للخيار الصعب و هو رفع راية الرفض و الإعتراض و النقد لأسلوب إدارة الدولة. كما أن هناك أقلية في الدائرة الضيّقة ممن رأت الاستمرار في التمسك بموقفها و الدفاع عن الحكومة و سياساتها بكل ما تملك حتى الرمق الأخير للنظام أو للبلد.
    حديثي هنا ليس عن القادة من الصف الأول من الإسلاميين و لكن عن عضويتها من الصف الثاني و الثالث و حتى العاشر. فهم بدعمهم لإنقلاب الإنقاذ في بداياته قد ساعدوا في توطيط أركانه بالمشاركة المباشرة و الإيجابية في ذلك الوقت. ثم ساعدوا بشكل مباشر في إرساء دولة الخوف من خلال دعمهم لسياسة التمكين. قد نجد العذر لعضوية الحركة الإسلامية في دعم الإنقلاب في بداياته على إعتبار أن ما تحقق في بدايات الإنقلاب كان القصد منه تحقيق حلمهم في بناء دولة إسلامية يتحقق فيها حكم الله في الأرض و إشاعة العدل بين الناس. إلا أنهم لا عذر لهم في دعم الإنقاذ أو صمتهم أو إتخاذ موقف المتفرج على ما يشاهدونه و يعايشونه في كل يوم و لحظة من إشاعة للفساد و المحسوبية و سوء التخطيط و الإنهيار الكامل لمنظومة الحياة و تشريد الأسر و الأفراد و إنهيار منظومة القيم و الأخلاق و جعل الشعب رعايا لا يستفتون و لا يعبأ بهم في اتخاذ القرارات التي البلاد و لا حتى في القرارات التي تتعلق بالحياة اليومية.
    فإذا كانت عضوية الحركة الإسلامية هي حصان طروادة التي نفذ منها حكام الإنقاذ إلى مفاتح التمكين و التي حقق بها السيطرة و الصعود إلى دست الحكم ثم انتهى دور معظم عضويته (على اعتبار أن دورهم انتهى)، و جازت عليهم بالتالي الفرية و خبث التدبير في باديء الأمر (و هم يرون الآن ما آلت إليه الأحوال في البلاد) فما الذي يجعلهم يجلسون في مقاعد المتفرجين و هم يرون أن حلمهم في تطبيق شرع الله قد تبدّد و أن الظلم و الطغيان قد عمّ البلاد و انسد أفق الأمل في أي عودة للطريق لجادة الحكم الرشيد، و حل مشاكل البلاد. بل زادت مشكلاته و استعصى الرتق على الراتق و الصنيعة على الصانع. فإذا جاز عليهم كل ذلك في غفلة منهم أو استلاب للعقل أو الإنسياق وراء شعارات خُلّبية فما بالهم صامتون، و مالي اراهم زائغة أبصارهم أم هم لا يدرون ماذا يفعلون و بالصمت يلوذونً.
    إن بنية الحركة الإسلامية تقوم على صفوية نخبوية و على عضوية فضفاضة ( بشكل مقصود) تتنزّل من لدنها أخطر القررات فتتقبّلها القاعدة في قبول و تسليم ممعن في السلبية. فعلاقة القاعدة بالقمة تقوم على تراتبية أساسها إنسياب القرارات في اتجاه واحد من القمة للقاعدة و التي تتلقفها في طاعة عمياء و استجابة سلبية دون تمحيص أو اعتراض و دون تفكّر أو تدبّر لللقرارات الي يتخذها صفوة في سرية و بليل بهيم لا تفيق فيه عضويته و لا تستبين مكامن الخطر فيها….
    لقد استغلت هيكلية الحركة الإسلامية في بناء علاقتها مع قاعدتها من تراث الأحزاب العقائدية السودانية و التراث الصوفي القائم على تقديس الشيوخ و الزعماء. كما اقتبست أسوأ ما في التنظيمات العقائدية مثل الحزب الشيوعي و هو أسلوب السرية في تسيير أعمال الحزب. و فوق ذلك كله فقد استغلوا حسن السجايا و طيبة الشعب السوداني و حسن اعتقاده في نظافة يد و طهر و صدق نوايا و رشد قياداتها الحزبية و الدينية على المستوى الفردي و المؤسساتي بوجهيها الديني و المدني. كما استغلوا في جشع و مكر ما ورثه الشعب السوداني بحكم تربية ذات صبغة نفعية إستفلالية جعلته ينظر للمشاركة الحزبية و الاداء السياسي باعتباره فرض كفاية.فترسّخت في وجدان الشعب السوداني في سلبية مقيتة تمثّلت في مُجافة المشاركة الجماعية و الصبر على النتائج و الركون إلى تفويض القيادات و انتظار الفرج والحلول من السماء. فطال على الشعب الأمد و هم بعيدون و مُبعدون عن المشاركة الفعلية في مستويات الحكم المختلفة، و عن اتخاذ القرار. فأوُرِثوا إتكاليةً و تقاعساً عن المشاركة الفعّالة إلا عن فضيلة النقد السلبي الهدّام باستثناء إلا من رحِم ربي من فئة قليلة هي ببمنأىً عن تناولِنا لها في هذا المقال.
    إن آفة التنظيمات و الأحزاب بشكل عام هي أن العضو فيها يجد نفسه فيها (مُكبّلاً) بحكم طبيعة العلاقات الإجتماعية السودانية على وجه الخصوص، و أسيراً لوضع يُحتّم عليه عدم الفكاك من شباكٍ كثيفة الإشتباك لا يستطيع منها فكاكاً. كما أن الإنضمام لتنظيم ما و على وجه الخصوص تنظيم ذي طبيعة عقائدية براغماتية ، و ذي سلوك دوغمائي، و حزب يعتمد في إتخاذ قراراته و تسيير أمور الحزب على صفوة نخبوية صمّاء و يعتمد تكنيكات مافوية تجعل من الصعوبة على العضو العادي أن يتنصّل من بيعته المزعومة سواء للحزب أو القائد. أو أن ينسلخ عن عضويته بسهولة دون أن تصيبه غوائل من جهالة أو من تضييقٍ الإجتماعي ونفسي من إخوان و أصدقاء الأمس من عضوية الحزب. و بالتالي فهو يُؤثِر السلامة و يفضّل أن يتخذ موقف الصامت أو المتفرج أو أن يلجأ للسلبية فيُصبِح كالمخدّر. و هو نفس الوضع الذي يجد فيها معظم عضوية الحركة الإسلامية القاعدية أنفسهم فيها. فلا هي قادرة على التملّص العلني من نظام حزبي سرق أحلامهم و زيّف تطلعاتهم و تنكّر لوعدوهم مُستغلاً بيعةً حقيقية أو إفتراضية علنية أو مُضمرة. و لا هم قادرون على الإعلان الشجاع و الجهر بدمغ قادتها بالفساد و الحربائية أو على احسن الفروض عدم المسئولية أو السعي وراء الكسب الشخصي أو على أسوأ الفروض بعدم الكفاءة و التأهيل. فكان نتيجة كل ذلك إضاعة كرامة و عزة و سمعة وطن و مواطنيه و تعريض حاضر و مستقبل البلاد و وجوده (دعك من إضاعة إزدهاره و تقدمه) للخطر.
    في إعتقادي أن كثيراً من عضوية الحركة الإسلامية تعضّ في صمتٍ بنان الندم على تفويض مجانيٍ منحته لحزبٍ و قيادةٍ لم تصون الأمانة و لم تُحسِن التصرف و لم تتعامل مع أمر الحُكم كما كما ينبغي. و كذلك هناك الكثيرون ممن أقعدهم ودّ الأمس مع صحبة تعهّدوا و و أخلفوا و أقسموا و حنثوا لم يّنجزوا.لذا فيقف هؤلاء في منطقة و سطى أو مُفترق طرق تستبدّ بهم الحيرة لا يدرون أي السبل يسلكون: أسبيل المعارضة و النقد؟ أم يكتفون بانتظار حلول تاتي من السماء ( و ليس ذلك على الله بعزيز). و في المقابل هناك فئة قليلة استمرأت التأييد الصريح و السكوت الكسيح عن الحق في خُرس بيّن. إذ أقعدتها المبرِّرات الضعيفة و المكاسب الذاتية و المصالح الشخصية عن فضيلة الجهر بالحق أو الركون إلى أضعف الإيمان.
    فهل يظنّ هؤلاء و أولئك بأنهم في منأى عن المسئولية عما يقاسيه الوطن، و عما نعايشه اليوم من تدهور و انهيار في منظومة الحياة السياسية و الاجتماعية و القيمية. أم يحسبون أنّ الله غافل عما يعملون أو عما عنه يصمتون. و هم و إن لم يكونوا يأمرون بالمعروف فكان حريُّ بهم أن ينهون عن منكرٍ فعلوه هم أو فعله قادتهم أو من كان من شيعتهم.
    . خلاصة القول أن منسوبي الحركة الإسلامية هم مسئولين أخلاقياً و فعلياً بشكل مباشر عما حدث و يحدث. فما لي اراهم صامتون زائغة أبصارهم كالمغشي عليه، و هم فيما عملت أيديهم مسئولون.و هم في الأخطاء و الخطايا والغون و لو نفضوا أيديهم أو انفضّوا عن (حركتهم) في صمت، أو تواروا عن مسرح السياسة. فإنهم مسئولون مهما اعتصموا بجدار صمتهم و لاذوا ببعض كلمات شجبٍ أو إدانة يتملصون بها عن ما يرونه اليوم مُنكراً. فإنهم بلا شك كانوا مشاركون و لا يغسل أخطاءهم تلك إلا أن يتطهرون مما شاركوا فيه بالاعتراف و الاعتذار و فرض عين فعل لا يجيده و لا يقدر عليه إلا من أُوتِي طهارة السريرة و الصدق مع النفس و ليس من يتحرى الصمت و يلوذ بالتغاضي عن الحق و هو أبلج.
    [email protected]
                  

06-14-2022, 12:04 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مأزق الإسلاميين: (ماقبل السقوط ) وبعده ....؟ (Re: محمد عبد الله الحسين)

    وهناك االجبهة المناوئة من المدنيين ...قوامها الأحزاب التي تم اقتلاع حكمها ومن يؤازرها بعد الاقتلاع في تحالف هش ومرحلي من جماعات كانت معها في نفس المركب ولكن يجمعهما شعار واحد عريض.زبالرغم من ذلك تقاتلوا و انفصلوا وانفض سامرهم..و لكن يجمعهم حنين ونوستالجيا روحية بالرغم من اختلاف تكتيكاتهم..و هناك شراذم منبوذة كانت محسوبة على النظام البائد ولكنها اختلفت معها وصارت تتنكب الجادة ..تصمت أحيانا و ترفع عقيرتها بالمعارضةوالاختلاف أحياناُ,,,, هؤلاء بالرغم من تآمرهم الذي عرفوا بهم واحترافهم التكيل بمن كانوا ضدهم أو من هم في خلاف معهم من عشيرتهم...فهم لا يرحمون..هولاء يجمع بينهم ومع غيرهم تحالف فضفاض لا يقوى على رفع شعار مقنع يجمع تحته الكارهين لقوى الحرية والتغير والثوار وشباب المقاومة..

    آسف هذه نزلت خكأ في هذا البوست..لكن لا ضير..

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 06-14-2022, 12:05 PM)

                  

06-20-2022, 09:00 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مأزق الإسلاميين: (ماقبل السقوط ) وبعده ....؟ (Re: محمد عبد الله الحسين)

    أصفاد الأيديولوجيا: الشيء ونقيضه

    (صحيفة العرب اللندنية)
    الأحد 2022/05/08
    يُنظر إلى الأيديولوجيا على أنها علم الأفكار، أي علم الفكرة، وهي من أكثر المفاهيم مراوغةً في العلوم الإنسانية بأكملها. وتُعرف الأيديولوجيا “بأنها مجموعة من المُعتقدات والأفكار التي تؤثر على نظرتنا للعالم”. ونستطيع أن نقول إنها مجموعة من القيم والمشاعر التي نتمسك بها بشكل كبير، وهي تشبه “الفلتر” الذي نرى من خلاله كل شيء وكل شخص. وهي تشبه أيضاً الزجاج الذي من خلاله يرى الفرد ما يدور حوله ويقوم بتفسيره، وفي الغالب تكون هذه الأفكار قريبة جداً من الفرد إلى درجة أنه لا يشعر بوجودها. ونحن في المقابل نظن أن معتقداتنا وأفكارنا هي الشيء الطبيعي والحقيقي بشكل واضح، حتى لو كانت تلك المعتقدات خاطئة، فإن العقل يجعلك تعتقد أنها الحقيقة، لأنها جزء من مجموعة أفكار تؤمن بها.

    ويعتبر الفيلسوف الفرنسي ديستات تريسي (1755 – 1836) أول من استخدم هذا المصطلح في كتابه “عناصر الأيديولوجيا” وكان يقصد به “علم الأفكار أو العلم الذي يدرس ويحلل مدى صحة أو خطأ الأفكار التي يحملها الناس، فهذه الأفكار هي التي تبنى منها النظريات والفرضيات التي تتوافق مع العمليات العقلية لأفراد المجتمع”. وفي المقابل يذهب كارل ماركس (1818 – 1883) إلى أن الأيديولوجيا “هي مجموعة الأفكار السائدة في حقبة ما التي تفرضها الطبقة المهيمنة في المجتمع على باقي أفراد المجتمع، أي أن الطبقة التي تمثل القوة المادية الحاكمة في المجتمع هي نفسها القوة الفكرية الحاكمة”.

    في حقيقة الأمر تغير معنى الأيديولوجيا تغيراً كبيراً بعد الثورة الفرنسية في 1789 واكتسب مصطلح الأيديولوجيا دلالات جعلت منه في نظر الكثير من المفكرين صورة من صور انغلاق العقل على نفسه ومرادفاً للوعى الزائف؛ إذ لم تعد الأيديولوجيا مجرد مجموعة من الأفكار والقيم التي تعتنقها جماعة ما وتؤثر في فكرها، وإنما أيضاً قيوداً تكبّل العقل بحيث لا يستطيع أن يرى الواقع إلا من خلال هذه الأفكار وكأنها تعبّر وحدها عن الحقيقة المطلقة وتناصب العداء لكل فكر يخالفها.

    الأيديولوجيا تعني كل شيء وعكسه، وبوسع كلمة أيديولوجيا أن تؤدي معاني مختلفة حسب منظور المتكلم وقدرته على التعبير والمناقشة، فهي أداة طيّعة في يد من يستخدمها وجب علينا الحذر منه

    كما أن الأيديولوجيا لم تبدأ في الأفول والانزواء إلا بعد أن جرّت على الإنسان كوارث ماحقة مثل ما حدث مع الأيديولوجيا القومية التي أدت إلى اندلاع حربين عالميتين سقط فيهما عشرات الملايين من الأبرياء والقتلى، وانحسرت بعد ذلك الأيديولوجيا الاشتراكية مع انهيار الاتحاد السوفييتي.

    وبناءً على أحداث السياق الاجتماعي وتفاعلاته وما ترتب عليه من نتائج وآثار سلبية نتيجة الصراع الأيديولوجي، تعرضت الأيديولوجيا لحملة عنيفة من النقد الإبستمولوجي، انطلاقاً من التعارض المطلق بينها وبين العلم من ناحية، وبين النقد الفلسفي من ناحية أخرى، حيث يرى النقد الفلسفي في التفكير الأيديولوجي مجرد تفكير تبسيطي جاهز، ومن ثم فهو أقرب إلى طريقة التفكير الأسطوري حسب كاسيرر. أما كارل بوبر فيُرجع التفكير الأيديولوجي إلى أفلاطون، ويعتبره تفكيراً لا علاقة له بالواقع، وأنه نوع من الهرطقة التي تحل محل فهم الأحداث الواقعية.

    إن مأزق أيديولوجيا ما، ينشأ عندما تصل تلك الأيديولوجيا إلى غايتها وتتحول إلى مؤسسات وممارسات وأعراف وعادات، وتحقق تماماً ما وعدت به، فتصبح أمام وضع تقليدي جديد تستمر فيه حتى ينشأ انقلاب اجتماعي تاريخي يستدعي رؤية جديدة تعجز الأيديولوجيا السائدة عن توفيرها، وترفض أن تعترف بهذا العجز. وفي أسوأ الأحوال، تجد النظرية الأيديولوجية نفسها في طلاق كامل مع الواقع الاجتماعي التاريخي الذي تكونت لأجله، فلا هو يفهم خطابها، ولا هي تفهم تطوره وأسباب ابتعاده عنها، وشيئاً فشيئاً تتحول إلى مجموعة تصورات خالية من المعنى الواقعي والوظيفة العملية.

    وفي حال بين الحالين يكشف التطور التاريخي والبحث النظري أن الحقيقة الجزئية التي حملتها النظرية الأيديولوجية لم تعد كافية لتأمين حيوية الأيديولوجيا واستمرارها في استقطاب الجماهير وتغذية الوعي والعمل النضالي اللذين ساهمت في تغذيتهما في فترة صعودها وامتدادها، الأمر الذي يطرح بجدية قضية النقص النظري وتقلّص الكفاية النظرية في الأيديولوجيا.

    أما عن علاقة الأيديولوجيا بالفكر فنجد أن من أهم وأخطر التحديات التي تواجه الأفكار والنظريات الفلسفية والاجتماعية إمكانية تحولها إلى عقيدة متحجرة تفقد أيّ مرونة ممكنة لفهم الوقائع ورسم الحاضر والمستقبل، وبالتالي فإن الضرورة تفرض ألا يتحول الفكر إلى أيديولوجيا سواء أكان هذا الفكر يتسم بالواقعية والموضوعية والمنطقية أم لا، فالأيديولوجيا التي تتجاوز الحالة الإنسانية الفردية والمجتمعية تُفقد الفكر تأثيره الفعّال في خلق استمرارية الإبداع لتغيير الواقع.

    الفكر يتنافى مع الأيديولوجيا تماما، فبينما تمثل الأيديولوجيا تأكيدا دائما وقطعيا ومطلقا لعقيدة لا تقبل الشك أو النقاش أو الخطأ، يسعى الفكر باستمرار إلى البحث عن الحقيقة بهدوء وتأنّ واستقلالية فردية تامة

    ولا يخفى أن الأيديولوجيا هي في الأصل فكر تحول إلى عقيدة بتأثير ودفع من السلطة الحاكمة، التي تسعى لتقسيم المجتمع إلى فئتين متنافرتين، فئة تنتهج عقيدة السلطة الحاكمة فتكون في المرتبة السامية ما دامت عوامل السلطة الداعمة قائمة، وفئة تقف ضدها لتكتسب صفة العداوة وتكون على الدوام في مهبّ القهر والعنف والعصيان والتمرد، وتؤدي هذه الممارسة السلطوية للأيديولوجيا إلى تقسيم بنية المجتمع الفوقية، ما بين النخبة المثقفة، فبينما تزدهر ثقافة السلطة المؤدلجة وتفرخ العديد من الأشكال الثقافية المتناسخة والمتماثلة والمتطابقة في الكثير من الأحيان مع النظام السياسي القائم، نجد في المقابل أن الثقافة الأخرى المضادة لها تتوارى وتتراجع لتختفي أو تعود لاحقاً في أشكال عقائدية أكثر صدامية وحدّة.

    إن ما يميّز الأيديولوجيا عن الفكر هو أن المؤدلجين يطرحون عقيدتهم على أنها مذهب فكري يمثل الحقيقة المطلقة ولا يمكن الجدال أو النقاش حول صحتها، ولا بد لجميع أفراد المجتمع الخضوع لها، إن الأيديولوجيا بكافة أنواعها وأنماطها تتمثل في مجموعة من المبادئ والمفاهيم والقواعد التي اكتسبت صفة الجمود عند لحظة تاريخية معينة، تدفع بالإنسان المؤمن بها إلى تحجر فكري لا يهدف إلى إجراء التغيير وتحقيق المزيد من العدالة والإنسانية في المجتمع بقدر اندفاعه في سبيل الدفاع عن عقيدته وإثبات صحتها، بحيث تصبح الأيديولوجيا أهم من العلاقة مع الآخر المختلف أو حتى المترقب المحايد.

    وبذلك تصنع الأيديولوجيا فردا انطوائيا فكريّا يتعذر عليه التواصل والتفاهم مع الآخرين. وفي هذا السياق يكشف لنا التاريخ فصولاً مروعة عن مأساة البشرية مع الأيديولوجيات المختلفة (الستالينية، الفاشية، النازية)، فلم تكن هناك أيديولوجيا إلا وقامت بشرعنة العنف الذي خدمها، وأدى ذلك على الدوام إلى المزيد من القهر والدماء، وبالتالي لا تقوم الأيديولوجيا بإباحة العنف وحسب وإنما تبرره، كما يؤكد المؤدلجون على فاعلية العنف في إرساء مبادئ الواقعية السياسية عبر التاريخ.

    وهكذا يمكن القول إن الإنسانية عانت الأمرّين عبر القرون الماضية بفعل الأيديولوجيات التي تصارعت فيما بينها من جهة، وبينها وبين الإنسان العاقل الذي رفض الوقوع عبداً لها من جهة أخرى، فنكلت به بمختلف وسائل القهر بهدف إعادة النظام وتوطيد السكوت. ومن هنا نجد أن الأيديولوجيا تجيز فعل الشر بهدف الخير وبالتالي فإن القتل الأيديولوجي مثلاً لا يعتبر شراً بل وسيلة للنضال ضد الشر وبالتالي يكون خيراً من وجهة نظر أصحاب تلك العقيدة.
    Thumbnail

    وفي النهاية يمكننا القول إن الفكر يتنافى مع الأيديولوجيا تماما، فبينما تمثل الأيديولوجيا تأكيدا دائما وقطعيا ومطلقا لعقيدة لا تقبل الشك أو النقاش أو الخطأ، يسعى الفكر باستمرار إلى البحث عن الحقيقة بهدوء وتأنّ واستقلالية فردية تامة، بعكس الأيديولوجيا التي تعتبر تحشيداً وتكديساً وتجميعاً لبشر مستلبي الفكر، يتنازلون طوعاً أو كرها عن حريتهم الفكرية لعقائد لا تقبل منهم سوى السمع والطاعة.

    وهكذا فإن الفكر هو التزام شخصي يدفع الفرد على الدوام إلى الحرية في البحث والاكتشاف والارتكاز على الواقع والمنطق، وبالتالي نجد أن أكبر تحدّ نواجهه كأفراد أولاً ومجتمعات بشرية ثانياً هو قدرتنا على بناء فكر جديد على أنقاض الأيديولوجيات التي عصفت بالبشرية وأدمتها لقرون طويلة، حتى نستطيع إعادة المعنى الحقيقي من وجودنا وخلق المزيد من الإبداع.

    وهنا يجب أن نشير إلى أن روح كل حقبة تاريخية أيديولوجيتها، فهي المنطق الكامن وراء كل إنتاجاتها، إذا لم نكتشفه فسوف نعجز عن فهم تلك الإنتاجات والتموضعات التي وصلنا إليها. إن روح العصر -أي التصورات الذهنية التي تحكم الفكر في عصر ما- بمثابة المفتاح الذي يساعدنا على فهم كل ما يجري في المجتمع في عصر معين. ومعنى ذلك أن الأيديولوجيا تنبع من الماضي وتحن إليه، وفي مواقف أخرى تعكس الحاضر والأمر الواقع، وأخيرا قد تبشر بالمستقبل والمثل الأعلى. فالأيديولوجيا لها فاعلية في غاية الأهمية فهي تستطيع أن تعزل الجماهير عن الواقع في سياق ما، أو قد تبسّط لها الواقع وتفهمها إياه في موقف ما. لذلك فإن الأيديولوجيا تعني كل شيء وعكسه، وبوسع كلمة أيديولوجيا أن تؤدي معاني مختلفة حسب منظور المتكلم وقدرته على التعبير والمناقشة، فهي أداة طيّعة في يد من يستخدمها وجب علينا الحذر منها.

    ينشر بالاتفاق مع مجلة "الجديد" الثقافية اللندنية


                  

06-20-2022, 09:13 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مأزق الإسلاميين: (ماقبل السقوط ) وبعده ....؟ (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الهدف من البوست أصلاً ليس الحديث عن الإسلاميين ولكنه جاء عرضاً. الهدف هو إلقاء الضوء على الانتماء التنظيمي و اعتناق الايديولوجيات التي تجعل من
    التنظيم غاية وليس وسيلة وتجعل من المنتمي عبد للنص الايديولوجي وتتوارى كثير من القيم الإنسانية في سبيل تطبيق الايديولوجيا و في سبيل الإيمان بمبدأ أو فكر ما..
    ضربت مثلا بالاسلاميين لأنهم كانوا المثال الحي للإنتماء الصنمي الذي يجعل الفرد يغمض عن الأخطاء و السلبيات والانحرافات بسبب الإنتماء و بسبب سطوة التنظيم..فالتنظيم أصلا هدف
    لخدمة البشر و ليس غاية في ذاته..
    هذا كل وددت قوله.
                  

11-15-2023, 08:46 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مأزق الإسلاميين: (ماقبل السقوط ) وبعده ....؟ (Re: محمد عبد الله الحسين)

    البحث في الدفاتر القديمة قد يكون دافعه الفلس...

    ولكنه ليس الدافع الوحيد.... قد يكون هروبا من واقع ممل..

    وقد يكون نوع من التعرف على الذات ..ومدى التغيير الذي يحدث في الشخصية..

    أحيانا تنكر النفس ما قالته أو ما كانت تؤمن به .....

    *** مهما يكن هي إتكاءة على الأمس لنستعيد ما مضى ، عله يكون فيه العِبَر..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de